حمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله سيد الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم ومنكر فضائلهم من الآن إلى قيام يوم الدين
رب انطقني بالهدى والهمني التقوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ...الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ... أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" (1) صدق الله العلي العظيم
الدّنيا دار اختبار إلهي
تعرضت الأيات السابقة لوقفتنا هذه إلى مسألة الشهادة في سبيل الله والحياة الخالدة للشّهداء ومسألة الصبر والشكر ... وكلّها من مظاهر الإختبار الإلهي، والآية الكريمة التي نقف على ابعادها الآن تعرضت للإختبار الإلهي العام ولمظاهره المختلفة باعتباره سنة كونية لا تقبل التغيير (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْء مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْض مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالَّثمَرَاتِ).
ولما كان الإنتصار في هذه الإختبارات لا يتحقق إلاّ في ظل الثبات والمقاومة قالت الآية بعد ذلك (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
فالصابرون هم الذين يستطيعون أن يخرجوا منتصرين من هذه الإمتحانات، لا غيرهم ، الآية التالية تعرّف الصابرين وتقول: " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"
الإقرار التام بالعبودية المطلقة لله يعلمنا أن لا نحزن على ما فاتنا لأنه سبحانه مالكنا ومالك جميع ما لدينا من مواهب، إن شاء منحنا إيّاها وإن استوجبت المصلحة أخذها منا، وفي المنحة والمحنة مصلحة لنا.
والإلتفات المستمر إلى حقيقة عودتنا إلى الله سبحانه وتعالى يشعرنا بزوال هذه الحياة وبأن نقص المواهب المادية ووفورها غرض زائل، ووسيلة لإرتقاء الإنسان على سلم تكامله، فاستشعار العبودية والعودة في عبارة (إنَا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) له الأثر الكبير في تعميق روح المقاومة والإستقامة والصبر في النفس.
واضح أن المقصود من قول هذه العبارة ليس ترديدها باللسان فقط، بل استشعار هذه الحقيقة والإلتفات إلى ما تنطوي عليه من توحيد وإيمان.
وآخر آية في بحثنا هذا تتحدث عن الألطاف الإلهية الكبرى التّي تشمل الصابرين الصامدين المتخرجين بنجاح من هذه الإمتحانات الإلهية
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (2)
هذه الصلوات والرحمة تجعل هؤلاء على بصيرة من أمرهم في مسيرتهم الحياتية المحفوفة بالمزالق والأخطار، لذلك تقول الآية: (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) وبهذه العبارات المختصرة المقتضبة يطرح القرآن مسألة الإمتحان الكبير بأبعاده المختلفة وعوامل النجاح فيه ونتائجه.
لماذا الإختبار الإلهي؟
في مجال الإختبار الإلهي تطرح بحوث كثيرة، وأوّل ما يتبادر للذهن في هذا المجال هو سبب هذا الإختبار فنحن نختبر الأفراد لنفهم ما نجهله عنهم فهل أن الله سبحانه وتعالى بحاجة إلى مثل هذا الإختبار لعباده وهو العالم بكل الخفايا والأسرار؟! وهل هناك شيء خفي عنه حتى يظهر له بهذا الإمتحان؟!
والجواب أن مفهوم الإخبتار الإلهي يختلف عن الإختبار البشري.
إختباراتنا البشرية تستهدف رفع الإبهام والجهل والإختبار الإلهي قصده «التربية».
في أكثر من عشرين موضعاً تحدث القرآن عن الإختبار الإلهي، باعتباره سنّة كونية لا تنقض من أجل تفجير الطاقات الكامنة ونقلها من القوّة إلى الفعل وبالتالي فالإختبار الإلهي من أجل تربية العباد فكما أن الفولاذ يتخلص من شوائبه عند صهره في الفرن، كذلك الإنسان يخلص وينقى في خضمّ الحوادث ويصبح أكثر قدرة على مواجهة الصعاب والتحديات.
الإختبار الإلهي يشبه عمل زارع خبير ينثر البذور الصالحة في الأرض الصالحة كي تستفيد هذه البذور من مواهب الطبيعة وتبدأ بالنمو ثمّ تصارع هذه البذرة كل المشاكل والصعاب بالتدريج وتقاوم الحوادث المختلفة كالرّياح العاتية والبرد الشديد والحر اللافح لتخرج بعد ذلك نبتة مزهرة أو شجرة مثمرة تستطيع أن تواصل حياتها أمام الصعاب.
وهذا هو سرُّ الإختبارات الإِلهية...
يقول سبحانه في موضع آخر من كتابه العزيز: (وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلُِيمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَليمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)(3).
ويقول أمير المؤمنين علي عليه السلام في بيان سبب الإختبارات الإلهية: «... وَإِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلَكِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوابُ وَالْعِقَابُ» (4)
أي أن الصفات الكامنة لا يمكن أن تكون وحدها معياراً للثواب والعقاب، فلابدّ أن تظهر من خلال أعمال الإنسان، والله يختبر عباده ليتجلّى ما يضمرونه في أعمالهم ولكي تنتقل قابليّاتهم من القوّة إلى الفعل وبذلك يستحقون الثواب أو العقاب.
لو لم يكن الإختبار الإلهي لما تفجرت هذه القابليات ولما أثمرت الكفاءات وهذه هي فلسفة الإختبار الإلهي في منطق الإسلام.
الإختبار الإلهي عام
نظام الحياة في الكون نظام تكامل وتربية، وكل الموجودات الحيّة تطوي مسيرة تكاملها حتى الأشجار تعبّر عن قابلياتها الكامنة بالأثمار، من هنا فإن كل البشر حتى الأنبياء مشمولون بقانون الإختبار الإلهي كي تنجلي قدراتهم.
الإمتحانات تشمل الجميع وإن اختلفت شدّتها وبالتالي تختلف نتائجها أيضاً، يقول سبحانه وتعالى(أَحَسِبُ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) (5)
القرآن يعرض نماذج لإختبارات الأنبياء إذ يقول (وَإِذِ ابْتَلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ)(6).
ويقول في موضع آخر بشأن إختبار سليمان: ( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )(7).
طرق الإختبار
ذكرت الآية أعلاه نماذج ممّا يختبر به الإنسان كالخوف والجوع والأضرار المالية والموت ... لكن سبل الإختبار الإلهي لا تنحصر بما تقدم فذكر القرآن منها في مواضع اُخرى: البنين والأنبياء وأحكام الله، بل حتى بعض الوان الرؤيا: ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )(
.
نعلم أن النّاس إزاء الإختبارات الإلهية على نوعين: متفوّق في الإمتحان وخاسر.
فحيثما تسود حالة «الخوف» مثلاً ترى جماعة يتراجعون كي لا يصيبهم سوء فينفضون أيديهم من المسؤولية، أو يلجأون إلى المداهنة أو التماس الأعذار، كقولهم الذي يحكيه القرآن: " نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ"(9).
وثمة جماعة تقف كالطود الأشمّ أمام كل المخاوف تزداد قوةً وإيماناً، وهؤلاء الذي يقول عنهم القرآن: " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "(10).
وهكذا موقف النّاس من ألوان الإمتحانات الاُخرى، يعرض القرآن نماذج لموقف النّاجحين والفاشلين في الإختبار الإلهي ...
عوامل النجاح في الإمتحان
هنا يتعرض الإنسان لاستفهام آخر، وهو أنه اذا كان القرار أن يتعرض جميع أفراد البشر للإمتحان الإلهي فما هو السبيل لاحراز النجاح والتوفيق في هذا الامتحان؟ القرآن يعرض هذه السبل في القسم الأخير من آية بحثنا وفي آيات اُخرى:
أولاً : أهمّ عامل للإنتصار أشارت إليه الآية بعبارة: (وَبَشِّرِ الصّابِرِينَ) فالآية تبشّر بالنجاح أُولئك الصابرين المقاومين ومؤكدة أن الصبر رمز الإنتصار.
ثانياً : الإلتفات إلى أن نكبات الحياة ومشاكلها مهما كانت شديدة وقاسية فهي مؤقّتة وعابرة وهذا الادراك يجعل كل المشاكل والصعاب عرضاً عابراً وسحابة صيف، وهذا المعنى تضمنته الآية المباركة (إِنّا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
«الاسترجاع» خلاصة كل دروس التوحيد والإنقطاع إلى الله،والإعتماد على ذاته المقدسة في كل شيء وفي كل زمان وأولياء الله ينطلقون من هذا التعليم القرآني، فيسترجعون لدى المصائب كي لا تهزمهم الشدائد، وكي يجتازوا مرحلة الإختبار بسلام في ظل الإيمان بمالكية الله والرجوع إليه.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام في تفسير الإِسترجاع: «إِنَّ قَوْلَنَا إِنّا للهِ إِقْرَارٌ عَلى أَنْفُسِنَا بِالْمُلْكِ، وَقَوْلَنَا إِنَا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ إِقْرَارٌ عَلى أَنْفُسِنَا بِالْهُلْكِ»(11)
ثالثاً : الإستمداد من قوّة الإيمان والألطاف الإلهية عامل مهم آخر في اجتياز الإختبار دون اضطراب وقلق وفقدان للتوازن فالسائرون على طريق الله يتقدّمون بخطوات ثابتة وقلوب مطمئنة لوضوح النهج والهدف لديهم وترافقهم الهداية الإلهية في اختيار الطريق الصحيح، يقول سبحانه واعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)(12).
رابعاً : التدقيق في تأريخ الأسلاف وإمعان النظر في مواقفهم من الإختبارات الإلهية عامل مؤثر في إعداد الإنسان لاجتياز الإمتحان الإلهي بنجاح.
لو عرف الإنسان بأن ما أُصيب به ليس حالة شاذّة، وإنما هو قانون عام شامل لكل الأفراد والجماعات لهان الخطب عليه ولتفهم الحالة بوعي،ولاجتاز المرحلة بمقاومة وثبات، ولذلك يثبّت الله سبحانه على قلب نبيّه والمؤمنين باستعراض تأريخ الماضين وما واجهه الأنبياء،والفئات المؤمنة من محن ومصائب خلال مراحل دعوتهم، يقول سبحانه وتعالى (وَلَقَدِ اُستُهزِىءَ بِرُسُل مِنْ قَبْلِكَ)(13) ويقول سبحانه وتعالى ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا)(14).
خامساً : الإلتفات الى حقيقة علم الله سبحانه بكل مجريات الأُمور عامل آخر في التثبيت وزيادة المقاومة.
المتسابقون في ساحة اللعب يشعرون بالإرتياح حينما يعلمون أنهم في معرض أنظار أصدقائهم من المتفرجين ويندفعون بقوّة أكثر في تحمل الصعاب.
إذا كان تأثير وجود الأصدقاء كذلك فما بالك بتأثير استشعار رؤية الله لما يجري على الانسان وهو على ساحة الجهاد والمحنة؟! ما أعظم القوّة التي يمنحها هذا الإستشعار لمواصلة طريق الجهاد وتحمل مشاقّ المحنة!
حين واجه نوح عليه السلام أعظم المصائب والضغوط من قومه وهو يصنع الفلك جاءه نداء التثبيت الإلهي ليقول له: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا)(15).
وكلمة «بِأَعْيُنِنَا» كان لها ـ دون شك ـ وقع عظيم في نفس هذا النّبي الكريم فاستقام وواصل عمله حتى المرحلة النهائية دون الالتفات إلى تقريع الاعداء واستهزائهم.
وَرَدَ عن سيّد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام أَنَّهُ قَالَ بعد أن تفاقم الخطب أمامه في كربلاء واستشهد أصحابه وأهل بيته «هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ اللهِ»(16).
الإختبار بالخير والشرّ
الإمتحان الإلهي لا يجري عن طريق الحوادث الصعبة القاسية فحسب، بل قد يمتحن الله عبده بالخير وبوفور النعمة، كما يقول سبحانه: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)(17).
ويقول سبحانه على لسان نبيّه سليمان (هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)(18).
وهنا ينبغي أن نشير إلى عدة مسائل:
... أنه ليس من الضروري أن يُخْتَبر جميع النّاس بجميع وسائل الإختبار، بل من الممكن أن يكون إختبار كل فئة بلون من الإمتحان يتناسب مع الوضع الفردي والإجتماعي لتلك الفئة.
... أنه من الممكن أن يجتاز الإنسان بعض الإمتحانات، بينما يفشل في إمتحانات اُخرى.
وقد يكون امتحان فرد من الأفراد موضع امتحان فرد آخر، كأن يكون موت ولد لإنسان موضع امتحان أصدقائه وأقاربه، ليُرى مدى اتخاذهم موقف المواساة من صاحبهم.
... الإختبار الإلهي شامل عام يدخل في نطاقه حتى الأنبياء عليهم السلام، بل إن اختبارهم بسبب ثقل مسؤوليتهم أشدّ بكثير من اختبار الآخرين.
القرآن الكريم يعرض صوراً لاختبارات شديدة مرّ بها الأنبياء عليهم السلام وبعضهم مرّ بمراحل طويلة شاقة قبل وصوله إلى مقام الرسالة، كي يكون على أتمّ الإستعداد لتحمل أعباء قيادة أُمّته.
وبين أتباع مدرسة الأنبياء نماذج رائعة للصابرين المحتسبين، كل واحد منهم قدوة على ساحة الإمتحان الإِلهي.
فقد روي «أَنَّ أُمَّ عَقِيل كَانَتْ امْرَأةً فِي الْبَادِيَةِ فَنَزَلَ عَلَيْهَا ضَيْفَانِ وَكَانَ وَلَدُهَا عَقِيلٌ مَعَ الاِْبِل فَأُخْبِرَتْ بِأَنَّهُ ازْدَحَمَتْ عَلَيْهِ الاِْبِلُ فَرَمَتْ بِهِ فِي الْبِئْرِ فَهَلَكَ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلنّاعي انْزِلْ وَاقْضِ ذِمَامَ الْقَوْمِ وَدَفَعَتْ إِلَيْهِ كَبْشاً فَذَبَحَهُ وَأَصْلَحَهُ وَقَرَّبَ إِلَى الْقَوْمِ الطَّعَامَ فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ صَبْرِهَا (قَال الرّاوي) فَلَمّا فَرِغْنَا خَرَجَتْ إِلَيْنَا وَقَالَتْ يَا قَوْمِ هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَحْسُنَ مِنْ كِتَابِ اللهِ شَيْئَاً؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَاقْرَأ عَلَيَّ آيات أَتَعَزَّى بِهَا عَنْ وَلَدِي فَقَرَأْتُ: «وَبَشِّرِ الصّابِرينَ الَّذِينَ إِذا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنّا للهِ وَإِنّا إِلَيّهِ رَاجِعُونَ إِلى قَوْلِهِ الْمُهْتَدُونَ».
«فَقَالَتْ الْسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ صَفَّتْ قَدَمَيْهَا وَصَلَّتْ رَكَعَات ثُمَّ قَالَتْ: اللّهُمَّ إِنّي فَعَلْتُ مَا أَمَرْتَني فَانْجزْ لي مَا وَعَدْتِنِي. وَلَوْ بَقِيَ أَحَدُ لاَِحَد ـ قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَبَقِيَ ابْنِي لِحَاجَتِي إِلَيْهِ ـ فَقَالَتْ لَبَقِيَ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لأُمَّتِهِ، فَخَرَجْتُ»(18)
...........................................
تفسير الأمثل لسماحة الشيخ مكارم الشيرازي مع تدخل بسيط
(1) سورة البقرة 155-157
(2) قيل إن الصّلوات هنا ألوان التكريم والتأييد ورفعة المقام، وعن ابن عباس أنّها غفران الذنوب (المنار، ج 2، ص 40)، وواضح أن الصّلوات لها مفهوم واسع يشمل هذه الاُمور وسائر النعم الإلهية.
(3) آل عمران 154
(4) نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 93
(5) العنكبوت، 2.
(6) البقرة 124.
(7) النمل 40.
(
الأنبياء 35.
(9) المائدة 52.
(10) آل عمران 173.
(11) نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 99.
(12) العنكبوت 69.
(13) الأنعام 10.
(14) الانعام 34.
(15) هود 37.
(16) بحار الأنوار، ج 45، ص 46
(17) الأنبياء 35.
(18) النمل 40
(19) سفينة البحار، ج 2، ص 7، (مادة صبر).
حفظكم الله وسددكم بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف