قصة مقتل الصحابي الجليل " حجر بن علي الكندي " .
ضاق والي الكوفة زياد بن أبيه به ذرعاً، فكتب إلى معاوية بذلك، فأشار معاوية عليه أن يشده بالحديد، ويحمله إليه. اختفى عن الأنظار على إثر ذلك، ولكن سلم نفسه أخيراً بعد أن أحدق الخطر بعشيرته، فقامت السلطة باعتقال اثني عشر شخصاً معه وارسالهم إلى الشام.
تردّد معاوية في قتل حُجر وأصحابه، خشية تذمّر المسلمين ونقمتهم عليه، فأرسل إلى زياد يخبره بتردّده فأجابه زياد: «إن كانت لك حاجة بهذا المصر فلا تردّن حِجراً وأصحابه إلي».
وجّه معاوية إلى حجر وأصحابه وهم في مرج عذراء رسولاً فقال له حجر: «أبلغ معاوية إننا على بيعتنا ، وأنه إنما شهد علينا الأعداء والأظناء، فلما أخبر معاوية بما قال حجر، أجاب: زياد أصدق عندنا من حجر».
رجع رسول معاوية إليهم مرة أخرى وهو يحمل إليهم أمر معاوية بقتلهم أو البراءة من علي فقال حجر: «إن العبرة على حد السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه، ثم القدوم على الله، وعلى نبيه، وعلى وصيه أحبّ إلينا من دخول النار، فقال له السياف عندما أراد قتله، مدّ عنقك لأقتلك، قال إني لا أعين الظالمين على ظلمهم، فضربه ضربة سقط على أثرها شهيداً سنة 51هـ ، ودفن في مرج عذراء وقبره معروف هناك.
حجر ابن عدي الكندي، وفد على النبي صلى الله عليه وآله مع أخيه هانئ، وأصبح أحد قادة الجيش الفاتح للشام، ووفق لفتح "مرج عذراء" ( مدينة تبعد عن دمشق 30 كيلومتراً تقريباً ).
كان حجر من خواص أمير المؤمنين علي عليه السلام والمقدمين من أصحابه، وقد شهد معه: معركة "الجمل"، و"صفين"، و"النهروان"، وكان فيها من قادتها، إذ كان على كندة يوم صفين، وعلى الميسرة يوم النهروان.
أرسله أمير المؤمنين عليه السلام في أثر «الضحاك بن قيس الفهري» لما أغار على بعض نواحي العراق، فلقيه بنواحي "تَدمُر"، وقتل تسعة عشر رجلاً من أصحاب الفهري وانهزم الباقون.
.