سبب نزول
الآية (79) من سورة آل عمران
﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ
وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ
اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ
الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾
قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو " تعلمون " مخففا الباقون بالتشديد. روي عن ابن عباس أنه قال: سبب نزول هذه
الآية أن قوما من اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وآله أتدعونا إلى عبادتك كما دعا المسيح النصارى فنزلت الآية.
سبب نزول
الآية (77) من سورة آل عمران
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا
قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ
اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
اختلفوا في سبب نزول هذه الآية، فقال مجاهد، وعامر الشعبي: إنها نزلت في
رجل حلف يمينا فاجرة في تنفيق سلعته. وقال ابن جريج: إنها نزلت في الأشعث
بن قيس وخصم له في أرض قام ليحلف عند رسول الله، فنزلت
الآية فنكل الأشعث، واعترف بالحق، ورد الأرض. وقال عكرمة نزلت في جماعة من
اليهود: حي بن أحطب، وكعب بن الأشرف، وأبي رافع، وكنانة بن أبي الحقيق.
وقال الحسن كتبوا كتابا بأيديهم ثم حلفوا أنه من عند الله فيما ادعوا من
أنه ليس علينا في الأميين سبيل المعنى: وعهد الله هو ما يلزم الوفاء به.
ويستحق بنقضه الوعيد. وهو ما أخذه على العبد وأوجبه عليه بما جعل في عقله
من قبح تركه، وذلك في كل واجب عليه، فإنه يلزم بنقضه الوعيد إلا أن يتوب أو
يجتنب الكبيرة. والعهد: هو العقد الذي تقدم به إلى العبد بما يجده في عقله
من الزجر عن خلاف الحق، والدعاء إلى التمسك به، والعمل عليه، وإنما وصف ما
اشتروه من عرض الدنيا بأنه ثمن قليل مع ما قرن به الوعيد لامرين:
أحدهما: لأنه قليل في جنب ما يؤدي إليه من العقاب والتنكيل.
والثاني: هو أنه مع كونه قليلا، الاقدام فيه على اليمين مع نقض العهد عظيم.
وقوله: " أولئك لا خلاق لهم " معناه لا نصيب وافر لهم. وقيل في أصل الخلاف
قولان:
أحدهما: الخلق: التقدير، فيوافق معناه، لان النصيب: الوافر من الخير بالتقدير لصاحبه يكون نصيبا له.
والاخر: من الخلق، لأنه نصيب مما يوجبه الخلق الكريم. وقوله: (ولا يكلمهم الله) قيل في معناه قولان:
أحدهما: " لا يكلمهم " بما يسرهم بل بما يسوءهم وقت الحساب لهم، لان الغرض
إنما هو الوعيد، فلذلك تبعه معنى لا يكلمهم بما يسر مع أن ظاهر قوله: " ثم
أن علينا حسابهم " (1) أنه يكلمهم بما يسوءهم في محاسبته لهم، هذا قول أبي
علي.
الثاني: لا يكلمهم أصلا، وتثبت المحاسبة بكلام الملائكة لهم (ع) بأمر الله
إياهم، فيكون على العادة في احتقار إنسان على أن يكلمه الملك لنقصان
المنزلة. وقوله: (ولا ينظر إليهم) أي لا يرحمهم، كما يقول القائل لغيره:
انظر إلي يريد ارحمني وفي ذلك دلالة على أن النظر مع تعديته بحرف (إلى) لا
يفيد الرؤية، لأنه لا يجوز حملها في
الآية على أنه لا يراهم بلا خلاف. وقوله: (ولا يزكيهم) معناه لا يحكم بزكاتهم
دون أن يكون معناه لا يفعل الايمان الذي هو الزكاء لهم، لأنهم في ذلك،
والمؤمنين سواء، فلو أوجب ما زعمت المجبرة، لكان لا يزكيهم، ولا يزكي
المؤمنين أيضا في الآخرة وذلك باطل.
1- قائله فرعان بن الأعرف السعدي التميمي، في ولده منازل يدعو عليه. لان
منازل ضرب والده عندما تزوج على أمه. وصدره: نحون مالي ظالما ولوى يدي! وهو
من أبيات يقولها في ابنه منازل لان منازل عق أباه وهو فرعان وضربه لأنه
تزوج على أمه امرأة شابة، ؟لامه ثم استاق مال أبيه واعتزل مع أمه فقال فيه
الأبيات.
سبب نزول
الآية (65) من سورة آل عمران
﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ
التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾
روي عن ابن عباس، والحسن، وقتادة والسدي أن أحبار اليهود ونصارى نجران
اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فتنازعوا في إبراهيم، فقالت
اليهود: ما كان إلا يهوديا. وقالت النصارى ما كان إلا نصرانيا، فأنزل الله
تعالى هذه الآية..
وقوله: " لم تحاجون " فالحجاج، والمحاجة واحد، وهو الجدال أما بحجة أو
شبهة، وقد يسمى الجدال بابهام الحجة حجاجا، وعلى ذلك كان أهل الكتاب في
ادعائهم لإبراهيم، لأنهم أو هموا صحة الدعوى من غير سلوك لطريق الهدى ولا
تعلق بما يظن به صحة المعنى. وأما الحجة فهو البيان الذي يشهد لصحة
المقالة، وهي والدلالة بمعنى واحد. والفرق بين الحجاج والجدال أن الحجاج
يتضمن اما بحجة أو شبهة أو ابهام في الحقيقة، لان أصله من الجدل، وهو شدة
الفتل.
سبب نزول
الآية (64) من سورة آل عمران
﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إلى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا
وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن
تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾
قيل في من نزلت هذه
الآية ثلاثة أقوال:
أحدهما: ذكره الحسن، والسدي، وابن زيد، ومحمد بن جعفر بن الزبير: أنهم نصارى نجران.
والثاني: قال قتادة، والربيع، وابن جريج: أنهم يهود المدينة، وقد روى ذلك
أصحابنا. ووجه هذا القول أنهم أطاعوا الأحبار طاعة الأرباب، فسلكوا بهم
طريق الضلال. ويدل على ذلك قوله: (عز وجل) " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أربابا من دون الله " (1) وروي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال ما عبدوهم من
دون الله وإنما حرموا لهم حلالا وأحلوا لهم حراما، فكان ذلك اتخاذ الأرباب
من دون الله.
الثالث: ذكره أبو علي الجبائي أنها في الفريقين من أهل الكتاب على ظاهر الكلام.
1- سورة الحج آية: 25.
سبب نزول
الآية (31) من سورة آل عمران
﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
قيل: إن هذه
الآية نزلت في قوم من أهل الكتاب، قالوا: نحن الذين نحب ربنا فجعل الله تصديق
ذلك اتباع رسله. هذا قول الحسن وابن جريج. وقال محمد بن جعفر بن الزبير:
إنها نزلت في وفد نجران من النصارى.
سبب نزول
الآية (12) من سورة آل عمران
﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾
وقال ابن عباس، وقتادة وابن إسحاق: إن هذه
الآية نزلت لما هلكت قريش يوم بدر، فجمع النبي صلى الله عليه وآله اليهود بسوق
قينقاع فدعاهم إلى الاسلام وحذرهم مثل ما نزل بقريش من الانتقام، فقالوا:
لسنا كقريش الاغمار الذين لا يعرفون القتال، لئن حاربتنا لتعرفن البأس.
فأنزل الله " قل للذين كفروا سيغلبون ويحشرون " الآية.
سبب نزول
الآية (7) من سورة آل عمران
﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ
هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء
الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ
اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ
عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ﴾
وقال الربيع: نزلت هذه
الآية في وفد نجران، لما حاجوا النبي صلى الله عليه وآله في المسيح، فقالوا:
أليس هو كلمة الله وروح منه؟فقال بلى، فقالوا: حسبنا، فأنزل الله تعالى
(فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه) ثم أنزل (إن مثل عيسى عند
الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (1) وقال قتادة: بل كل من
احتج بالمتشابه لباطله، داخل فيه، فمنهم الحرورية والسبابية، وغيرهم.
1- سورة آل عمران آية: 59.
سبب نزول
الآية (199) من سورة عمران
﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَـبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَآ أُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَـشِعِينَ للهِ لاَ يَشْتَرُونَ
بِئَايَـتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ
رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾
سبب النزول
هذه
الآية - حسب ما يذهب إِليه أكثر المفسّرين - نزلت في مؤمني أهل الكتاب الذين
تركوا العصبية العمياء، والتحقوا بصفوف المسلمين، وكانوا يشكلون عدداً
معتدّاً به من النصارى واليهود.
ولكنّها حسب اعتقاد بعض المفسّرين أنّها نزلت في النّجاشي ملك الحبشة العادل، وإِن كان مفهومها أوسع من ذلك المورد.
ففي السنة التاسعة للهجرة وفي شهر رجب بالذات توفي النجاشي، فبلغ خبر وفاته
إِلى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بإِلهام إِلهي في اليوم الذي مات
فيه وقال: (صلى الله عليه وآله وسلم) "اخرجوا فصلّوا على أخ لكم مات بغير
أرضكم" ، قالوا: ومن؟ قال: النجاشي، فخرج النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
إلى البقيع وكشف له من المدينة إِلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي، وصلى
عليه، فقال بعض المنافقين: انظروا إِلى هذا يصلّي على علج نصراني حبشي لم
يره قطّ وليس على دينه، فأنزل الله هذه
الآية ردّاً على مقالتهم(1).
هذا ويستفاد من هذه الرواية أن النجاشي إعتنق الاسلام بالكامل وإِن لم يظهر ذلك.
1- تفسير مجمع البيان والمنار والميزان
سبب نزول الآيات (196-197-198) من سورة عمران
﴿لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى الْبِلَـدِ * مَتَـعٌ
قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ * لَـكِنِ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّـتٌ يتَجْرِى مِن تَحْتِهَا
الاَْنْهَـرُ خَـلِدِينَ فِيهَا نُزُو مِّنْ عِندِ اللهِ وَمَا عِندَ اللهِ
خَيْرٌ لِّلاَْبْرَارِ﴾
سبب النزول
كان أكثر مشركي مكّة أهل تجارة، وقد كانوا يحصلون من هذا الطريق على ثروة
ضخمة، يتنعمون بها، وهكذا كان يهود المدينة أهل تجارة، وكانوا يعودون من
رحلاتهم التّجارية على الأغلب موفورين، في حين كان المسلمون بسبب أوضاعهم
الخاصّة، لا سيما بسبب الهجرة، والحصار الذي كان مشركو مكّة قد فرضوه
عليهم، يعانون من وضع إِقتصادي صعب جداً، وبكلمة واحدة كانوا يعيشون في
عسرة شديدة.
فكانت مقارنة هاتين الحالتين تطرح على البعض السّؤال التالي: كيف يتنعّم
أعداء الله في العيش الرخي، بينما يقاسي المؤمنون ألم الجوع والفقر المدقع؟
فنزلت الآيات الحاضرة تجيب على هذا التساؤل(1).
1- راجع كتاب وستر مارك، وكتاب "حقوق المرأة في الاسلام" والكتب الباحثة في مذاهب البشر وعقائدهم.
سبب نزول
الآية (195) من سورة عمران
﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَـمِل مِّنكُم
مِّنْ ذَكَر أَوْ أُنثَى بَعْضُكُمْ مِّن بَعْض فَالَّذِينَ هَاجَرُوا
وَأُخْرِجُوا مِن دِيَـرِهِمْ وَأُوذُوا فِى سَبِيلىِ وَقَـتَلُوا
وَقُتِلُوا لاَُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلاَُدْخِلَنَّهُمْ
جَنَّـت تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَـرُ ثَوَاباً مِّنْ عِندِ اللهِ
وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾
سبب النزول
هذه
الآية تعقيب على الآيات السابقة حول أُولي الألباب والعقول النّيرة ونتيجة أعمالهم، والشروع بفاء التفريع - في هذه
الآية - أوضح دليل على هذا الإِرتباط، ومع ذلك ذكرت أسباب نزول متعددة لها في
الأحاديث وأقوال المفسرين، لكنها لا تنافي - في حقيقتها - الإِرتباط الذي
ذكرناه لهذه
الآية مع الآيات السابقة.
ومن جملة ذلك ما نقل عن أمّ سلمة (وهي إحدى زوجات النّبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) ) أنّها قالت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا رسول الله
ما بال الرجال يذكرون في الهجرة دون النساء؟ فأنزل الله هذه الآية.
كما نقل أيضاً أنّ عليّاً(عليه السلام) لما هاجر بالفواطم (وهن فاطمة بنت
أسد، وفاطمة بنت النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفاطمة بنت الزبير) من
مكّة إِلى المدينة، ولحقت به أُم أيمن - وهي إحدى زوجات النّبي المؤمنات -
في أثناء الطريق نزلت
الآية الحاضرة(1).
والمسألة كما قلناه، فإِن الأسباب المذكورة لنزول
الآية لا تنافي الإرتباط الذي أشرنا إليه بين هذه الآية.
والآيات السابقة، كما أنه لا تنافي أيضاً بين هذين السببين المذكورين للآية أيضاً.
1- مستدرك الوسائل، ج 1، ص 369.
سبب نزول
الآية (188) من سورة عمران
﴿لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن
يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَة مِّنَ
الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَللهِ مُلْكُ السَّمَـوَتِ
وَالاَْرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ﴾
سبب النزول
ذكر المحدّثون والمفسرون أسباباً عديدة لنزول هذه الآية، منها أن اليهود
كانوا يفرحون لما يقومون به من تحريف لآيات الكتب السماوية وكتمان حقائقها
ظناً منهم بأنّهم يحصلون من وراء ذلك على نتيجة، وفي الوقت نفسه كانوا
يحبّون أن ينسبهم الناس إِلى العلم، ويعتبرونهم من حماة الدين فنزلت هذه
الآية ترد على تصورهم الخاطىء هذا.
وقال آخرون أنّها نزلت في شأن المنافقين، لأنهم كانوا يجمعون ويتفقون على
التخلف عن الجهاد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إِذا نشبت حرب من
الحروب الإِسلامية، متذرّعين لذلك بمختلف المعاذير والحجج، فإِذا عاد
المجاهدون من القتال إِعتذروا وحلفوا لهم بأنّهم كانوا يودّوا المشاركة
لولا بعض الأعذار، وأحبوا بالتالي أن يقبل منهم العذر ويحمدوا بما ليسوا
عليه من الإِيمان وبما لم يفعلوه من أفعال المجاهدين الصادقين.
فنزلت هذه
الآية ترد على هذا التوقع غير المبرر وغير الوجيه(1).
1- تفسير أبو الفتوح الرازي، وتفسير مجمع البيان عند تفسير هذه الآية، ومتن الحديث العلوي منقول عن نهج البلاغة