أشـر
الأشر: شدة البطر، وقد أشر (يقال: أشر وأشر بالفتح والكسر، والمعنى مختلف،
انظر: الأفعال 1/103) يأشر أشرا، قال تعالى: ﴿سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ
الْكَذَّابُ الْأَشِرُ﴾ القمر/26، فالأشر أبلغ من البطر، والبطر أبلغ من
الفرح، فإن الفرح - وإن كان في أغلب أحواله مذموما لقوله تعالى: ﴿إِنَّ
اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ القصص/76 - فقد يحمد تارة إذا كان على
قدر ما يجب، وفي الموضع الذي يجب، كما قال تعالى: ﴿فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُواْ﴾ يونس/58 وذلك أن الفرح قد يكون من سرور بحسب قضية العقل،
والأشر لا يكون إلا فرحا بحسب قضية الهوى، ويقال: ناقة مئشير (يقال: رجل
مئشير وامرأة مئشير، وناقة مئشير وجواد مئشير، يستوي فيه المذكر والمؤنث.
انظر: اللسان (أشر)، أي: نشيطة على طريق التشبيه، أو ضامر من قولهم: أشرت
الخشبة (أشر الخشبة: شقها). أسـا
الأسوة والإسوة كالقدوة والقدوة، وهي الحالة التي يكون الإنسان عليها في
اتباع غيره إن حسنا وإن قبيحا، وإن سارا وإن ضارا، ولهذا قال تعالى:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ الأحزاب/21،
فوصفها بالحسنة، ويقال: تأسيت به، والأسى: الحزن. وحقيقته: إتباع الفائت
بالغم، يقال: أسيت عليه وأسيت له، قال تعالى: ﴿فَلاَ تَأْسَ عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ المائدة/68، وقال الشاعر للبحتري:
أسيت لأخوالي ربيعة أن عفت *** مصايفها منها، وأقوت ربوعها
وهو في زهر الأداب 1/112؛ وديوانه 1/10 من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين المتوكل، ومطلعها:
منى النفس في أسماء لو يستطعها *** بها وجدها من غادة وولوعها
وأصله من الواو؛ لقولهم: رجل أسوان (قال الخليل: ويجوز في الوحدان: أسيان
وأسوان، انظر العين 7/332)، أي: حزين، والأسو: إصلاح الجرح وأصله: إزالة
الأسى، نحو: كربت النخل: أزلت الكرب عنه، وقد أسوته آسوه أسوا، والآسى:
طبيب الجرح، جمعه: إساة وأساة، والمجروح مأسي وأسي معا، ويقال: أسيت بين
القوم، أي: أصلحت (انظر: المجمل 1/96)، وآسيته. قال الشاعر دريد بن الصمة
يرثي أخاه عبد الله:
طعان امرئ آسى أخاه بنفسه *** ويعلم أن المرء غير مخلد
وهو في (ديوانه ص 49)
وقال آخر:
فآسى وآداه فكان كمن جنى *** ولم يجنها لكن جناها وليه
وهو لسويد المراثد الحارثي، وهو في شرح الحماسة للتبريزي 2/165؛ والكامل للمبرد 2/271.
قوله: آداه: أعانه، ويجوز أن يكون من الآداة، أي: جعل له أداة الحرب وعدتها)
وآسي هو فاعل من قولهم: يواسي، وقول الشاعر: يكفون أثقال تأي المستآسي فهو
مستفعل من ذلك، فأما الإساءة فليست من هذا الباب، وإنما هي منقولة عن
ساء.أسـن
يقال: أسن الماء يأسن، وأسن يأسن (انظر: المجمل 1/96؛ والأفعال 1/66 - 106؛
وتهذيب اللغة 3/275) : إذا تغير ريحه تغيرا منكرا، وماء آسن، قال تعالى:
﴿مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ﴾ محمد/15، وأسن الرجل: مرض، من: أسن الماء، إذا
غشي عليه (أسن الرجل: غشي عليه من خبث ريح البئر. انظر: اللسان؛ والعين
7/307)، قال الشاعر:
يميد في الرمح المائح الأسن التارك القرن مصفرا أنامله
وهو في ديوانه ص 105؛ والأفعال 1/106؛ وتهذيب اللغة 13/84؛ واللسان (أسن) ؛ والجمهرة 3/275) وقيل: تأسن الرجل إذا اعتل تشبيها به.
أصـر
الأصر: عقد الشيء وحبسه بقهره، يقال: أصرته فهو مأصور، والمأصر والمأصر:
محبس السفينة. قال الله تعالى ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ﴾ الأعراف/157
أي: الأمور التي تثبطهم وتقيدهم عن الخيرات وعن الوصول إلى الثواب، وعلى
ذلك: ﴿وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا﴾ البقرة/286، وقيل ثقلا (انظر:
العين 7/147). وتحقيقه ما ذكرت، والإصر: العهد المؤكد الذي يثبط ناقضة عن
الثواب والخيرات، قال تعالى: ﴿أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ
إِصْرِي﴾ آل عمران/81.
الإصار: الطنب والأوتاد التي بها يعمد البيت، وما يأصرني عنك شيء، أي: ما يحبسني.
والأيصر (وفي اللسان (الأيصر) : حبيل صغير قصير يشد به أسفل الخباء إلى وتد) : كساء يشد فيه الحشيش فيثنى على السنام ليمكن ركوبه.
أصبـع
الإصبع (وقد نظم ابن مالك لغات الإصبع فقال:
تثليت با إصبع مع شكل همزته *** بغير قيد مع الأصبوع قد نقلا
استدراك انظر: التسهيل ص 35. وكان القياس أن تذكر في مادة صبغ لأن الهمزة
زائدة) : اسم يقع على السلامى والظفر والأنملة والأطرة والبرجمة معا،
ويستعار للأثر الحسي فيقال: لك على فلان إصبع (وفي اللسان: يقال: فلان من
الله عليه إصبع حسنة، أي: أثر نعمة حسنة، وعليه منك إصبع حسنة، أي: أثر
حسن)، كقولك: لك عليه يد.