نبذة مختصرة عن داعية أهل البيت (ع) المستشيع العلامة المجاهد السيد علي البدري ( قدس سره )
نسبه:
هو علي بن عباس بن إبراهيم بن جاسم بن محمد بن علي بن حسين بن عبد الرسول بن مصطفى بن علي بن عبد الله بن بدري ابن عرموش بن علي بن سعيد بن بشر الدين بن خليل بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن شريف بن بشير بن عطية بن يعلي بن ماجد بن عبد الرحمن بن القاسم بن إدريس بن جعفر ابن الإمام علي الهادي (ع) (1).
عشيرته :
تعرف عشيرة الفقيد باسم ( البوبدري )(2) مركزها سامراء ولهم بطون وأفخاذ في بغداد والعمارة وبعقوبة وفي هذه الأخيرة أعمامه الأقربون .
عرفت العشيرة ككل بالولاء لأهل البيت (ع) على الرغم من التزامها بمذهب العامة وقد كانت لكبير مشايخها الشيخ سعيد البدري علاقات جيدة مع المرجعين الراحلين آية الله العظمى السيد أبي القاسم الخوئي وآية الله العظمى السيد محمد
1- ذكر عمود النسب هذا بفرعه وأصله النسابة الكاظمي السيد مهدي الوردي في كتابيه المخطوطين ( معجم الألقاب في معرفة الأسر والأنساب ) و ( المرتضى في أعقاب الأمام الرضا (ع) والنسابة النجفي عبد المولى الطونجي في كتابه ( الرياض الأزهرية في تاريخ الاسر العلوية ) والعامري في كتابه ( موسوعة العشائر العراقية ) ج5 وعبد الرزاق البدري في كتابه المخطوط ( عشائر سامراء ) وغيرها من يحيى إلى الإمام الهادي (ع) بن محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النسابة في كتاب ( بحر الأنساب )
2- تدين عشائر ( البوبدري ) بمذهب الشافعي .
باقر الصدر ( قدس سرهما )(1) .ومن يراجع كتاب حياة الإمام علي الهادي (ع) للسيد عبد الرزاق البدري يجد هذا الولاء واضحاً إذ يقول المؤلف في مقدمة الكتاب ( إن أبصارنا في خضم هذا التطاحن الفكري من الشيوعية والإلحاد وغيرها من الأفكار المستوردة يجب أن تتجه إلى عظمائنا من الأئمة المعصومين وأن لنا في الإمام علي الهادي (ع) قدوة حسنة وتأسياً في التضحيات ونحن في مفترق الطرق فلنقتد بهداه وهدى آبائه وجده المصطفى محمد (ص) ولولا نفحه من الرحمن تشع على ورقة الأنبياء لما صدرت الفتاوى من سماحة السيد عبد الهادي الشيرازي والسيد محسن الحكيم وآخرين الذين أوقفوا هذا التيار وقطعوا طريقه وقد وضعوا دمائهم على أكفهم فجزاهم الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء ) 0
1-طبع سنة 1959 0
2- أمين مكتبة سامراء العامة ولد سنة 1918 م ودرس على يد علماء سامراء ودخل دار المعلمين الابتدائية وعين معلماً في معارف في لواء الحلة وفصل من التعليم لاشتراكه في ثورة رشيد عالي الكيلاني ثم أعيد إليه في مدارس سامراء ثم عين أميناً لمكتبة سامراء العامة كانت له صلة جيدة مع السيد عبد الحسين ذي الرياستين وكيل المرجع الراحل السيد محسن الحكيم (قدس) وكذلك صلة جيدة مع الشيخ نجم الدين العسكري وكذلك مع السيد عبد الحسين القزويني .
3- كالسيد الميزرا مهدي الشيرازي ( قدس سره )
1- حدثني عن علاقته به سماحة آية الله السيد عبد الحسين القزويني حفظه الله وأخبرني أن الشيخ سعيد رحمه الله كان صديقاً منذ كان في سامراء واستمرت العلاقة بينهما حتى بعد انتقاله إلى النجف وكان يلقي كلمة في مجلس العزاء الحسيني الذي كان يقام في مدرسة الأمام الشيرازي يوم العاشر من المحرم وكان يلقي كلمة أيضاً في الاحتفالات التي تقام في كربلاء والنجف ولادة الأمام علي (ع) والأمام الحسين (ع) والأمام المهدي ( عج) .
ونجد واضحاً في شعر السيد عبد الوهاب البدري ( ت 1952 م) , حيث يقول
في قصيدته التي ألقاها في حفل افتتاح روضة الإمام الهادي (ع) بعد تعميرها وإصلاحها وقد حضر الافتتاح يوم ذاك رئيس الوزراء العراقي السيد محمد الصدر :
يا حادي الركب يمم روضة النعم***وكعبة الفضل والآمال والكرم
عرج على من بسامراء حضرتهم***تلف الأئمة أهل البيت والحرم
آل النبي الذي جاء رحمة وهدى***للعالمين أمام العرب والعجم
هم عترة المصطفى والوارثون له***حقاً آتى نعتهم في محكم الكلم
وهم نجوم سماء المهتدين وهم***فلك النجاة وأن سارت بملتطم
لم يسأل الأجر يوماً عن رسالته***إلا المودة في القربى ذوي الرحم
أجدادي الغر لي فيكم عظيم رجا***يوم اللقاء إذا صرنا بمزدحــــــم
***
والــده :
كان أبوه الفقيد السيد عباس , قد ولد في الكرادة الشرقية ناحية ببغداد سنة 1898 م, وكان السيد إبراهيم ( جد الفقيد الراحل ) قد رحل من دياره بعقوبة وسكن بغداد وتنقل فيها ثم استقر في الكرادة وفيها توفي على المذهب السني ونشأ ولده عباس الذي لم ير أباه في كنف والدته التي كانت سنية ثم توفيت وهو صغير فعاش يتيم الأبوين وربته أخته الكبرى ولما كان الغالب على المنطقة التشيع أقتنع به وصار شيعياً وساعده على ذلك ارتباطه بالشيخ أحمد من أهل الكوفة وكان عالم دين في المنطقة فتلقى على يديه مبادئ التشيع أيام شبابه واستمر عليه راسخ المعتقد ... ونشأت ذريته على ذلك فكان أول بدري يعمل بالفقه الإمامي .. وبه وبأولاده تكون فرع شيعي في عشيرة ( البو بدري ) توفي رحمه الله سنة 1980 م في يزد.
تاريخه الشخصي :
ولد الفقيد العلامة السيد علي البدري ( رحمه الله ) في الكرادة الشرقية سنة 1928م ودخل المدرسة وتركها وهو في الصف الثاني المتوسط منصرفاً إلى العمل في تجارة السيارات ثم تدرج منها ليعمل مقاولاً في المواد الإنشائية ثم وكيلاً للشركة الأفريقية للإطارات وأتاحت له طبيعة العمل أن تفتح علاقات واسعة جداً مع الناس على مختلف طبقاتهم وفي كل مناطق العراق .
وهبه الله تعالى درجة عالية جدا من الذكاء مع حب للمطالعة ملفت للنظر وارتبط بالكتاب الإسلامي منذ نعومة أظفاره وكون مكتبة جيدة لنفسه احتوت على أمهات المصادر الإسلامية في الحديث والتاريخ والفقه وكان يسهر الليل في المطالعة .
كان يحب مجالس الخطيب الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ويرتادها عند انعقادها وكانت له علاقة جيدة مع علماء الدين في منطقة الكرادة أمثال : آية الله السيد صادق الهندي الذي كان يقيم صلاة الجماعة في حسينية عبد الرسول علي , وحجة الإسلام والمسلمين السيد مهدي الحكيم الذي كان يقيم صلاة الجماعة في مسجد وحسينية التميمي في رخيتة وحجة الإسلام والمسلمين الشيخ عارف البصري الذي كان يقيم صلاة الجماعة في حسينية الزوية وآية الله السيد جعفر شبر الذي كان يقيم صلاة الجماعة في حسينية عبد الرسول علي بعد وفاة آية الله العظمى السيد أبي القاسم الخوئي وآية الله السيد عبد الحسين القزويني وكثير من أهل العلم من الشيعة والسنة في بغداد .
كان مبادراً إلى عمل الخير .. شهد له بذلك كل من عاشره وعرفه مارس لفترة غير قليلة علاج المرضى مجاناً اعتماداً على خبرته في الأدوية وخاصة مرض الصراع حيث كان ابنه المرحوم محمد مصاباً به طوال حياته وكان يتابع مرضه وعلاجه فأكسبه ذلك خبرة خاصة بهذا المرض وعلاج حالاته البسيطة ثم اتسعت خبرته بحالات مرضية أخرى .
وآثر رحمه الله أن ينصرف إلى العمل التبليغي وكان قد رأى في الرؤيا أمير المؤمنين يأمره بالتبليغ وتهيأت له فرصة التبليغ معسكرات الأسرى العراقيين ولكفاءته العالية بذلك أجيز له بالتبليغ في كل معسكرات الأسرى في إيران وكان له دورا كبيرا في التأثير على نفوس الأسرى وارشادهم إلى الكمالات والفضائل كما كانت له فرصة ثمينة للالتقاء بالعلماء والأعلام في قم المقدسة والاستلهام من أرواحهم القدسية وعلومهم الفياضة والتعاون معهم في شؤون ترويج المذهب الحق ولما وجدوا فيه الخبرة الكبيرة والسمو والوثاقة العالية زودوه بوكالات توثقه وتدعم عمله ونشاطه منهم سماحة آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي ( دام ظله ) الذي خطى بدعم وتعاطف كبيرين منه وسماحة آية الله العظمى السيد محمد الشاهر ودي ( دامت بركاته ) انتقل بجزء من عائلته إلى سوريا ليمارس نشاطه التبليغي فيها وفي لبنان ثم في السودان .
جهاده في نشر الإسلام والتشيع
(1)– في مصر :
هاجر من العراق واستقر في مصر عام 1967 م وبعد الاستقرار والحصول على الإقامة بدأ بمناقشة العلماء والأساتذة خصوصاً علماء وأساتذة جامعة الأزهر وأيضاً توزيع الكتب الدينية الشيعية .
وكان سماحته يرحل من مدينة إلى مدينة لكي ينشر مذهب أهل البيت (ع) في مصر وكان موفقاً في عمله حيث حقق نجاحاً كبيراً في ذلك .
ومن إنجازاته المهمة في مصر هي طباعة بعض كتب مذهب أهل البيت (ع) وتوزيعها بالتعاون مع بعض الأخوة المصريين المتشيعين وكان أ حدهم يمتلك مكتبة في السوق فاتفق السيد البدري ( طاب ثراه ) مع صاحب المكتبة بأن كل شخص يأتي لشراء كتب يهدي له نسخة من كتب الشيعة مجاناً ويقول له أن هذا الكتاب يعرفك على مذهب أهل البيت (ع) . كما كان السيد البدري ( طاب ثراه ) يذهب دائماً إلى جامعة الأزهر ويقيم مجالس المناقشة مع شيوخ وأساتذة الأزهر ويخوض معهم مباحثات عميقة ووثائقية من مصادرهم لإثبات أحقية أهل البيت (ع) وصحة المذهب الجعفري .
وبعد أن قضى مدة من عمره المبارك هناك واقنع الكثير منهم وهداهم إلى الطريق الصحيح سافر إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة والالتقاء بعلمائها فالتقى بآية الله العظمى السيد الخوئي ( قدس سره ) وغيره من العلماء وتناول معهم الحديث حول كيفية التبليغ في مصر ووعده السيد الخوئي ( قدس سره ) بالتعاون معه ومنحه وكالة وبعد ذلك عاد إلى مصر لكي يكمل نشاطه التبليغي .
ومن بعد ذلك رجع إلى العراق أيضاً وعاش فيه فترة ثم اضطر إلى المهاجرة بسبب المضايقات الشديدة و الإضطهاد الذي كان يتعرض له فهاجر إلى سوريا عام 1979 م ومن بعدها هاجر إلى إيران للعمل في خدمة القضية العراقية وخصوصاً آلاف الأسرى العراقيين الذين كانوا يعانون من الفراغ الفكري والروحي والعقائدي ..
(2)– وفي سوريا :
يعتبر سماحة العلامة السيد البدري ( رضوان الله عليه ) قمة شامخة في عالم المعرفة والتقوى والتميز فيما تعرف الأمة من خصال استثنائية في علمائها العظام .
وكان ( رحمه الله ) مليئا بالأهداف العليا وكان هاجسه الذي لا يفارقه نشر المذهب الجعفري والدعوة إلى التشيع في جميع أنحاء العالم .
ولما استقر في سوريا جعل منها مركزاً للدعوة إلى المذهب الحق لما وجد فيها
من مجالات مناسبة لذلك منها وجود الحوزات العلمية في السيدة زينب التي
تعتبر اليوم الحوزة الثالثة بعد النجف وقم وحضور كثير من رجال العلم
والمنبر وأهل الفكر والأدب من العراقيين وغيرهم .
وقد بدأ وبتنسيق مع الحوزة وإعلامها بنشر الدعوة فسافر إلى عدة محافظات وقرى منها حلب وضواحيها وحمص وضواحيها والحسكة والقامشلي والرقة واللاذقية وضواحيها ودير الزور و التقى في كل من المحافظات والقرى مع أبرز علماءها وشخصياتها وحاورهم بمنطقية وحكمة لإظهار الحقائق وتبيانها وقد نجح في ذلك نجاحا كبيراً يشهد له بذلك كل من عرفه ورافقه ...وقد قام بالعديد من الأنشطة والفعاليات بالإضافة إلى التبليغ والمحاورة كان منها افتتاح عشرات المراكز والمكتبات لتجمع الشيعة وتدريسهم الفقه والعقائد الشيعية
كما زودهم بكتب ...
واستطاع أيضاً بجلب كثير من الأشخاص للمذهب الشيعي بعد إقناعهم وتبيان الحقيقة لهم . وكل محافظة أو منطقة كان يزورها يجعل فيها آثاراً كبيرة للمذهب الشيعي .
(3)– وفي السودان :
بعد إنجازاته في سورية سافر إلى السودان وبدأ نشاطه التبليغي فيها وقد التقى هناك بكثير من العلماء وتبادل الرأي والعقيدة معهم وقد نجح في إقناع العديد منهم ولقد تشيع من الأخوة في السودان مئات الأشخاص أعلنوا تشيعهم علناً على يديه ..
ومن إنجازاته في السودان أيضاً أنه استطاع بعد جهد كبير وواسع من تحصيل موافقة رسمية لطباعة سبعة كتب من أبرز الكتب العقائدية التي تروج مذهب أهل البيت (ع) وتظهر أحقيته منها كتاب ( المراجعات ) وكتاب ( عقائد الشيعة الإمامية ) وكتاب ( دعاء كميل معجزة أهل البيت ) وكتاب ( الوهابية في القرآن والسنة ) وكتاب ( الشيعة الإمامية ) و ..كما ساهم ومهد لافتتاح عدة مراكز لدراسة المذهب ا لشيعي ودعمهم بالكتب ومن أهم إنجازاته في السودان هي إغلاق صحيفة سودانية ( صحيفة آخر خبر ) التي كانت تطعن المذهب الشيعي وتشوه صورته كذباً وافتراءاً بالتعاون مع المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في السودان وقد نشرت هذه الصحيفة العديد من المقالات التي تشوه الحقائق وتفتري على المذهب الحق وتضلل الناس وكانت له طموحات كبيرة لبناء العديد من المؤسسات والمساجد في السودان ولكن المرض لم يمهله وقد اشتد به ولهذا السبب أضطر للرجوع إلى سوريا لكي ينال العلاج لفترة .
ولما رجع إلى سوريا بدأ بالمعالجة ولكنه وهو على فراش المرض لم يسترح للحظة واحدة وكان يتابع عمله التبليغي وهو جالس على الفراش وكان يستقبل كل من يريد الاستفسار عن الشيعة وعقائدهم ولن يقف عن مهمته الفكرية وهي توزيع الكتب الشيعية وكان يبذل جهداً كبيراً لتحصيل الكتب ونشرها وتوزيعها
وكان يتأمل لأن يشفى من مرضه حتى يكمل مهمة التبليغ وكان يستعد حين يحس قليلاً بالشفاء للذهاب إلى السودان لتكميل دعوته إلى التشيع هناك ومواصلة أنشطته .
كما كان السيد البدري ( رحمه الله ) يبعث بكتب كثيرة مع أشرطة محاضرات عقائدية وكل ما يستطيع إليه للبلدان التي يتواجد فيها الشيعة وكان يحض شيعة هذه البلدان لبناء مراكز لتدريس الفقه الشيعي وعقائد الشيعة وتوفق باالإتفاق مع العديد من الأخوة المتواجدين في أنحاء العالم لإنشاء مراكز للتدريس ومكتبات للمطالعة ومن البلدان التي استطاع أن ينشأ فيها المراكز هي :
اليمن – تانزانيا – غينيا – سيراليون – المغرب – الجزائر – هولندا – ألمانيا – لندن – السويد – الدانمارك و ...
سماته الرسالية :
من فضائل العلامة السيد علي البدري ( قدس سره ) العظيمة انه كان بسيطاً ويحب العيش ببساطة دائماً وكان يبذل جهداً كبيراً حتى يحصل على مبلغ من المال لكي يتحرك به لتبليغ على الرغم من قلة إمكاناته .
يذكر أحد مرافقيه وهو الشيخ هشام آل قطيط الحيدري
ويقول : أني رافقت السيد البدري ( رضوان الله عليه ) مرة وشاهدته يتحدث إلى أحد الأفاضل ويطلب منه مبلغ قدره خمسمائة ليرة سورية فقط ويقول أني استغربت من موقف السيد البدري عند خروجه من منزل هذا العالم وكان فرحاً ومسروراً وقال لي الحمد لله لقد استطعت أن أحصل على مبلغ يكفيني في رحلتي هذه .
ينقل : أنني استغربت حقاً من هذا الأمر لأن المبلغ الذي حصل عليه لا يكفي لمهمته فقلت للسيد أريد أن أعرف كيف هذا المبلغ يكفيك للسفر والتبليغ ؟
فأجابني : يكفي أن الله يبارك فيه .
قال : فأصررت عليه لكي يقنعني كيف يكفيه المال القليل هذا ؟فأجابني بعدما أصررت عليه كثيراً وقال : أن بطاقة السفر إلى حمص تكلف مائة وخمسين ليرة سورية عند الذهاب ومائة وخمسون ليرة سورية أيضاً عند العودة فكم صار المجموع ؟ فأجبته ثلاثمائة ليرة سورية فأجابني تبقى مائة ليرة أشتري فيها بعض الأرغفة من الخبز مع لبن أتغذى فيها وعندما أصل إلى كراج حمص سيأتي أحد الأخوة معه سيارة وسوف يساعدني على التنقل في حمص ولهذا فلا أحتاج إلى مال للتنقل في حمص .
قال فاستغربت كثيراً من هذا الأمر وبقيت متعجباً لشدة عزمه وعلو همته وقوة إيمانه بمبدئه .
وينقل بعد مدة رأيت أحد الأخوة من أهل حمص وأثناء الحديث معه ذكر لي بأن السيد علي البدري ( رضوان الله عليه ) الأسبوع الماضي قد زارنا وألقى خطبة في جامع فلان وناقش وتباحث مع كثير من العلماء والأشخاص واستطاع في جلب أكثر من عشرين شخصاً إلى مذهب التشيع .
وفاته :
أصيب الفقيد الراحل في سنيه الأخيرة بمرض السكر والفقرات وأجريت له عمليتان ثم أصيب بتضخم القلب وتصلب شرايينه ووافاه الأجل على أثر نوبة إصابته1 مساء يوم الأحد الموافق 6 جمادى الثاني 1419 هـ ودفن عصر الأثنين في مقبرة البقيع في مدينة قم المقدسة بعد تشييع مهيب في طهران وقم حضره أبرز وجوه الساحة الإسلامية العراقية العلمية والسياسية والرسمية تغمده الله برحمته الواسعة وحشره مع مواليه أهل البيت (ع) الذين أنفق عمره في سبيل نشر مذهبهم وولايتهم