اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم
لا يخفى على القارئ الكريمة والقارئة الكريمة أن كل دين وكل مذهب وكل فرقة
لديها خطوط حمراء يحظر تجاوزها، بل يحكم على من يتجاوزها بأنه خارج عن
عقيدتها، أو على الأقل يصبح محل شبهة وتهمة.
ومرادنا من
الخطوط الحمراء: الأصول والمبادئ التي يقوم عليها ذلك الدين أو ذاك المذهب أو تلك الفرقة ...
فعلى سبيل المثال: الإعتقاد ( بان الله تعالى واحد أحد لم يلد ولم يولد )
خطٌّ أحمرٌ في دين الإسلام، فمن ينكر هذا الإعتقاد قولا أو فعلا لا يكون
مسلما، بل يحكم عليه بالخروج عن دين الإسلام، وهذا أمر مسلَّمٌ، لا ريب
فيه.
وكذلك الإعتقاد ( بأن المسيح بن مريم عليه السلام ابن الله [ تعالى الله عن
ذلك علوا كبيرا]) خطٌّ أحمرٌ عند النصارى، فمن أنكر أن يكون لله ولد يخرج
من النصرانية.
وقِس على ذلك بقية الأديان والمذاهب والفرق ...
وهذه سيرة عقلائية، ومسألة وجدانية، لا يشك بها عاقل فضلا عن عالم، كما هو واضح.
وبما أننا ننتمي إلى دين الإسلام المتمثل بالمذهب الشيعي الإثني عشري، كان من اللازم علينا أن نحيط علما بالخطوط
الحمراء لهذا المذهب، وذلك لسببين:
الأول: لأن كل من يدعي الإنتماء إلى عقيدة ما يجب عليه أن يكون محيطا بأبرز
أصولها وأهم مبادئها التي تميزها عن غيرها، نعني بذلك خطوطها الحمراء،
وإلا كان انتماؤه انتماءً قشريا لا قيمة له .
الثاني: بما أن العقيدة أمر خطير لا يستهان به،وجب علينا أن نكون على حذر
ممن يصدر منه شيء يخالف خطوطها الحمراء، سواء صدر منه ذلك سهوا أم عمدا
ويجدر بنا تنبيهكم إلى أن ما سنبينه من خطوط حمراء للمذهب الحق سيكون
معتمداً على المشهور ـ قولا وعملا ـ عند علماء الشيعة الأبرار في كل زمان
وكل مكان