المفردات
للراغب الأصفهاني - بخل - بخس - بخع - بدر
البخل: إمساك المقتنيات عما لا يحق حبسها عنه، ويقابله الجود، يقال: بخل
فهو باخل، وأما البخيل فالذي يكثر منه البخل، كالرحيم من الراحم.
والبخل ضربان: بخل بقنيات نفسه، وبخل بقنيات غيره، وهو أكثرها ذما، دليلنا
على ذلك قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ
بِالْبُخْلِ﴾ النساء/37.
بخس
البخس: نقص الشيء على سبيل الظلم، قال تعالى: ﴿وَهُمْ فِيهَا لاَ
يُبْخَسُونَ﴾ هود/15، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ
أَشْيَاءهُمْ﴾ الأعراف/85، والبخس والباخس: الشيء الطفيف الناقص، وقوله
تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ يوسف/20 قيل: معناه: باخس، أي: ناقص،
وقيل: مبخوس أي: منقوص، ويقال: تباخسوا أي: تناقصوا وتغابنوا فبخس بعضهم
بعضا.
البخع: قتل النفس غما، قال تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ﴾ الكهف/6
حث على ترك التأسف، نحو: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾
فاطر/8. قال الشاعر ذي الرمة:
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه بشيء نحته عن يديك المقادر
وهو في ديوانه ص 338، ولسان العرب (بخع)
وبخع فلان بالطاعة وبما عليه من الحق: إذا أقر به وأذعن مع كراهة شديدة تجري مجرى بخع نفسه في شدته.
بدر
قال تعالى: ﴿وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا﴾ النساء/6 أي:
مسارعة، يقال: بدرت إليه وبادرت، ويعبر عن الخطأ الذي يقع عن حدة: بادرة
(قال ابن منظور: والبادرة: الحدة، وهو ما يبدر من حدة الرجل عند غضبه من
قول أو فعل). يقال: كانت من فلان بوادر في هذا الأمر، والبدر قيل سمي بذلك
لمبادرته الشمس بالطلوع، وقيل: لامتلائه تشبيها بالبدرة (البدرة: كيس فيه
ألف أو عشرة آلاف درهم، سميت ببدرة السخلة)، فعلى ما قيل يكون مصدرا في
معنى الفاعل، والأقرب عندي أن يجعل البدر أصلا في الباب، ثم تعتبر معانيه
التي تظهر منه، فيقال تارة: بدر كذا، أي: طلع طلوع البدر، ويعتبر امتلاؤه
تارة فشبه البدرة به. والبيدر: المكان المرشح لجمع الغلة فيه وملئه منه
لامتلائه من الطعام. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ﴾ آل
عمران/123، وهو موضع مخصوص بين مكة والمدينة.