لهذه الاسباب اغتيل العلامة البوطي.. فماذا ستحمل شهادته لسورية ؟!!
النخيل-استشهد العلامة الشيخ محمد سعيد البوطي و 42 مواطناً سورياً وجرح 84 آخرين، جراء تفجير انتحاري داخل مسجد الايمان في منطقة المزرعة بدمشق، حيث هدف الإرهابيون إلى قتل الوسطية والإعتدال في سورية، لقد عمى الحقد عيون الإرهابيين فما كان بهم إلا أن إغتالوا عالماً عارفاً مؤمناً معتدلاً، لا يعرف للخطاب الطائفي طريقاً، يؤمن بالاخوة والوحدة الإسلامية، وينبذ خطاب المذهبية والفتنة.
هكذا عرفنا العلامة الشهيد، لم نسمعه يوماً يفرّق بين مسلم وآخر، أو بين دين وآخر، فالمسيحيون والمسلمون أبنائه لا فارق بينهم.. رحل العلامة البوطي كما أراد شهيداً ليختم مسيرته المليئة بالعمل والجهد والجهاد في سبيل الله، فمن يعرفه عن كثب يعرف أنه لا يعرف الملل والكلل ويثابر من أجل نشر تعاليم الاسلام الصحيح، إسلام السلام، إسلام الرسول الأكرم (ص) لا إسلام التكفيريين الذين أصبحوا يأخذوه شماعة لجرائمهم، فما الفرق بين من يحرق القران وبين من يفجر جمعاً من العلماء والمصلين في بيت من بيوت الله؟
لا بد أن نعزي الأمة الإسلامية خاصةً ـ من كان ينتمي إليها فعلاً ـ والعالم العربي عامةً برحيل العالم الجليل، الذي يعتبر إستشهاده فخراً للأمة الإسلامية ولمن رفع صوته بوجه الإستكبار العالمي، وظلت فلسطين قبلة خطابه، ولا شك أن رحيل العلامة البوطي خسارة أيضاً لصوت لم يعد هناك الكثيرين منه في العالم العربي.
وإن الأسرة الأعلامية في سوريا تستنكر بأشد عبارات الاستنكار الجريمة الارهابية الفظيعة الخارجة عن الاوصاف، وتؤكد ان دماء العلامة البوطي والشهداء الذين سقطوا معه لن تذهب هدراً بل سوف تنبت زهوراً في ربيع سورية، لكي تأخذ بسورية الوطن نحو الانتصار الاكبر، وستجعل سورية أكثر قوة وأكثر عنفواناً وعزيمةً للقضاء على الإرهاب وتدمير الجماعات الإرهابية.
وإذا يشدد على أن هذه الجريمة هي جريمة صهيونية ـ أميركية نفذتها أدوات الإرهاب في سورية، يؤكد أن الهدف منها هو إسكات صوت الحق والاعتدال الاسلامي، ولكن أهداف الاعداء لن تنجح، لأن دماء العلامة البوطي ستكسر جبروت الظلم، وتظهر ظلامية الفكر الإرهابي، وتظهر مدى إجرامه وكذبه وحقده وعدم صلته بالاسلام ويعتبر أنه يجب على المجتمع الدولي أن يرفع صوته ضد الإرهاب في سورية، وأن يأخذ موقفاً حقيقياً من الجماعات الإرهابية التكفيرية، بدلاً من دعم هذه الجماعات بالمال والسلاح، وجريمة اغتيال العلامة البوطي في المسجد هي خير دليل على إرهاب وإجرام هؤلاء.
وفي الإطار عينه، تؤكد مصادر أن ما قبل استشهاد العلامة البوطي ليس كما بعده، لأن دمائه ستؤدي إلى تحول في الأزمة السورية، لناحية حق الجيش السوري بالضرب من حديد للقضاء على الإرهابيين الذين تنكشف صورتهم يوماً بعد أخر، حيث أصبح لا بد من القضاء عليهم، فلا يمكن الحديث فقط عن حل سياسي في ظل وجود هكذا جماعات ارهابية لا تؤمن إلا بالقتل والإرهاب والاجرام.
وأضافت المصادر أن دماء العلامة البوطي ستنعكس سلباً على المجرمين، لان الشعب السوري يجب أن يعي مدى إجرام هؤلاء، وهو اليوم بجميع اطيافه يقف الى جانب الدولة، لأن الشعب السوري كان يعشق العلامة البوطي.