خلافات الدوحة والرياض إلى العلن.. توقف المال القطري ورأس الخطيب هو المطلوب
النخيل-تحت عنوان "هل انفجرت بين الدوحة والرياض مبكّراً؟.. قطر تربط إمداداتها المالية بإطاحة الخطيب" أكد الكاتب والإعلامي عبد الله ناصر في مقال له نشرته صحيفة "الثبات" أنه من غير المعروف بعد ما إذا كانت الحرب الكلامية بين جماعتي قطر والسعودية داخل "المعارضة السورية" تعني أن الأزمة انفجرت مبكراً بين الدولتين اللتين تتسابقان من أجل الحصول على دور في الأزمة السورية، لكن المؤكد أن ما حدث في الأيام الأخيرة يُظهر بوضوح اتساع الهوة بين الطرفين اللذين بدأا يستخدمان المعارضين السوريين لتصفية حساباتهما الداخلية.
وقالت الصحيفة: يبدو أن السعودية قد استطاعت عبر استخباراتها وبعض رجالاتها -وبينهم لبنانيون- أن تخترق الجسم "الإخواني" السوري؛ المعروف بولائه التقليدي لقطر وتركيا، حيث باتت تسيطر الآن على ما تسمى "استخبارات الإخوان في سورية" بقيادة عماد الدين رشيد، الذي يتلقى دعماً مباشراً من الاستخبارات السعودية، مكّنه من الحصول على ولاء جماعات واسعة من "إخونجية" سورية والخلايا "الإخوانية" النائمة سابقاً.
ولم يكن غريباً بمضمونه -إنما بتوقيته- أن يخرج عماد الدين رشيد على قناة "الجزيرة" ليهاجم قطر مباشرة ويحمّلها مسؤولية "تشظّي" المعارضة السورية، فالتباعد السعودي- القطري معروف، لكن الطرفين متفقان في الأزمة السورية على السعي الحثيث لإسقاط سورية، ويختلفان في المرحلة المستقبلية، وهذا ما يفسر الخلاف الدائم بين الطرفين وجماعاتهما في المعارضة عند كل محاولة لتأسيس كيان مستقبلي للمعارضة.
وأضافت الصحيفة: اجتماع "المعارضة السورية" بداية الأسبوع المقبل في اسطنبول سيكون محطة إضافية للصراع بين الطرفين، إذ تؤكد المعلومات أن قطر كشّرت عن أنيابها وتستعد للعب أوراقها كاملة للسيطرة على مؤسسات المعارضة المشكلة حديثاً، أو ما يسمّى الائتلاف، بسعيها إلى إطاحة رئيسه معاذ الخطيب وتعيين "إخواني" أو مقرب منهم في هذا المنصب، بالإضافة إلى محاولة تأليف "حكومة" يرأسها أحد جماعة "الإخوان".
وفي مسعى منها للضغط على المعارضين، قامت قطر باستباق الاجتماع المقرر بقطع الإمدادات المالية عن الائتلاف، وربط عودتها بإطاحة الخطيب، بذريعة جنوحه إلى الحوار مع النظام في سورية. وذكر تقرير نشره موقع "العرب أون لاين"، أن الحكومة القطرية أبلغت معاذ الخطيب؛ رئيس "الائتلاف"، أنها ستوقف بدءاً من مطلع آذار الحالي الدعم المالي الثابت، والذي يؤمّن المصروفات الإدارية للائتلاف، والرواتب الخاصة بالقوات التابعة للمجلس العسكري الأعلى برئاسة سليم إدريس. وعللت الرسالة القطرية، وفق المصادر ذاتها، قرارها المفاجئ بالصراعات الداخلية للمعارضة، وانقطاع التنسيق مع الدوحة في القضايا السياسية الجوهرية، والانفراد بالقرارات، في إشارة واضحة إلى مبادرة الخطيب الأخيرة حول الحل السياسي في سورية، والتي أحدثت انقساماً واسعاً وارتباكاً شديداً في أوساط المعارضة السورية، غير أن مصادر دبلوماسية في لندن قالت إن سبب الانقلاب في الموقف القطري يعود إلى تهديد جهات فاعلة في الإدارة الأميركية، بأنها بصدد إعداد ملف كامل عن دعم الدوحة لقوى تصنَّف على قائمة الإرهاب، وآخر هذه الوثائق الدامغة كانت من مالي، وتشير إلى تحويلات مالية وشحنات أسلحة لتنظيم "القاعدة"!!..