بتك
البتك يقارب البت، لكن البتك يستعمل في قطع الأعضاء والشعر، يقال: بتك شعره وأذنه.
قال الله تعالى: ﴿فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ﴾ النساء/119، ومنه
سيف باتك (انظر: أساس البلاغة ص 14) : قاطع للأعضاء، وبتكت الشعر: تناولت
قطعة منه، والبتكة: القطعة المنجذبة، جمعها بتك، قال الشاعر:
طارت وفي كفه من ريشها بتك *** (هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى، وصدره: حتى
إذا ما هوت كف الوليد لها، وهو في ديوانه ص 50؛ وأساس البلاغة ص 14؛
والمجمل 1/115؛ والغريبين 1/131؛ ومثلث البطليوسي 2/306)
وأما البت فيقال في قطع الحبل والوصل، ويقال: طلقت المرأة بتة وبتلة (راجع
اللسان (بتل) 11/42)، وبتت الحكم بينهما، وروي: (لا صيام لمن لم يبتت الصوم
من الليل) (الحديث أخرجه الدارقطني 2/172 بلفظ: (لم يبيت) وأخرجه أصحاب
السنن وإسناده صحيح إلا أنهه اختلف في رفعه ووقفه، وصوب النسائي وقفه،
وسيأتي الكلام عليه ثانية. انظر سنن النسائي 4/196).
والبشك مثله، يقال في قطع الثوب، ويستعمل في الناقة السريعة، ناقة بشكى
(انظر: المجمل 1/126)، وذلك لتشبيه يدها في السرعة بيد الناسجة في نحو قول
الشاعر (البيت للمسيب بن علس شاعر جاهلي، وهو خال الأعشى والبيت من مفضليته
التي مطلعها:
أرحلت من سلمى بغير متاع قبل العطاس ورعتها بوداع
وهو في المفضليات ص 62؛ وشرح المفضليات للتبريزي 1/313) :
فعل السريعة بادرت جدادها قبل المساء تهم بالإسراع