قال تعالى: ﴿فلما رأى الشمس بازغة﴾ الأنعام/78، ﴿فلما رأى القمر بازغا﴾
الأنعام/77، أي: طالعا منتشر الضوء، وبزغ الناب، تشبيها به، وأصله من: بزغ
البيطار الدابة: أسال دمها فبزغ هو،أسال.
بس
قال الله تعالى: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ الواقعة/5، أي: فتتت، من
قولهم: بسست الحنطة والسويق بالماء: فتته به، وهي بسيسة، وقيل: معناه: سقت
سوقا سريعا، من قولهم: انبست الحيات: انسابت انسيابا سريعا، فيكون كقوله عز
وجل: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ﴾ الكهف/47، وكقوله: ﴿وَتَرَى
الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾
النمل/88.
وبسست الإبل: زجرتها عند السوق، وأبسست بها عند الحلب، أي: رققت لها كلاما
تسكن إليه، وناقة بسوس: لا تدر إلى على الإبساس، وفي الحديث: (وجاء أهل
اليمن يبسون عيالهم) (الحديث عن سفيان بن أبي زهير أنه قال: سمعت رسول الله
يقول: (يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة
خير لهم لو كانوا يعلمون). وهو صحيح أخرجه البخاري. انظر: الفتح 4/90؛
وتنوير الحوالك 3/85) أي: كانوا يسوقونهم.
بسر
البسر: الاستعجال بالشيء قبل أوانه، نحو: بسر الرجل الحاجة: طلبها في غير
أوانها، وبسر الفحل الناقة: ضربها قبل الضبعة (انظر: اللسان (بسر).
والضبعة: شدة شهوة الفحل للناقة. انظر: اللسان (ضبع)، وماء بسر: متناول من
غديره قبل سكونه، وقيل للقرح الذي ينكأ قبل النضج: بسر، ومنه قيل لما لم
يدرك من التمر: بسر، وقوله عز وجل: ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ المدثر/22 أي:
أظهر العبوس قبل أوانه وفي غير وقته، فإن قيل: فقوله: ﴿وَوُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ﴾ القيامة/24 ليس يفعلون ذلك قبل الوقت، وقد قلت: إن
ذلك يقال فيما كان قبل الوقت! قيل: إن ذلك إشارة إلى حالهم قبل الانتهاء
بهم إلى النار، فخص لفظ البسر، تنبيها أن ذلك مع ما ينالهم من بعد يجري
مجرى التكلف ومجرى ما يفعل قبل وقته، ويدل على ذلك قوله عز وجل: ﴿تَظُنُّ
أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ﴾ القيامة/25.