* قوله: ﴿وإن كان ذو عسرة﴾ الآية.
قال الكلبي: قالت بنو عمرو بن عمير لبني المغيرة: هاتوا رءوس أموالنا ولكم
الربا ندعه لكم، فقالت بنو المغيرة: نحن اليوم أهل عصرة فأخرونا إلى أن
تدرك الثمرة، فأبوا أن يؤخروهم فأنزل الله تعالى - وإن كان ذو عسرة
الآية -.
سبب
نزول الآية رقم (285) من
سورة البقرة
* قوله: ﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه﴾ الآية.
أخبرنا الامام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله
بن علي بن زياد قال: حدثنا محمد ابن إبراهيم البوشنجى قال: حدثنا أمية بن
بسطام قال: حدثنا يزيد بن ذريع قال: حدثنا روح بن القاسم، عن العلاء، عن
أبيه، عن أبي هريرة قال: لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وإن
تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله - الآية، اشتد ذلك على أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا: كلفنا من الاعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد
أنزلت عليك هذه
الآية ولا نطيقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتريدون أن تقولوا كما
قال أهل الكتابين من قبلكم ؟ أراه قالوا سمعنا وعصينا، قولوا سمعنا وأطعنا
عفرانك ربنا وإليك المصير، فلما اقترأها القوم وجرت بها ألسنتهم أنزل الله
تعالى في إثرها - آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه -
الآية كلها ونسخها الله تعالى فأنزل الله - لا يكلف الله نفسها إلا وسعها -
الآية إلى آخرها) رواه مسلم عن أمية بن بسطام.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: حدثنا والدي قال: حدثنا محمد
ابن إسحاق الثقفي قال: حدثنا عبد الله بن عمر ويوسف بن موسى قالا: أخبرنا
وكيع قال: حدثنا سفيان، عن آدم بن سليمان قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن
ابن عباس قال: لما نزلت هذه
الآية - وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله - دخل قلوبهم منها شئ
لم يدخلها من شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قولوا سمعنا وأطعنا
وسلمنا. فألقى الله تعالى الايمان في قلوبهم، فقالوا: سمعنا وأطعنا، فأنزل
الله تعالى - لا يكلف الله نفسا إلا وسعها - حتى بلغ - أو أخطأنا - فقال:
قد فعلت إلى آخر البقرة، كل ذلك يقول قد فعلت) رواه مسلم عن أبي بكر ابن
أبي شيبة عن وكيع قال المفسرون: لما نزلت هذه
الآية - وإن تبدوا ما في أنفسكم - جاء أبو بكر وعمر و عبد الرحمن بن عوف ومعاذ
بن جبل وناس من الانصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجثوا على الركب
وقالوا: يا رسول الله، والله ما نزلت آية أشد علينا من هذه الآية، إن أحدنا
ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وأن له الدنيا وما فيها، وإنا
لمؤاخذون بما نحدث به أنفسنا هلكنا والله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
هكذا أنزلت، فقالوا: هلكنا وكلفنا من العمل ما لا نطيق، قال: فلعلكم تقولون
كما قال بنو إسرائيل لموسى: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا فقالوا
سمعنا وأطعنا، واشتد ذلك عليهم، فمكثوا بذلك حولا، فأنزل الله تعالى الفرج
والراحة بقوله - لا يكلف الله نفسا إلا وسعها - الآية، فنسخت هذه
الآية ما قبلها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد تجاوز لامتي ما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوا أو يتكلموا به.