بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الميامين
أود أن أناقش في هذا البحث مسألة ذكرتها كثير من كتب السيرة النبوية والتاريخ ، وهي مسألة المصاهرات بين النبي محمد وآل بيته صلوات الله وسلامه عليه وعليهم من جهة وبين بعض من يسمون صحابة النبي، وكذلك مسألة تسمية بعض آل البيت لذرياتهم بأسماء بعض الصحابة، حيث يستنتج علماء كثير من المذاهب الإسلامية أن هذه المصاهرات والأسماء دليل على أن النبي و آل البيت صلوات الله عليه وعليهم والصحابة كانوا متحابين جدا ولا توجد بينهم خلافات كبيرة في جوانب الدين بل كانوا على وفاق. وقبل مناقشة هذا الموضوع، أود التذكير بأن الإنسان إذا اراد الوصول للحقيقة في موضوع ما وخصوصا المواضيع التاريخية المعقدة فعليه أن يتجرد من العاطفة ويكون موضوعيا ويتبع العقل والمنطق وأن يكون من أتباع الدليل لا من أتباع الهوى والنزعات الشخصية.
إن الحقيقة في موضوع المصاهرات بين النبي وآل بيته والصحابة وكذلك موضوع التسميات يمكن تلخيصها بمايلي :
1- إن قسما من هذه المصاهرات لا يمكن إثبات حدوثه ومازال مختلفا عليه وتحيطه شبهات وأسئلة كثيرة
2- إن قسما من هذه المصاهرات التي حدثت فعلا لا نعلم الأسباب الحقيقية وراء حدوثها وقد تكون حدثت بدون رغبة مطلقة من آل البيت عليهم السلام
3- إن هذه المصاهرات والتسميات لا تدل على مودة واتفاق كما إنها لا يمكن أن تنفي وجود خلاف كبير بل وحتى عداء من قبل بعض من يسمون بالصحابة تجاه النبي وآله صلى الله عليه وعليهم.
والآن سأبين بمزيد من الإيضاح النقاط السابقة.
أقول، إن قسما من هذه المصاهرات ليس مؤكدا بل تحوم حوله الشكوك ومازال موضع خلاف بين المذاهب والعلماء، وعلى سبيل المثال مايزعمونه من أن عثمان بن عفان تزوج ابنتين من بنات النبي صلى الله عليه وآله على التوالي، هما رقية وأم كلثوم، والحقيقة أن رقية وأم كلثوم ليستا ابنتي النبي ولا ابنتي السيدة خديجة عليها السلام بل إن خديجة لم تكن متزوجة من رجل قبل النبي أبدا، أما رقية وأم كلثوم فكانت ابنتي هالة أخت خديجة، ومن شاء فليقرأ كتاب (بنات النبي (ص) أم ربائبه) الموجود في الرابط التالي
http://www.aqaed.com/book/108/indexs.html فقد ناقش فيه المؤلف هذه الشبهة بتفصيل كبير واعتمد على كتب مختلف المذاهب الإسلامية.
أما لو سلـّمنا بصحة باقي المصاهرات والأسماء فإنها لا تدل على اتفاق كما إنها لاتنفي الحوادث الكبرى والفتن والخلافات التي حدثت بين آل البيت عليهم السلام وباقي الأمة الإسلامية. على سبيل المثال المصاهرة بين الأمام على بن أبي طالب عليه السلام وعمر بن الخطاب حيث طلب عمر الزواج من أم كلثوم بنت علي عليه السلام، وإن من يراجع كتب الشيعة والسنة بخصوص هذا الموضوع يتبين له عدم رضا علي عليه السلام تزويجها لعمر، كما إنها تذكر أعذارا مختلفة لعلي عليه السلام فمرة يعتذر بصغر سنها ومرة يعتذر بأنه يريد تزويجها لبني عقيل، واقرأوا مثلا هذه الرواية التي ذكرها أبو بشر الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة (خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فأقبل علي عليه وقال : هي صغيرة فقال عمر : لا والله ما ذلك بك لكن أردت منعي) وهذا يبين عدم رضا علي عليه السلام تزويج عمر في بداية الأمر وكذلك يبين إدراك عمر لعدم رضا علي تزويجه أم كلثوم لكن عمر ألح وعاود الطلب أكثر من مرة، كذلك جاء في كتاب مجمع الزوائد في الجزء الرابع ما يلي (دعا عمر بن الخطاب على بن أبى طالب فسارّه ثم قام على فجاء الصفة فوجد العباس وعقيلا والحسين فشاورهم في تزويج عمر أم كلثوم فغضب عقيل وقال يا على ما تزيدك الايام والشهور والسنون إلا العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن لاشياء عددها ومضى يجر ثوبه فقال على للعباس والله ماذلك منه نصيحة ولكن درّة عمر أخرجته إلى ما ترى) والدرّة هي سوط كان يحمله عمر معه لتهديد وتخويف الناس، كذلك في نفس الكتاب يذكر أن عمر حين بلغه كلام عقيل ضحك وقال (ويح عقيل سفيه أحمق) فتأملوا في الرواية المذكورة وفي كلام عمر ونظرته تجاه ذرية أبي طالب بحيث يعتبر عقيلا رضوان الله عليه سفيها أحمق وحاشاه من هذا، كذلك جاء في كتاب تاريخ بغداد لمؤلفه الخطيب البغدادي (خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة وأكثر تردده إليه) وهذا يشير إلى إلحاح عمر وعدم رضا علي مصاهرته منذ البداية، وهنا قد يقول قائل إن من المستحيل أن يتجرأ أحد على إرغام علي على شئ لا يرضاه، كما إنه لا يليق بحق علي أن نقول أنه اضطر لتزويج ابنته دون رضاه لأنه أشجع من أن يرغمه أحد على تزويج ابنته بالإكراه، وجوابي هو أن شجاعة علي عليه السلام معروفة للجميع وأن من ينازله ويقاتله مصيره الموت ولكن رغم ذلك تجد أن كثيرين تجرأوا على مواجهته في أوقات الحرب وغيرها وهذا سببه قد يكون غباء هؤلاء ورغبتهم في تجربة حظهم مع بطل الإسلام علي عليه السلام، كما إن رغبتهم في تحقيق أغراضهم الدنيئة تجعلهم ينسون قوة علي وشجاعته، كذلك فإن عمرا بالذات كانت له سوابق مع النبي صلى الله عليه وآله فقد تجرأ عمر وتطاول على النبي نفسه حيث جذب النبي من ثوبه يوما كما سأبين لاحقا، فإذا كان عمر تطاول على النبي ولم يحفظ مقامه فليس غريبا أن يتجرأ على علي عليه السلام أو على عقيل. كذلك فإن عمرا كان يدرك جيدا أن عليا بعد وفاة النبي قد امتنع عن المواجهات الواسعة مع باقي الأمة الإسلامية لأن النبي أوصاه بأن لايشهر سيفه في وجه من سيظلمونه ويغصبون حقه في الخلافة لكي لا تتمزق وحدة المسلمين ولا يطمع فيهم أعدائهم لأن أمة الإسلام كانت لاتزال فتية نوعا ما وتحيط بها أمم وإمبراطوريات أقوى منها، وإن عليا لو أراد مواجهة عمر فعليه أيضا أن يواجه باقي المسلمين الذين أصبحوا في صف عمر بعدما عصوا أوامر النبي ووصاياه بخصوص مودة أهل بيته، وإن عدد هؤلاء الذين يجب أن يواجههم علي وبنو هاشم عدد كبير وإذا واجههم علي وبنو هاشم وقتلوهم واستطاعوا فرض الحق بالقوة فإن هذه ستكون مجزرة وطريقة عنيفة جدا للدفاع عن الحق ولن يبقى من الأمة الإسلامية عدد كبير. المهم أنه بعد إلحاح عمر أحال علي الموضوع لعمه العباس رضوان الله عليه فتم الزواج في النهاية وبعد مقتل عمر أخذ علي عليه السلام ابنته ولم يتركها ببيت عمر. لقد كان عمر يريد بهذا الزواج أن يغطي على ماجرى بينه وبين علي عليه السلام من خلافات بعد أحداث السقيفة التي استولى فيها أبو بكر على الخلافة بمساعدة عمر، وكذلك اقتحام دار فاطمة الزهراء سلام الله عليها (سأثبت هذا لاحقا) وأراد أن يصور للناس عدم وجود عداوة بينه وبين علي وهو نفس ما يستنتجه علماء أهل السنة من هذه المصاهرة وهو استنتاج خاطئ.
إن زواج النبي وآله من بعض النساء من مختلف العوائل والأقوام لا يعني بالضرورة أن هذه المرأة أو عائلتها التي تنتسب إليها جميع أفرادها على طريق الحق والصواب، كذلك فإن الذي يجعل الإنسان عظيما ليس زواجه أو قرابته من شخص عظيم، بل أقواله وأعماله الصالحة المقترنة بالنية الحسنة، فإذا كان الأنسان مذنبا فلن ينفعه زواجه أو قرابته من إنسان عظيم وصالح. ولذلك فإن زواج النبي صلى الله عليه وآله من عائشة ابنة أبي بكر وحفصة ابنة عمر بن الخطاب لا يدل بالضرورة على أن عائشة أو أباها او حفصة أو أباها كانوا من خيار الناس أو أنهم ثبتوا على طريق الحق والصواب. صحيح أن النبي حين يختار زوجة فمن المتوقع أنه سيختار امرأة تكون على مستوى المسؤولية والأمانة بحيث تصلح أن تكون زوجة نبي لكن هذا لا يعني استحالة أن يتزوج النبي من امراة لا تكون بقدر المسؤولية وأنا أعلم أن هذا الكلام يبدو صعبا جدا وقد يعتبره كثيرون قدحا في النبي صلى الله عليه وآله وحاشاه أن يكون قدحا فيه، فعلى من يعتبره قدحا أن يتريث ويقرأ كتاب الله القرآن الكريم والأحاديث النبوية والروايات التاريخية في كتب المذاهب الإسلامية المختلفة ليتأكد أن بعض نساء النبي آذين النبي وعصينه وخالفن سنته، ونحن لابد لنا من مناقشة سيرة زوجات النبي لأنها تعيننا على فهم سيرة النبي وماورد عنه من أقوال وأفعال وإلا فكيف تتوضح لنا الحقائق ونميز الصواب من الخطأ بخصوص تعاليم الإسلام، وللتذكير أقول إن هذه الحالة أي عصيان زوجات النبي له لم تحدث مع نبينا فقط بل حدثت مع الأنبياء السابقين أيضا فنحن نجد مثلا هذه الآية القرآنية (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) وهي تحدثنا عن زوجة النبي لوط عليه السلام وكيف أنها كانت تساعد قومه على سلوكهم المخزي حيث دلتهم على الضيوف الرجال الذين زاروا بيتها وهي تعلم أن قومها يرتكبون الفاحشة مع الرجال ولم تدرك أن هؤلاء الضيوف هم في الواقع ملائكة أرسلهم الله ليهلكوا قوم لوط وهي ستكون من ضمن الهالكين، كذلك تحدثنا هذه الآية عن زوجة النبي نوح التي هلكت مع الذين أغرقهم الطوفان ولم تتبع زوجها النبي نوحا عليه السلام. لقد سمى الله تعالى زوجات النبي محمد صلى الله عليه وآله بأمهات المؤمنين، وصحيح أن هذه التسمية فيها تشريف وتكريم لهن لكنها أيضا تكليف ومسؤولية عليهن أكثر مما هي تشريف وتكريم. إن المرأة حين تنجب طفلا يسمونها أمّا ولكن كونها أمّا لا يعني بالضرورة أنها على صواب وحق في ما تقول وتفعل بل إنه فقط يعني كونها أمّا. إن الله تعالى في القرآن الكريم سمى زوجات النبي بأمهات المؤمنين ولكنه تعالى لم يخبرنا سبب هذه التسمية في القرآن ولا الأحاديث النبوية ذكرت السبب، ولكن الحكمة من التسمية معروفة وهي أنهن للمؤمنين كالأمهات وبالتالي يحرم على أي من المؤمنين أن يتزوج منهن وهذا فيه تكريم من الله للنبي ومراعاة لشعوره وغيرته على زوجاته. إن كون امرأة ما زوجة للنبي وأما للمؤمنين يعتبر فضيلة لكنها فضيلة مشروطة بشرط وهو العمل الصالح وعدم عصيان الله والنبي فإذا حدث العصيان فقدت المرأة هذه الفضيلة، لأنها مثل صحبة النبي لا تكون مشرفة لصاحبها إذا لم يقرنها بالعمل الصالح فكثير من المنافقين وأصحاب النوايا السيئة كانوا يصحبون النبي لكن هذه الصحبة لم تجعلهم أتقياء ولم تشفع لهم عند الله. كذلك فإن لقب أمهات المؤمنين فيه تكليف لزوجات النبي أن يكنّ قدوة للمؤمنين كالأمهات الصالحات اللواتي يعلـّمن أبنائهن الالتزام بالدين، لكن هذه التسمية لا تعني بالضرورة أنهن التزمن بهذا التكليف أو أنهن على صواب وحق في أقوالهن وأفعالهن وقد قال تعالى في سورة الأحزاب، الآية 32 (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ)، أي إن نساء النبي لسن كالنساء العاديات ولكن بشرط وهو التقوى، فإذا أخللن بالتقوى فإنهن يفقدن امتيازهن. لقد ذكر القرآن صراحة كيف أن بعض زوجات النبي عصينه. فلقد قال الله تعالى في سورة التحريم الآية 3 (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)، إن هذه الزوجة التي ذكرتها الآية هي حفصة بنت عمر بن الخطاب، وكما يظهر بوضوح من الآية فإن النبي أخبرها بسـرّ لكنها أفشت السر وهذا بالتأكيد خيانة للأمانة، ولو أن امرأة عادية متزوجة من رجل عادي أذاعت سره ولم تحفظه لكان ذلك قبيحا فكيف بامرأة تسمى أم المؤمنين ومتزوجة من نبي؟ إن فعلها يعتبر أفظع من فعل امرأة عادية. إذاَ ما دامت حفصة أفشت سر النبي صلى الله عليه وآله فإن كونها زوجة النبي لا يشفع لها بل على العكس يجعل من ذنبها أكبر كما إن زواجها من النبي لا يعني أن أباها عمر بن الخطاب من أفضل الرجال أو أنه بالضرورة كان محبا للنبي وآل بيته ولم يكن له خلاف معهم وكما سأبين لاحقا، كذلك فنحن لانعلم بالتحديد سبب زواج النبي منها. إننا لو تأملنا في سورة التحريم بإمعان فسنكتشف أشياء مهمة، حيث قال تعالى في سورة التحريم، الآيتين 4 و 5 (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)) وهاتان الآيتان يخاطب الله تعالى فيهما زوجتين للنبي هما حفصة وعائشة ويخيـّرهما بأن تتوبا، ويبين أن قلوبهما قد صغت، أي زاغت وانحرفت عن الحق، وهذا التفسير ذكره كثير من العلماء كالقرطبي وابن عباس، أما إن تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وآله فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة، فكأنما يصبح لدينا فريقان، الفريق الأول مكون من امرأتين، حفصة وعائشة، والفريق الآخر هو النبي ومعه الله تعالى وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة، وهذا فيه تهديد وتنبيه لهنّ، وأسألكم هنا هل إن من يقف في مواجهة النبي والله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة يكون على حق أم باطل؟ أترك الجواب لكم. قد يقول قائل لماذا كل هذا التضخيم، ويقول إن ما فعلته حفصة وعائشة كان مجرد ذنب وقد تابتا منه، وهنا أقول إن الإنسان يكون خطأه وذنبه بسيطا إذا كان جاهلا بما يفعله من خطأ وذنب، فهل نتوقع أن عائشة وحفصة تجهلان عظمة النبي وأوامر الله تعالى لهن بضرورة طاعته وكتمان سره؟ إن ذنب زوجة النبي و خطأها ليس كذنب وخطأ امرأة عادية بل يكون أكبر وأفظع خصوصا أنهن صحبن النبي فترة ليست بالقصيرة وينبغي أن يقتدين بشيئ من أخلاق النبي صلى الله عليه وآله، إضافة لذلك فإن هذه لم تكن المرة الوحيدة التي عصين فيها الله والنبي بل إنها واحدة من مرات كما سأبين لاحقا. نلاحظ أيضا كيف يقول الله إن النبي إن طلقهن سيبدله زوجات خيرا منهن مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا وفي هذا إشارة واضحة إلى أن حفصة وعائشة يملكن القليل من هذه الصفات أي صفات الإسلام والإيمان والقنوت والتوبة والعبادة وغيرها، وهذا ليس تأويلا بل إنه المعنى اللغوي المباشر. ثم نجد بعد ذلك هذه الآيات الثلاث في سورة التحريم (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) ) وفي هذه الآيات ذكر لزوجتي لوط ونوح باعتبارهما مثلين لامرأتين كانتا زوجتي نبيين وكانتا من الزوجات المذنبات اللواتي لم ينفعهن زواجهن من نبيين وكذلك فيه ذكر لزوجة فرعون، آسيا رضي الله عنها وكذلك مريم العذراء سلام الله عليها باعتبارهما مثلين لامرأتين صالحتين وفي الآيتين إشارة واضحة موجهة لحفصة وعائشة بتشبيههما بزوجتي لوط ونوح في ذنوبهما وابتعادهما عن الحق وترغيب لهما أن يتشبهن بزوجة فرعون ومريم العذراء في صلاحهما وإيمانهما. لقد تزوج النبي نساءا عديدات من عوائل وقبائل مختلفة ولأسباب مختلفة منها تشجيع المسلمين على تطبيق حكم جديد فمثلا تزوج النبي طليقة زيد ابن حارثة الذي كان ابنا للنبي بالتبني وكان من عادة العرب أن لايتزوج الرجل طليقة ابنه بالتبني، فتزوج النبي منها ليحث المسلمين على ترك عادات الجاهلية، كذلك قد يتزوج النبي امرأة لتشجيعها وتشجيع أهلها على التمسك بالدين وعدم إثارة الفتن لأن الزواج عادة يقوي العلاقات الاجتماعية ويقلل الكراهية والحسد بين الناس. إذا فزواج النبي من امرأة لايعني بالضرورة أن هذه المرأة أو أهلها على طريق الحق والخير بل إنه زواج يتم للأسباب المذكورة ولأسباب أخرى سأبينها بوضوح أكثر في الفقرة التالية التي تخص مصاهرات آل البيت.
إن ماقلته بخصوص زواج النبي من بعض النساء قد ينطبق أيضا على زواج آل البيت من بعض النساء من ذريات من عادوهم، حيث أنه لا يعني أن آباء هؤلاء النسوة كانوا على طريق الحق والخير بل إنه لايعني بالضرورة أن النساء أنفسهن كنّ على حق وخير فقد يكون قسم منهن بالمستوى المطلوب من المسؤولية للزواج من إمام، على سبيل المثال تزوج الإمام محمد الباقر عليه السلام من فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وكما نرى فإنها ليست مصاهرة مباشرة مع أبي بكر لأنه يكون جد أبي فاطمة وليس أباها المباشر، ولقد أنجبت له الأمام جعفرا الصادق سلام الله عليه وقال الإمام الصادق بحقها (كانت اُمّي ممّن آمنت واتّقت وأحسنت، واللّه يحبّ المحسنين) فالإمام الباقر تزوجها لأنها مؤمنة صالحة وليس لأن أبا بكر له صلة بها بغض النظر عن كونها صلة مباشرة أو غير مباشرة. وكذلك قد يكون قسم من النساء اللواتي تزوجهن آل البيت لسن بالمستوى المطلوب من المسؤولية وقد يكون زواج آل البيت منهن لغرض منحهن أو آبائهن فرصة للتوبة والاهتداء أو قد يكون لغرض كشفهن على حقيقتهن أمام الناس فعلى سبيل المثال تزوج الإمام الحسن عليه السلام جعدة بنت الأشعث بن قيس والأشعث بن قيس من المحسوبين على الصحابة لكنه كان ذا مواقف غير مشرفة وكذلك ابنته جعدة حيث قامت بتسميم الإمام الحسن فقتلته وذلك كان اتفاقا بينها وبين معاوية لعنه الله حيث وعدها أنها إذا سممت الإمام الحسن عليه السلام ومات فإنه سيزوجها ابنه يزيد لعنه الله ولكن معاوية لم يزوجها من يزيد بعد أن قتلت الإمام الحسن والمهم من هذا المثل أن آل البيت قد يتزوجون ممن لا تكون بمستوى الإيمان والصلاح المطلوب وهذا ليس معناه عدم قدرة آل البيت على تمييز الخبيث من الطيب بل إنه يعود للأسباب التي فصلتها أعلاه، وكذلك قد يتزوجون امرأة لأنها من الصالحات الطيبات في بادئ الأمر لكنها تنقلب بعد ذلك وتنحرف من الهدى إلى الضلال. إن الله تعالى يمنح عباده الصالحين مقدرة على معرفة سرائر الناس وخفايا أنفسهم، وبالتأكيد فإن النبي وآل بيته عليهم الصلاة والسلام لديهم هذه المقدرة لكن هذا لايعني أن يستعملوا مقدرتهم هذه في تعاملهم مع جميع الناس وفي كل الأوقات، بل إنهم استخدموها في أوقات معينة وحسب مايرتأونه من المصلحة، وربما لم يستخدموا هذه المقدرة لاختيار زوجاتهم حيث إنهم تعاملوا مع الناس حسب الظاهر ووفـقا للأسباب الطبيعية التي تحكم المجتمع ولو أرادوا التعامل مع الناس حسب بواطن نفوسهم وحقيقة شخصياتهم فلربما يحدث مالايحمد عقباه في المجتمع وقد روي عن علي عليه السلام قوله (لو تكاشفتم لما تدافنتم) أي لو عرف كل شخص باطن كل شخص آخر وكيف يشعر تجاهه وماينوي من نوايا تجاهه فلن يجد الناس حين يموتون من يدفنهم لأن كل شخص سيكون كارها لغيره بحيث يكره حتى أن يحضر دفنه. بل إن النبي وآل بيته لم يتجنبوا استخدام قدراتهم الربانية في مجال الزواج لوحده، بل في كثير من جوانب الحياة، فمثلا هناك روايات كثيرة تبين أن الناس كانت تجلب أطفالها المرضى للنبي ليدعو الله لهم بالشفاء وبالفعل يتم الشفاء بسرعة حتى في حالات الأمراض المستعصية، ولكن حين يمرض إبراهيم وهو ابنه من زوجته السيدة مارية رضي الله عنها، نرى أن إبراهيم يثقل عليه المرض ويموت رحمه الله وكأنما لم يستخدم النبي مع ابنه إبراهيم مايستخدمه من دعاء للأطفال الآخرين أو أن مشيئة الله اقتضت ذلك والله أعلم.
أناقش الآن مسألة التسميات. نحن الناس العاديون نكره ونحب لأسباب شخصية وقد نحب شخصا رغم علمنا أنه بعيد عن الله وقد نكره شخصا رغم علمنا أنه قريب من الله لأنه يصعب علينا مقاومة عواطفنا ورغباتنا الشخصية واتباع العقل بدل العاطفة، لكن أهل البيت عليهم السلام مختلفون كثيرا عنا في هذا المجال فهم نذروا أنفسهم وذرياتهم لله وحده بشكل خالص فهم يحبون لله ويكرهون في الله. إنهم يحبون الشخص لقربه من الله تعالى وليس لشكله أو اسمه وكذلك لا يكرهون شخصا لشكله او اسمه بل لبعده عن الله تعالى. لقد قضى النبي صلى الله عليه وآله حوالي ثلاث عشرة سنة في مكة تعرض خلالها لأنواع الأذى الجسدي والنفسي من المشركين حتى قال (ما أوذي نبي مثلما أوذيت) وحين دخل مكة فاتحا بعد الهجرة بسنوات، توقع المشركون أنه سيبطش بهم وينتقم منهم، لكنه فاجأهم بقوله (إذهبوا فأنتم الطلقاء) وأنا أجزم أن كثيرا منا لو تعرض للأذى سنوات طويلة من شخص أو جماعة من الناس ثم أظفرته الظروف بهم وكانوا بموقع الضعف والاستسلام، فإنه سيفتك بهم أو على الأقل يسمعهم كلاما قاسيا جارحا يوبخهم به على ما فعلوه في حقه. هذا هو موقف الناس العاديين، أما النبي وآله فقد كانوا متسامحين حتى مع أعدائهم وإن تسامحهم ومعاملتهم الطيبة لكثير من الناس لا يعني بالضرورة أن هؤلاء الناس طيبون أو على طريق الحق والخير. إن هذا التسامح الكبير لدى النبي انتقل منه إلى أهل بيته حيث كانت أخلاقهم امتدادا لأخلاق النبي، وإن هذا المستوى الأخلاقي العالي والتسامح يجعلهم لا يهتمون كثيرا للأسماء وإن كانت أسماء من عاداهم.
إن آل بيت النبي عليهم السلام لو تجنبوا تسمية ذرياتهم باسم كل من آذاهم فلربما لم يجدوا إسما يسمون به أحدا من ذرياتهم لأن أعداد من آذوهم كثيرة وهم يحملون مختلف الأسماء ومن قبائل شتى. كذلك فإن هذه الأسماء لم تكن حكرا على أشخاص معينين بل كانت منتشرة في المجتمع الإسلامي بل حتى العرب قبل الإسلام كانوا يسمون أبنائهم أبا بكر وعمر وعثمان، كذلك هناك عدد من المؤمنين الأتقياء أسمائهم نفس أسماء من آذوا آل البيت، فإذا سمى آل البيت ذرياتهم بهذه الأسماء فإنها تشبه أسماء المؤمنين الأتقياء في نفس الوقت الذي تشبه فيه أسماء من آذوهم، ولايوجد دليل قوي على أن أهل البيت سموا ذرياتهم بهذه الأسماء مودة وتشبها بمن آذاهم بل على العكس هناك روايات تدل على أنهم سموا أبنائهم ببعض الأسماء مودة بالمؤمنين الأتقياء، مثلا جاء في كتاب مقاتل الطالبيين أن عليا عليه السلام سمى أحد أبنائه عثمان فقال (إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون) وعثمان بن مظعون صحابي جليل، وهذا معناه أن التسمية لم تكن للتشبه بعثمان بن عفان. إضافة لذلك فآل البيت كما ذكرت لا يحبون أو يكرهون لأسباب شخصية بل في الله ولله فقط. لذلك لا يهمهم إذا سموا ذرياتهم باسم شخص عاداهم لأنهم أكبر من هذا المستوى الشخصي وكأنما يريدون أن يثبتوا لنا أن خلافهم مع هذا أو ذاك من الناس ليس لسبب شخصي بل لأسباب عقائدية ودينية بحتة.
إن عليا عليه السلام حين ظفر بعمرو بن عبد ود يوم الخندق وجلس على صدره ليقطع رأسه بصق عمرو بن عبد ود على وجهه الشريف فقام الإمام عنه قليلا ثم عاد وقطع رأسه ولما سألوه عن سبب قيامه عنه أجاب أنه حين بصق عمرو في وجهه انتابه غضب مؤقت فخشي أنه حين يقتله سيكون ذلك بدافع شخصي أي انتقاما من بصقته فابتعد عنه لكي يزول غضبه ويكون قد قتله لأجل الله فقط، فهل ترون هذا المستوى العظيم من الإخلاص لله تعالى والفناء في ذاته؟ هل تتوقعون من إمام بهذه العظمة أن يتجنب تسمية أولاده بأسماء من عادوه وهو حتى في أدق اللحظات وأحرجها كلحظة الحرب ووقوفه على صدر عدوه يتجاهل نفسه ولاينسى الله تعالى. كذلك في أحد الحروب التي دارت بينه عليه السلام وبين معاوية لعنه الله استولى جيش معاوية على الماء ومنعوا جيش الإمام علي من شرب الماء ثم هجم جيش الإمام بشدة فاستولوا على الماء وطردوهم عنه، لكن عليا عليه السلام لم يمنع جيش معاوية من الماء ولم يقابلهم بالمثل. كذلك فإن عليا عليه السلام كان يعلم أن ابن ملجم سيقتله ذات يوم وكان يرى ابن ملجم في الكوفة قبل موعد استشهاده بفترة طويلة وقد أخبر عليه السلام أهله وأصحابه أن ابن ملجم سيقتله ذات يوم، فسأله أهله وأصحابه لم لايقتل ابن ملجم وهو يعلم أنه ذات يوم سيقتله فأجابهم بكلام معناه أن القصاص قبل ارتكاب الذنب لايجوز. فهل نتوقع من علي وهو يتصرف مع أعدائه بهذا الشكل أن يتجنب تسمية أولاده بأسماء أشخاص عادوه وآذوه؟ الجواب كلا.
كذلك فإن الإمام الحسين عليه السلام في معركة الطف بكى فسألته أخته زينب عليها السلام لم يبكي فأجابها أنه يبكي على الجيش الذي جاء يقاتله لأنهم جميعا سيدخلون النار بسبب مشاركتهم في قتله، فهل نتوقع من آل البيت وهم بهذا المستوى الإعجازي من الأخلاق والرحمة أن يتجنبوا تسمية ذرياتهم بأسماء من عاداهم؟ وهم منابع الرحمة والهداية والتسامح، الجواب كلا. كذلك يحدثنا التاريخ أن الإمام زين العابدين عليه السلام يوم استشهد وأرادوا تغسيله وجدوا على ظهره آثارا عميقة فلما سألوا ابنه الإمام محمد الباقر عليه السلام أجابهم أنها آثار حمل أكياس الطعام على ظهره حيث كان يحملها ليلا ويتصدق بها على بيوت كثير من الفقراء ومنها بيوت من فقراء آل أمية الذين قسم منهم أقارب من شاركوا بقتل أبيه الإمام الحسين عليه السلام وقاموا بسبي الإمام زين العابدين مع باقي آل البيت وعذبوهم في الطريق من كربلاء إلى الشام، فهل نتوقع من آل البيت وهم بهذا المستوى الأسطوري من التسامح ان يتجنبوا تسمية ذرياتهم بأسماء من عادوهم؟ الجواب كلا.
هناك أيضا ضرر كبير ربما يحصل لو أن آل البيت تجنبوا تسمية ذرياتهم بأسماء من آذوهم فعلى سبيل المثال لو أنهم تجنبوا أسماء أبي بكر وعمر وعثمان، وأصبح هذا قانونا في التسميات لديهم، ثم قام أتباع آل البيت ومحبوهم بتقليدهم في هذا السلوك وتجنبوا تسمية أولادهم بهذه الأسماء، وفي المقابل أيضا تجنب أتباع باقي المذاهب تسمية أولادهم بأسماء آل البيت، لوحدث شئ كهذا فستزداد الخلافات بين أبناء الأمة الواحدة وتتمزق وحدة المسلمين أكثر فأكثر وقد يكون هذا ما دفع آل البيت إلى عدم التحسس الشخصي من الأسماء بل إنهم ربما أكثروا من تسمية ذرياتهم بهذه الأسماء ليحافظوا على وحدة الأمة الإسلامية ويشجعوا غيرهم على تجاوز المستوى الشخصي الضيق في تعاملهم مع سائر الناس.
لقد نزل آل البيت في كثير من المرات عن بعض حقوقهم الشخصية تفضيلا للمصلحة العامة عليها وضحـّوا براحة بالهم حفاظا على نسيج الأمة الإسلامية وقد يكون قبولهم بتزويج من عاداهم مثالا على هذه التضحيات. لقد قال الأمام علي عليه السلام بوضوح في خطبته المشهورة المسماة بالخطبة الشقشقية (أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى) أي أن أبا بكر سلب منه حقه الشرعي وهو الخلافة، ويقول أيضا عليه السلام (والله لأسلمن ما سلمت امور المسلمين ولم يكن فيها إلا جور على خاصة) أي أنه سيصبر على ظلم الغاصبين لحقه ويتخذ جانب السلم مادام الجور والظلم واقعين عليه بشكل خاص وليس على عامة المسلمين أي أنه سيسكت عن حقه حفاظا على وحدة المسلمين والمصلحة العامة.
رغم كل ما قلته في السطور السابقة، قد تظل هناك بعض الغرابة والدهشة من المصاهرات وتسمية آل البيت لذرياتهم بأسماء من آذوهم وعادوهم، لكن هذه الغرابة والدهشة ليست مبررا كافيا لتجاهل الأدلة التاريخية الكثيرة والقوية التي تبين الظلم والجور الذي تعرض له آل البيت على يد باقي العرب والمسلمين وإن هذه الأدلة والشواهد التي سأذكرها تثبت الظلم والجور بشكل أقوى مما تثبت المصاهرات والتسميات المودة المزعومة وإن هذه الأدلة كافية لتثبت أن العلاقة بين آل البيت وغيرهم لم تكن بالشكل الودي المثالي الذي يحاول كثيرون تصويره لطمس الحقيقة المرة وهي أن الأمة الإسلامية خانت وصايا الرسول ولم تحفظ المودة تجاه آل بيته، نعم لقد كان آل البيت يعاملون غيرهم بالحسنى لكن كثيرين لم يعاملوهم بالحسنى بل آذوهم وظلموهم. أترككم الآن مع الأدلة التالية وهي مجرد نماذج، أما من يريد الصورة كاملة فليطالع كتب الحديث النبوي والتاريخ ليرى العجب العجاب :