بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
ولادته:
ولد في مدينة تبريز بتاريخ 29 / ذي الحجة / 1321 هـ .
دراسته:
عـنـد بـلـوغـه سن التاسعة ذهب الى المدارس لتعلم القراة والكتابة والقرآن
الكريم والكتب الفارسية المتعارف عليها في ذلك الوقت، كما تعلم فن الخط عند الاستاذ
الميرزا علي النقي .
ـ بـعد ذلك درس اللغة العربية والادب العربي، وانهى
مرحلة السطوح عند الاساتذه المعروفين في مدينة تبريز.
ـ هاجر الى النجف
الاشرف لاكمال دراسته الحوزوية وبقي هناك 11 سنة يحضر دروس الفقه و الاصول عند
العلماء الكبار آنذاك امثال: آية اللّه النائيني وابي الحسن الاصفهاني والكمپاني
.
ـ لـم يـكـتف بدراسة الفقه والاصول، بل واصل دراسته في العلوم الاخرى مثل:
علم الرجال، و الـفـلـسـفـة، والـعـرفان، والاخلاق، والرياضيات، والحساب، والجبر،
والهندسة المستوية والمجسمة، وغيرها.
ـ عاد الى تبريز وأخذ يلقي الدروس فيها
بحدود 10 سنوات، وبسبب الاضطرابات التى حدثت في محافظة آذربايجان خلال الحرب
العالمية الثانية هاجرالى قم المقدسة .
ـ اتجه في قم الى تدريس علم التفسير
والفلسفة والعلوم العقلية، لانه وجد الحوزة بحاجة ماسة الى مثل هذه العلوم، لكي
تسير جنبا الى جنب مع العلوم الاخرى مثل الفقه والاصول .
ـ مـنـذ سنة 1368
هـ شرع بتدريس الاخلاق والعرفان ثم بعدها قام بتدريس رسالة السير و السلوك المنسوبة
للعلامة بحر العلوم .
اساتذته:
بـالاضـافة الى العلماء الكبار الذين درس عندهم في حوزة النجف
الاشرف درس العلوم الاسلامية الاخرى لدى الاساتذه الافاضل، نذكر منهم :
(1)
آية اللّه الكوهكمري .
(2) السيد حسين البادكوبئي .
(3) السيد أبو
القاسم الخونساري .
(4) آية اللّه الميرزا علي الايرواني .
(5) آية
اللّه علي اصغر الملكي .
(6) آية اللّه السيد علي القاضي .
طلابه:
درس عند العلامة جيل من الطلبة والافاضل الذين نهلوا من علومه المختلفة
وكان لهم دور بارز في تنمية العلوم العقلية التى كان العلامة يوليها اهتمامه، نذكر
منهم :
(1) الشهيد مرتضى المطهري .
(2) الشهيد محمد حسين البهشتي
.
(3) الشهيدمحمد مفتح الهمداني .
(4) الشهيد علي القدوسي
.
(5) الشهيد محمد رضا السعيدي .
(6) آية اللّه جوادي آملي
.
(7) الاستاذ محمد تقي مصباح اليزدي .
(
آية اللّه مكارم الشيرازي
.
(9) الشهيد مصطفى الخميني .
(10) السيد عبد الكريم الاردبيلي
.
مكانته العلمية: لـم يـكـن
الـعـلامة مجتهدا في العلوم العقلية والنقلية فحسب، بل كان اديبا وشاعرا ماهرا كتب
القصائد الشعريه باللغتين العربية والفارسية، وفنانا بارعا بالخط، فقد كان خطه
جميلا جدا، وله منظومة في آداب الخط ضمّها الى احد مؤلفاته .
ـ يقول احد
طلابه: يمكن القول بان سعة اطلاع العلامة لا نظير له في القرن الحاضر.
ـ
قـال فـيه الشيخ صدر الدين الحائري وهو كذلك من طلابه: حضرت مع العلامة جلسة سؤال و
جواب، مكونة من الاطباء والأساتذة والمهندسين والروحانيين وطلبة الجامعة، وقد سالوه
جميعا فـي مـخـتلف العلوم والسيد العلامة يجيب على تلك الاسئلة بصورة كاملة ومقنعة،
بحيث انصرف الجميع من الجلسة وهم راضيين .
صفاته: يـعـجـز الـقلم عن الاحاطة
بشخصية هذا العالم الرباني الكبير، فقد جسد في سلوكه كل معاني التقوى والاخلاق
الحسنة، نذكر اهم تلك الصفات .
1 ـ
اخلاصه للّه :كـان السيد وفي جميع احواله واضعا نصب عينيه وصايا جده
اميرالمؤمنين (ع ) في الاخلاص، حـيـث قال (ع ): (ثمرة العلم اخلاص العمل )، وفي مرة
من المرات اراد احد الاشخاص ان يشيد بحضوره بكتاب الميزان في تفسير القرآن ـ وهو من
مؤلفات العلامة ـ، فقال له السيد : كلامك هذا يدفعني الى العجب والعجب يفقد العمل
قصد القربة للّه والاخلاص له .
2 ـ
عبادته :طـوى السيد مراحل عالية في العرفان والسير والسلوك المعنوي،
فقد كان دائم الذكر والدعاء مشغولا بذكراللّه حتى عندما تجده ذاهبا في الطريق
لالقاء الدرس .
ـ كان مواظبا على اداء المستحبات ولديه في شهر رمضان برنامج
متنوع موزع بين العبادة والتاليف وقـراءة القرآن وقراءة دعاء السحر الذي كان يهتم
به اهتماما كثيرا حيث كان يقرأه بحضور افراد عائلته .
3 ـ ولاؤه لاهل البيت عليهم
السلام:للعلامة تعلق خاص بأهل البيت عليهم السلام، وما بلغه قدس سره
من المكانة العلمية الرفيعة يعود في الـحقيقة الى عشقه وذوبانه وتوسله بهم عليهم
السلام ، يقول احد الفضلاء، سألت الشيخ المطهري: لماذا تكنّ للعلامة احتراما منقطع
النظير؟ فقال لى: أحترمه بشكل خاص لشدة تعلقه باهل البيت عليهم السلام وقد رايته في
قم المقدسة ايام شهر رمضان المبارك يذهب ما شيا الى حرم السيدة المعصومة عليها
السلام قبل الافطار، لاداء الزيارة والصلاة، وكان عند حلول الافطار يقبل ضريحها ـ
سلام اللّه عليها ـ مودعا لها، ثم يعود الى البيت لكي يتناول طعام
الافطار.
وفي مناسبة وفاة الزهراء ـ سلام اللّه عليها ـ كان يقيم مجلسا
للعزاء لمدة عشرة ايام .
4ـ عفوه عن
المسيء :نـروي الحادثة الاتية شاهدا على عفوه وسماحته: اراد احد
المغرضين اهانة شخصية السيد والـنـيـل منها، وعلى اثر ذلك حاولت مجموعة من اصدقاء
العلامة توبيخه ومعاتبته فرد عليهم بكل هدوء وثبات: قال سبحانه في كتابه المجيد (لا
يحيق المكر السيئ الا باهله) فاطر / 43.
وبحمداللّه وبعد فترة وجيزة تحقق
وعد الايه الشريفة بهذا الانسان المغرض بتعرضه لالوان الشقاء والهوان .
وهذا
جزاء من لا يشكر نعمة وجود العلماء الربانيين .
5 ـ بساطته في العيش :كـان بـسـيطا في
جميع شؤون حياته فاذا اردنا ان نتكلم عن مسكنه فهو متوا ضع لا يسع لاستقبال
الـزوار، امـا مـلـبسه فكان يلبس القماش العادي ولم يعتمد طول حياته الشريفة في
تيسير اموره المعاشية على الحقوق الشرعية، بل كان يعتمد في سد احتياجاته على واردات
قطعة ارض زراعية صغيرة ورثها عن اجداده في تبريز.
6 ـ تواضعه للاساتذه والطلاب:كـان
كـثـيـر الـتـواضع والاحترام لاساتذته وبالخصوص استاذه في الاخلاق آية اللّه القاضي
الطباطبائي ، حيث يجد نفسه صغيرا امام هذا العالم الرباني الذي تجلت فيه اسرار
التوحيد و المقامات الرفيعة .
اما عن تواضعه للطلاب فينقل احد طلابه: يقول
لنا العلامة: لا تنادوني بكلمة استاذ، بل انا وانتم عبارة عن مجموعة جئنا الى الدرس
لغرض العمل سوية، للتعرف على حقائق الاسلام .
7 ـ اكرامه للضيف :نـقل عنه الشيخ محمد
علي الشرعي هذه الحادثة: في مرة من المرات زرت السيد في بيته فرحب بـي كثيرا ولمست
منه حسن الضيافة، بحيث انه قام باعداد الشاي بنفسه وجلبه و وضعه امامي و في الحقيقة
كنت محرجا وخجلا مما حباني به من اللطف و التقدير