الحليب والكالسيوم وهشاشة العظام
13/12/2012 08:59الكالسيوم يشكل حوالي ٪2 من وزن جسم ألإنسان في حين ان ٪99 منه في العظام والأسنان وما تبقى ٪1 في الدم.
العظام وبشكل مشابه للأنسجة الأخرى في جسم الإنسان تتجدد باستمرار الامر الذي يسبب استبدال الكالسيوم بشكل مستمر.
بموازاة ذلك يجب على الجسم الحفاظ على تركيز ثابت من الكالسيوم في الدم ،وذلك لأن الأنشطة البيولوجية الهامة ،مثل تقلص العضلات ،نبض القلب ،تخثر الدم وغيرها تتطلب مستوى معين من الكالسيوم.
وينظم تركيز الكالسيوم في الدم بواسطة هرمون (PTH) ومن خلال صورة نشطة لفيتامين 3D.
تعتبر العظام مخزنا للكالسيوم في الجسم. عندما يهبط تركيز الكالسيوم في الدم ،تؤخذ الكمية الناقصة من العظام للمحافظة على التركيز المطلوب. في فترة النمو ،وتيرة امتصاص الكالسيوم في الدم عالية جدا وأكثر من وتيرة خروجه إلى الدم.
تثبيت الكالسيوم في العظام يبلغ الحد الأقصى حتى سن 35 عاما تقريبا ،حيث تصل قوة العظام والكثافة إلى الذروة. بعد هذا السن ،تفقد العظام الكالسيوم بسرعة أكبر من الاستيعاب ،مما يضعفها.
التعبير الحاد لهذه العملية الطبيعية هو ترقق العظام (Aostau - العظام، وبروزي - رقيق او هش).
معدل انتشار المرض كبير. ينعكس المرض بقصر طول القامة لأن العمود الفقري يقصر بسبب الانحناء ،تضرر الأسنان وكسور في العظام.
العديد من العوامل التي تزيد من خطر هذا المرض :قلة النشاط البدني ،العوامل الوراثة ،والتغيرات الهرمونية في سن اليأس والتدخين. برأس القائمة نجد النظام الغذائي قليل الكالسيوم.
يعتقد العلماء أن أفضل وسيلة لمنع ترقق العظام هو جعل العظام قوية خلال النمو. الاستهلاك اليومي لكمية الكالسيوم المطلوبة طوال الحياة هو أفضل ضمان لمنع المرض.
المنظمات الصحية والخبراء في الولايات المتحدة أوصوا بزيادة الجرعة اليومية الموصى بها للكالسيوم إلى 1000 ملغ لدى البالغين وإلى 1200 ملغ لدى النساء في الفترة الانتقالية (انقطاع الطمث).
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-3 سنوات 500 ملغ من الكالسيوم ،أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 - 8 سنوات بحاجة الى 800 ملغم من لكالسيوم ،المراهقين 9-18 سنة 1300 ملغ من الكالسيوم ،اما البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19-50 فبحاجة إلى الكالسيوم `1000 ملغ من الكالسيوم ،والذين تزيد أعمارهم عن 51 عاما بحاجة إلى 1200- ملغ من الكالسيوم.
الحليب ومنتجات الألبان تعتبر مصدرا رئيسيا للكالسيوم.
الجبنة الصفراء غنية بالكالسيوم ،خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عسر هضم سكر الحليب - اللاكتوز. محتويات الكالسيوم مختلفة في أنواع الاجبان الصفراء ويرجع ذلك الى التغييرات التي تحدث في عملية إنتاج الجبن مثل درجة الحرارة والحموضة.
انخفاض درجة الحرارة التخثير والحموضة العالية تسبب تسرب للكالسيوم من الجبنة. يمكن إثراء الجبن بالكالسيوم.
من المستحيل عمليا توريد الحاجة اليومية للكالسيوم بدون منتجات الألبان. لاستبدال كمية الكالسيوم في لتر واحد من الحليب (1000 ملغ) يجب ان نأكل 322 لوزة ،46 ملاعق كبيرة من الطحينة ، 62 من سيقان الكرفس ،و35 حبة من التين المجفف ،17 سمكة سردين ،و كغم قرنبيط ،أو 24 من قطع التوفو.علاوة على ذلك ،بعض الخضار تحتوي على أوكسالات أو الفيتات ،والتي تربط الكالسيوم في شكل أملاح غير قابلة للذوبان ،وبالتالي لا نحصل على الكمية المطلوبة من الكالسيوم.
للكالسيوم في الحليب فوائد صحية أخرى ،حيث تشير دراسات الى ان انتشار مرض ضغط الدم المرتفع ،يتناسب عكسيا مع كمية الكالسيوم.
الدراسات تشير إلى أن السود في الولايات المتحدة يعانون أكثر من ارتفاع ضغط الدم ،ربما بسبب عدم تناولهم لمنتجات الألبان بسبب الخلل الجيني المعروف الذي يعانون منه وعدم القدرة على هضم سكر الحليب - اللاكتوز.
ويعتقد كثيرون ان لشرب الحليب تأثير على الاسترخاء. حيث يغط الأطفال بنوم هنيء بعد الرضاعة أو شرب الحليب.