الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: علاقة الحسين (ع) بالسجاد وزينب (ع) الخميس يناير 10, 2013 8:30 pm | |
| علاقة الحسين (ع) بالسجاد وزينب (ع) أما الآن فينبغي أن نتحدث عن علاقة الإمام الحسين (عليه السلام) بولده الإمام زين العابدين ،واخته زينب الكبرى (عليها السلام) وهذا شامل لحال حياته اعني في واقعة الطف، وبعد شهادته اعني الدور الذي أدياه بعد ذلك. ونبدأ بالإمام زين العابدين (عليه السلام) فالأسئلة التي ترتبط ببحثنا هذا كما يلي: السؤال الأول: لماذا حضر واقعة الطف مع العلم انه كان مريضا لا يجب عليه الجهاد؟. فمن المعقول أن يترك في المدينة المنورة كما بقي محمد بن الحنفية، وعبد الله بن جعفر وغيرهما. وجواب ذلك من عدة وجوه: أولاً: انه ربما تمرض خلال السفر، ولم يحملوه مريضا من المدينة. وليس له فرصة الرجوع بطبيعة الحال. ثانيا: انه صحبهم ليحصل على ثواب المؤازرة لأبيه وإمامه في مصاعبه وبلائه، وان لم يشاركه في شهادته. ثالثا: إن النتيجة كانت معلومة للحسين (عليه السلام) فقد أخذه ليكون الرجل الوحيد في الركب بعد الشهادة ويمارس الإشراف والولاية عليهم. رابعا: إن النتيجة كانت معلومة للحسين (عليه السلام) فقد أخذه ليكون اللسان الناطق بعده، ويمارس الدور الإعلامي المكثف الذي مارسه فعلا، ولولا هذا الدور الإعلامي لانطمست ونسيت قضية الحسين (عليه السلام) ، وكان المخطط لها أن تبقى ولا تُنسى. وقد تكفل لها اثنان رئيسيان هما السجاد وزينب سلام الله عليهما. السؤال الآخر: ورد إن الإمام زين العابدين (عليه السلام) طلب من عمته سيفا ليقاتل مع أبيه الحسين (عليه السلام) فقال الحسين (عليه السلام) لأخته: (أرجعيه لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمد ص) ويراد بهم المعصومين (عليهم السلام) ، وإلا فنسل آل محمد حفظ في الأطفال الذين تفرقوا في البلاد. ولكن المفروض إن السجاد (عليه السلام) إذا خرج للقتال فانه يقتل لا محالة، وإذا قتل انقطع نسل المعصومين (عليهم السلام) ، في حين انه في علم الله تعالى أن يولى اثني عشر إماما معصوما عقبا بعد عقب. ولا يمكن انقطاع الأبوة منهم ولذا أمر الحسين (عليه السلام) بذلك. ويرد عليه: إن المروي إن الإمام الباقر (عليه السلام) كان في واقعة الطف موجودا. بمعنى إن الإمام السجاد (عليه السلام) كان متزوجا، وله ولده الأكبر وهو محمد الباقر (عليه السلام) إذن فإذا قتل الإمام زين العابدين (عليه السلام) لم تنقطع سلسلة المعصومين (عليهم السلام) لوجود الإمام الباقر (عليه السلام) على وجه الأرض . وجوابه من عدة وجوه: الوجه الأول: الطعن بالخبر الثاني سندا وهو وجود الإمام الباقر (عليه السلام) في كربلاء. فنقول انه لم يكن مولودا، فان الخبر ضعيف وشهرته المتأخرة لا تقتضي مطابقته للواقع. وعلى أي حال فهذا يحتاج إلى بحث تاريخي لا يدخل ضمن منهجنا. الوجه الثاني: إن المراد إبقاء الإمام السجاد (عليه السلام) ليمارس الإمامة بعد أبيه الحسين (عليه السلام) ، فإننا وان كنا نعلم انه لا فرق في أهل البيت (عليهم السلام) بين الصغير والكبير. إلا انه من الصعب تحمل الشيعة يومئذ وقبولهم بإمامة الباقر (عليه السلام) وهو ابن ثلاث سنوات تقريبا، فلابد من بقاء السجاد (عليه السلام) كشخص كبير يمكن الاعتراف به اجتماعيا. فإن قلت: انه يمكن للإمام تأجيل الإعلان عن إمامته إلى أن يكبر بالسن ثم يعلن إمامته. قلنا: إن المجتمع عامة والشيعة خاصة بحاجة إلى الإمام دائما. كما يمكن أن نلتفت إلى انه لو حصل ذلك لم يبق احد يشير إليه أو يدعوا له بعد موت جده وأبيه، فان كل إمام قد نص عليه الإمام الذي قبله. وأما في هذه الصورة فسوف ينقطع النص، وهي مسالة خطرة ينبغي التخطيط لإزالتها كما حصل. وهو أمر سهل لم يكن يحتاج أكثر من المحافظة على حياة الإمام زين العابدين ع، ليمارس نشاطه ويشير إلى إمامة ولده الباقر (عليه السلام) بعد حين. الوجه الثالث: أن يراد الحفاظ على حياة الإمام السجاد (عليه السلام) لكي يمارس الدور الذي مارسه بعد شهادة أبيه الحسين (عليه السلام) . ولن تستطيع زينب (عليها السلام) ولا الباقر الصغير أن يقوما بما قام به الإمام السجاد (عليه السلام) . فإن قلت: إن هذا لا يبرر عبارة الحسين (عليه السلام) بتلك الرواية، لأنه بقي ليس لأجل حفظ النسل، وإنما للأداء الإعلامي. والمفروض إن الباقر (عليه السلام) موجود. قلنا: إن هذا يجاب بأحد وجهين: الوجه الأول: الطعن بسند الرواية التي أثارت الإشكال، ونقول بان السجاد (عليه السلام) لم يحاول الخروج أطلاقاً لكونه معذورا،ولم ينهه أبوه عن ذلك، ويكفي أن نلتفت إلى إن الخطاب فيها موجه إلى أم كلثوم (عليه السلام) وليس إلى السجاد (عليه السلام) مع إن مقتضى القاعدة العكس، فهو الذي ينبغي أن يتصدى للكلام مع ولده . الوجه الثاني: أن نؤول هذه الرواية، فانقطاع النسل ليس انقطاعا ماديا أو نسبيا، بل الانقطاع المعنوي بأحد الأشكال التي ذكرناها فيما سبق، من حيث إن استمرار وجود الإمام السجاد (عليه السلام) كان ضروريا لممارسة الإعلام بعد الحسين (عليه السلام) ، وممارسة الإمام بعده مادام ولده صغيرا وممارسة الإشارة إلى ولده بعده. وكل ذلك سوف ينقطع تماما لو قتل السجاد (عليه السلام) ، ويُنسى الحسين (عليه السلام) ويُنسى الإمام الباقر (عليه السلام) نفسه. إذن، فالمراد من الحفظ :الحفظ المعنوي وليس المادي. وفي حدود فهمي إن السجاد (عليه السلام) يفهم هذا المعنى، والحسين (عليه السلام) أيضاً يفهم هذا المعنى. فلو كان هذا الموقف أمام الناس يمكن أن نقول بأنه يعطي مثالا للآخرين في نصرة الحسين (عليه السلام) ويسقط ما في ذمته بان ينهاه الحسين (عليه السلام) ولكن هذا قد حصل بين خاصة الخاصة، فقيامه ليس فيه جانب إعلامي، وهذا في نفسه استبعاد لصحة الرواية. السؤال الآخر: قد يرد إلى الذهن في تفسير ما روي من انه كان كثير البكاء بعد واقعة الطف، حتى كان يمزج طعامه وشرابه بالدموع، ويذكر أباه وشهادة من معه بكل مناسبة ونحو ذلك . مع العلم إننا يمكن أن نلتفت إلى أمرين: الأمرالأول: إن المعصومين (عليهم السلام) ليس لهم عواطف دنيوية، لان اهتمامهم بالدنيا ساقط بالمرة. ولا معنى للبكاء بدون عاطفة. الأمرالثاني: البكاء لا معنى له، لان ثورة الحسين (عليه السلام) موجبة للاستبشار. فالحسين (عليه السلام) وفق إلى توفيق عظيم، ورزق مثل هذه الشهادة. فينبغي أن نفرح للحسين (عليه السلام) وكذلك أصحابه نالوا الشهادة والسعادة أيضاً. فإننا نسعد بسعادتهم، ونرضى لهم هذا المقام الكبير، فلا تحتاج المسالة إلى بكاء. نعم، إن الاستبشار الذي قلناه للحسين (عليه السلام) وأصحابه لا يعني إن يزيد قد فعل فعلا حسنا، وإنما يعني إن الله تعالى فعل الفعل الحسن. فالله تعالى حكيم ومدبر وهذا من حسن تدبيره. وهذا لا ينافي إن المخلوق معاتب على جرائمه وأعماله. جوابه: لو لاحظنا هدف الحسين (عليه السلام) الشخصي الذي يرتبط بمصلحته الـشخصية، فهو ليس شيئاً إلا طاعة الله سبحانه. وأما إصلاح المجتمع وهداية الناس فان الحسين (عليه السلام) يعلم بها ويريدها، لكنه لا ينبغي أن نقول انه يهتم بها، فان الله تعالى هو الذي يهتم بالمجتمع. فهو يريد أن يهدينا عن طريق قتل الحسين (عليه السلام) فإذا نظرنا إلى هدف الحسين (عليه السلام) الشخصي، فينبغي أن نستبشر لأنه وصل إلى هدفه. ولكنه إذا نظرنا إلى هدف الله تعالى في حركة الحسين ع، أو قل من توجيه الأمر إليه بالقيام بهذه الحركة. فانه بحسب ما نعرف فان ذلك مربوط بمصلحة الأجيال الآتية من المسلمين بعد واقعة الطف. يعني انه قتل من اجل هدايتنا ومصلحتنا. وهذه الهداية تتوقف على جانبين: أولا: جانب عقلي. ثانيا: جانب نفسي. فإذا تمت السيطرة عليهما بعون الله تعالى، فقد تم الأمر وأصبح الفرد من المهتدين. ولا يمكن الاكتفاء بأحد الجهتين دون الأخرى، لان ذلك يستلزم نقصا كبيرا جدا، ومن ثم لا يترتب ما هو المطلوب من الهداية للفرد والمجتمع والأجيال. أما الجهة العقلية، فقد مارسها وغذاها السجاد (عليه السلام) بخطبه في الكوفة والشام، وتعاهدها بعده المعصومون (عليهم السلام) بكثير من الأقوال والتوجيهات. وأما الجهة النفسية، فهي لا تكون إلا بالبكاء. فالأمر الرئيسي والأفضل هو توجيه المجتمع إلى البكاء. والنفس هي مركز العواطف، والعواطف مشروعة ومفهومة اجتماعيا لدى الجميع. والعواطف الصعبة أكثر تأثيرا في التربية من العواطف السهلة أو المفرحة. وأول من نفذ البكاء هو السجاد ع، فهو يعلم بهذه المصلحة وهذه التربية وهذه الهداية الناتجة عن البكاء. وقد كان أولى من يقوم بذلك وان يبدأه هو الإمام السجاد ع، وليس النساء، لان بكاء النساء في نظر المجتمع أمر متدني ومؤقت ومفروض. وإنما لا بد أن يقوم بذلك الرجال، وان يتصدى له شخص عظيم وزعيم مثل السجاد (عليه السلام) ليشتهر بالتدريج بين الناس فيكون سببا للتربية والتكامل في الأجيال. مضافا إلى إن السجاد (عليه السلام) لم يكن قادرا على أن يعارض الدولة لأنه في تقية مكثفة، ولكن هناك مستمسك يمكن التركيز عليه ضد الجهاز الحاكم، من دون أن يكون غير مشروع في نظرهم. فهو يبكي على أهله، وهذا جعله من نقطة قوة من هذه الناحية، لأنه من الطبيعي اجتماعيا أن يبكي كل احد على أهله. فهذا نحو من الطعن فيهم من حيث لا يستطيعون النقاش، وهو يدرك هذا المعنى بكل تأكيد. وهذا لا يحصل ببكاء يوم أو يومين، بل بممارسة ذلك طول عمره. ولم يقصر في ذلك ، بحيث يعرفه كل الناس بهذه الصفة. حتى عد من البكّائين الخمسة من البشر كلهم . وهو لا يبكي على رجل اعتيادي، أو على حركة أو شهادة طارئة، وإنما يقض بكل دمعه مضاجع الأمويين وعروشهم، وبالتالي كل المظالم التي خرج الحسين (عليه السلام) لقمعها وشجبها وإصلاحها إلى يوم القيامة. السؤال الآخر: إن هذا البكاء صوري مجرد لإطاعة الله تعالى. فكيف يستطاع البكاء الصوري، لأنه خارج عن القدرة البشرية؟. أو بتعبير آخر: انه من أين يأتي بالبكاء وسبب البكاء، إذا كان لمجرد المصلحة العامة؟. جوابه: إن الله عنده أمر تشريعي، وأمر تكويني. فالأمر التشريعي هو أن يأمر الإمام بالبكاء. وأما الأمر التكويني فهو أن يعطيه التوفيق والعاطفة الكاملة لتنفيذ أمره التشريعي، وإقداره على البكاء. فهدف الله من وراء كل ذلك هو هدايتنا وتربيتنا. السؤال الآخر: إن الأئمة (عليهم السلام) ، قد تعلقت قلوبهم بالملأ الأعلى كما يعبرون. وحينئذٍ إذا انشغل الإنسان بالبكاء فهل ينسى الله تعالى؟. فان هذا قد يكون حجابا بينهم وبين الله تعالى. وهذا السؤال بعينه وبفكرته فيه سؤال مشهور عن عمل أمير المؤمنين (عليه السلام) كيف تصّدق في الصلاة بخاتمه؟. وهل هذا إلا حجاب وإلتفات دنيوي؟. والمفروض انه متوجه بكل وجهته في الصلاة إلى الله تعالى. فإذا علمنا إن الأئمة (عليهم السلام) دائما في صلاة، ودائما في ذكر، ودائما في عبادة. فأي إلتفات عن ذلك الموقف يضرهم ويكون حجابا بينهم وبين الله تعالى. ويمكن الجواب على ذلك بجوابين، أحدهما نقضي والآخر حلي. أما الجواب النقضي: فبان نقدم أمثلة مشابهة ونسأله بماذا تجيب؟. فكما تجيب هناك نجيب هنا. فنقول إن فكل الأنبياء كانوا كذلك. أوليس قد فكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأصنام فكسرها؟. أوليس فكر بعشيرته الأقربين ودعاهم؟. أوليس قد حارب أعداء الإسلام؟. أوليس قد جعل حياته في مصلحة المجتمع؟. فهل هذا حجاب؟. كلا بكل تأكيد، فلا نستطيع أن نعترض على رسول الله ص، وما تقوله هنا نقوله هناك. بل كل الأنبياء قد فعلوا كذلك. فإبراهيم (عليه السلام) بنى الكعبة، ودعا أن تكون له ذرية، وقد بشرته الملائكة بالذرية، وأراد أن يذبح ولده، ونحو ذلك من الأمور. فهل هذه حجب؟. وأما الجواب الحلي الذي يشمل كل هذه الأمور فيكون على عدة مستويات: المستوى الأول: إنها إطاعة لله تعالى. وأما في المورد الذي لا يكون فيه إطاعة لله تعالى فانه يكون حجابا. ولكن إذا كان هناك أمر وتوجيه ودفع من الله تعالى إلى شيء ما فلا يكون حجابا. فانه يضحي في سبيل الله تعالى بنفسه وبارتفاعه فينزل ويتدنى في سبيل طاعة الله تعالى. المستوى الثاني: إن السائل يفترض إن هذه الأمور تضرهم بالاصطلاح الباطني. فنقول إن هذه الأمور لا تضرهم أطلاقاً. وذلك لأنهم أعلى مستوى من أن تضرهم. فالدنيا بالنسبة لهم بمنزلة الصفر لا تنفعهم ولا تضرهم. كما قال الشاعر: يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته عن الشراب ولا يلهو عن الكأس المستوى الثالث: إن السجاد (عليه السلام) أدنى مستوى من أمير المؤمنين ع، لان أمير المؤمنين (عليه السلام) إمام الأئمة، وخير الأئمة، وليس غيره من قد نزلت فيه: ( وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) وقد ورد عن الإمام السجاد نفسه قوله: ) من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب( . فمن الممكن أن يقال: إن تكليف السجاد أدنى من تكليف أمير المؤمنين (عليه السلام) إذن، فمن الممكن القول: بان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعاتب على هذا المقدار من الحجاب لو كان حجابا، وأما السجاد فلا. وإذا لم يكن معاتبا عليه، إذن فهو محض الطاعة والثواب لأنه احد الطاعات الظاهرية العظيمة بكل تأكيد. المستوى الرابع: إن الأئمة (عليهم السلام) عموما كانوا مبتلين بحفظ الظاهر ومعاشرة الناس، وكان واجبهم ذلك. فاللازم لهم تحمل الحجاب لو كان حجابا. أو قل هو من الذنوب الدقية الواجبة عليهم بحسب تكليفهم الدقي الخاص بهم أيضاً. كل ذلك تضحية منهم في سبيل الآخرين من هدايتهم، وقضاء حوائجهم وضمان طاعتهم لله عزوجل. والله سبحانه أمر الأئمة (عليهم السلام) بذلك لأجل ذلك وعليهم التنفيذ كما أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرسالة والتبليغ. وعلى أي حال، فالمتشرعة الذين يسالون هذا السؤال بعنوان إن البكاء حجاب للسجاد ع، عليهم أن يفسروا سائر تصرفاته، بل وتصرفات المعصومين ع، بل وتصرفات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . وأما كلامه في التوجع والتفجع على واقعة الطف، فهي للجانب الإعلامي المستمر، والذي فيه كلا الهدفين أيضاً. وقد وجدت في بعض كتب التراجم من العامة في ذكر السجاد (عليه السلام) ومناقبه: انه كان حافظا لأسرار الله تعالى، ويستدل على ذلك بقوله ع: إني لأكتم من علمي جواهره كي لا يضل اخو جهل فيفتتنا يا رب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثـنا ولأستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حســــــنا فالناس غير مؤهلين لتحمل السر، وسوف يكون رد فعلهم ضد السر وضد صاحب السر. العقيلة زينب بنت علي (عليها السلام) الأمر الآخر الذي أريد الدخول به هو التعرض إلى الأمور المربوطة بأخته العقيلة زينب بنت علي ع. فان عددا من الأسئلة تخامر الذهن بالنسبة إليها، يحسن عرضها ومحاولة الجواب عليها. وأول سؤال يواجهنا في هذا الصدد عن اصل وجودها فانه قد يشكك حتى من هذه الجهة. ويقول المستشكل: بأنها لم يوجد لها ذكر قبل واقعة كربلاء. ومن هنا فمن الراجح أن تكون شخصية وهمية، وان الحوادث المنسوبة إليها إما مكذوبة، أو حاصلة من نساء عديدات ونحو ذلك. وقد حصرت في شخصية نسوية واحدة من قبل بعض المفكرين الشيعة القدماء، لزيادة المصاب تطبيقا لما ورد: ) من بكى أو أبكى أو تباكى وجبت له الجنة ( .. يعني حتى بالسبب الكاذب ـ حسب ما يفهمون من إطلاق هذه العبارة ـ أو باختلاق شخصيات وهمية. ويدعم السائل سؤاله بعدة أمور: أولاً: انه لم يردنا تاريخ ولادتها، ولا حوادث الولادة، بينما وردت بالنسبة إلى الحسن والحسين (عليهم السلام) شقيقيها مفصلا. فتوجد فيها روايات مطولة ومختصرة، في حين إنها لم توجد لولادتها ولا لتربيتها ولا لطفولتها أخبارا. ثانيا: لم يرد ذكر لها في عائلة علي وفاطمة (عليهم السلام) خلال وجودهم في المدينة المنورة. فمن جملة الروايات التي تدل على ذلك، رواية التصدق وإطعام الطعام. فلا يوجد في هذه الرواية ذكر لزينب ع، ولو كانت لبانت. ثالثا: لم يرد لها ذكر في وفاة أمها الزهراء ع. فتوجد عدة روايات بألسنة مختلفة، تصف وفاة الزهراء ع. فكانت أسماء بنت عميس موجودة إلى جانبها، فقالت لها الزهراء ع: سوف ادخل فأبدا الصلاة. ومتى انقطع صوتي فناديني، فإذا أجبتك وإلا فاعلمي إنني لحقت بربي. ثم جاء الحسنان ووجدا إن أمهما قد ماتت. ثم خرجا يبكيان، فسألهم الناس: ما لكم تبكون؟. فأجابا: أو ليست ماتت أمنا فاطمة؟ فأين زينب من هذه الروايات؟. فلا يناسب أن تكون موجودة؟. رابعا: لم يرد نقلها من المدينة إلى الكوفة حينما خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) بعائلته إلى الكوفة، بينما كان الحسنان معه أكيداً، وقد ذكرا. خامسا: لم يرد ذكرها خلال معيشتهم في الكوفة. سادسا: لم يرد ذكرها عند وفاة أبيها وبعدها، مع إن الروايات متوفرة في نقل تاريخ الوفاة وتذكر التفاصيل جميعا. سابعا: لم يرد ذكرها في زمن إمامة أخيها الحسن (عليه السلام) إلى حين وفاته وبعد وفاته. ثامنا: لم يرد ذكرها في عصر إمامة الحسين (عليه السلام) وجميع إرهاصات ومقدمات واقعة الطف. وان كان الشعراء في مثل ذلك يتعرضون لها، إلا إن المهم ليس هو الشعر بل النقل والرواية التاريخية. تاسعا: لم يذكر لها شخص حين سفر الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء إلى حين وصوله، بل حتى من قبل البدء بالحرب. وإنما ذكرت خلال الحرب وما بعدها. عاشرا: تحدث التاريخ أجمالا واحتمالا عن زواجها بعبد الله بن جعفر، وذريتها الذين قتلوا في الطف، ولم يرد من ذلك خبر أكيد. حادي عشر: من الواضح لدى الأجيال المتأخرة إنها مدفونة في الشام، إلا إن هذا ليس أكيداً أيضاً، اعني في حدود هذا السؤال. فنحن لا نعلم بحجة شرعية تاريخ وفاتها ولا محلها، ولا موقع قبرها. لم يرد عنها في المدينة إلا خبرين، احدهما: وهو وصية الزهراء (عليها السلام) لها في أن تقبل الحسين (عليه السلام) في صدره، وتشمه في نحره، إذ رأته وحيدا فريدا. وهو نحو من تأييد الزهراء (عليها السلام) لموقف ولدها الحسين (عليه السلام) أرسلته باليد الأمينة . والثاني: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يذهب بها إلى المسجد ليلا، ويخفت القناديل لكي لا يرى الرجال خيالها. فما هو الرأي الحاسم بعد كل هذه التفاصيل؟. فعلينا أولاً أن نثبت وجودها بأدلة، ثم نبين السبب الذي جعل ذكرها لم يرد. وجواب ذلك من عدة مستويات: المستوى الأول: نصوص التاريخ بوجودها أصلاً، وهي مذكورة في المصادر القديمة. وقد جرت العادة في مثل هذه المصادر انه إذا انتهى الكلام عن أي إمام من الأئمة (عليهم السلام) ، أن يقال: انه توفي في يوم كذا، ودفن في مكان كذا، وله من الأولاد كذا وكذا. فالشيخ المفيد له عبارة مطولة عن ذرية أمير المؤمنين (عليهم السلام) ، والظاهر إنها هي نفسها التي نقلها الاربلي في كشف الغمة، في نهاية التعرض إلى مناقب أمير المؤمنين ع. قال المفيد (رحمه الله): أولاد أمير المؤمنين (عليهم السلام) سبعة وعشرون ولدا ذكرا وأنثى. الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم، أمهم فاطمة البتول سيدة نساء العالمين بنت سيد المرسلين محمد خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم). إلى آخر ما قال. ومعنى ذلك انه اثبت اثنين ذكور للزهراء (عليها السلام) واثنين إناث. وخبره حجة. قال الاربلي في كشف الغمة: وقال كمال الدين بن طلحة (الفصل الحادي عشر) في ذكر أولاده، إلى إن قال: الإناث: زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى وأم الحسن ورملة الكبرى أم هاني وميمونة وزينب الصغرى ورملة الصغرى وأم كلثوم الصغرى ورقية وفاطمة. وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك، وذكروا فيهم محسنا شقيقا للحسن والحسين ع، كان سقطا. الحسن والحسين وزينب الكبرى وأم كلثوم، هؤلاء الأربعة من الطهر البتول فاطمة بنت رسول الله ص. إلى آخر ما قال. وقد وجدت ما ينقله عن المفيد في الإرشاد ولعله أقدم نص تاريخي شيعي مضبوط واصل إلينا . ويقول عمر رضا كحالة في إعلام النساء: زينب بنت علي بن أبي طالب. (وفي الهامش) شقيقة الحسن والحسين. سيدة جليلة ذات عقل راجح ورأي وفصاحة وبلاغة. ولدت قبل وفاة جدها بخمس سنين. ثم يقول: (السيدة زينب) لمحمود الببلاوي. ولم يذكر سنة ولادتها.9وفي الإصابة رواية عن ابن الأثير، إنها ولدت في حياة النبي وتزوجت بابن عمها عبد الله بن جعفر، فولدت محمدا وعليا وعباسا وأم كلثوم وعونا الأكبر. وحدثت عن أمها فاطمة بنت محمد، وأسماء بنت عميس. وروى عنها محمد بن عمرو وعطاء ابن السايب وفاطمة بنت الحسين بن علي. وصحبت زينب أخاها الحسين لما التقى بجيش عبيد الله بن زياد. فأظهرت من الجزع وشدة الألم ما يفتت الأكباد . ثم يذكر كثيرا من حوادث الطف، وما بعده عدة صفحات مما يرتبط بها بصلة . ثم قال في آخر كلامه: وينسب إليها في مصر مسجدها، وفي سنة 1173 جدد بناؤه. وتوفيت نحو سنة 65 هـ، ودفنت بقناطر السباع بمصر ويزار ويتبرك به. ومصادره: تاريخ الطبري، بلاغات النساء لطيفور، الكامل للمبرد، الإصابة لابن حجر، إسعاف الراغبين لمحمد الصبان، تاريخ ابن عساكر. مضافا إلى مصدرين حديثين ذكرهما في الهامش هما السيدة زينب لمحمود الببلاوي والإعلام للزركلي. وقال خير الدين الزركلي في الإعلام: زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب شقيقة الحسن والحسين. تزوجها ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. فولدت له بنتا تزوجها الحجاج بن يوسف. وحضرت زينب مع أخيها الحسين وقعة كربلاء، وحملت مع السبايا إلى الكوفة ثم إلى الشام. وكانت ثابتة الجنان، رفيعة القدر، خطيبة، فصيحة لها أخبار. ويقول في الهامش عن مصادره: الإصابة، ونسب قريش، وطبقات بن سعد، والدر المنثور، وجمهرة الأنساب. وليس في هذه المصادر ما يشير إلى مكان وفاتها أو دفنها. ويقول علي مبارك في الخطط التوفيقية: تعليقا على المتداول من إن صاحبة الترجمة هي المدفونة في الحي المعروف الآن باسمها في القاهرة، ولم أرَ في كتب التاريخ إن السيدة زينب بنت علي (عليه السلام) جاءت إلى مصر في الحياة أو بعد الممات. أقول: وأيضا لا تذكر هذه المصادر دفنها في الشام. وقال ابن الأثير في الكامل: ذكر نسبه (يعني أمير المؤمنين) (عليه السلام) وصفته ونساءه وأولاده. كان ادم شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما، ذا بطن، أصلع، عظيم اللحية كثير شعر الصدر، إلى القصر اقرب. وقيل: كان فوق الربعة، وكان ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها. وكان من أحسن الناس وجها، ولا يغير شيبه، كثير التبسم. وأما نسبه فهو علي بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. أقول: انه بوجود احتمال معتد به إن اسم أبي طالب هو (عمران)، وذلك لأمرين: أحدهما: التزام هذا النسل بما فيهم عبد المطلب نفسه بالحنيفية، وهو لا يُعبّد أولاده لغير الله تعالى، فلا يسمي ابنه عبد مناف الذي هو اسم صنم. ثانيهما: إن أولاده يكونون مصداقا للعنوان الوارد في القرآن الكريم: (وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) فيكونون هم الأفضل حقيقة. ثم يقول ابن الأثير: وهو أول خليفة أبواه هاشميان، ولم يل الخلافة إلى وقتنا هذا من أبواه هاشميان غيره وغير الحسن ولده، ومحمد الأمين فان أباه هارون الرشيد، وأمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور. وأما زواجه، فأول زوجة تزوجها فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولم يتزوج عليها حتى توفيت عنده. وكان له منها الحسن والحسين. وقد ذكر انه له منها ابن آخر يقال له: محسن، وانه توفي صغيرا، وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى. ثم تزوج بعدها أم البنين بنت حزام الكلابية، فولدت له العباس وجعفرا وعبد الله وعثمان، قتلوا مع الحسين بالطف، ولا بقية لهم غير العباس. ويقول محمد فريد وجدي في دائرة المعارف: هي زينب بنت علي بن أبي طالب. كانت من فضليات النساء وجليلات العقائل. كانت مع أخيها الحسين في وقعة كربلاء، فلما قتل الحسين وكثير من أهل بيته وسلم الباقون، أخذهم قائد يزيد، عمرو بن سعيد (ونحن نسميه عمر بن سعد) إلى ابن زياد والي العراق، وهذا وجههم إلى يزيد. فلما مثلوا بين يديه أمر براس الحسين، فابرز في طست، فجعل ينكث ثناياه بقضيب في يده وهو يقول: يا غراب البين أسمعت فقـل إنما تذكر شيئاً قـد فعل ليت أشياخي ببدر شـهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل حين حكــت بقبـاء بركها واستحرّ القتل في عبد الاشل لأهلوا واستـهلوا فرحـا ثم قـالوا يا يزيـد لا تشـل فجزيناهـم ببـدر مثـلها وأقمنا ميل بـدر فاعـتدل لست للشيـخين إن لم اثـأر لبني احمـد مـا كـان فعل فانبرت له زينب بنت علي وكانت في الأسرى، فقالت له: صدق الله ورسوله حيث يقول: ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) . ثم يذكر كلامها وخطبتها كاملة، ثم يذكر خطبة أم كلثوم. ثم يقول بعد ذلك: زينب، هي السيدة زينب بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، كانت من كرائم العقائل، وشريفات الكرائم، ذات تقى وطهر هاجرت إلى مصر وتوفيت بها. ولها قبر يزار في القاهرة. أقول: أريد أن اعلق على هذه الأبيات بعض التعليقات: أما قوله: (ليت أشياخي) وأشياخه هم الذين قتلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ببدر. ويقول: (حين حكت بقباء بركها) البرك هو الصدر، لان الناقة تبرك على صدرها. فكأنه يسخر باعداءه الذين هم معسكر الحسين ع، لان الشخص الخائف والجبان يحك بقباءه صدره. وأما قوله: (جزع الخزرج من وقع الاسل) الخزرج قبيلة في المدينة. والحسين (عليه السلام) ليس من الخزرج، لكنه مدني فيريد أن ينسبه إلى المدينة المنورة. وقوله: (من وقع الاسل) هو السلاح. وقوله: (واستحّر القتل) زاد وتضاعف وتأكد. وقوله: (لا تشل) أي يدعون له بان لا تشل يده. ولا يحصل له الشلل. وقوله: (وأقمنا ميل بدر فاعتدل) أي كما إنهم قتلونا في بدر، كذلك نحن قتلناهم في كربلاء. وينبغي الالتفات إلى إن هناك اختلافا في النقل، فانه لم يرو المصدر السابق البيت المشهور، وهو قوله: لعبت هاشـم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل وكذلك قد ورد في الإرشاد هذا البيت، وهو قوله: قد قتلنا القوم من أسيادهم وعدلنـاه ببدر فأعتـدل ويمكن أن يقرا (القرم) الذي هو السيد العالي الجليل. وأما البيت الأخير وهو قوله: (لست للشيخين). فان المشهور هو: لست من خندف إن لم انتقم من بني احمد ما كان فعل فانه لم يقل: (لبني احمد) لان هذا معناه انه ينتقم لأجل بني احمد، وهو بعيد لأنه لا يدافع عن بني احمد. وأما تفسير (خندف) فمتعذر على ما يبدو. فإما أن نقول: إن هذا البيت مزاد في الشعر، وإما أن نقول كأطروحة: إن خندف واحدة من جداته، فهو لا يفتخر بأجداده. وكأنه لا شعوريا يعلم انه ليس من أجداده وإنما هو من جداته يقينا. ويقال: انه اسم هند آكلة الأكباد أو إن اصل البيت (لست من هند إذا لم انتقم). الشيء الآخر الذي لا يخلو من أهمية، هو إن بعض المصادر ومنها مصادر قديمة ومعتمده، تصرح بان هذه الأبيات لابن الزبعرى. وهذا الانتساب غير مستقيم معنويا، لأنه لا يوجد أي ارتباط لابن الزبعرى ببدر والانتقام من البدريين. وإنما ينطبق الشعـر فقط على مراد يزيد في واقعة الطف. وكان يزيد شاعرا، له شعر غير هذا أيضاً، فلا يبعد أن تكون الأبيات له قالها بنفس المناسبة. ويمكن أن يقال إن نسبة الأبيات إلى ابن الزبعرى من الزور، بقصد إخراج يزيد عن الشهادة بالكفر مع كونه خليفة المسلمين في نظرهم. إلا إننا نلاحظ إن المصادر الإمامية نسبته أيضاً إلى ابن الزبعرى كالإرشاد وغيره. فإن قلت: إنهم نقلوا ذلك من مصادر العامة من دون تأمل. قلنا: نعم، إذا وصل بهم عدم التأمل إلى هذه الدرجة التي لا يلتفتون بها إلى القرائن المتصلة كقوله: ليت أشياخي ببدر) فهل هم أشياخ ابن الزبعرى، أم أشياخ يزيد؟. وقوله: (ثم قالوا يا يزيد لا تشل) فلماذا لم يقل يا ابن الزبعرى لا تشل، وكذلك قوله: (ببدر) فمن الذي حارب في بدر؟. هل هم أجداد يزيد أم أجداد ابن الزبعرى؟. ونحن نجل الشيخ المفيد عن ذلك. إلا أن يكون نقله من باب التقية، وهو يعلم عدم إمكان النسبة. * * * نعود الآن إلى المصادر التي ذكرت زينب ع، فقد ورد في هامش مقتل الحسين للمقرم وصفها بذلك عن الطبري في تاريخه (ج6 ص89)، وابن الأثير في الكامل (ج3 ص158)، وفي المعارف لابن قتيبة: أما زينب الكبرى بنت فاطمة كانت عند عبد الله بن جعفر فولدت له أولادا. وللكاتبة المصرية الملقبة ببنت الشاطئ (عائشة عبد الرحمن) كتاب كامل في ترجمتها يسمى (بطلة كربلاء). وبنفس الاسم للكاتب المصري المسيحي (جرجي زيدان) في ضمن مجموعة قصصه المعروفة: (روايات التاريخ الإسلامي) التي مزج فيها بين الواقع والخيال. والظاهر انه جاء ذكرها الحسن وبعض تفاصيل أمرها في عدد لا يستهان به في كتب العامة والخاصة، بغض النظر عن واقعة الطف. كالعقد الفريد لابن عبد ربه، ومقاتل الطالبيين ، ومعالي السبطين ، والمعارف لابن قتيبة، والبداية والنهاية لابن كثير وغيرها. وهو عدد كاف جدا لإثبات التواتر بوجودها ع. المستوى الثاني: المصادر التي ذكرتها في واقعة الطف وقد اشرنا إلى بعضها فيما سبق من كتب العامة، ونذكر الآن قائمة أخرى وهي كل الكتب التي تعرضت إلى شرح واقعة كربلاء أو بعضها أو ما بعدها كنقل تاريخي. كمثير الأحزان لابن نما ، ومقتل الحسين للخوارزمي، والإرشاد للمفيد ، وتذكرة الخواص لابن الجوزي، ورياض الأحزان للقزويني، وينابيع المودة للقندوزي ، ومروج الذهب للمسعودي، ومدينة المعاجز للبحراني ، ومقتل العوالم للبحراني أيضاً ، والمنتخب للطريحي، ومقتل أبي مخنف ، والمناقب لابن شهرآشوب ، والمناقب للخوارزمي ، ونور الأبصار للشبلنجي، ووفيات الأعيان لابن خلكان. المستوى الثالث: التلقي جيلا بعد جيل لذكرها وذكر مواقفها، بحيث تتصل الأجيال بجيل الأئمة ع، ويتصل بجيلها التي كانت فيه من دون منكر أو مشكك أو غامز أو لامز، وإنما كل من يسمع يذعن بذلك من الخاصة والعامة، ومن العلماء والجهلاء، ومن المفكرين والبسطاء، ومن كل فئات الناس بمختلف مذاهبهم ومختلف مشاربهم ومختلف ثقافاتهم. المستوى الرابع: إننا زعمنا في السؤال السابق إن ذكرها لم يرد في ما قبل حادثة الطف. لكن هذا قابل للمناقشة، فقد ورد ذكرها متعددا قبل واقعة الطف كما سوف يأتي.
موقع أنصار الإمام المهدي ع السيد محمد محمد صادق الصدر (رض)
| |
|
وفاء الموسوي الرتبــــــة
رقم العضوية : 6 الجنــس : التسجيل : 18/12/2012 عدد المساهمات : 2483 نقـــــــــاط التقيم : 4743 السٌّمعَــــــــــــــة : 2 علم بلدك : ادارة منتدى
| موضوع: رد: علاقة الحسين (ع) بالسجاد وزينب (ع) الإثنين يناير 14, 2013 4:41 am | |
| | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: علاقة الحسين (ع) بالسجاد وزينب (ع) الأربعاء يناير 16, 2013 10:25 pm | |
| بارك الله فيك اختي وفاء الموسوي على مرورك الكريم والمشاركة وحياك الله
| |
|
طريقي زينبي الرتبــــــة
رقم العضوية : 33 الجنــس : المواليد : 20/08/1994 التسجيل : 11/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 30 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 3643 نقـــــــــاط التقيم : 4443 السٌّمعَــــــــــــــة : 5 علم بلدك : الموقع : https://albeet.alafdal.net/ المنتدى ومراقب عام
| موضوع: رد: علاقة الحسين (ع) بالسجاد وزينب (ع) الأربعاء يناير 16, 2013 10:50 pm | |
| بارك الله فيك جزيت خير الجزاء | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: علاقة الحسين (ع) بالسجاد وزينب (ع) الخميس يناير 17, 2013 8:18 pm | |
| بارك الله فيك اختي طريقي زينبي على مرورك الكريم وحياك الله
| |
|