أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: دور بني العباس في أختلاق المذاهب الأسلامية . الجمعة يناير 11, 2013 12:53 am | |
| الفرق الإسلامية أهم ما حصل من أحداث في العصر العباسي الأول قيام المذاهب الإسلامية وحدوث نزاع بين المسلمين فانقسموا إلى عدة طوائف، وفرق اختلفت فيما بينها في اكثر أمور الدين.
والطريق أن الحكم العباسي هو الذي شجع على أحداث المذاهب الإسلامية، فغذاها ونمّاها، وحمل الناس بالقوّة والقهر على اعتناقها. وما نرجح في ذلك:
إبعاد المسلمين عن أئمة أهل البيت الذين يمثلون واقع الدين الإسلامي الصحيح واتجاهاته الثورية في القضاء على الظلم والغبن، وإنقاذ الناس المقهورين من الجور السياسي والاستبداد الظالم، وإذا ما رجعنا قليلاً إلى الوراء نجد:
العلويين قد اندفعوا في العصر الأموي إلى ساحات الجهاد المقدس لحفظ الدين وصيانة المجتمع من ظلم الأمويين وبطشهم، لقد حاولوا بتكليف شرعي إعادة المبادئ الكريمة التي ينشدها الإسلام، ويؤمن بضرورة توفيرها على جميع المواطنين، وهي تتلخص على الإيمان الكامل بحق الفرد، ونشر الاستقرار في الربوع الإسلامية، وبسط العدالة والحرية والمساواة والأخوة بين المسلمين، وتوفير كل أسباب المعيشة الهانئة والرزق الكريم والأمن على كافة الأراضي الإسلامية.
هذه المبادئ اعتبرها العلويون القاعدة الأساسية لتقدم المجتمع وتطويره لينطلق في ميدان الحياة الحضارية الحرة الكريمة.
وفي العصر العباسي أكمل العلويون جهادهم من أجل هذه المبادئ العليا فهبّوا إلى ميادين النضال لأن السكوت على الظالم مساعدة له على ظلمه. لذلك واجهوا صعوبات كثيرة ومشاكل معقدة، فسجنوا في السجون، ودس لهم السم، وأريقت دماؤهم، وارتفعت أجسادهم على أعواد المشانق، ولم يتخلوا عن مبادئهم المقدسة ونضالهم الشرعي في مقاومة الظلم من سلطة أي كان، داخلي أم خارجي. فالتف حولهم العدد الغفير من جماهير المؤمنين لأن العلويين حماة هذه الأمة وقادتها الشرعيين وولاة أمرها، وإنه لا يمكن بأي حال أن تتوفر للمجتمع في ذلك العصر أسباب معيشته ورخائه إلا في ظل حكمهم العادل، فالتف حولهم الثوار والمتظاهرون وهتفوا بأعلى أصواتهم (الدعوة إلى الرضا من آل محمد).
وكان لابدّ من قيام ثورة عارمة اندلعت في جميع أنحاء البلاد على الحكم الأموي فأطاحت به ودكت أركانه، وقامت الدولة العباسية بمؤازرة العلويين الذين كان لهم اليد الطولى في مناصرتها وتثبيت أركانها، ولما استتب لهم الأمر وتملّكوا زمام الحكم، عملوا جاهدين على التنكيل بالعلويين وإبادتهم بأبشع الطرق والأساليب.
وكان المخطط الرهيب الذي أتبعه الحكام العباسيون من السفاح إلى المنصور إلى هارون إلى المأمون إلى الهادي... كلهم عملوا على القضاء على الشيعة ومن ناصرهم من القوى المعارضة، والقوى المؤمنة التي تعرف الحق وأهله.
هذا المخطّط العباسي اعتمد على عدة أمور خلاصتها: أشغال المسلمين بالقضايا العقائدية وتفرقتهم وإبعادهم عن الشؤون السياسية، من هنا وجدنا النوادي في بغداد ويثرب والبصرة وسائر أنحاء العالم الإسلامي تعج بالمناظرات الكلامية، والجدل الفلسفي واحتجاج كل فريق على الفريق الآخر لتثبيت نظريته ودحض نظرية الآخرين، وكل هذه الفرق كانت تدور وتجول حول الإطار العقائدي في الإسلام. وقد وجهت الحياة العلمية في العصور العباسية إلى أحداث المذاهب الإسلامية بعيداً عن الحياة السياسية التي يعيشها عامة المسلمين.
ونقطة هامة أخرى اعتمدها المخطط العباسي هي:
عزل أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عن الحياة السياسية، والرقابة المشددة عليهم، ومنع الاتصال بهم، وابعاد الناس عن الأخذ منهم فيما يعود إلى الأمور العقائدية ومعالم الدين الإسلامي.
لذلك وجدنا المنصور الدوانيقي يعهد إلى الإمام مالك، أحد رؤساء المذاهب الأربعة وضع كتاب في الفقه يحمل الناس على العمل به قهراً، فامتنع مالك أوّل الأمر، وهو تلميذ الإمام جعفر الصادق، ثم رضخ لأوامر المنصور بعد الترهيب والترغيب فوضع كتابه المعروف بالموطأ.
منذ ذلك الوقت بدأت الحكومات العباسية تساند أئمة المذاهب الأربعة، وتنشر فقههم، حتى أنها حملت الناس على العمل بهذه المذاهب بعد أن أغدقت عليهم الأموال الطائلة، وكرمتهم تكريماً عظيماً لإبعاد الناس عن المذهب الجعفري، مذهب الإمام الصادق ومذهب أئمة أهل البيت المتخذ برمته عن جدهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، المتخذ عن النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) الذي هو أول من وضع بذرة التشيع، هذه البذرة الطيبة المباركة، ونماها وتعاهدها بالسقي والعناية (53).
وأول من شجع على انتشار مذهب مالك الرشيد حيث أمر عامله على المدينة بان لا يقطع أمراً دون أن يأخذ رأي مالك، كما كان يجلس على الأرض لاستماع حديثه تكريماً لمالك وتعظيماً لمذهبه.
ثم أصدر أوامره بأن لا يهتف أيام الحج إلا مالك، فأخذ الناس يزدحمون عليه وتوافدت إليه الوفود من سائر الأقاليم لاستماع حديثه وأخذ الأحكام الشرعية منه. وكان لا يدنو إليه أحد لما أحيط به من التقدير الرسمي. فقد اجتمع به غلمان من السود غلاظ شداد يأتمرون بأمره، وينكلون بمن شاء أن ينكل به.
لقد علا شأن مالك بما أعطي من السلطة من مكانة مرموقة وعناية بالغة أولتها له الحكومة العباسية كما أولت غيره من أئمة المذاهب الثلاثة الأخرى. والغرض من ذلك واضح كل الوضوح وهو إضعاف كيان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والقضاء على الشيعة الذين كانوا من أقوى الجبهات المعادية للحكم العباسي الظالم. لكنهم فشلوا وبقي الشيعة يجاهدون وما زالوا في إعلاء كلمة الحق وصيانة الدين الإسلامي من الانحراف والتزوير. قال تعالى:
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (54).
ولا يخفى على أحد من المؤرخين وعلماء الحديث والصحابة المؤمنين أن الطائفة الشيعية حملت لواء الإصلاح وثارت في وجه الطغاة والظالمين المستبدين، وحفل تاريخها بالمآثر الطيّبة والمفاخر الحميدة وخدمة الإسلام مهما كلف الثمن. لقد جاهدوا ضد الظالمين لأن السكوت عن الظلم خيانة شرعية، والسكوت عن الظالم يعني مساعدته على ظلمه فلابد إذن من المقاومة الشرعية.
وأول المقاومين للظلم بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد كلفه ذلك جهاداً مريراً وحروباً دامية ضد المنحرفين عن الدين القويم أمثال معاوية بن أبي سفيان وأعوانه. ثم استلم راية الجهاد في سبيل الله ابنه الإمام الحسين (عليه السلام) ضد يزيد الفاجر العاهر وأعوانه الذين اشتروا الضلالة بالهدى، واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، واشتروا الكفر بالإيمان.
أراد الإمام الحسين (عليه السلام) الخروج من أجل الإصلاح في أمة جده التي ظللها معاوية وتابع بعده ابنه يزيد في الانحراف والظلم والضلال، فكان لابدّ للإمام المعصوم إلا أن يقوم بالمسؤولية الإلهية فقال (عليه السلام): (عهد عهده إليّ أبي عن جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)) وهكذا تابع الأئمة (عليهم السلام) الجهاد في سبيل الله في جميع العصور. | |
|