بسم الله الرحمن الرحيم
وسلام على عباده الذين اصطفى
ان هذا الشراب الطهور الله جلا وعلا يسقيهم به وهو نوع من الاشربة ,فعندما يتحدث عن شراب الكافور يعبر عنه بجملة (يشربون )اي ان اهل الجنة يتناولون هذا الشراب بأيديهم .واما في مورد شراب الزنجبيل وردت العبارة بجملة (يسقون ) اي ان خدام الجنة يقدمون هذا الشراب لهولاء المومنين . واما بالنسبة الى الشراب الطهور ورد التعبير ب(سقاهم ربهم ) اي ان الله تعالى هو الذي يسقيهم هذا الشراب الطاهر من الجنة.
وردة في رواية اهل الجنة عندما يشربون هذا الشراب فانه (يطهرهم من كل شيءٍ سوى الله)
ويقول النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله)في حديث عن اثار هذا الشراب الطهور في نفوس اهل الجنة انه فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد)حيث يعد الحسد من الرذائل الاخلاقية فان احدى المعطيات المهمة لهذا الشراب الطهور هي ازالة هذه الرذيلة من واقع الانسان وتطهير قلبه من هذه الصفة الاخلاقية الذميمة.
قوله (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) 1.قيل معناه يسقون شرابا طهورا ليس كالذي يخالطه الانجاس من أنهار الدنيا. وإن قل ذلك وكان مغمورا. وقيل انه ليس كشراب الدنيا الذي قد نجسه الفساد الذي فيه، وهو السكر الداعي إلى القبائح، فقد طهره الله في الجنة من ذلك لتخلص به اللذة، كما قال (من خمر لذة للشاربين)(1) وقيل: شرابا طهورا لا ينقلب إلى البول بل يفيض من أعراضهم كرشح المسك ذكره ابراهيم التيمي.
قوله: (وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) أي طاهرا من الأقذار و الأقذاء لم تدنسها الأيدي و لم تدسها الأرجل كخمر الدنيا و قيل طهورا لا يصير بولا نجسا و لكن يصير رشحا في أبدانهم كريح المسك و إن الرجل من أهل الجنة يقسم له شهوة مائة رجل من أهل الدنيا و أكلهم و نهمتهم فإذا أكل ما شاء سقي شرابا طهورا فيطهر بطنه و يصير ما أكل رشحا يخرج من جلده أطيب ريحا من المسك الأذفر و يضمر بطنه و تعود شهوته عن إبراهيم التميمي و أبي قلابة و قيل يطهرهم عن كل شيء سوى الله إذ لا طاهر من تدنس بشيء من الأكوان إلا الله رووه عن جعفر بن محمد (عليهماالسلام) « إن هذا » يعني ما وصف من النعيم و أنواع الملاذ « كان لكم جزاء » أي مكافاة على أعمالكم الحسنة و طاعتكم المبرورة « و كان سعيكم » في مرضاة الله و قيامكم بما أمركم الله به « مشكورا » أي مقبولا مرضيا جوزيتم عليه فكأنه شكر لكم فعلكم
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام والقمي عن الصادق عليه السلام قال سأل علي عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله عن تفسير قوله تعالى يوم نحشر المتقين الاية قال يا علي أن الوفد لا يكون إلا ركبانا أولئك رجال إتقوا الله فأحبهم الله واختصهم ورضى أعمالهم فسماهم المتقين ثم قال يا علي أما والذي فلق الحبة وبرئ النسمة إنهم ليخرجون من قبورهم وأن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز عليها رحال الذهب مكللة بالدر والياقوت وجلالها الأستبرق والسندس وخطامها جدل الأرجوان وزمامها من زبرجد فتطير بهم إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم وعلى باب الجنة شجرة الورقة منها تستظل تحتها مأة ألف من الناس وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية قال فيسقون منها شربة شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد ويسقط عن أبشارهم الشعر وذلك قوله تعالى وسقيهم ربهم شرابا طهورا من تلك العين المطهرة ثم ينصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهي عين الحياة فلا يموتون أبدا. ثم قال يوقف بهم قدام العرش وقد سلموا من الافات والأسقام والحر والبرد أبدا قال فيقول الجبار للملائكة الذين معهم احشروا أوليائي إلى الجنة ولا توقفوهم مع الخلايق فقد سبق رضائي عنهم ووجبت رحمتي لهم فيكف اريد أن أوقفهم مع أصحاب الحساب والسيئات قال فتسوقهم الملائكة إلى الجنة فإذا انتهوا إلى باب الجنة الأعظم ضربت الملائكة الحلقة ضربة فتصر صريرا فيبلغ صوت صريرها كل حوراء خلقها الله وأعدها لأوليائه فيتباشرون بهم إذا سمعوا صرير الحلقة ويقول بعضهم لبعض قد جاءنا أولياء الله فينفتح لهم الباب ف يدخلون الجنة فيشرف عليهمأزواجهم من الحور العين والادميين فيقلن مرحبا بكم فما كان أشد شوقنا إليكم ويقول لهن أولياء الله مثل ذلك. وزاد القمي فقال علي عليه السلام من هؤلاء يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هؤلاء شيعتك يا علي وأنت امامهم وهو قول الله عز وجل يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا على الرحايل. (87) لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا في الكافي عن الصادق عليه السلام قال إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة عليهم السلام من بعده فهو العهد عند الله.
-----
1- الاية21 سورة الانسان.
2-ايات نزلت في الامام علي (عليه السلام)ص174-175.
3-التفسير الصافي-التفسير الصافي -الفيض الكاشاني ج الجزء 4-ص-306