أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: تطبيق الشريعة الأسلامية في الثورة الحسينية المباركة السبت أبريل 06, 2013 4:11 pm | |
| تطبيق الشريعة الإسلامية وهذا هو من أهم أهداف الحسين عليه السلام، من ثورته على الحكم، حيث عرض نفسه وأهل بيته وأصحابه، للقتل والسلب والنهب، من أجل هذا الهدف المقدس. فالحسين لم تكن غايته الرئيسية من خروجه، تَسلُّم زمام الحكم فحسب، بل إنما هو يعتبِر الاستيلاء على الحكم وسيلة لتطبيق أحكام الشريعة، لا غاية بذاتها. ولا أيضاً بدافع العامل الاقتصادي كما يذهب إليه البعض من أنها نتيجة لظروف اقتصادية معينة، دفعت بالحسين إلى ثورته. وليس أيضاً بصحيح ما يقوله البعض: من أنّها نتيجة مرحلة زمنية اقتضتها التطورات التاريخية آنذاك، بل الدافع الرئيسي الوحيد للإمام الحسين عليه السلام، هو تطبيق الشريعة الإسلامية والمحافظة عليها، وإن أدى ذلك إلى سفك دمه. ويسند قولنا هذا، ما جاء في بعض نصوص خطبه ورسائله مثل:
1 ـ «ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمان، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله» (تاريخ الطبري ج4 ص304).
2 ـ «وقد بعثت إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه، فإنّ السنّة قد أُميتت، والبدعة قد أُحييت» (تاريخ الطبري ج4 ص266).
3 ـ «ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، والى الباطل لا يُتناهى عنه» (مثير الأحزان لابن نما الحلي ص31).
4 ـ «وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي صلى الله عليه وآله وسلم، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي» (بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج44 ص330).
فإنّ هذه المقتطفات من خطب ورسائل الإمام الحسين عليه السلام، لهي نصوص صريحة واضحة، لا شبهة ولا غموض فيها; لبيان غرضه وهدفه عليه السلام. فإنها جميعاً تدل على أنّ الحكم القائم آنذاك، كان يعمل بكل قواه، على تقويض الشريعة الإسلامية من جذورها، بإشاعة المنكر والباطل، ومخالفة الكتاب والسنة «فإنّ السنّة قد أُميتت، والبدعة قد أُحييت». والحسين عليه السلام لم يخرج لغير مقاومة المنكر والباطل، وإحياء السنّة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يطلب الحكم والمنصب قط; لأنّه من أهل بيت النبوة، الذين لم يأتوا للملك إلاّ أن يقوّموا المعوّج، ويدعوا إلى الحق، ويدفعوا الباطل. فهذا جدّه رسول الله محمّد صلى الله عليه وآله وسلم في بداية دعوته، عَرضت عليه رجالات قريش الملك والسيادة والمال، على أن يترك دعوته وقول الحق، فأبى صلى الله عليه وآله وسلم، وقال لعمه أبي طالب عليه السلام: «يا عمّاه! لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر، حتى يظهره الله أو أهلك فيه، ما تركته» (انظر تاريخ الكامل، ابن الأثير 2: 43).
وهذا أبوه علي بن أبي طالب عليه السلام القائل: «اللّهم إنك تعلم أنّه لم يكن الذي كان منّا، منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنردّ المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك» (نهج البلاغة، محمّد عبدة 2: 19). وقد عرضت عليه الخلافة في قضية الشورى بشروط، فأبى عليه السلام; لئلا يخالف الشروط التي لا يرتضيها. في حين أن الخلافة الإسلامية في وقتها، كانت الدنيا بأسرها، وخصوصاً بعد أن انهارت دولة الروم والفرس. فعلي عليه السلام أبى أن يقبلها مع أهميتها في مقابل أن لا يخالف شرطاً، فرفض الدنيا بأسرها في رفضه إياها، إزاء عدم مخالفة شرط واحد. وهذا أيضاً سفير الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل، بعثه عليه السلام إلى الكوفة لأخذ البيعة من أهلها، وجاء عبيد الله بن زياد ودخل الكوفة، فذهب مسلم إلى دار هاني بن عروة، وكان في داره شريك بن الأعور مريضاً، فأراد ابن زياد عيادة شريك في دار هاني، فاتفق شريك مع مسلم أن يقتل عبيد الله، عندما يأتي لعيادته، والإشارة بينهما رفع شريك عمامته.
ثم جاء ابن زياد ودخل على شريك، ومسلم مختبئ في الخزانة، فأخذ شريك يرفع عمامته مراراً، فلم يخرج مسلم، وقال: اسقنيها ولو كان فيها حتفي. فقال ابن زياد: إنه يخلط في علته، ثم خرج من دار هاني. فخرج مسلم، وقال له شريك: ما منعك منه؟ فقال مسلم: تذكرت حديث علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الإيمان قيد الفتك، فلا يفتك مؤمن» (مقتل الحسين عليه السلام، عبد الرزاق المقرم: 246، الكامل، ابن الأثير 3: 270). فلو كان مسلم يريد الإمارة والملك; لخرج وفتك بابن زياد وأراح الأمة من شره، ولكنّه يخشى على إيمانه وعقيدته; لأنّ الإيمان قيد الفتك، والمؤمن لا يفتك.
وهكذا لو أردنا أن نستعرض أهل البيت (عليهم السلام)، لرأيناهم لا ينشدون ملكاً ولا سلطاناً بالذات، وإنّما غايتهم من الحكم هي تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وتركيز دعائمها. فلهذا نرى الإمام الحسين عليه السلام يقول: «وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي صلى الله عليه وآله وسلم، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي». فهذه هي سيرة جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرة أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام. | |
|
عهد الوفاء الرتبــــــة
رقم العضوية : 44 الجنــس : المواليد : 25/06/1977 التسجيل : 21/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 47 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 8799 نقـــــــــاط التقيم : 11721 السٌّمعَــــــــــــــة : 3 علم بلدك : مشرفة الاجتماعيات والكتاب الشيعي
| موضوع: رد: تطبيق الشريعة الأسلامية في الثورة الحسينية المباركة الأحد أبريل 07, 2013 4:50 am | |
| شكر جزيلا للطرح القيم ننتظر المزيد من الابداع من اقلامكم الرائعه تحيتي وتقديري لكم وددي قبل ردي | |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: تطبيق الشريعة الأسلامية في الثورة الحسينية المباركة الأحد أبريل 07, 2013 1:27 pm | |
| شكرا" لتنويرك صفحتي أختي العزيزة ودمت برعاية الله وحفظه | |
|