الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة الجمعة فبراير 08, 2013 9:01 pm | |
| زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة زينب الكبرى (عليها السّلام) سليلة أشرف نسب في الإسلام ، فاُمّها فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلوات الله عليهما) ، وأبوها أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وقد ولدتها اُمّها بعد ولادة أشرف شهيدَين، سيّدا شباب أهل الجنّة الحسنين (عليهما السّلام) ، فنشأت في بيت الوحي بعد أن رضعت القدسيّة من ثدي العصمة ، ونهلت العلم والحِلم ومكارم الأخلاق وكلّ الخصال الحميدة التي اشتهرت عن آل البيت، وهي لمّا تزل صغيرة .
وقد أثبتت حوادث ما بعد الشهادة ومواقفها خلال فترة السبي ، على رجاحة عقلها وقوّة حجّتها وحضور وحيها في أشدّ لحظات الخطر وأصعبها ، إذ قادت بنفسها مسيرة ما تبقّى من الموكب ، ودافعت عنه دفاع اللبوة عن أشبالها ، فغدت مواقفها على مرّ الأيّام وتعاقب القرون مثالاً يحتذى به ، وفخراً لثورة أخيها التي أكملتها بجهادها المستميت . وقد ذكر الطبرسي أنّها (عليها السّلام) كانت شديدة الحبّ لأخيها الحسين منذ نعومة أظفارها ، وكأنّ السرّ الإلهي كان يعدّهما لهدفٍ واحد يتقاسمان أعباءه . وهذا ما أكّده تواتر الأيّام ؛ إذ شاركته مسيرته وكانت إلى جانبه في معمعان محنته ، ولمّا سقط خرجت من فسطاطها ووقفت عند جسده ثمّ رفعت رأسه وقالت : اللّهم تقبّل منّا هذا القربان(1) . وقيل : إنّها كانت قد وطّنت نفسها عند إحراق الخيم أن تقرّ في الخيمة مع النسوة ، إن كان الله شاء إحراقهنّ كما شاء قتل رجالهنّ ، وقد سألت زين العابدين عند اضطرام النار : يابن أخي ، ما نصنع ؟ مستفهمة منه مشيئة الله فيهنّ . ـــــــــــــــ (1) الكبريت الأحمر 3 / 13 عن الطراز المذهّب . إنّها الروح المؤمنة ذاتها التي رفعت هتافها فوق جسد الحسين الطاهر ، وتضرّعت لله أن يقبله كقربان ، صرخت أمام يزيد الفاسق : أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوههن , وصَحِلت أصواتهن ، تحدو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد ، ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل ، ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد ، والشريف والدني ، ليس معهنّ من رجالهنّ ولي ، ولا من حماتهنّ حمي ؟! وكيف ترتجى مراقبة ابن مَن لفظ فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟! وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت مَن نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والإحن والأضغان ؟! ثمّ تقول غير متأثّم ولا مستعظم داعياً بأشياخك : ليت أشياخي ببدر شهدوا ! منحنياً على ثنايا أبي عبد الله سيّد شباب أهل الجنّة تنكتها بمحضرتك . وكيف لا تقول ذلك ؟! وقد نكأت القرحة واستأصلت الشّافة بإراقتك دماء ذرّية محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، ونجوم الأرض من آل عبد المطّلب ، أتهتف بأشياخك ؟! زعمت أنّك تناديهم فلترِدَنّ وشيكاً موردهم ، ولتودّنّ أنّك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت . اللّهمّ خذ لنا بحقّنا وانتقم ممَّن ظلمنا ، واحلل غضبك بمَن سفك دماءنا وقتل حماتنا . فوالله يا يزيد ما فريت إلاّ جلدك ، ولا حززت إلاّ لحمك ، ولترِدَنّ على رسول الله بما تحمّلت من سفك دماء ذريّته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ويلمّ شعثهم ويأخذ بحقّهم ، (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)(1) . وحسبك بالله حاكماً ، وبمحمّد (صلّى الله عليه وآله) خصيماً ، وبجبريل ظهيراً . وسيعلم مَن سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين ، بئس للظالمين بدلاً ! وأيّكم شرّ مكاناً وأضعف جنداً ! ـــــــــ (1) سورة آل عمران / 169 . ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك ، إنّي لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكنّ العيون عبرى والصدور حرّى ، ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء وهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلّب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفّرها اُمّهات الفراعل(1) ، ولئن اتّخذتنا مغنماً لتجدننا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلاّ ما قدّمت يداك وما ربّك بظلاّمٍ للعبيد . فإلى الله المشتكى وعليه المعوّل ، فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا يرحض عنك عارها ، وهل رأيك إلاّ فند وأيّامك إلاّ عدد ، وجمعك إلاّ بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين ؟ فالحمد لله ربّ العالمين ، الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ، إنّه رحيم ودود وهو حسبنا ونِعم الوكيل . هذه البلاغة والفصاحة لا يأتي بمثلها إلاّ مَن تربّى في بيت الطالبيّين ، وهذه الشجاعة الفائقة لا يجسر عليها بشرٌ حيال يزيد ، وقد جسرت عليها الحوراء , فبلبلت مجلس يزيد وأحدثت في أركانه هزّة ، فلم يزد إلاّ أن قال : يا صيحةً تُحمدُ من صوائحِ ما أهونَ النوح على النوائحِ ثمّ أمر بإخراج الحرم من المجلس إلى خربة ، حيث أقاموا فيها ثلاث أيّام يندبون وينوحون على الحسين (عليه السّلام)(2) . ــــــــــــ (1) العواسل : جمع عسّال , وهو الذئب . والفراعل : جمع فرعل , وهو ولد الضبع . (2) اللهوف / 207 ، وأمالي الصدوق / 101 . وإنّها لحكمة إلهيّة أن يسار بالسبي إلى الكوفة ودمشق بهذا الشكل المهين على أقتاب الجمال ، فيرى الناس في السبايا من الفجيعة أكثر ممّا رأوا أو سمعوا في قتل الحسين ، وهذا ما هدف له الشهيد بخروجه بالنساء والأطفال والرضّع ليكونوا شهوداً وألسنة تنطق بمظلمته . وقد قامت العقيلة زينب بالدَور الأكبر في ثورة أخيها الحسين بحملها لواء الحرب النفسيّة التي تمّمت حرب أخيها العسكريّة ، وشكّلت معها الوجه الآخر لهدفٍ واحد ألا وهو إحقاق الحقّ ، وتقويض الدولة الاُموية التي مثّلت انتهاك السنّة وتحريف العقيدة ، وفساد الحكم في كلّ زمان ومكان . ولو لَم تقم زينب (عليها السّلام) بدَورها الصعب الذي قامت به لَما زادت الواقعة ونتائجها عن واقعة ونتائج أيّة معركة تدار فيها الأيدي والسّيوف ، وتصهل فيها الخيل ، والرأي الأمثل في هذه الحكمة ـ حكمة خروج الحسين بحرمه وما تلاها من استلام زينب لراية الكفاح ـ إنّما كان هو الهدف الذي سيتحقق بعده كلّ أهداف الثورة ؛ إذ لولا خروج زينب وحرائر وعقيلات آل البيت هذا الخروج الدرامي المفجع لَما كان للهزّة الضميريّة هذا التوجّع المؤلم ، ولم يكن ليتسنّى لها الدخول على ابن زياد في قصر الإمارة لتعلن أمام الحشد صرختها التي هي في مضمونها صرخة مشتركة مع صوت أخيها الحسين (عليه السّلام) , فتقول : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا(1) . ــــــــــــ (1) تاريخ الطبري 6 / 262 ، واللهوف / 90 . ولا كان بإمكانها الوقوف أمام يزيد وهو فوق متّكئ سلطانه وجبروته وإلقاء خطبتها البليغة التي تحمل عبق الصدق، فتتآلف لها النفوس، وتتألّب لها الضمائر وتتوغّر معها الصدور على يزيد وطغمته ، فتكون بذلك قد بذرت بذرة الثورة في الصدور إلى أن يحين موعد انفجارها . وسيّد الشهداء (عليه السّلام) كان ينظر إلى المستقبل نظرته إلى كتاب مفتوح ، وكان عالِماً بأنّ خذلان شيعته لن يدوم أبد الدهر ، وكان في خروجه وإخراج الحرم معه إنّما يراهن على حيويّة الضمائر الإسلاميّة التي لن تجد مندوحة ولا أعذاراً في لوم نفسها على التقصير ، سواء عن سكوتها على مباغي الاُمويّين ، أم في عدم نصرتها للثائر الحسين الذي قام يحطّم الوثنيّة الجاهليّة الجديدة التي امتطت الإسلام لتحقيق مآربها ، ومحقت ذريّة الرسول صاحب هذه الرسالة باسم خلافة مزيّفة . الدكتور أنطون بارا
| |
|
بشار
مدير عام المنتدى رقم العضوية : 1 الجنــس : المواليد : 11/05/1992 التسجيل : 07/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 32 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 3576 نقـــــــــاط التقيم : 7183 السٌّمعَــــــــــــــة : 29 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة مدير المنتدى
| موضوع: رد: زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة الجمعة فبراير 08, 2013 9:36 pm | |
| سْع‘ـدَالله قَلِبِكْ .. وَشَرَحَ صَدِرِكْ .. وأنَــــآرَدَرِبــكْ .. وَفَرَجَ هَمِكْ .. يَع‘ـطِيِكْ رِبي العَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْ المُفِيدْ ..~ جَعَ‘ـلَهْ الله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه .. وشَفِيعْ لَك يَومَ الحِسَــآإبْ ..~ شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~ دُمت بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ـآ..
| |
|
عهد الوفاء الرتبــــــة
رقم العضوية : 44 الجنــس : المواليد : 25/06/1977 التسجيل : 21/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 47 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 8799 نقـــــــــاط التقيم : 11721 السٌّمعَــــــــــــــة : 3 علم بلدك : مشرفة الاجتماعيات والكتاب الشيعي
| موضوع: رد: زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة الجمعة فبراير 08, 2013 10:08 pm | |
| يسلمو على الطرح المميز بوركت | |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة الأحد فبراير 10, 2013 1:42 pm | |
| بارك الله بك أخي الطريبيلي
وجزاك الله خير الجزاء | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة الأربعاء فبراير 20, 2013 9:24 pm | |
| بارك الله فيكم اخي بشار الربيعي واختي عهد الوفاء واخي بوسجاد على مروركم الكريم والمشاركة وحياكم الله
| |
|