النبي مسحور ... من يسيء للنبي محمد ؟!!
بقلم: حيدر عبدالله الزركاني
علي عبد سلمان
لن أتحدث عن فيلم (فيديو) سخيف أنتجه مهووس بطريقة فنية بسيطة عرض فيه لصورة مشوهة عن نبي المسلمين محمد الذي عرف بسمو أخلاقه وتواضعه و محبته للخير بل انه الرحمة التي أرسلها الله للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الانبياء 107 . واثار غضب واستهجان كبير في أوساط المسلمين في مختلف اناء العالم .
لكن من أساء وبسيئ للنبي محمد غير المسلمين انفسهم ؟ مالصورة التي رسمها المسلمين لنبيهم سواء في كتب الحديث او التاريخ او في التصرفات والسلوكيات التي يفترض انهم يقتدون بمحمد فيها ؟؟!!
لن أتحدث عن إعمال القتل و والتفجير والترويع التي يمارسها المسلمين بحق إخوان لهم في الدين أكثر من غير المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى . منذ اغتيال علي بن ابي طالب إلى اليوم .
وهم يفتخرون بأفعالهم هذه واضعين شعارا لهم اسم (محمد ) النبي وهو براء مما يفعلون
ولن أتحدث عن النهب والسرقة والاستئثار بالمال عند الحكام ورجال الدين . ولن اتحدث عن منع حرية التعبير ومصادرة الحريات و قتل الناس بسبب ما يفكرون وما يقدمون من رأي. ولن أتحدث عن الوقوف بوجه الدعاة المصلحين الذين وقفوا بوجه الفساد والمفسدين منذ نفي أبو ذر ومقتله منفيا وحديدا رغم ان (محمد) النبي قال بحقه : "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر ".
لكني سأجتزئ جزء من الصورة التي يرسمها المسلمين لنبيهم ويثبتونها في كتب الحديث (المقدسة ) لديهم كما أنهم اتهموا ويتهمون من يعترض عليها على الرغم من انها تخالف العقل السليم . الذي يمكن إن يتصور نبي حمل رسالة عظيمة يهدي بها الناس. بالابتداع والردة
حديث السحر...النبي المسحور...!!!
هل سمعتم أو قرأتم حديث السحر الوارد في صحيح مسلم والبخاري اليكم نصه : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ , حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا , وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ . قَالَ : فِيمَا ذَا ؟ قَالَ : فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ . قَالَ فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ . فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ : نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ . فَقُلْتُ : اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : لا , أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ , وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا , ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ ) رواه البخاري (3268) ومسلم (2189(. .
حديث سحر النبي هذا عندهم حديث صحيح ، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث ، وتلقاه أهل السنَّة بالقبول والرضا ، ولم يُنكره إلا المبتدعة ،
على الرغم من ان الحديث يحط من منصب النبوة ويشكك فيها و يجيز يعدم الثقة بما شرعه النبي من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل لـه ( النبي) أنه يرى جبريل وهو وليس يراه او أنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء .
. الا انهم يتهمون أصحاب هذا الرأي ويدعوهم المبتدعة بل انهم يؤكدون الحديث ويصرون عليه ويقولون إن المراد به أنه (النبي محمد ) يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن ,
ويحتجون على ذلك بالقول إن هذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة : وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة عند البخاري ، ولفظه : ( حتى كان يرى ( أي : يظن ) أنه يأتي النساء ولا يأتيهن .. ) وفي رواية الحميدي : ( أنه يأتي أهله ولا يأتيهم ) .
هكذا يسيء المسلمون لنبيهم فأنهم يصفونه برجل مسحور يتوهم وقوع الأشياء رغم عدم وقوعها ويصل الأمر الى انه (يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن ) فهل اتى صانع الفلم الذي اثار عظب الناس واحتجاجهم بشي جديد من بنات افكاره او انه رسم صورة مسيئة للنبي اكثر من هذه التي يصر المسلمون على رسمها لنبيهم و يثبتونها في كتبهم التي يحاولون اضفاء صفته القدسية علها ويعتبرون من يطعن في هحتها مبتدعا ومرتدا ورافضيا