منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة

منتدى ( ديني )( اجتماعي ) ( حضاري )( ثقافي )( علمي )( برامج العاب كمبيوتر )( فتاوي عامة )( مرئيات صوتيات )( تفسير احلام ) ( تقارير مصورة)
 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الطريبيلي
الرتبــــــة
الرتبــــــة



رقم العضوية : 11
التسجيل : 20/12/2012
عدد المساهمات : 3314
نقـــــــــاط التقيم : 5593
السٌّمعَــــــــــــــة : 8
100%
السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  1%20(35)
العمل/الترفيه مشرف الاقسام العلمية
السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Jb12915568671

السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  86

السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  T20659-8

السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  1263


السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Empty
مُساهمةموضوع: السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)    السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Emptyالخميس ديسمبر 27, 2012 1:52 am


السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)
بعد أن وصل الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) من البصرة إلى الكوفة واستقر به المكان ، التحقت به العوائل من المدينة إلى الكوفة ، ومن جملة السيّدات اللواتي هاجرن من المدينة إلى الكوفة هي السيّدة زينب (عليها السّلام) ، وقد سبقها زوجها عبد الله بن جعفر ، حيث كان في جيش الإمام لدى وصوله إلى البصرة .
والمستفاد من مطاوي التواريخ والأحاديث أنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بعد انقضاء مدّة من وصوله إلى الكوفة نزل في دار الإمارة ، وهو المكان المُعَدّ لحاكم البلدة ، ومع تواجد الإمام في الكوفة لم يكن هناك حاكم أو أمير غيره ، فلماذا لا ينزل في دار الإمارة ؟
ويتبادر إلى الذهن أنّ دار الإمارة كانت مشتملة على حجرات وغرف عديدة واسعة ، وكان كلّ من البنات والأولاد


(المتزوّجين) يسكنون في حُجرة من تلك الحُجُرات ، والسيّدة زينب كانت تسكن مع زوجها في حُجرة ، أو غرفة من غرف دار الإمارة(1) .
ومكثت السيّدة زينب (عليها السّلام) في الكوفة سنوات ،
ـــــــــــــــــــ
(1) السيّدة زينب تعلّم تفسير القرآن لنساء الكوفة ، وجاء في التاريخ أنّ جمعاً من رجال الكوفة جاؤوا إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقالوا : ائذن لنسائنا كي يأتين إلى ابنتك ويتعلّمنَ منها معالم الدين وتفسير القرآن . فأذن الإمام لهم بذلك ، فبدأت السيّدة زينب بتدريس النساء .
ويعلم الله عدد النساء المسلمات اللواتي كنّ يحضرن درس السيّدة طيلة أربع سنوات أو أكثر .
وذات يوم دخل الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) الدار فسمع ابنته زينب تتحدّث للنساء في درسها عن الحروف المقطّعة في أوائل السور ، وعن بداية سورة مريم بشكل خاص ، وبعد انتهاء الدرس التقى الإمام (ع) بابنته ، وقال لها : (( يا نور عيني ، أتعلمين أنّ هذه الحروف هي رمز لما سيجري عليك وعلى أخيك الحسين في أرض كربلاء ؟ )) .
ثمّ بدأ يحدّثها عن بعض تفاصيل تلك الفاجعة . كتاب ( الخصائص الزينبية ) ـ للسيد الجزائري المتوفّى (عام 1384 هـ) / 68 ؛ وكتاب ( رياحين الشريعة ) ـ للمحلاّتي 3 / 57 . المحقّق .
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة (55)
وعاصرت الأحداث والاضطرابات الداخلية التي حدثت ، من واقعة صفين إلى النهروان إلى الغارات التي شنّها عملاء معاوية على بلاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) .
انقضت تلك السنوات المريرة ، المليئة بالآلام والمآسي ، وانتهت تلك الصفحات المؤلمة بالفاجعة التي اهتزّت منها السماوات والأرضون ، وهي حادثة استشهاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) .
لقد كانت العلاقات الودّيّة بين الإمام أمير المؤمنين وبين أولاده وبناته على أطيب ما يمكن ، وفي جوّ من الصفاء والوفاء ، والعاطفة والمحبّة .
والإمام أمير المؤمنين هو السلطان الحاكم على نصف الكرة الأرضية ، ومعه عائلته المصونة وأبناؤه المكرمون ، ولكنّه في شهر رمضان من تلك السنة ، وهي السنة الأخيرة والشهر الأخير من حياته كان يفطر ليلة عند ولده الإمام الحسن ، وليلة عند ولده الإمام الحسين (عليهما السّلام) ، وليلة عند السيّدة زينب التي كانت تعيش مع زوجها عبد الله بن جعفر(1) ؛ كلّ ذلك تقويةً لأواصر
ـــــــــــــــــــ
(1) الإرشاد ـ للشيخ المفيد / 169 ، وذكر أيضاً في (بحار الأنوار) ـ للشيخ المجلسي 41 / 300 ، باب إخباره بالغائبات وعلمه باللغات . نقلاً عن كتاب الخرائج .
-----------------------------

المحبّة والتواصل بينه وبين أشباله وبناته .
وفي الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان ، كانت النوبة للسيّدة زينب ، وأفطر الإمام في حجرتها ، وقدّمت له طبقاً فيه رغيفان من خبز الشعير ، وشيء من الملح ، وإناء من لبن .
كان هذا هو فطور الإمام أمير المؤمنين (ع) الذي كان يحكم على نصف العالم ، وأنهار الذهب والفضة تجري بين يديه .
واكتفى الإمام تلك الليلة برغيف من الخبز مع الملح فقط ، ثمّ حمد الله وأثنى عليه ، وقام إلى الصلاة ، ولم يزل راكعاً وساجداً ومبتهلاً ومتضرّعاً إلى الله تعالى .
ولا أعلم لماذا بات الإمام في حُجرة ابنته السيّدة زينب تلك الليلة ؟
ولعلّه اختار المبيت في بيتها حتّى تُشاهد وترى ، وتروي مُشاهداتها ومسموعاتها عن أبيها أمير المؤمنين (ع) في تلك الليلة ؛ إذ كانت تلك الليلة تمتاز عن بقيّة الليالي ؛ فإنّها تحدّثنا فتقول : إنّه (عليه السّلام) قال لأولاده : (( إنّي رأيت في هذه الليلة رؤيا هالتني ، واُريد أن أقصها عليكم )) .
قالوا : وما هي ؟

----------------------------

قال : (( إنّي رأيت الساعة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في منامي وهو يقول لي : يا أبا الحسن ، إنّك قادم إلينا عن قريب ؛ يجيء إليك أشقاها فيخضّب شيبتك من دم رأسك ، وأنا والله مشتاق إليك ، وإنّك عندنا في العشر الآخر من شهر رمضان ، فهلمّ إلينا فما عندنا خيرٌ لك وأبقى )) .
فلمّا سمعوا كلامه ضجّوا بالبكاء والنحيب ، وأبدوا العويل ، فأقسم عليهم بالسكوت فسكتوا(1) .
وتقول السيّدة زينب (عليها السّلام) : لم يزل أبي ـ تلك الليلة ـ قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً ، ثمّ يخرج ساعةً بعد ساعة ، يقلّب طرفه في السماء ، وينظر في الكواكب ، وهو يقول : (( والله ، ما كُذبت ولا كَذبت ، وإنّها الليلة التي وُعِدت بها )) .
ثمّ يعود إلى مصلاّه ويقول : (( اللّهم بارك لي في الموت )) . ويكثر من قول : (( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم )) . ويصلّي على النبي وآله (صلّى الله عليه وآله) ويستغفر الله كثيراً .
تقول : فلمّا رأيته في تلك الليلة قلقاً متململاً(2) ،
ـــــــــــــــــــ
(1) كتاب ( بحار الأنوار ) ـ للشيخ المجلسي 42 / 277 ، ب 127 .
(2) متململاً : التململ : هو الاضطراب وعدم الاستقرار بسبب الهمّ أو الألم . وجاء في كتاب (العين) للخليل بن أحمد : الململة : أن يصير الإنسان من جزع أو حرقة كأنّه يقف على جمر . وقال الفيروز آبادي في ( القاموس ) : التململ : التقلّب . . مرضاً أو غماً . المحقّق .
------------------------
كثير الذكر والاستغفار ، أرقت معه ليلتي(1) وقلت : يا أبتاه , ما لي أراك في هذه الليلة لا تذوق طعم الرقاد ؟!
قال (عليه السّلام) : (( يا بُنيّة ، إنّ أباك قتل الأبطال وخاض الأهوال وما دخل الخوف له جوفاً ، وما دخل في قلبي رعب أكثر ممّا دخل في هذه الليلة ))(2) .
ثمّ قال : (( إنا لله وإنا إليه راجعون )) .
ـــــــــــــــــــ
(1) أرقت معه : أي سهرت معه ، الأرق : السهر .
(2) بناءً على صحة هذه المقطوعة من التاريخ يتبادر إلى الذهن هذا السؤال : لماذا الخوف ؟
الجواب : لا شك أنّ الخوف لم يكن من الموت ؛ لأنّ الإمام (عليه السّلام) يقسم على الله تعالى ـ أكثر من مرّة ـ أنّه لا يخاف الموت ، وأنّه (( آنس بالموت من الطفل بصدر اُمّه )) ، وأنّه (( لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه )) ، وساحات الحرب وميادين القتال تشهد له بصدق كلماته هذه .
فلعل سبب الخوف هو هيبة لقاء الله تعالى ، والانتقال من عالم الفناء إلى عالم البقاء . أو الخوف والقلق على مستقبل الاُمّة بعد غياب الإمام (ع) عن ذلك المجتمع ، وبسبب خطر المؤامرات التي كان يحيكها معاوية ضدّ الإسلام والمسلمين ، أو لغير ذلك من الأسباب ، والله العالم . المحقّق .
--------------------------

فقلت : يا أبتاه ، ما لك تنعى نفسك في هذه الليلة ؟
قال : (( يا بُنيّة ، قد قرب الأجل وانقطع الأمل )) .
قالت : فبكيت ، فقال لي : (( يا بُنيّة ، لا تبكي فإنّي لم أقل ذلك إلاّ بما عهد إليّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) )) .
تقول (عليها السّلام) : ثمّ إنّه نعس وطوى ساعة ، ثمّ استيقظ من نومه ، وقال : (( يا بُنيّة ، إذا قرب وقت الأذان فاعلميني )) . ثمّ رجع إلى ما كان عليه أوّل الليل من الصلاة والدعاء والتضرّع إلى الله سبحانه وتعالى .
فجعلت أرقب وقت الأذان ، فلمّا لاح الوقت أتيته ومعي إناء فيه ماء ، ثمّ أيقظته فأسبغ الوضوء ، وقام ولبس ثيابه وفتح باب الحجرة ، ثمّ نزل إلى ساحة الدار .
وكانت في الدار إوز(1) قد أهديت إلى أخي الحسين ، فلمّا نزل خرجنَ وراءه ورفرفنَ وصحن في وجهه ـ ولم يصحنَ قبل تلك الليلة ـ فقال (عليه السّلام) : (( لا إله إلاّ الله ، صوارخ تتبعها نوائح ، وفي غداة غد يظهر القضاء )) .
فقلت : يا أبتاه , هكذا تتطيّر ؟!
ــــــــــــــــــــ
(1) إوز (بكسر الهمزة وفتح الواو وتشديد الزاي) : البط ، كما في ( مجمع البحرين ) للطريحي . وقيل : الإوز : طائر يشبه البط في شكله العام ، ولكنّه أكبر منه حجماً وأطول عنقاً ، كما في كتاب ( المعجم الوسيط ) .
------------------------------
فقال : (( يا بُنيّة ، ما منّا ـ أهل البيت ـ مَنْ يتطيّر ولا يُتطيّر به ، ولكن قول جرى على لساني )) .
ثمّ قال (عليه السّلام) : (( يا بُنية ، بحقّي عليك إلاّ ما أطلقتيه ، فقد حبستِ ما ليس له لسان ، ولا يقدر على الكلام إذا جاع أو عطش ؛ فأطعميه واسقيه ، وإلاّ خلّي سبيله يأكل من حشائش الأرض )) .
فلمّا وصل إلى الباب عالجه ليفتحه ، فتعلّق الباب بمئزره ، فانحلّ مئزره حتّى سقط ، فأخذه وشدّه وهو يقول :
اُشددْ حيازيمَكَ للموتِ فـإنّ الـموتَ iiلاقيكا
ولا تجزع من iiالموتِ إذا حــلّ iiبـناديكا
كـما أضحكَكَ iiالدهرُ كـذاك الدهرُ iiيبكيكا
ثمّ قال : (( اللّهمّ بارك لنا في الموت ، اللّهمّ مبارك لي في لقائك )) .
تقول السيّدة اُمّ كلثوم : وكنت أمشي خلفه ، فلمّا سمعته يقول ذلك قلت : وا غوثاه ! يا أبتاه ! أراك تنعى نفسك منذ الليلة ؟!
فقال (عليه السّلام) : (( يا بُنية ، ما هو بنعاء ولكنّها
---------------------------

دلالات وعلامات للموت يتبع بعضها بعضاً )) . ثمّ فتح الباب وخرج .
فجئت إلى أخي الحسن فقلت : يا أخي ، قد كان من أمر أبيك الليلة كذا وكذا ، وهو قد خرج في هذا الليل الغلس فالحقه(1) .
فقام الحسن (عليه السّلام) وتبعه ، فلحق به قبل أن يدخل الجامع ، فأمره الإمام بالرجوع فرجع .
أيّها القارئ الكريم ، هنا ننقل ما ذكره المؤرّخون ، ثمّ نعود إلى حديث السيّدة زينب (عليها السّلام) : لقد جاء الإمام علي (عليه السّلام) حتّى دخل المسجد ، فصعد على المئذنة ووضع سبابتيه في أذنيه وتنحنح ، ثمّ أذن فلم يبقَ في الكوفة بيت إلاّ اخترقه صوته ، ثمّ نزل عن المئذنة وهو يسبّح الله ويقدّسه ويكبّره ، ويكثر من الصلاة على النبي (صلّى الله عليه وآله) .
وكان يتفقّد النائمين في المسجد ويقول للنائم : (( الصلاة
ــــــــــــــــــــ
(1) الغلس (بفتح اللام) : ظلمة آخر الليل , كما في (القاموس) للفيروز آبادي . وقيل : ظلام آخر الليل إذا اختلط بضوء الصباح ، كما في كتاب ( مجمع البحرين ) للطريحي .
---------------------------

يرحمك الله ، قم إلى الصلاة المكتوبة )) ، ثمّ يتلو : ( إِنّ الصّلاَةَ تَنْهَى‏ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ )(1) .
. . . . ثمّ اتّجه نحو المحراب وقام يصلّي ، وكان (عليه السّلام) يطيل الركوع والسجود ، فقام ابن ملجم (لعنه الله) لارتكاب أكبر جريمة في تاريخ الكون ، وأقبل مسرعاً حتّى وقف بإزاء الاسطوانة التي كان الإمام يصلّي عندها(2) ، فأمهله حتّى صلّى الركعة الأولى وسجد السجدة الأولى ورفع رأسه منها ، فتقدّم اللعين ورفع السيف وهزّه ثمّ ضرب الإمام على رأسه الشريف ، فوقعت الضربة على مكان الضربة التي ضربه عمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق .
فوقع الإمام (عليه السّلام) على وجهه قائلاً : (( بسم الله وبالله ، وعلى ملّة رسول الله ، فزت وربِّ الكعبة ، هذا ما وعد الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله )) .
وسال الدم على وجهه الشريف ، وشيبته المقدّسة ، وعلى
ــــــــــــــــــــ
(1) سورة العنكبوت / 45 .
(2) الاسطوانة : العمود الذي يعتمد عليه سقف البناء . وكلمة (اسطوانة) معربة من اللغة الفارسية ، وأصلها : (ستون) أو (أستون) . المحقّق .
---------------------------

صدره وأزياقه(1) حتّى اختضبت شيبته وتحقّق ما أخبر عنه الرسول الكريم .
وفي هذه اللحظة الأليمة هتف جبرئيل بين السماء والأرض ذلك الهتاف السماوي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الأنبياء والأوصياء .
لقد هتف جبرئيل بشهادة الإمام علي (عليه السّلام) كما هتف يوم أحد بفتوته وشهامته يوم قال : لا فتى إلاّ علي ، لا سيف إلاّ ذو الفقار .
فقد اصطفقت أبواب المسجد الجامع(2) ، وضجّت الملائكة في السماء ، وهبّت ريح عاصفة سوداء مظلمة ، ونادى جبرئيل بصوت سمعه كلّ مستيقظ : تهدّمت والله أركان الهدى ، وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى ، وانفصمت والله العروة الوثقى ؛ قُتل ابن عمّ محمّد المصطفى ، قُتل الوصي المجتبى ، قُتل علي المرتضى ، قُتل والله سيّد الأوصياء ، قتله أشقى الأشقياء .
ــــــــــــــــــــ
(1) أزياق : جمع زيق (بالكسر) ، زيق القميص : ما أحاط بالعنق من القميص . كما في كتاب القاموس وتاج العروس . وبتعبير آخر : زيق : فتحة القميص التي يدخل الإنسان رأسه منها . المحقّق .
(2) اصطفقت : ضربت بعضها ببعض ، ضرباً يسمع منه الصوت .
---------------------------

فلمّا سمعت السيّدة اُمّ كلثوم نعي جبرئيل لطمت على وجهها وخدّها ، وشقّت جيبها وصاحت : وا أبتاه ! وا علياه ! وا محمداه ! وا سيّداه ! ثمّ حملوا الإمام والناس حوله يبكون وينتحبون ، وجاؤوا به إلى الدار .
فاقبلت بنات رسول الله (ص) وسائر بنات الإمام (ع) ، وجلسنَ حول فراشه ينظرن إلى أسد الله وهو بتلك الحالة ، فصاحت السيّدة زينب وأختها : أبتاه ، مَنْ للصغير حتّى يكبر ؟! ومَنْ للكبير بين الملأ ؟!
يا أبتاه ! حزننا عليك طويل ، وعبرتنا لا ترقأ(1) .
فضجّ الناس من وراء الحجرة بالبكاء والنحيب ، وشاركهم الإمام (عليه السّلام) وفاضت عيناه بالدموع .
وفي الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان ، في الساعة الأخيرة من حياة الإمام (عليه السّلام) كانت السيّدة زينب (عليها السّلام) جالسة عنده تنظر في وجهه ، إذ عرق جبين الإمام (ع) ، فجعل يمسح العرق بيده ، فقالت زينب : يا أبه ، أراك تمسح جبينك ؟
قال : (( يا بُنيّة ، سمعت جدّك رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
ــــــــــــــــــــ
(1) لا ترقأ : لا تنقطع ، أو لا تجف .
-----------------------
يقول : إنّ المؤمن إذا نزل به الموت ودنت وفاته ، عرق جبينه وصار كاللؤلو الرطب ، وسكن أنينه )) .
فعند ذلك ألقت زينب بنفسها على صدر أبيها وقالت : يا أبه ، حدّثتني اُمّ أيمن بحديث كربلاء ، وقد أحببت أن أسمعه منك(1) .
فقال (عليه السّلام) : (( يا بُنيّة ، الحديث كما حدّثتك اُمّ أيمن ، وكأنّي بك وبنساء أهلك لسبايا بهذا البلد ، خاشعين تخافون أن يتخطّفكم الناس ، فصبراً صبراً )) .
ثمّ التفت الإمام إلى ولديه الحسن والحسين (عليهما السّلام) وقال : (( يا أبا محمّد , ويا أبا عبد الله ، كأنّي بكما وقد خرجت عليكما من بعدي الفتن من ها هنا وها هنا ، فاصبرا حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين .
يا أبا عبد الله ، أنت شهيد هذه الاُمّة ، فعليك بتقوى الله والصبر على بلائه )) .
ثمّ اُغمي عليه وأفاق ، وقال : (( هذا رسول الله ، وعمّي حمزة ، وأخي جعفر ، وأصحاب رسول الله ، وكلّهم يقولون : عجّل قدومك علينا فإنّا إليك مشتاقون )) .
ــــــــــــــــــــ
(1) سوف نذكر لمحة سريعة عن اُمّ أيمن ، في فصل ( بعض ما روي عن السيّدة زينب (عليها السّلام) ) .
---------------------------------

ثمّ أدار عينيه في وجوه أهل بيته ، وقال لهم : (( أستودعكم الله )) ، وتلا قوله تعالى : ( لِمِثْلِ هذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ )(1) ، وقوله سبحانه : ( إِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَوْا وَالّذِينَ هُم مُحْسِنُونَ )(2) .
ثمّ تشهّد الشهادتين وفارق الحياة .
فعند ذلك صرخت زينب وأم كلثوم وجميع نسائه وبناته ، وشققن الجيوب ، ولطمن الخدود ، وارتفعت الصيحة في الدار .
ولمّا فرغ أولاد الإمام (عليه السّلام) من تغسيله ، نادى الإمام الحسن أخته زينب ، وقال : (( يا اُختاه ، هلمّي بحنوط جدّي رسول الله )) ـ وكان قد نزل به جبرئيل من الجنّة ـ .
فبادرت السيّدة زينب مسرعة حتّى أتته به ، فلمّا فتحته فاحت الدار لشدّة رائحة ذلك الطيب .
أيّها القارئ الكريم : هذا بعض ما يرتبط بالسيّدة زينب في حياة أبيها العظيم ، الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقد اقتطفنا ما يرتبط بمقتل أبيها من كتابنا (الإمام علي من المهد إلى اللحد) .
ــــــــــــــــــــ
(1) سورة الصافات / 61 .
(2) سورة النحل / 128 .











من كتاب زينب الكبرى (عليها السّلام) من المهد إلى اللحد
بقلم المرحوم السيد محمّد كاظم القزويني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشار
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
بشار


رقم العضوية : 1
الجنــس : ذكر
المواليد : 11/05/1992
التسجيل : 07/12/2012
العمـــــــــــــــــر : 32
البـــــــــــــــــرج : الثور
الأبـراج الصينية : القرد
عدد المساهمات : 3576
نقـــــــــاط التقيم : 7183
السٌّمعَــــــــــــــة : 29
علم بلدك : العراق
100%
الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة
العمل/الترفيه مدير المنتدى
السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Jb12915568671

السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Hamsmasry-964539cfd9






السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)    السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Emptyالخميس ديسمبر 27, 2012 2:17 am


..آحسنتٍ"غاليتنا"على آختياركٍ المحمدي الطاهر..
..آسآل الباري آن يقضي جميع حوآآئجكٍ وحوآآئج" السائلين" بحق محمد
وآله الآطهار..
..خالص"شكري"و"آمتناني"لعظيم جهوودكٍ القيمه نترقب آبدآآعكٍ القادم..
..دمتٍ بخير
بشار الربيعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطريبيلي
الرتبــــــة
الرتبــــــة



رقم العضوية : 11
التسجيل : 20/12/2012
عدد المساهمات : 3314
نقـــــــــاط التقيم : 5593
السٌّمعَــــــــــــــة : 8
100%
السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  1%20(35)
العمل/الترفيه مشرف الاقسام العلمية
السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Jb12915568671

السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  86

السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  T20659-8

السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  1263


السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)    السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)  Emptyالخميس ديسمبر 27, 2012 10:35 pm


بارك الله فيك اخي بشار الربيعي على مرورك الكريم والمشاركة وحياك الله
ودمت بحفظ الرحمن وتوفيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد والدها أمير المؤمنين (عليه السّلام)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيّدة زينب (عليها السّلام) مع أخيها الإمام الحسن المجتبى (عليه السّلام)
» السيّدة زينب (عليها السّلام) في عهد اُمّها البتول (عليها السّلام)
» أولاد السيّدة زينب (عليها السّلام)
» السيّدة زينب (عليها السّلام) وفاجعة كربلاء
» خصائص السيّدة زينب الكبرى عليها السّلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة :: |~ ِإنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ |~ ِ ( اقسام العترة الطاهرة ) :: منتدى العلويات العقيلة زينب عليها السلام-
انتقل الى: