( خالد يقتل مالك إبن نويرة ويزني بزوجته )
عدد الروايات : ( 3 )
إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 619 )
فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي
- كان قد صانع سجاح حين قدمت من أرض الجزيرة فلما إتصلت بمسيلمة لعنهما الله ، ثم ترحلت إلى بلادها ، فلما كان ذلك ندم مالك بن نويرة على ما كان من أمره ، وتلوم في شأنه وهو نازل بمكان يقال له : البطاح ، فقصدها خالد بجنوده وتأخرت عنه الأنصار وقالوا : إنا قد قضينا ما أمرنا به الصديق.
فقال لهم خالد : إن هذا أمر لابد من فعله وفرصة لابد من إنتهازها وإنه لم يأتني فيها كتاب وأنا الأمير ، وإلي ترد الأخبار ، ولست بالذي أجبركم على المسير ، وأنا قاصد البطاح فسار يومين ، ثم لحقه رسول الأنصار يطلبون منه الأنتظار فلحقوا به ، فلما وصل البطاح وعليها مالك بن نويرة فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس فإستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة وبذلوا الزكوات إلاّ ما كان من مالك بن نويرة فإنه متحير في أمره ، متنح ، عن الناس فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه أصحابه ، وإختلفت السرية فيهم فشهد أبو قتادة الحرث بن ربعي الأنصاري أنهم أقاموا الصلاة ، وقال آخرون: إنهم لم يؤذنوا ولا صلوا.
فيقال : إن الأسارى باتوا في كبولهم في ليلة شديدة البرد ، فنادى منادي خالد : أن أدفئوا أسراكم ، فظن القوم أنه أراد القتل فقتلوهم وقتل ضرار بن الأزور مالك بن نويرة ، فلما سمع الداعية خرج وقد فرغوا منهم ، فقال : إذا أراد الله أمراً أصابه وإصطفى خالد إمرأة مالك بن نويرة وهي أم تميم إبنة المنهال وكانت جملية ، فلما حلت بني بها ، ويقال : بل إستدعى خالد مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح ، وعلى منعه الزكاة وقال : ألم تعلم أنها قرينة الصلاة ؟ فقال مالك : إن صاحبكم كان يزعم ذلك.
فقال : أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار إضرب عنقه ، فضربت عنقه ، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدراًً فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم.
ويقال : إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر ، ولم تفرغ الشعر لكثرته.
وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصديق ، وتكلم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال للصديق : إعزله فإن في سيفه رهقاً ، فقال أبوبكر: لا أشيم سيفاً سله الله على الكفار. (ج/ص:6/355)
وجاء متمم بن نويرة فجعل يشكو إلى الصديق خالداًًً وعمر يساعده ، وينشد الصديق ما قال : في أخيه من المراثي ، فوداه الصديق من عنده.
ومن قول متمم في ذلك :
وكنا كندمانى جذيمة برهة * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً * لطول إجتماع لم نبت ليلة معاً
وقال أيضاًً :
لقد لامني عند العبورِ علي البكى * رفيقي لتذراف الدموع السوافك
وقال : أتبكي كل قبر رأيته * لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك
فقلت له إن الأسى يبعث الأسى * فدعني فهذا كله قبر مالك
والمقصود أنه لم يزل عمر بن الخطاب (ر) يحرض الصديق ويذمره على عزل خالد ، عن الإمرة ويقول : إن في سيفه لرهقاً ، حتى بعث الصديقالى خالد بن الوليد فقدم عليه المدينة وقد لبس درعه التي من حديد وقد صدئ من كثرة الدماء ، وغرز في عمامته النشاب المضمخ بالدماء
فلما دخل المسجد قام إليه عمر بن الخطاب فإنتزع الأسهم من عمامة خالد فحطمها وقال : أرياء قتلت أمراً مسلماًً ، ثم نزوت على إمرأته ، والله لأرجمنك بالجنادل وخالد لا يكلمه ولا يظن ألا إن رأي الصديق فيه كرأي عمر ، حتى دخل على أبي بكر فإعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه ما كان منه في ذلك ، وودى مالك بن نويرة ، فخرج من عنده وعمر جالس في المسجد ، فقال خالد : هلم إلي يا إبن أم شملة ، فلم يرد عليه وعرف أن الصديق قد رضي عنه.
وإستمر أبوبكر بخالد على الإمرة وإن كان قد إجتهد في قتل مالك بن نويرة وأخطأ في قتله ، كما أن رسول الله (ص) لما بعثه إلى أبي جذيمة فقتل أولئك الأسارى الذين قالوا : صبأنا صبأنا ، ولم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا ، فوداهم رسول الله (ص) حتى رد إليهم ميلغة الكلب ، ورفع يديه وقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ومع هذا لم يعزل خالداًًً ، عن الإمرة.
الرابط :
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=251&CID=104&SW=صانع#SR1 --------------------------------------------------------------------------------
المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 619 )
14091 - عن إبن أبي عون وغيره : أن خالد بن الوليد أدعي أن مالك بن نويرة إرتد بكلام بلغه عنه ، فأنكر مالك ذلك ، وقال : أنا على الإسلام ما غيرت ولابدلت وشهد له بذلك أبو قتادة وعبد الله بن عمر فقدمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه ، وقبض خالد إمرأته ، فقال لأبي بكر: إنه قد زنى فإرجمه ، فقال أبوبكر : ما كنت لأرجمه تأول فأخطأ ، قال : فإنه قد قتل مسلماًً فإقتله ، قال : ما كنت لأقتله تأول فأخطأ ، قال : فإعزله ، قال : ما كنت لأشيم لأشيم : أي لأغمد ، والشيم من الأضداد يكون سلاً وإغماداً ، النهاية (4/521) ب ، سيفاً سله الله عليهم أبداً.
الرابط :
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=137&CID=194&SW=14091#SR1 --------------------------------------------------------------------------------
تاريخ أبي الفداء - رقم الصفحة : ( 18 من 87 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- وفي أيام أبي بكر منعت بنو يربرع الزكاة وكان كبيرهم مالك بن نويرة ، وكان ملكاًً فارساً مطاعاً شاعراًً قدم على النبي (ص) وأسلم فولاه صدقه قومه فلما منع الزكاة أرسل أبوبكر إلي : مالك المذكور خالد بن الوليد في معنى الزكاة ، فقال مالك: أنا أتي بالصلاة دون الزكاة: فقال خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاًً لا تقبل واحدة دون الأخرى فقال مالك: قد كان صاحبكم يقول ذلك.
قال خالد : أو ما تراه لك صاحبا والله لقد هممت أن أضرب عنقك ثم تجاولا في الكلام فقال له خالد : إِني قاتلك.
فقال له : أو بذلك أمرك صاحبك قال : وهذه بعد تلك وكان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري حاضرين فكلما خالداًًً في أمره فكره كلامهما.
فقال مالك : يا خالد ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا.
فقال خالد : لا أقالني الله إن أقلتك وتقدم إلي ضرار بن الأزور بضرب عنقه فإلتفت مالك إلي زوجته وقال لخالد : هذه التي قتلتني وكانت في غاية الجمال ، فقال خالد : بل الله قتلك برجوعك ، عن الإسلام ، فقال مالك : أنا على الإسلام فقال خالد : يا ضرار إضرب عنقه ، فضرب عنقه وجعل رأسه أثفية .... وقال لإبن عمر ولأبي قتادة : إحضرا النكاح فأبيا ، وقال له إبن عمر : نكتب إلي أبي بكر ونعلمه بأمرها وتتزوج بها فأبى وتزوجها ، وفي ذلك يقول أبو نمير السعدي :
قضى خالد بغياً عليه بعرسه * وكان له فيها هوى قبل ذلك
فأمضى هواه خالد غير عاطف * عنان الهوى عنها ولا متمالك
فأصبح ذا أهل وأصبح مالك * إلي غير أهل هالكاً في الهوالك
ولما بلغ ذلك أبابكر وعمر قال عمر لأبي بكر : إن خالداًًً قد زنى فإرجمه ، قال : ما كنت أرجمه فإنه تأول فأخطأ ، قال : فإنه قد قتل مسلماًً فإقتله ، قال : ما كنت أقتله فإنه تأول فأخطأ ، قال : فإعزله ، قال : ما كنت أغمد سيفاً سله الله عليهم .
الرابط :
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=221&CID=18&SW=مطاعاً#SR1