ابراهيم العبيدي الرتبــــــة
رقم العضوية : 3 الجنــس : المواليد : 28/03/1973 التسجيل : 11/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 341 نقـــــــــاط التقيم : 569 السٌّمعَــــــــــــــة : 5 علم بلدك : الموقع : منتديات شيعة اهل البيت العالمية نائب المدير العام
| موضوع: الرؤيا الصالحه!! الجمعة ديسمبر 14, 2012 2:07 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد
لا يزال هناك كثيرون لا يستطيعون أن يفرقوا بين لفظتي ( نبي ) و ( رسول ) ، وإذا ما اجتهد بعضهم قال : الرسول هو صاحب رسالة أو كتاب سماوي أما النبي فلا . لكن الفارق الجوهري بينهما هو أن النبي وحيه رؤيا صادقة ، أما الرسول فوحيه ملك . فالرسول الكريم صلوات الله عليه واله وسلم سمي نبياً ورسولاً في وقت واحد ؛ لأنه كان يرى الرؤيا الصادقة ، وكان هناك ملك ينقل إليه الرسالة وهو جبريل عليه السلام . أما يوسف عليه السلام ، فقد كان نبياً فحسب ، لأن وحيه كان رؤيا صادقة . ولو لم تكن الرؤيا الصادقة جزءاً لا يتجزأ من الإيمان بالقرآن الكريم كاملاً ، ما أفرد لها القرآن الكريم تلك المساحة فيه . فسورة كسورة يوسف لو جردت من الرؤى الأربعة الصادقة التي فيها ، لما كانت هناك سورة أبداً . وهذا ما يجعل الإيمان بـها جزءاً متصلاً بسلامة عقيدة المؤمن ، وإن الشك فيها ، أو التقليل من أهميتها ، يمس سلامة هذه العقيدة مباشرة . وأما بناؤها فهو قائم على أرضية يدركها الرائي تماماً ، وأحداثها وشخصياتها بأسمائهم ومهنهم ، متصلان بحياة الرائي ، وطبيعة العلاقة التي تنظمه بهم . وأما زمانها ، فأفضل أوقاتها هي رؤيا القيلولة ، ثم يأتي بعدها رؤيا الفجر قبله أو بعده . وتمتاز رؤيا القيلولة عن غيرها بأمور عدة : 1. أن الوحي نزل أول ما نزل على الرسول الكريم i نهاراً في غار حراء . 2. وهي في هذا الوقت بعيدة عن تدخل الشيطان فيها لقوله : ( قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ) . ولا بد من إيضاح الحقائق الذي أشار إليها الحديث الشريف . فهو دعوة مباشرة كي نخالف تلك الكائنات الحية التي تتبع النظام القمري فلا تقيل . فالقيلولة مرتبطة تماماً بالنظام الشمسي فالإنسان يلجأ إليها إذا ما اشتد الحر ، وأحسّ بإرهاق العمل ، فيبحث عن مكان ظليل يستريح فيه فيغلبه النوم . وبما أن عالم الجن يعمل ليلاً حيث لا شمس ترهقه ، ولا ضوء يتعب ناظريه فإنه لا يقيل . فإذا ما أشرق النهار بضوئه ، خلد ذلك العالم القمري إلى النوم ، وعندئذٍ تصبح هذه الفسحة الزمنية من القيلولة بمنأى عن التدخل الشيطاني فيها . كما أن النوم في القيلولة يكون بعد إرهاق وتعب ، فيكون ذهن النائم منصرفاً فيها إلى طلب الراحة ، وبعيداً تماماً عن توقع أية رؤيا قد تعرض له . هذه الأسباب المجتمعة هي التي تجعل رؤية القيلولة أشد صدقاً ، وأكثر ثباتاً من رؤيا الليل خاصة إذا كان الرائي يعاني ليلاً من الأرق أو القلق . ولكن ذلك لا يمنع أبداً أن تكون رؤى الليل صادقة خاصة إذا كان نوم الرائي على وضوء وكان مستغرقاً في النوم . وأما مصطلح ( الرؤيا الصادقة ) فهو المصطلح الذي اعتمده القرآن الكريم للرؤى التي ذكرها فيه فعندما رأى إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ابنه ، وقام بتنفيذ ذلك . خاطبه الله سبحانه وتعالى قائلاً : وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا[ الصافات : 104 ،105] . وعندما دخل الرسول الكريم مكة فاتحاً ، ذكّره الله سبحانه بالرؤيا التي يبشره فيه بفتح مكة فقال : ولقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق[ الفتح : 27] . إن استعمال مصطلح ( الرؤيا الصادقة ) لا يطلق إلا على كل منام تم تحقيقه قطعاً وهو مصطلح ضروري لتمييزها عن سائر المنامات التي تعترض الإنسان في نومه . ولها شروط أربعة لا بد أن تجتمع معاً حتى تكون صادقة هي : 1. أن يكون ذهن الرائي خالياً تماماً من أي موضوع متصل بما يراه ، وخير دليل على ذلك رؤيا يوسف عليه السلام وهو فتى ( لأحد عشر كوكباً ) حيث لم يكن يوسف وقت ذاك في سن يسمح له بأن يستوعب ألفاظ هذه الرؤيا ، ويدرك مدلولاتها . وفتى في مثل سنه لا يزيد عمره وقتها عن سبع عشرة عاماً ، يكون ذهنه منصرفاً إلى ما يتناسب مع سنه . 2. أن تكون ألفاظها قليلة ، ومدتها قصيرة . وكلما قصرت قلت ألفاظها ، وعندئذٍ تكون مصداقيتها أبلغ ، وأحداثها ملزمة الوقوع . ففي رؤيا ذبح إبراهيم لابنه إسماعيل لفظتان فقط هما ( أني أذبحك ) ولكون هذه الرؤيا أقدم رؤيا يعرضها القرآن الكريم بـهاتين اللفظتين ، فقد بني على هذا تشريع سماوي ملزم بالأضحية في موسم الحج ويبدو أن هذه الصفة كانت صفة أساسية لدى المعبرين قديماً ، ولهذا نجدهم عندما عرضت عليهم رؤيا الملك في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ، وسبع سنبلات خضر وأُخر يابسات أنهم قالوا عنها بأنها ( أضغاث أحلام ) . وما كانوا ليصفوها بهذا لو لم يجدوها طويلة . ففيها إحدى عشرة لفظة ، وهذا العدد وحده كافٍ لينزعوا عنها صفة الصدق . 3.الرؤيا الصادقة تلزم رائيها أن يحتفظ بـها في ذاكرته مدة طويلة ، كأنه يودعها في مستودع عقله ، فإذا ما تحققت استخرجها مسترجعاً كل لفظة وردت فيها ، وكل صورة عُرضت فيها عليه . فيوسف عليه السلام عندما رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين نجده يقول عندما رأى اخوته وأبويه يسجدان له هذا تأويل رؤياي من قبل لقد كان هناك زمان ممتد لعشرين عاماً تقريباً ، ما بين هذه الرؤيا وبين تحقيقها . وعلى الرغم من الأحداث المثيرة التي مرّ بـها خلال عقدين من الزمان ، فإنه عندما رأى تحقيق ذلك استرجعها لم يُنقِص منها حرفاً . وعلى هذا فالمعبرون يضعون حداً لتحقيق الرؤيا الصادقة أقصاه عشرون عاماً . 4.للرؤيا الصادقة هدف واضح محدد يُراد للرائي أن يصل إليه . ويتجلى هذا الهدف في تحقيق أحد أمرين هما : الإنذار أو البشارة . فهي إما أن تكون إنذاراً تتفاوت درجته من تنبيه إلى تحذير إلى إنذار . وإمّا أن تحمل له بشارة تكون بين يديه بشرى من الله عز وجل له كأن تُبشّر امرأة عقيم بالحمل . أو سجين بريء بالإفراج عنه . ولعل هذه الصفة هي التي تجعل للرؤيا الصادقة دوراً يكمل دور ما بدأ به الأنبياء من قبل . فكل الدعوات التي حملها الأنبياء قامت على تحذير الكافرين وتبشير المؤمنين . ومصداق هذا قول الله تعالى ( وما نرسل المرسلين إلاّ مبشرين ومنذرين ) [ الكهف : 56 ]. ولقد أكد النبي الكريم i أن الرؤيا الصادقة هي امتداد للنبوة المنقطعة عندما قال : ( ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ) قالوا : ما المبشرات يا رسول الله ؟ قال : الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له ( ) . ولطالما كان التكليف على العباد قائماً بعد انقطاع النبوات ، فإن من رحمة الله تعالى بعباده أن يبقى خطاً مفتوحاً بينه وبينهم ، ومن خلاله يأمرهم أو ينهاهم ، يحذرهم أو يبشرهم وهذا الخط هو الرؤيا الصادقة . فالله تعالى يقول : ( وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء ، إنه عليم حكيم) [ الشورى 51] . وما الحجاب الذي يفصل العبد عن ربه إلا حجاب النوم . ومن خلاله يلقي الله تعالى على عبده ما يريد منه . هذا والله تعالى أعلم وأجل وله الحمد من قبل ومن بعد إن أحسنت فمن الله وحده لا شريك له فله الحمد والشكر وإن أسأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .. اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل .. وتقبل منا ووفقنا لما تحب وترضى اللهم تقبل منا الصيام والقيام وتلاوة القرآن والثبات على حب محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين العجل العجل العجل ياصاحب الزمان....
عدل سابقا من قبل ابراهيم العبيدي في السبت يناير 12, 2013 11:59 pm عدل 1 مرات | |
|
بشار
مدير عام المنتدى رقم العضوية : 1 الجنــس : المواليد : 11/05/1992 التسجيل : 07/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 32 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 3576 نقـــــــــاط التقيم : 7183 السٌّمعَــــــــــــــة : 29 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة مدير المنتدى
| موضوع: رد: الرؤيا الصالحه!! الخميس ديسمبر 20, 2012 10:11 pm | |
| سلمت يمنآك على مآحملته لنآموضوع عآلي بذوقه ,, رفيع بشآنهكلمآت كآنت ,, وما زالت بآلقلب ولاتحرمنا من جديدك ستبقي حروفك متفرداً منفرداً بـ النور لك ودي الذي لا ينتهي ابدا مع خالص تحياتي وفائق تقديري دمت في حفظ الرحمن
| |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: الرؤيا الصالحه!! الإثنين فبراير 04, 2013 4:25 pm | |
| موضوع قيم جدا"
جزاك الله أختي خير الجزاء | |
|