الباحث العراقي صائب عبد الحميد
الباحث صائب عبد الحميد مؤلف كتاب( منهج في الانتماء المذهبي)
مؤلف كتاب (( منهج في الإنتماء المذهبي))
- عراقي الجنسية
- من مدينة عانة ( العراق )
هكذا كنت البداية:
مع الحسين – مصباح الهدى – كانت البداية
ومع الحسين – سفينة النجاة – كان الشروع
بداية لم أقصدها أنا ، وإنما هي التي قصدتني فوفقني الله لحسن استقبالها وأخذ بيدي إلى عتباتها ..
ذلك كان يوم ملك علي مسامعي صوت شجي ربما كان قد طرقها من قبل كثيراً فأغضت عنه ومالت بطرفها وأسدلت دونه ستائرها ، وأعصت عليه .
حتى دعاني هذه المرة وأنا في خلوة أو شبهها فاهتزت له مشاعري ومنحته كل إحساسي وعواطفي من حيث أدري ولا لأدري ..
فجذبني إليه .. تتبادلني أمواجه الهادرة .،. وألسنة لهيبه المتطايرة .. حتى ذابت كبريائي بين يديه وانصاع له عتوي عليه ..
فرحت معه ، أعيش الأحداث ، وأذوب فيها .. أسير مع الراحلين ، وأحط إذا حطوا ، واتابع الخطى حتى النهاية ..
تلك كانت قصة مقتل الإمام الحسين (ع) بصوت الشيخ عبدالزهراء الكعبي يرحمه الله في العاشر من محرم الحرام من سنة 1402 للهجرة فأصغيت عنده أيما إصغاء لنداءات الإمام الحسين .. وترتعد جوارحي مع الدمعة والعبرة وشئ في دمي كأنه الثورة وهتاف في جوارحي .. لبيك ، يا سيدي يا بن رسول الله .. وتنطلق في ذهني أسئلة لا تكاد تنتهي ، وكأنه نور كان محجوباً فانبعث يشق الفضاء الرحيب دفعةً واحدة إنطلاقة يؤمها الحسين بقية المصطفى ورأس الآمة وعلم الدين إنطلاقة الإسلام كله تنبعث من جديد ورسول الله يقودها من جديد بشخص ريحانته وسبطه الحسين ؟
وهذه نداءات الإسلام يبثها أينما حل والجميع يعرفها ولا يعرف للإسلام معنى في سواها ؟
ومصارع أبناء الرسول ؟!!
وتيار الانحراف يجرف الحدود ويقتحم السدود ؟
وأشياء أخرى لا تنتهي ..
وتعود بي الأفكار إلى سنين خلت وأنا أدرج على سلم الدرس لم أشذ فيها عن معلمي فقلت ليتني سمعت إذ ذاك ما يروي ضمأي ولكن ما هو ذنب معلمي إنه مثلي كان يسمع ما كنت أسمعه وليس إلا ..
بل ليتها مناهجنا قد نالت شرف الوفاء لهذا العطاء الفريد ليتها مرت على فصول تلك الملاحم ولو مرور العابرين من غير تعظيم أو تمجيد أو ثناء ...
فليس ثمة حاجة إلى شيء من هذا القبيل فقد تألق أولئك الأبطال فوق ذروة المديح والثناء فكأني أنظر إلى منابر التبجيل والإطراء مهطعة تحدق نحوهم وهم يحلقون في قبة السماء !!
ثم أنت يا حلق الوعظ ويا خطب الجمع ويا بيوتات الدين أين أنت من هذا البحر اللامتناهي ؟!
لقد صحبتك طويلاً فليتني وجدتك اتخذت من أولئك الأبطال وتلك المشاهد أمثلة تحتذي في معاني اليقين والجهاد أو الإقدام والثناء أو التضحية والفداء أو النصرة والإباء أو الحب والعطاء أو غيرها مما يفيض به ميدان العطاء غير المتناهي ذاك كما عهدتك مع نظائرها وما هو أدنى منها بكثير ! وأين أنت أيتها الدنيا ؟!
وعلى أي فلك تجري أيها التاريخ ؟!
ألا تخشى أن يحاكمك الأحرار يوماً عتاب لاذع ، وأسئلة لا تنتهي ، والناس منها على طرق شتى .. فهي تمر على أقوام يكاد يوقظهم صداها ولا يفزعهم صخبها !! ورأيتها تمر على آخرين فتكاد تنتزع أفئدتهم من شدة ما لهم معها من هياج ونجيب وأدمع تجري فلا تريد أن تكف .. ويلتهبون على الجناة غيظاً ونقمة وحنقاً .. فتمتلئ صدورهم من هذا وذاك بكل معاني الموالاة والبراءة .. موالاة لله وأوليائه وبراءة من أعدائه ولم لا تنفطر الأكباد لفاجعة كهذه ! وبدلاً من أن تهربي من ذكراها – أيتها الدنيا – في العام مرة أولى بك أن تقفي عندها كل يوم ألف مرة ولا تستكثري أكثير أن يحيا الحسين السبط بيننا على الدوام وليس كثيراً أن يقتل بين يديك كل يوم ألف مرة ؟!
وعندما رحت أتعجب من هذا الانقسام عدت مع هذه الواقعة إلى الوراء فإذا الناس من حينها كحالهم الآن فهم بين من حمل الحسين مبدءاً وتمسك به إماماً وأسوة ودليلاً إلى طريق الفلاح فوضع نفسه وبنيه دون أن يمس الحسين وبين من حمل رأس الحسين هدية إلى يزيد !!
وبين هذا وذاك منازل شتى في القرب والبعد من معالم الحسين وأشياء أخرى تطول فقد استضاءت الدنيا كلها من حولي وبدت لي شاخصة معالم الطريق ..
فرأيت الحكمة في أن أسلك الطريق من أوله وأبتدئ المسيرة بالخطوة الأولى لتتلوها خطى ثابتة على يقين وبصيرة ..
وابتدأت وإن كانت الأيام تشغلني بين الحين والحين بما يصد المرء عن نفسه وبنيه إلا أني أعود إذا تنفست فاتابع الخطى .
وقد حملت الصفحات الآتية أهم تلك الخطى ولم أكن أفقد إحساسي بمدد الله تعالى وتوفيقاته ما دمت أشعر بالقرب منه جل جلاله .. وهو حسبي ..
في فضائل أهل البيت ...
في هذا الباب من السعة ما قصرت عنه التصانيف الكبار غير أننا سنشير هنا إلى شئ من فضائلهم –عليهم السلام – التي لم يشاركهم فيها أحد من الناس تاركين ما يتعلق منها بالفصول القادمة إلى محله ليكون هذا مدخلاً لما يليه ...
1- آية المباهلة :
هذه الآية التي خلدت حدثاً هو من أطهر معاجز سيد الأنبياء والمرسلين (ص) إذ جاء وفد نصارى نجران يدعي لنفسه الحق والظهور على الدين كله فخاطب المليك المقتدر حبيبه المصطفى فقال ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) آل عمران 61.
فمن الذين اصطفاهم الله تعالى لتلك المنازل العظمى ؟ أولئك هم الذين انتخبهم رسول الله (ص) مصداقاً لهذه الآية الكريمة : علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، ولا أحد سواهم(1) قال البغوي في تفسيره ( ابناءنا ) أراد الحسن والحسين ( ونساءنا ) فاطمة ( وأنفسنا ) عنى نفسه وعلياً رضي الله عنه (2).
وقال الرازي : هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين (ع) كانا ابني رسول الله (ص) وعد أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين فوجب أن يكون ابنيه (3).
وهكذا يقال في علي (ع) إذ وعد رسول الله (ص) فقال : ( وأنفسنا ) فجاء بعلي معه .
ثم كانت بضعته الزهراء البتول كل ما اصطفاه من النساء أمته وأما الزمخشري فيقول : وقدمهم في الذكر على الأنفس على لطف مكانهم وقرب منزلتهم بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء(4) وفيه برهان واضح على صحته نبوة النبي (ص)(5)
2- آية التطهير وحديث الكساء :
قد تقدمت شهادة الزمخشري بأن أصحاب الكساء هم محمد رسول الله (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) فما هو خير الكساء وما صلته بآية التطهير ؟
أخرج مسلم في صحيحه من حديث عائشة : خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرحل(6) من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس آهل البيت ويطهركم تطهيرا)(7) وروى الزمخشري هذا الحديث في تفسيره ورواه الرازي ايضاً ثم عقب عليه بقوله : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين لأهل التفسير والحديث(
وأخرج الترمذي حديث أم سلمة : أن النبي (ص) جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً وقال " اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامَتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ فقال " إنك على خير "(9)
وهكذا يثبت أن أصحاب الكساء الخمسة هم المشار إليهم في آية التطهير فعن سعد بن أبي وقاص : لما نزلت هذه الآية ( قل تعالوا ندع ابناءنا وأبنائكم ) دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال " اللهم هؤلاء أهلي "(10)
وقال الواحدي : إن الآية نزلت في خمسة : النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .(11)
وأفرد المحب الطبري باباً أسماه : باب في بيان أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين هم أهل البيت المشار إليهم في قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )(12)
3- القرآن الكريم يأمر بمودتهم :
قال تعالى
قل لا أسألكم عليه آجراً إلا المودة في القربى )(13)
قال الزمخشري : روي أنها لما نزلت قيل : يا رسول الله ، من هم قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟
قال (ص) " علي وفاطمة وابناهما "(14)
ورواه عنه الرازي ثم قال : فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي (ص) وإذا ثبت
هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم ويدل عليه وجوه :
الأول : قوله تعالى ( إلا المودة في القربى )
الثاني : لا شك أن النبي (ص) يحب فاطمة عليها السلام قال (ص) " فاطمة بضعه مني يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله (ص) أنه كان يحب علياً والحسن والحسين وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله تعالى " واتبعوه لعلكم تهتدون ) ولقوله ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) ..
الثالث : أن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ": وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل .
فكل ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب وقال الشافعي رضي الله عنه
يا راكبا قـف بالمحصب من منى واهتف بسـاكن خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطــــم الفرات الفائض
إن كان رفـــضاً حب آل محمـــــد فليشهد الثقلان : أني رافضي(15)
4- ويوجب الصلاة عليهم :
في قوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )(16).
وهذا مما لا يغيب عن أحد فكلنا نؤديه في صلواتنا واجبة كانت أم مستحبة وفي أذكارنا ودعائنا لما ثبت في المتواتر عن صورة الصلاة على النبي حين سئل : كيف نصلي عليك ، يا رسول الله ؟
فقال " قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم "(17)
وفي هذا جاءت أبيات الشافعي الشهيرة :
ياأهل بيت رسول الله حـــبكم فـــرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكـم من لم يصل عليكم لا صلاة له(18)
5- ويبشرهم بالجنة والرضوان :
إذ يقول: ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقهم نضرة وسروراً* وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا).(19)
وقد توافق المسلمون على أن هذه الآيات نزلت خاصة في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام في قصة التصدق على المسكين واليتيم والأسير، وقد ذكرها أغلب أهل التفسير.(20)
6-علي وارث علم النبي:
فقد قال عليه السلام: << علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألف باب من العلم وتشعب لي من كل باب ألف باب>>.(21)
وقال عليه السلام أيضاً: << كنت إذا سألت رسول الله صلى عليه وآله وسلم أعطاني، وإذا سكت ابتدأني>>(22).
7-وأحب الخلق إلى الله:
ومما يشهد لهذا: حديث ( الطائر المشوي) الشهير، كما يرويه أنس بن مالك، وخلاصته، قال: كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم طير أهدي إليه، فقال: << اللهم ائتني بأحب الخلق إليك ليأكل معي الطير>>.
فجاء علي فرددته، ثم جاء فرددته، فدخل في الثالثة، أو في الرابعة فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: << ما حبسك عني>>؟.
قال: والذي بعثك بالحق نبياً إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: << لم رددته>>؟.
قلت: كنت أحب معه رجلاً من الأنصار فبتسم النبي.(23)
8- وأخصهم برسول الله:
فلا أحد أقرب ولا أخص منه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ففي حديث المناجاة، عن جابر، وعبد الله بن عباس: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً يوم الطائف فأنتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه فقال رسول الله (ص) " ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه "(24)
وفي حديث سد الأبواب : عن عبد الله بن عباس وزيد بن أرقم وغيرهم : كان لنفر من أصحاب رسول الله (ص) أبواب شارعة في المسجد فقال رسول الله (ص) " سدوا الأبواب إلا باب علي " .
فتكلم بذلك الناس فقام رسول الله (ص) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال " أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي وقال فيه قائلكم والله ما سددته ولا فتحته ولكني أمرت فاتبعته " (25)
9- علامة الإيمان :
قال علي (ع) والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي إلي : لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق "(26)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب .(27)
وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله
ورسوله والتخلف عن الصلوات والبغض لعلي بن أبي طالب .(28)
10- الصديقون ثلاثة :
قال (ص) " الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين قال ( ياقوم اتبعوا المرسلين )
وحزقيل مؤمن آل فرعون قال
أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ) وعلي بت أبي طالب ، هو أفضلهم .(29)
11- والسبق ثلاثة :
قال (ص) " السبق ثلاثة : السابق إلى موسى ، يوشع ابن نون والسابق إلى عيسى ، صاحب ياسين والسابق لى محمد ،علي بن أبي طالب "(30).
- ولما قرأ رسول الله (ص) الآيات ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ...)الآيات (31) سئل ،
أي بيوت هذه ؟ فقال " بيوت الأنبياء " .
قال أبو بكر : يا رسول الله هذا البيت منها ؟- يعني بيت علي وفاطمة – قال (ص) " نعم من أفاضلها "(32) فهو بيت ضم بين أركانه أخا رسول الله وأحب الناس إليه وسيد العرب علي ابن أبي طالب مع بضعة رسول الله سيدة نساء أهل الجنة – فاطمة الزهراء – مع ريحانتي رسول الله وسبطه وسيدي شباب أهل الجنة – الحسن والحسين – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فكيف لا يكون من أفاضلها ؟
لابدّ من إمام
الإمامة في القرآن
في القرآن الكريم نصوص تفيد إفادة واضحة ضرورة وجود إمام يقتدى به في كل زمان .
وفيها أيضاً لحال الناس وأن لكل فئة منهم إماماً تقتدي به براً كان أو فاجراً وسواء كان (يهدي إلى الحق ) أم يهدي إلى الضلال والنار والناس على ذلك منقسمون .
ثم جعل لزاماً على المؤمنين التزام الإمام الحق في كل زمان ..
ومن تلك النصوص الشريفة :
قوله تعالى :
( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) (33)
قال المفسرون : والمعنى : ولنجعلن من امتك أئمة يهدون مثل تلك الهداية لما صبروا عليه من نصرة الدين وثبتوا عليه من اليقين .(34)
2- قوله تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا .. ) (35) الآية .
3- قوله تعالى :
( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون )(36)
4- قوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول واولي الأمر منكم )(37)
ففي هذه الآيات يلزم الله جل جلاله عباده المؤمنين بالتمسك بولاية الولي الحق وإطاعته ، وأن طاعته هي طاعة لله ولرسوله وهي الأصل في كونهم
( حزب الله ) .
وقوله تبارك اسمه ( يوم ندعوا كل اناس بإمامهم )(38) فلكل طائفة من الناس إمام يأتمون به وهذا حال الناس منذ خلق الله آدم وإلى قيام الساعة .(39)
وفي السنة:
وفي الحديث النبوي الشريف ما يقطع بوجوب الإمامة ومن ذلك :
1- قوله (ص) :" من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية "(40)
وفي رواية " من مات وليس عليه إمام فإن موتته موتة جاهلية "(41) وفي رواية أخرى " من مات ولم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية "(42)
وهذه نصوص صريحة ، وخطابات واضحة منه (ص) إلى أفراد المؤمنين كافة، إلى كل من أقر بالتوحيد والنبوة واليوم الآخر وكل ضرورات الدين فهو وإن كان على ذلك كله إلا أنه لبس على شيء ، بل هو على أمر الجاهلية ’ ما لم يعرف إمام زمانه .
وهذه المعرفة ، بإمام زمانه ، يفصلها النص الآخر الذي يؤكد النصوص المتقدمة ويبينها ، وهو :
2- قوله (ص) " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية "(43)
فالمعروفة بالإمام إذن هي في أداء البيعة له ، والتي تقتضي – بداهة – طاعته وموالاته ، ومعاداة أعدائه والبراءة من كل ولاية غير ولايته التي هي ولاية الله ورسوله ، كما دلت عليه النصوص القرآنية المتقدمة وهكذا يقرر الإسلام أن لكل زمان إمام حقاً ويقضي بوجوب البيعة له .. وهذا ما تجب معرفته في البدء .
اثنا عشر إماماً
ثم بعد ذلك يأتي الإسلام ليحدد الأئمة – الذين جعل البيعة لهم تمام الدين وحقيقة معناه – باثني عشر إماماً عدداً معدوداً كما ثبت ذلك لدى المسلمين في الصحيح مما اتفقوا عليه من السنة النبوية المطهرة :
ففي صحيح البخاري(44): عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي (ص)
يقول: "يكون بعدي اثنا عشر أميراً " كلمة لم أسمعها ، فقال أبي إنه قال " كلهم من قريش "
وفي صحيح مسلم(45): أن النبي (ص) قال : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي اثنا عشر خليفة " قال : ثم تكلم بكلام خفي علي ، فقلت للأبي : ما قال ؟ قال : قال : كلهم من قريش
وأخرج الإمام أحمد في مسنده(46) بطريقين، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً سأله – وهو يقرئهم القرآن – يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله (ص) كم تملك الامة من خليفة ؟
فقال ابن مسعود : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال نعم ولقد سألنا رسول الله (ص) فقال " اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل "
وأخرج مسلم أيضاً (47) أن النبي (ص) قال " لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش "(48)
وفي الإجماع
قال ابن حزم:(49)
اتفق جميع أهل السنة ، وجميع المرجئة وجميع الشيعة وجميع الخوارج على وجوب الإمامة
وأن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام الله ويسوسهم بأحكام الشريعة التي أتى بها رسول الله (ص)(50) قال : والقرآن والسنة قد وردا بإيجاب الإمامة ومن ذلك قوله تعالى ( أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ) مع أحاديث كثيرة صحاح في طاعة الأئمة وإيجاب الإمامة (51).
وقال القلقشندي(52):
في وجوب عقد الإمامة لمن يقوم بها قال الماوردي وعقدها لمن يقوم بها واجب بالإجماع وإن شذ عنه الأصم .(53)
ثم قال ولا خلاف بين أهل العلم أنها فرض كفاية – كالجاهل ونحوه إذا قام بها من هو أهل لها سقط فرضها عن كافة الناس وإن لم يقم بها أحد أثم من الناس فريقان :
أحدهم : أهل الحل والعقدحتى يختاروا للأمة إماماً يقوم بأمرهم والثاني : أهل الإمامة حتى ينتصب للإمامة أحدهم .(54)
وقال الامام أبو الحسن الأشعري(55)
قال الناس كلهم – إلا الأصم – لا بد من إمام (56)
وأما الإسفرائيني(57) فقال :
قد اتفق جمهور أهل السنة والجماعة على اصول من أركان الدين كل ركن منها يجب على عاقل معرفة حقيقته .
ولكل ركن منها شعب : وفي شعبها مسائل لتفق أهل السنة فيها على قول واحد وضللوا من خالفهم فيها – وعد هذه الأركان إلى أن قال : والركن الثالث عشر : الخلافة والإمامة وشروط الزعامة ثم قال في بيان هذا الركن :
إن الإمامة فرض واجب على الآمة لأجل إقامة الإمام : ينصب لهم القضاة والأمناء ، يضبط تغورهم ويغزي جيوشهم ويقسم الفيء بينهم وينتصف لمظلومهم من ظالمهم .(58)
هكذا يتضح أن الإمامة منصب إلهي كما تصرح الآيات البينات وأن معرفة الإمام واجبة كما تقول الأحاديث الشريفة وقد انعقد الإجماع على لزومها ووجوب إقامة من يقوم بشؤونها فلا مجال للشك بعد هذا في ضرورة وجود الإمام ولزوم تعيينه فمن هو الإمام إذن ؟
(1) انظر صحيح البخاري و مسلم 4:1871/32-2404) سنن الترمذي 5:255/2999 مصابيح السنة 4: 183/4795الكامل في التاريخ 2:293 أسباب النزول للواحدي : 60 تفسير الرازي 8:81 تفسير الزمخشري 1:368 تفسير القرطبي 4: 104 تفسير الآلوسي ( روح المعاني ) 3:188- 189 تفسير النسفي 1:221 تفسير أبي السعود 2:46 تفسير فتح القدير للشوكاني 1:347-348 معالم التنزيل للبغوي 1: 480 جامع للاصول 9:470 / 6479 وسائر كتب التفسير ومناقب أهل البيت (ع)
(2) معالم التنزيل 480:1 .
(3) تفسير الرازي 81:8.
(4) سيأتي بيانه في الحديث اللاحق .
(5) التفسير الكشاف 1: 369 -370
(6) المرط : كساء من صوف أو خز ويقال مرط مرحل
(7) صحيح مسلم – كتاب فضائل الصحابة – 4: 1883/ 2424
(
تفسير الرازي – عند الآية (61) من سورة آل عمران 80:8 .
(9) سنن الترمذي – كتاب التفسير – 351:5 /3205 –وكتاب المناقب 663:5 /3787 و669 /3871.
(10) صحيح مسلم 4 : 1871/(32-2404) سنن الترمذي 5 : 638/3724
(11) أسباب النزول للواحدي : 200
(12) ذخائر العقبي وذكر في عدة أحاديث بين ص 21 – 24 ومن مصادر حديث الكساء غير ما تقدم مسند أحمد 4:107و6:292، 304 مصابيح السنة 4: 183 / 4769، المستدرك 2: 416 و3: 148 ، الأحسا ن بترتيب صحيح ابن حيان 9: 61 /6937 ،سير إعلام النبلاء 3: 283 ،باب 11 الفصل 1: 143 ، الخصائص للنسائي :4، شواهد التنزيل 2: - 92 / 637 –774 ، أسد الغابة 4: 29 ، الصائص الكبرى للسيوطي2: 464 مجمع الزوائد 9: 167
(13) سورة الشورى :23
(14) الكشاف : 4 : 219 – 220 .
وروي الحديث أيضاً في : فضائل الصحابة 2: 699 / 1141 ، المستدرك 3: 172 ، شواهد التنزيل 2: 130 من عدة طرق ، الصواعق المحرقة : باب 11 فصل :1 : 170 – الآية 14 : تفسير الرازي 27 : 166 ، مجمع الزائد 9: 168 وسائر كتب المناقب
(15) تفسير الرازي 27: 661
(16) الاحزاب :56
(17) صحيح البخاري 6: 217/ 219، الترمذي 5: 359/ 3220 والحديث أشهر من أن نحصي مصادره.
(18) الصواعق المحرقة: باب 11 فصل 1: 148.
(19) الدهر- الإنسان-: 11، 12.
(20) أنظر: التفسير لكشاف- للزمخشري-4: 670، وتفسير الرازي 30: 243، وقال: ذكره الواحدي في كتاب ( البسط)، فتح القدير للشوكاني 5: 349، روح المعاني 29: 158، معالم التنزيل للبغوي5: 498، تفسير أبي السعود 9: 73، تفسير البيضاوي 2: 552، تفسير النسفي 3: 628. روح البيان للشيخ اسماعيل حقي 10: 268 وقد استوفى الموضوع تفصيلاً ومناقشة.
(21) تفسير الرازي 8: 21- عند تفسير قوله تعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم00)
<< آل عمران: 23>>. ورواه ابن عساكر في تاريخه كما ترجمه الإمام علي منه 2: 485/ 1012، والجويني في فرائد السوطين 1: 101/70، والمتقي في كنز العمال 13: 114/ 36372، والحافظ المغربي في ( فتح الملك العلي): 48.
(22) سنن الترمذي 5: 637/ 3722و 640/ 3729، مصابيح السنة 4: 174/ 4771، المستدرك 3: 125، الخصائص للنسائي: 30، أسد الغابة4: 29، جامع الأصول 9: 474/ 6492، الصواعق المحرقة- باب9-: 123، حلية الأولياء1: 68، كنز العمال13/ 36387
(23) سنن الترمذي 5:636/3721 ، الخصائص للنسائي :5فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 2 :560/945 المستدرك على الصحيحين 3:130/4770 أسد الغاب 4:30 البداية والنهاية 7:363 جامع الاصول 9:134 من اربعين طريقاً ، الرياض النضرة 3:114 – 115 ذخائر العقبي : 61 وكفاية الطالب 144 – 156 وأحصي فيه ستة وثمانين رجلاً كلهم رووه عن أنس وقال الخوارزمي في مقتل الإمام الحسين (ص46 ) أخرج ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسناداً وسيأتي الذهبي ألف جزءاً فيما اعتمده من طرق هذا الحديث .
(24) الترمذي 5:639/3726 مصابيح السنة 175/4773 أسد الغابة 4:27 جامع الاصول 9/6493 تاريخ بغداد 7:402 تذكرة الخواص لبسط ابن الجوزي 42 المناقب لابن المغازلي 124/162 – 166 من خمسة طرق ’ مناقب الخوارزمي 82 النهاية في الحديث 5:25 تاج العروس 10:358 شرح النهج لابن أبي الحديد 9:173/21 الرياض النضرة 3 :170 والبداية والنهاية 7: 369.
(25) الترمذي 5: 641/2732 أحمد في المسند 1 : 331 وفي فضائل الصحابة 2 : 581/985 فتح الباري بشرح صحيح البخاري 7:13 أحكام القرآن لابن عربي 1:438 المستدرك 3:125 ابن عساكر كما في الترجمة 1 : 275 / 323 وبعده من واحد وعشرين طريقا .
(26) صحيح مسلم – كتاب الإيمان – 1 : 86/131 سنن الترمذي 5:643/3736 سنن النسائي – كتاب الإيمان – 8-116 أخرجه أيضاً في الخصائص : 27 سنن ابن ماجة : 42/114 مصابيح السنة 4:171/4763 – ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر 2:190/682 – 685 .جامع الأصول 9: 473 /6488 ، البداية والنهاية 7: 378 ، الاستيعاب – بهامش الاصابة 3: 37 الإصابة 4: 271 ، أسد الغابة 4: 26 .
(27) سنن الترمذي5: 635/3717 ، الاستيعاب 3 : 36 فضائل الصحابة 2 : 579/979، أسد الغاب 4:30 جامع الاصول 9:473/6486 الترجمه من تاريخ ابن عساكر 2:219/722 ، 627.727،728 ، وعن جابر بن عبد الله الانصاري مثله .
(28) المستدرك على الصحيحين 3:129 وقال صحيح علي شرط مسلم .
(29) الصواعق المحرقة باب . فصل 2/30/31 وأخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2: 627/1072و655/1117 والديلمي في الفردوس 2 : 581/3681 وابن عساكر كما في الترجمة 1:91/126 ابن المغازلي في المناقب 245/293/294 والخوارزمي في المناقب : 219 السيوطي في الجامع الصغير 2:115/5148،5149 والمتقي في الكنز 11/32897 المحب الطبري في ذخائر العقبي :58 السيرة الحلبية 1:435
شواهد التنزيل 2:223/938-942
(30) الصواعق المحرقة باب 9 . فصل 2/29 وقال أخرجه الديلمي عن عائشة والطبري وابن مروديه عن ابن عباس وهو في مجمع الزوائد 9:102 كنز العمال 11/32896 والرياض النضرة 110 ذخائر العقبي : 58 الجامع الصغير 2:66/4795 المناقب للخوارزمي : 20 شواهد التنزيل 2: 213/924-931
(31) النور: 36-38.
(32) الدر المنثور عند تفسير الآية وقال أخرجه ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة وذكره الحاكم في شواهد التنزيل من سورة النور ح /567،568 والآلوسي في روح المعاني 18: 174 .
(33) سورة السجدة : 24
(34) الكشاف 3:516 روح المعاني 21:138 تفسير أبي السعود 7:87 تفسير المراغي 21:118 وبنفس المعنى في تفسير الرازي 25:186 تفسير النفسي 3:45
(35) المائدة :55
(36) المائدة 56 .
(37) النساء 59 .
(38) الإسراء 71.
(39) إن هناك وجوهاً أخرى في تفسير "إمام" في هذه الآية وقد تعرض لها صاحب تفسير الميزان وأجاب عليها ونذكر خلاصة قال فمنها – أي تلك الوجوه – قولهم إن الإمام هنا هو الكتاب المنزل كالقرآن والتوراة وفيه أنه معلوم لا كتاب ولا صحف أو ألواح قبل نوح (ع) وعلى مقتضى تفسيرهم خرج من قبل نوح من عموم الدعوة . ومنها : قولهم إن المراد بالإمام هو اللوح المحفوظ قال لم يصلح هذا لكون اللوح المحفوظ واحداً والاية تفيد أن لكل طائفة من الناس إماماً غير ما لغيرهم .
ومنها: أن الإمام هو النبي وفيه أنهم أخذوا الإمام بمعناه العرفي ولا سبيل إليه مع وجود معنى خاص له عرف القرآن وهو الذي يهدي بأمر الله أو المؤتم به في الظلال وكذلك فإنه لا يلائمه ما في الآية من تفريع أعني قول
فمن اوتي كتابه بيمينه ) و ( من كان في هذه أعمى ) إذ لا تفرع بين الدعوة بالإمام بهذا المعنى وبين إعطاء الكتاب باليمين أو العمى فالآية الكريمة تقول ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن اوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا ) انتهى بإيجاز و مما يؤكد هذا المعنى ما ذكره اليعقوبي في تاريخه باب خطب رسول الله ومواعظه فقال خطب رسول الله (ص) يوماً فقال في خطبته " اذكروا الموت فإنه آخذ بنواصيكم – إلى أن قال إن العبد لا تزول قدماه يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه وعن إمامه من هو قال الله عز وجل ( يوم ندعوا كل اناس بإمامهم ) إلى آخر الآية – تاريخ اليعقوبي 2: 90
(40) مسند أحمد 4:96، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 7:49/4554 ، حلية الأولياء : 3:224 كنز العمال 1:103/464 .
(41) المستدرك على الصحيحين 1:117 ، مجمع الزوائد 5:218 ،224،225 الدر المنثور 2:286-عند الآية 103 من سورة آل عمران.
(42) ينابيع المودة : 117 .
(43) صحيح مسلم – كتاب الامارة – 3-1478/58-(1851) السنن الكبرى 8:156 جامع الاصول 4:463/2065 مجمع الزوائد 5:218 تفسير لبن كثير 1:530 – عند الآية (59 ) من سورة النساء .
(44) كتاب الاحكام – 147/79 ورواه الترمذي في السنن الفتن 4:501/2223 .
(45) ج3 – كتاب الامارة – 1452/5(1821) وبعده من سبعة طرق وجامع الاصول 4:440 ’ 442 .
(46) ج 1 :398 ، 406.
(47) ج3 – كتاب الامارة – 1453/10(1822) ورواه أبو داود في سننه :4:106/4280 والبغوي في مصابيح السنة 4:137/4680 والجزري في جامع الاصول 4: 440 442
(48) -قد ورد هذا الحديث " الخلفاء بعدي لثنا عشر " في صحيح البخاري بثلاثة طرق وفي مسلم "9" طرق وأبو داود في 3 طرق والترمذي بطريق واحد وأحمد "9" طرق وغيرهم بطرق أخرى ،
(49) هو الإمام أبو محمد بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي عالم الأندلس وأمامها ولد ثم أقصى إلى بادية لبلة فتوفي فيها سنة 456 هـ الأعلام – للزركلي – 4 : 254 .
(50) قال : حاشا النجدات من الخوارج فانهم قالوا : لا يلزم الناس فرض الإمامة وإنما عليهم أن يتعاطوا الحق بينهم وهذه فرقة ما نرى بفي منهم أحد وهم المنسوبون إلى نجدة بن عمير الحنفي القائم باليمامة .
ثم قال : وقول هذه الفرقة ساقط ورد عليه بالإجماع والقآن والسنة .
(51) الفصل في الملل والنحل 4:87 .
(52) هو أحمد بن عبد الله القلقشندي الشافعي المتوفى سنة 820 هـ
(53) الأصم : هو عبد الرحمن بن كيسان أبو بكر الأصم المعتزلي 0 لسان الميزان 3،437 وقال ابن أبي الحديد المعتزلي أبو بكر الأصم من قدماء أصحابنا حكي عنه قوله في الإمامة أنها غير واجبة إذا تناصفت الأمة ولم تتظلم – قال – وقال المتأخرين من أصحابنا إن هذا القول غير مخالف لما عليه الأمة لأنه إذا كان لا يجوز في العادة أن تستقيم أمور الناس من دون رئيس يحكم فيهم فقد قال بوجوب الرئاسة على كل حال شرح النهج لابن أبي الحديد 2 : 308 .
(54) مآثر الإنافة في معالم الخلافة 1:29/30 باختصار .
(55) هو علي بن إسماعيل بن إسحاق أبو الحسن الأشعري مؤسس مذهب الأشاعرة شيخ أهل السنة والجماعة كان من الأئمة المتكلمين تلقى مذهب المعتزلة وتقدم فيه ثم رجع وجاهر بخلافهم توفي ببغداد سنة 324هـ الأعلام للزركلي – 4 : 263 .
(56) مقالات الإسلاميين 2:133 .
(57) هو عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي الإسفرائيني العالم المتفنن من أئمة الأصول كان صدر الإسلام في عصره ولد ونشأ في بغداد ثم رحل إلى نيسابور ثم ارتحل منها وتوفي في أسفرائين من نواحي نيسابور سنة 429 هـ الأعلام – للزركلي 4:48 .
(58) الفرق بين الفرق 323 ، 349 .