الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: أمّا الدين أو الغيرة الخميس يناير 31, 2013 10:44 pm | |
|
أمّا الدين أو الغيرة
ذكر صاحب الغارات أنّ النعمان بن بشير، قدم هو وأبو هريرة على عليّ(عليه السلام) من عند معاوية، بعد أبي مسلم الخولاني، يسألانه أن يدفع قتلة عثمان إلى معاوية ليقيدهم بعثمان، فدخلا عليه، فقال له أبو هريرة: يا أبا حسن، أن الله قد جعل لك في الإسلام فضلا وشرفاً، أنت ابن عم محمّد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد بعثنا إليك ابن عمّك معاوية، يسألك أمراً تسكن به هذه الحروب، ويصلح الله تعالى ذات البين، أن تدفع إليه قتلة عثمان ابن عمه، فيقتلهم به، ويجمع الله تعالى أمرك وأمره، ويصلح بينكم، وتسلم هذه الاُمة من الفئة والفرقة. ثمّ تكلم النعمان بنحو من ذلك. فقال لهما: دعا الكلام في هذا، حدثني عنك يا نعمان: أنت أهدى قومك سبيلا؟ يعني الأنصار، قال: لا، قال: فكلّ قومك قد اتبعني إلاّ شذاذاً، منهم ثلاثة أو أربعة، أفتكون أنت من الشذاذ! فقال النعمان: أصلحك الله، إنما جئت لأكون معك وألزمك، وقد كان معاوية سألني أن أؤدي هذا الكلام، ورجوت أن يكون لي موقف أجتمع فيه معك، وطمعت أن يجري الله تعالى بينكما صلحاً، فإذا كان غير ذلك رأيك فأنا ملازمك وكائن معك. فأما أبو هريرة فلحق بالشام، وأقام النعمان عند عليّ(عليه السلام)، فأخبر أبو هريرة معاوية بالخبر، فأمره أن يعلم الناس، ففعل، وأقام النعمان بعده شهراً، ثمّ خرج فاراً من عليّ(عليه السلام)، حتى إذا مر بعين التمر أخذه مالك بن كعب الأرحبي وكان عامل عليّ(عليه السلام) عليها فأراد حبسه، وقال له: ما مر بك بيننا؟ قال: إنّما أنا رسول بلغت رسالة صاحبي، ثمّ انصرفت، فحبسه وقال: كما أنت، حتى أكتب إلى عليّ فيك فناشده، وعظم عليه أن يكتب إلى عليّ فيه، فأرسل النعمان إلى قرظة بن كعب الأنصاري وهو كاتب عين التمر يجبى خراجها لعليّ(عليه السلام) فجاءه مسرعاً، فقال لمالك بن كعب: خل سبيل ابن عمي يرحمك الله! فقال: يا قرظة، اتق الله ولا تتكلم في هذا، فإنّه لو كان من عباد الأنصار ونساكهم، لم يهرب من أميرالمؤمنين إلى أمير المنافقين. فلم يزل به يقسم عليه حتى خلى سبيله، وقال له: يا هذا، لك الأمان اليوم والليلة وغداً، والله إن أدركتك بعدها لأضربن عنقك، فخرج مسرعاً لا يلوى على شيء، حتى وصل إلى معاوية. ثمّ انّ معاوية انتدب النعمان وندب معه ألفي رجل، وأوصاه أن يتجنب المدن والجماعات، وألا يغير إلاّ على مسلحة. وأن يعجل الرجوع. فأقبل النعمان بن بشير، حتى دنا من عين التمر، وبها مالك بن كعب الأرحبي الّذي جرى له معه ما جرى، ومع مالك ألف رجل، وقد أذن لهم، فرجعوا إلى الكوفة فلم يبق معه إلاّ مائة أو نحوها، فكتب مالك إلى عليّ(عليه السلام): أمّا بعد، فإنّه نزل بنا النعمان بن بشير في جمع من أهل الشام، كالظاهر علينا، وكان عظم أصحابي متفرقين، وكنا للذي كنا منهم آمنين، فخرجنا إليهم رجالا مصلتين، فقاتلناهم حتى المساء واستصرخنا مخنف بن سليم، فبعث الينا رجالا من شيعة أميرالمؤمنين وولده، فنعم الفتى ونعم الأنصار كانوا، فحملنا على عدونا وشددنا عليهم، فأنزل الله علينا نصره، وهزم عدوه، وأعز جنده والحمد لله ربّ العالمين(12). وكان الإمام(عليه السلام) قد خطب بأصحابه يستحثّهم القتال ـ وذلك قبل أن تصله البشرى بالنصر ـ، وكان ممّا قاله(عليه السلام): «مُنِيتُ بِمَنْ لاَ يُطِيعُ إِذَا أَمَرْتُ، وَلا يُجِيبُ إِذَا دَعَوْتُ، لاَ أَبَا لَكُمْ! مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ؟ أَمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ، وَلاَ حَمِيَّةَ تُحْمِشُكُمْ؟! أَقُومُ فِيكُمْ مُسْتَصْرِخاً، وَأُنادِيكُمْ مُتَغَوِّثاً، فَلاَ تَسْمَعُونَ لي قَوْلا، وَلاَ تُطِيعُون لِي أَمْراً، حَتَّى تَكَشَّفَ الاُْمُورُ عَنْ عَوَاقِبِ الْمَساءَةِ، فَمَا يُدْرَكُ بِكُمْ ثَارٌ، وَلاَ يُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ، دَعَوْتُكُمْ إِلَى نَصْرِ إِخْوَانِكُمْ فَجَرْجَرْتُمْ جَرْجَرَةَ الْجَمَلِ الاَْسَرِّ، وَتَثَاقَلْتُمْ تَثَاقُلَ الْنِّضْوِ الاَْدْبَرِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ»(13). من كتاب قصص نهج البلاغة محمّد محمّدي الاشتهاردي
| |
|
وفاء الموسوي الرتبــــــة
رقم العضوية : 6 الجنــس : التسجيل : 18/12/2012 عدد المساهمات : 2483 نقـــــــــاط التقيم : 4743 السٌّمعَــــــــــــــة : 2 علم بلدك : ادارة منتدى
| موضوع: رد: أمّا الدين أو الغيرة الخميس يناير 31, 2013 11:11 pm | |
| | |
|
الطريبيلي الرتبــــــة
رقم العضوية : 11 التسجيل : 20/12/2012 عدد المساهمات : 3314 نقـــــــــاط التقيم : 5593 السٌّمعَــــــــــــــة : 8 مشرف الاقسام العلمية
| موضوع: رد: أمّا الدين أو الغيرة الجمعة فبراير 01, 2013 8:51 pm | |
| بارك الله فيك اختي وفاء الموسوي على مرورك الكريم والمشاركة وحياك الله
| |
|