هو
مسلم بن
عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن أسد بن خزيمة
الأسدي السعدي ، وكان مِن أبطال العرب في صدر الاسلام شهد يوم (أذربيجان)وغيره من أيام الفتوح،
وقيل: كان صحابياً ممن رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان
مسلم بن
عوسجة الأسدي ممَن أخلص في ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) فكان هو و حبيب بن مظاهر
الأسدي يأخذان البيعة للحسين(ع) في الكوفة حتى إذا دخل عبيد الله بن زياد الكوفة ، وخُذِلَ
مسلم بن عقيل ، وفرّ أنصاره ، تخفَّيا ، فلما و رد الحسين (ع ) كربلاء خرجا إليه مختفيين ، يسيران الليل ويتخفيان بالنهار، حتَّى وصلا إ ليه ليلة السابع أو الثامن من المحرم، ومِن مواقفه المشرفةأنَّه لمَّا أذن الحسين (ع) لأصحابه بالإنصراف قال
مسلم بن
عوسجة الأسدي: (أنحن نخلى عنك! وبم نعتذر إلى الله من أداء حقك ؟! ولا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ماثبت قائمه في يدي ولا أفارقك ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ثم لم أفارقك حتى أموت معك )،
فلقد باع
مسلم نفسه واشترى مرضاة ربّه،
ومِن مواقفه البطولية أنَّه كان سبَّاقاً في الحروب مباغتاً لعدِّه في القتال لذا لمَّا أمر الحسين (ع) بإضرام النار يوم عاشوراء نادى شمربن ذي الجوشن لعنه الله بأعلى صوته:
يا حسين أتعجلت بالنار قبل يوم القيامة ؟
فقال الحسين (عليه السلام): (مَن هذا ؟ كأنه شمربن ذي الجوشن)
فقالوا:نعم، فقال: (يابن راعية المعزى، أنت أولى بها صليًّا)،
فأراد
مسلم بن
عوسجة أن يرميه بسهم، فمنعه الحسين (عليهالسلام) من ذلك، فقال له: دعني حتى أرميه، فإنه الفاسق مِن أعداء الله وعظماء الجبارين،وقد أمكن الله منه، فقال له الحسين (عليه السلام): (لا ترمه، فإني أكره أنْ أبدأهم بالقتال).
ولمَّا درارت رحى الحرب و أذن الإمام الحسين (ع) لمسلم بالقتال برز
مسلم بن
عوسجة الاسدي وهو يرتجز كالأسد ويقول :
إنْ تسألوا عني فاني ذو لبد * مِن فرع قوم مِن ذرى بني أسد
فمن بغانا حائد عن الرشد * و كافر بدين جبار صمد
ثم قاتل قتالاًشديداً حتَّى صُرِعَ
مسلم بن
عوسجة ، فسقط إلى الارض وبه رمق، فمشى إليه الحسين (ع) ،ومعه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين (عليه السلام):
(رَحمكَ الله يا مسِلم بِنِ عَوْسَجَة، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرْ وَما بَدَّلُوا تَبْديلا)
ثُمّ دَنا مِنْه حَبَيب فقال :
عزّ عليَّ مصرعك يا
مسلم ، أبشر بالجنة !
فقال له
مسلم قولا ضعيفاً: بشّرك الله بخير!
فقال له حبيب: لولا أعلم أني في أثركَ لاحِقٌ بكَ مِن ساعتي هذه ، لا حببت انْ توصي اليَّ بكلِّ ما أهمّك حتى أحفظك في كلِّ ذلك بما أنت له أهل مِن الدين والقرابة .
قالله
مسلم : بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله أن تموت دونه ، وأشار إلى الحسين (ع ) ،
فقال حبيب : أفعل وربّ الكعبة،
ثم استشهد
مسلم بن
عوسجة (رضوان الله عليه) فصاحت جارية له:
يا سيداه يا ابن عوسجتاه فنادى أصحاب ابن سعد مستبشرين قتلنا
مسلم بن عوسجة، فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله:
ثكلتكم أمهاتكم أما إنكم تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذلون عزكم،أتفرحون بقتل
مسلم ابن
عوسجة أما والذي أسلمتُ له لرُبَّ موقفٌ له في المسلمين كريمٌ،لقد رأيته يوم آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تلتئم خيول المسلمين.
وقد سلَّم الإمام على
مسلم بن
عوسجة في زيارة الناحية المقدسة كما وقع التسليم عليه في
الزيارة الرجبية. فالسلام على
مسلم بن عوسجة.....