في مساء يوم الخميس وبعدما انهت
فاطمة واجباتها المدرسية قالت لاخيها :
هل انت
ايضا انهيت واجبك المدرسي حتى نذهب الى ابينا ليقص علينا من قصصه الجميلة
؟
فقال لها احمد : نعم أنهيتها كلها والحمد
لله هيا بنا
وقفت فاطمة واخوها احمد
امام ابيها وقالا له : ياابانا الان انهينا واجبنا المدرسي
وجئنا لكي تقص علينا من قصصك الجميلة كما وعدتنا
..
فتبسم الاب وقال لهما :
اجلسا
يااعزائي فسأفي بوعودي لكم مادمتم قد انهيتم واجباتكم
وعندما جلسا قال ابوهما
:
ساقص عليكم قصة من واقع
تاريخنا الاسلامي
فيها فائدة (وعبرة وهذه قصة نعتبرها منقبة
وفضلا من فضائل
الامام علي بن ابي طالب (ع
)
في احد الايام دخل الامام علي (ع) على رسول الله (ص)
وهو جالس يقلب خاتما كان بيده
فقال ياعلي : هذا الخاتم
انزله جبريل (ع) من الله عز وجل ولم يصغه صائغ عليه ياقوته مكتوب عليها
(لله الملك ) واحببت ان اهديه لك
فبدأ الفرح على وجه الامام علي (ع)
وهو يتختم بذلك الخاتم وقال :
يارسول الله سأسبقك الى المسجد لأصلي ركعتين شكرا لله
لاعتزازي
بهذا الخاتم
وعندما وصل الامام علي (ع) الى
المسجد وبدأ بالصلاة وفي اثناء ركوعه دخل سائل فقال :السلام عليك
ياولي الله وأولى بالمؤمنين من انفسهم تصدق على مسكين
فأوما الامام (ع) بيده اليه ان
خذ الخاتم فأخذ السائل الخاتم وهم بالخروج من المسجد
في هذه الاثناء كان رسول الله
(ص) متوجها الى المسجد فاذا بمجموعة من المسلمين كانوا من قبل يهودا منهم : عبد
الله بن سلام واسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا فقالوا : يانبي
الله ان موسى (ع) أوصى الى يوشع بن نون فمن وصيك يارسول الله ومن ولينا بعدك
؟
فنزل الوحي على رسول الله (ص) بهذة
الايه
انما وليكم الله ورسوله
والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فتلاها عليهم
رسول الله (ص) وقال لهم :تعالوا معي الى المسجد لأريكم وصيي
وعند باب المسجد فاذا بسائل
خارج فقالوا له يارجل أما اعطاك احد شيئا ؟ قال : نعم هذا الخاتم
قالوا : من أعطاك اياه ؟ قال : اعطاني اياه علي بن ابي طالب (ع) قالوا : على
اي حال أعطاك ؟ قال : كان راكعا
فكبر النبي (ص) وكبر اهل المسجد
فقال النبي (ص): علي بن ابي طالب وليكم بعدي قال رضينا بالله ربا
وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبعلي بن ابي طالب وليا
..
فتوجه الرسول الاعظم (ص) نحو
الامام علي (ع) وضمه الى صدره الشريف وقبله على بلجة وجهة وقال :هنأك الله يا ابا الحسن وهنأني كرامة لي فيك وكانت عيناه تهملان
بالدموع ثم قرأ هذه الايه : ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون )
قالت فاطمة : يا ابتي مامعنى ( انما وليكم الله ورسوله
والذين امنوا) اجابها الاب : ان المسلمين
سالوا الامام الصادق (ع) عن معنى هذه الاية فاجابهم (
انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا ) : انما يعني
اولى بكم اي احق بكم وباموركم وانفسكم واموالكم والله ورسوله والذين امنوا يعني
عليا واولاده الائمة (ع) الى يوم القيامة حيث وصفهم الله عز وجل فقال : ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)
قال احمد :
يا ابي الم يكن احمد من المسلمين قد تصدق وهو في صلاته فتشمله هذه الاية ؟
قال الاب : احسنت ياولدي ساجيبك بما حدث في التاريخ
فقد روي بعد هذه الواقعة عن عمر بن الخطاب انه قال :
والله لقد تصدقت باربعين خاتما وانا راكع لينزل في
مانزل في علي بن ابي طالب (ع) فما نزل فيً شيء
ومن هذه القصة نفهم يااعزائي ان قيمة الاعمال عند الله بصدقها
وكونها خالصة لوجهه الكريم لابكثرتها ولابكونها اعمالا لاجل الجاه في الدنيا
.