علي احمد الوائلي
مدير عام المنتدى رقم العضوية : 52 الجنــس : المواليد : 01/03/1972 التسجيل : 06/02/2013 العمـــــــــــــــــر : 52 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 979 نقـــــــــاط التقيم : 2363 السٌّمعَــــــــــــــة : 0 علم بلدك : 15000
| موضوع: المستبصر إبراهيم تمبو الإثنين أبريل 01, 2013 3:49 am | |
| ( إبراهيم تمبو )
|
البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد عام 1977م بمنطقة مانغاش في مالاوي ، نشأ في أسرة مسلمة شافعية المذهب ، وتلقى دراسته الإبتدائية في مسقط رأسه ، تشرف بإعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1997م في عاصمة بلده.
البحث عن الحقيقة في المتاهات : يقول الأخ إبراهيم : كنت منذ طفولتي باحثاً عن الحق ، وكنت أتطلع لإكتشاف الحقيقة ، فكان هذا الأمر قد فتح أمامي آفاقاً رحبة في دنيا النقاش والحوار مع الآخرين ، ولم ينغلق ذهني على الأفكار الجامدة المحددة بعينها ، بل كنت أتشوق لمعرفة كل جديد ، وألتقط كل حكمة ظريفة ، رق سمعي في الإثناء أن الحقّ مع المسيحيين ، وأن المسيح (ع) هو المخلص والمنجي ، وأنه صلب لينقذ البشرية من الخطايا والأوزار ، فقررت أن أبحث في الديانة المسيحية ، فذهبت إلى كنائسهم وإستمعت إلى عظات قساوستهم ، ودخلت في مناقشات مستعصية معهم ، لكن كانت النتيجة أنني لم أقتنع بكثير من عقائدهم وخاصة قولهم بأن المسيح هو الله أو هو أبن الله ! ولم يتقبلها عقلي أبداً ، حتى قررت الإبتعاد عنهم فإني لم أجد بغيتي عندهم ولم أجد لنهجهم العقائدي قابلية لإيصالي إلى بارئي.
البحث في دائرة الإسلام والتشيع بالخصوص : بعد هذا المشوار قلت : في سريرة نفسي : لماذا لا أتحقق في دائرة الإسلام وأبحث عن ضالتي فيه الذي هو ديني؟ ، ولماذا أبحث عن الحقيقة في متاهات بعيدة ، وأنا بعد لم أعرف حقيقة ديني وجوهر عقيدتي؟! فشمرت ، عن ساعد الجد لدراسة الإسلام ، وخلفت ورائي ما ضاع من عمري وأنا مسلم بالإسم فقط ، تهزني إبسط دعايات المبشرين.
وكانت البداية بأن شرعت بتعلم اللغة العربية حتى أحسنت قراءة القرآن ، هذا الينبوع الصافي الذي لابد لكل مسلم أن يقرأه ويتعلمه ويهتدي بهديه ، بعد ذلك سمعت بمذهب إسلامي يدعى بالتشيع ، فإستفسرت عنهم؟ ، فقالوا لي : إنهم كفار ومشركون يعبدون الإمام علي (ع) ويعبدون القبور ومن فيها! ، وقال لي آخرون : إنّهم إحدى الفرق الإسلامية التي لها تاريخ طويل وماض عريق! ، فتحيرت في أمرهم ودفعني حب الإستطلاع لأتعرف عليهم ، فواصلت البحث في هذا المجال ، ولفت إنتباهي بأن رأيت مجموعة كبيرة من الشباب تخشى الإلتحاق بالمدرسة الشيعية الموجودة في العاصمة خوفاًً على أنفسهم من الضلال والإنحراف! وذلك لتأثرهم بالكلام الذي كان يقال : عن الشيعة ، لكنني توكلت على الله سبحانه وعزمت على الجد لأكتشف حقيقة الأمر بنفسي.
وبعد مضي فترة من الدراسة في المدرسة الشيعية تبينت لي الكثير من الأمور التي كانت خافية علي ، وبدا لي الحق الذي كنت أبحث عنه ، وإبتسم لي ثغر الحقيقة الذي كنت أتلهف للثمه والإرتشاف من رحيقه ، فعرفت أن الحق مع أهل البيت (ع) وأن معظم ما كان يقال عن الشيعة لم يكن له صحة في الواقع ، وأن ما يتهمونهم به من إشراك غير الله في عبادتهم لاواقع له ، وأنا لو نظرنا إليهم بعين الأنصاف لوجدناهم من أهل التوحيد الحقيقي والعبادة الخالصة لوجه الله دون غيره.
التوحيد والشرك : إن العبادة لا تكون إلاّّّ لله وحده لا شريك له ، وهذا الأمر هو من ضروريات الدين والمجمع عليه بين كل المسلمين ، فمن عبد غير الله فهو كافر مشرك سواء عبد حجارة الأصنام أوعبد صالح الأنام ، والقرآن الكريم صريح في ذلك ، فالمسلم يقرأ كل يوم في صلاته عشر مرات : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ، ويقرأ في سورة التوبة : ( وما أمروا إلاّّ ليعبدوا إلها واحداًً لا إله إلاّّّ هو سبحانه عما يشركون ) ، ويقرأ في سورة يوسف : ( إن الحكم إلاّّ للّه أمر الاّ تعبدوا إلاّّ إياه ) ، ويقرأ في سورة الزمر : ( والذين إتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلاّّ ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) ، ويقرأ فيها أيضاًً : ( قل الله أعبد مخلصاً له ديني ) ، إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.
معنى العبادة : لقد عرف أهل اللغة العبادة بتعاريف متقاربة ، فقد قال إبن منظور في لسان العرب : أصل العبودية : الخضوع والتذلل ، وقال : الراغب في المفردات : العبودية إظهار التذلل ، والعبادة أبلغ منها ، لأنها غاية التذلل ، ولا يستحقالاّّ من له غاية الأفضال وهو لله تعالى ، ولهذا قال : ( وقضى ربك إلاّ تعبدوا إلاّّ إياه ) ، وقال : الفيروز آبادي في القاموس المحيط : العبادة : الطاعة.
وتعريف العبادة بالطاعة والخضوع ، أو غاية الخضوع والتذلل هو تعريف بالمعنى الأعم ، لأن إحترام الولد لوالده وطاعته له وإحترام التلميذ لأستاذه وخضوعه أمامه ، بل تذلل الجندي إمام قائده كل ذلك لا يعد عبادة مطلقاًًً مهما بولغ في الخضوع والتذلل ، فلو قبل الولد أقدام والديه فلا يدعي أحد أن عمله هذا عبادة منه لوالديه ، بل على العكس نجد القرآن يقول : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ).
ومن الأدلة الواضحة على أن الخضوع المطلق لا يعد عبادة ، هو أمر الله سبحانه للملائكة بالسجود لآدم ، وقد قال تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة إسجدوا لآدم ) ، فسجدوا لآدم ولم يكن سجودهم عبادة ، لأن الله : قد نهى جميع الأنبياء من آدم (ع) إلى الخاتم (ص) ، عن الشرك ، فقال : سبحانه : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاًًً أن إعبدوا الله وإجتنبوا الطاغوت ) ، وقال : سبحانه : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّّ نوحي إليه أنه لا إله إلاّّّ أنا فاعبدون ) ، إذن لابد أن يكون للعبادة مقوم آخر غير موجود في مثل سجود الملائكة لآدم ، أو سجود يعقوب وولده ليوسف كما في قوله تعالى : ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال : يا أبت هذا تأويل رءياي من قبل قد جعلها ربي حقاً ).
وكذا أمره سبحانه وتعالى للمسلمين بالطواف بالبيت الذي بني من الطين والحجارة ، فقال : سبحانه : ( وليطوفوا بالبيت العتيق ) ، والسعي بين الصفا والمروة ، بقوله : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو إعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) ، فهل الطواف حول الطين والحجارة والسعي بين الجبال عبادة لها؟! ، أضف إلى ذلك أن الله سبحانه أمر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى ، فقال : ( وإتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ، ولا شك أن الصلاة إنما تكون لله ، لكن إقامتها في مقام إبراهيم ـ الذي يرى فيه آثار قدميه ـ هو تكريم لأبي الأنبياء وليس عبادة للمقام ، ومن مجموع ما تقدم يتبين أن ليس كلّ تكريم وخضوع وإحترام هو عبادة ، وإلاّ للزم أن نعتبر جميع البشر بما فيهم الأنبياء (س) مشركين لأنهم كانوا يحترمون من يجب إحترامه!.
تعريف العبادة : قد ذكرت عدة تعريفات للعبادة ، ويمكن القول بأن أفضل هذه التعاريف وأجمعها هو التعريف الآتي : هي الخضوع عن إعتقاد بالوهية المعبود وربوبيته وإستقلاله في فعله ، ويستفاد من هذا التعريف أن للعبادة عنصران مقومان :
1 ـ خضوع لفظي أو عملي.
2 ـ عقيدة خاصة تدفع إلى الخضوع.
فالخضوع اللفظي يكون بالكلام الدال على التذلل للمعبود ، والخضوع العملي يكون بعمل خارجي كالركوع والسجود مما يدل على ذلته وخضوعه لمعبوده ، أما العقيدة فهي عبارة ، عن إعتقاد بالوهية المخضوع له وإعتقاد بربوبيته وإعتقاد بإستقلاله في فعله.
الإعتقاد بالإلوهية : إن الإعتقاد بالإلوهية لا يكون إلاّّ لله ، فإذا كان لغيره يكون شرك ، ويتضح هذا الكلام عندما نعرف أن الموحدين والوثنيين جميعاًًً يعتقدون بالوهية معبوداتهم سواء كان إلها صادقاًً أم كاذباًً ، كبيراً أم صغيراً ، وهذا المعنى هو المقوم لصدق العبادة ، وحيث أنّ العبادة لا يستحقها إلاّّ من كان إلها ، نرى القرآن يؤكد بأنه لا إله إلاّّّّ الله حتى تتخصص العبادة به سبحانه دون غيره ، فيقول جل وعلا : ( الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون ) ، ويقول تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ) ، ويقول تعالى : ( وإتخذوا من دون الله ءالهة ليكونوا لهم عزا ) ، ويقول تعالى : ( أئنكم لتشهدون أن مع الله ءالهة أخرى ) ، إذن فغير الله لا يستحق العبادة لأنها من شؤون الإلوهية ومن خصائصه سبحانه لا غير ، ولذا نرى خضوع المحب لمحبوبه لا يعد خضوعاً عن عبادة ، لأنه لم يصدر عن الإعتقاد بالإلوهية.
معنى الإله في القرآن : إن الآيات الدالة على وحدة الإله صريحة في أن المراد من الإله ، هو الخالق المتصرف المدبر الذي بيده أزمة أمور الكون ، كما في قوله تعالى : ( ما إتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ) ، وقوله تعالى : ( لو كان فيهما ءالهة إلاّّ الله لفسدتا ) ، وقوله تعالى : ( قل لو كان معه ءالهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ).
الإعتقاد بالربوبية : الربوبية ـ من الرب ـ وهي الإصلاح والتدبير والتربية ، والله سبحانه رب العالمين ( رب السموات والأرض ) ، والعبادة من شؤون الله وحده دون غيره لأنه سبحانه حصر الربوبية به دون غيره ( إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ) ، و ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) ، وقول المسيح (ع) في قوله تعالى : ( يبني إسرائيل إعبدوا الله ربي وربكم ) ، وعليه فالرب هو من بيده مصير الخاضعين له وشؤونهم الدنيوية والأخروية من وجود وحياة وآجل وعاجل ، والخضوع المقرون بهذا الإعتقاد يضفي عليه عنوان العبادة.
أما الإعتقاد بإستقلال المخضوع له في فعله ، فيعني كونه قائماًً بنفسه لايفتقر ولا يحتاج إلى غيره ، ومن هذا المنطلق إذا خضع الإنسان لموجود وهو لا يرى الإستقلالية في وجوده وفعله ، فلا يكون خضوعه عبادة لذلك الموجود ، فالعبادة هي الخضوع إمام موجود مع الإعتقاد بأنه مستقل في ذاته.
الفرق بين التكريم والعبودية : يستنتج مما تقدم : إن الشعائر والطقوس التي يقوم بها شيعة أهل البيت (ع) ومعظم المسلمين من تعظيم قبور الأئمة والأولياء والصلحاء ليست عبادة لغير الله ، وإنما هي من مصاديق التكريم والإحترام ، لأنها لم تنطلق من إعتقادهم بالوهية عباد الله الصالحين ولا ربوبيتهم على نحو الإستقلال ، بل تنطلق عن الإعتقاد بكونهم عباد مكرمون يجب إحترامهم.
فالتبرك وتقبيل الأضرحة وأبواب المشاهد التي تضم أجساد الأنبياء والأولياء لا يعد عبادة لصاحب القبر والمشهد لفقدان مقومها ، وإن إقامة الصلاة في مشاهد الأولياء تبركاً بالأرض التي تضمنت جسد النبي (ص) أو الإمام (ع) في الحقيقة هو كالتبرك بالصلاة عند مقام إبراهيم إتباعاً لقوله تعالى : ( وإتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ).
وكذا التوسل والإستغاثة والتشفع بالأولياء لا يعد عبادة ، لعدم الإعتقاد بالوهيتهم وربوبيتهم ، بل يعد من التوسل بالأسباب ، لأن الله سبحانه جرت حكمته أن يقضي حوائج عباده ببركتهم وشفاعتهم ، وذلك لأنّهم مقربون لديه مكرمون عنده ، قد إذن الله لهم بالشفاعة بإذنه ، فقال تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلاّّ بإذنه ).
درء شبهة الشرك بالعبادة : من هنا يتبين أن تشبيه القائمين بهذه الأعمال من المسلمين بالوثنيين تشبيه في غير محله ، وقياس مع الفارق ، لأن الوثنيين كانوا يعبدون الأصنام على أنها أرباب مستقلة لها التصرف في الكون ، فهي التي تمطر الناس إذا إستغاثوا بها وتدفع البلايا عنهم إذا دعوها وإستنجدوا بها ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : ( من دونه ) في قوله تعالى : ( والذين إتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلاّّ ليقربونا إلى الله زلفى ... ).
فكان إعتقادهم أن هؤلاء الأرباب يقربونهم إلى الله ، وهو الإله الكبير عندهم الذي خلق الكون وأوجده ثم فوض أمر التدبير فيه إلى هذه الأرباب المزعومة ، وأين هذا مما يفعله المسلمون من عبادة الله وحده لا شريك له عند مقامات الأولياء وأضرحتهم!.
والقياس الصحيح والتشبيه الوجيه ، هو إن يقاس زائري الأضرحة والطائفين حولها بالطائفين حول الكعبة والبيت الحرام والساعين بين الصفا والمروة ، فالطائف حول البيت العتيق والساعي بين الصفا والمروة لم يعبد الأحجار وإنما عبد الجبارر الذي إصطفى هذه الأماكن ودعا إلى عبادته فيها ، وهكذا حال زائر قبر الولي وإن إفترى من إفترى بتشبيه عباد الرحمن بعباد الأوثان.
الإهتداء بنور معارف أهل البيت (ع) : يقول الأخ إبراهيم : بمرور الأيام إزدادت بصيرتي وإرتقى مستواي المعرفي بعلوم ومعارف أهل البيت (ع) فلهذا قررت بعد إكمال دراستي الأكادميّة في عاصمة بلدي أن أنتقل إلى إحدى الحوزات العلمية الشيعية ، لأرتشف من علوم آل محمّد (ص) ، فاستطعت بعد ذلك ـ بحمد الله ـ أن أشيد خزين معرفي واسع في قلبي من علوم أهل البيت (ع) وقد أعانني هذا الرصيد العلمي كثيراًً لأعبر أشواط الحياة ، متخطياً كل الصعاب بعزم راسخ وإرادة لا تلين.
|
| |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: المستبصر إبراهيم تمبو الإثنين أبريل 01, 2013 10:12 pm | |
| بارك الله بجهودك أخي الكريم وجزاك الله خير الجزاء | |
|