اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ
روى الشيخ المفيد (رحمه الله) في سبب دفن
الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في البقيع ، وما صاحب دفنه من أحداث ومواجهة مع بني أمية :
لما حضرت
الحسن عليه السلام الوفاة استدعى الحسين
عليه السلام وقال: يا اخي اني مفارقك ولا حق بربي عز وجل ، وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطست ، وإني لعارف بمن سقاني السم وأنا أخاصمه إلى الله تعالى ، فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشيء، وانتظر ما يحدث الله عزوجل فيّ، فإذا قضيت فغمضني وغسلني وكفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله صلى الله
عليه وآله لأجدد به عهدا، ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت اسد رضى الله عنها فادفني هناك .
وستعلم يا ابن ام ان القوم يظنون انكم تريدون دفني عند رسول الله صلى الله
عليه وآله فيجلبون في منعكم عن ذلك، وبالله اقسم عليك ان تهريق في أمري محجمة دم .
ثم وصى
عليه السلام اليه بأهله وولده وتركاته، وما كان وصي به اليه أمير المؤمنين
عليه السلام حين استخلفه وأهله لمقامه، ودل شيعته على استخلافه ونصبه لهم علما من بعده.
فلما مضى لسبيله غسله الحسين
عليه السلام وكفنه وحمله على سريره ولم يشك مروان ومن معه من بني امية انهم سيدفنونه عند رسول الله صلى الله
عليه وآله، فتجمعوا له ولبسوا السلاح فلما توجه به الحسين
عليه السلام إلى قبر جده رسول الله صلى الله
عليه وآله ليجدد به عهدا أقبلوا اليهم في جمعهم، ولحقتهم عايشة على بغل وهي تقول : مالي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب . وجعل مروان يقول : " يارب هيجا هي خيرا من دعة " أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن
الحسن مع النبى صلى الله
عليه وآله . لايكون ذلك أبدا وأنا احمل السيف .
وكادت الفتنة تقع بين بنى هاشم وبين بنى امية، فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له : ارجع يا مروان من حيث جئت فانا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله صلى الله
وآله لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ، ثم نرده إلى جدته فاطمة فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان أوصى بدفنه مع النبي صلى الله
هدما، كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير اذنه .
ثم أقبل على عايشة وقال لها: واسوأتاه ! يوما على بغل، ويوما على جمل تريدين ان تطفئي نورالله وتقاتلى أولياء الله، ارجعي فقد كفيت الذي تخافين، وبلغت ما تحبين والله تعالى منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين .
إلي بحقن الدماء وان لا أهريق في امره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها، وقد نقضتم العهد بيننا و بينكم، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا .
فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف رضى الله عنها.