منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) 0313_1f3cd11726cf1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي اختي العزيز/ه حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم المنتدى حديث وبحاجه الى المزيد من المبدعين عزيزناعليك التسجيل اولا قبل الدخول
ملاحظة نرحب بالاخوه المخالفين للمناقشه بشكل حضاري وثقافي

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة

منتدى ( ديني )( اجتماعي ) ( حضاري )( ثقافي )( علمي )( برامج العاب كمبيوتر )( فتاوي عامة )( مرئيات صوتيات )( تفسير احلام ) ( تقارير مصورة)
 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بشار
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
بشار


رقم العضوية : 1
الجنــس : ذكر
المواليد : 11/05/1992
التسجيل : 07/12/2012
العمـــــــــــــــــر : 32
البـــــــــــــــــرج : الثور
الأبـراج الصينية : القرد
عدد المساهمات : 3576
نقـــــــــاط التقيم : 7183
السٌّمعَــــــــــــــة : 29
علم بلدك : العراق
100%
الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام _البوابة
العمل/الترفيه مدير المنتدى
مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) Jb12915568671

مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) Hamsmasry-964539cfd9






مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) Empty
مُساهمةموضوع: مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام )   مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) Emptyالأحد مايو 05, 2013 7:10 am

أمه أم ولد تسمى علية (1) اشتراها عقيل من الشام .

روى المدائني قال : قال معاوية بن أبي سفيان لعقيل بن أبي طالب يوما : هل من حاجة فأقضيها لك ؟ قال : نعم ، جارية عرضت علي وأبى أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين ألفا ، فأحب معاوية أن يمازحه فقال : وما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا وأنت أعمى تجتزي بجارية قيمتها أربعون درهما ! قال : أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما إذا أغضبته ضرب عنقك بالسيف ، فضحك معاوية وقال : ما زحناك يا أبا يزيد ! وأمر فابتيعت له الجارية التي أولد منها مسلما ، فلما أتت على مسلم سنون (2) وقد مات أبوه عقيل ، قال مسلم لمعاوية : إن لي أرضا بمكان كذا من المدينة وقد أعطيت بها مائة ألف وقد أحببت أن أبيعك إياها ، فادفع لي ثمنها ، فأمر معاوية بقبض الأرض ، ودفع الثمن إليه ، فبلغ ذلك الحسين ( عليه السلام ) فكتب إلى معاوية : " أما بعد . . . فإنك غررت غلاما من بني هاشم فابتعت منه أرضا لا يملكها ، فاقبض منه ما دفعته إليه ، وأردد إلينا أرضنا " . فبعث معاوية إلى مسلم ، فأقرأة كتاب الحسين ( عليه السلام ) وقال له : اردد علينا مالنا وخذ أرضك ، فإنك بعت ما لا تملك . فقال مسلم : أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا . فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه ، ويقول له : يا بني هذا والله قاله لي أبوك حين ابتعت له أمك . ثم كتب إلى الحسين : إني قد رددت أرضكم وسوغت مسلما ما أخذ (3) .

وروى أبو مخنف وغيره : أن أهل الكوفة لما كتبوا إلى الحسين دعا مسلما فسرحه مع قيس بن مسهر ، وعبد الرحمن بن عبد الله ، وجماعة من الرسل ، فأمره بتقوى الله وكتمان أمره واللطف ، فإن رأى الناس مجتمعين عجل إليه بذلك ، وكتب إليهم :

" أما بعد : فقد أرسلت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب لي إن رآكم مجتمعين ، فلعمري ما الإمام إلا من قام بالحق " (4) ، وما يشاكل هذا . فخرج من مكة في أواخر شهر رمضان وأتى المدينة ، فصلى في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وودع أهله وخرج فاستأجر دليلين من قيس فجارا عن الطريق واشتد عليهم العطش فلم يلبثا أن ماتا .

وأقبل مسلم ومن معه حتى انتهوا إلى الماء وقد أشار الدليلان إليهما عليه ، فكتب مسلم مع قيس إلى الحسين ( عليه السلام ) من المضيق من بطن خبت (5) أما بعد :

فإني خرجت من المدينة ومعي دليلان فجارا عن الطريق وعطشنا ، فلم يلبثا أن مات وانتهينا إلى الماء فلم ننج إلا بحشاشة أنفسنا ، وقد تطيرت من وجهي هذا ، فكتب إليه الحسين ( عليه السلام ) ، أما بعد : " فقد خشيت أن يكون (6) حملك على هذا غير ما تذكر فامض لوجهك الذي وجهتك له والسلام " .

فسار مسلم حتى مر بماء لطئ فنزل ، ثم ارتحل فإذا رجل قد رمى ظبيا حين أشرف له فصرعه فقال مسلم : يقتل عدونا إن شاء الله .

وأقبل مسلم حتى دخل الكوفة فنزل دار المختار بن أبي عبيد فحضرته الشيعة واجتمعت له ، فقرأ عليهم كتاب الحسين ( عليه السلام ) الذي أجابهم به ، فأخذوا يبكون وخطبت بمحضره خطباؤهم كعابس الشاكري ، وحبيب الأسدي ، فبلغ ذلك النعمان ابن بشير الأنصاري - وكان عامل يزيد على الكوفة - فخرج وخطب الناس وتوعدهم ولان في كلامه ، فقام إليه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي حليف بني أمية فأنبه وخرج ، فكتب هو وعمارة بن عقبة إلى يزيد بأمر النعمان وأنه ضعيف أو يتضاعف ، وأخذ الناس يبايعون مسلما حتى انتهى ديوانه إلى ثمانية عشر ألف مبايع أو أكثر ، فكتب إلى الحسين ( عليه السلام ) بذلك مع عابس بن أبي شبيب الشاكري وسأله الإعجال بالقدوم عليه ، لاشتياق الناس إليه . ولما بلغ ذلك يزيد استشار ذويه فيمن يوليه ، فأشار عليه سرجون مولى أبيه بعبيد الله بن زياد وأخرج إليه عهد أبيه فيه ، فولاه وكتب إليه بولاية المصرين مع مسلم بن عمرو الباهلي . فسار مسلم حتى ورد البصرة . وقد كان الحسين ( عليه السلام ) كتب إلى أهل البصرة مع مولاه سليمان ، فصلبه عبيد الله وتهدد الناس ، وخلف مكانه أخاه عثمان وخرج إلى الكوفة ، وأخرج معه شريك بن الأعور ، ومسلم بن عمرو وجماعة من خاصته ، فساروا فجعل شريك يتساقط في الطريق ليعرج إليه عبيد الله فيقيم عليه فيبادر الحسين ( عليه السلام ) الكوفة قبل دخولهم فيتمكن من الناس ، ولكن الحسين لم يكن خرج من مكة كما ظن شريك ، وعبيد الله لم يعرج على شريك كلما سقط كما زعم ، فدخل الكوفة قبل أصحابه ، فظن الناس أنه الحسين ( عليه السلام ) لتشبهه به لباسا وتلثمه ، فدخل القصر والنعمان يظنه الحسين ، والناس تقول له مرحبا بابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتتبعه ، فسد النعمان باب القصر ، فصاح به افتح لا فتحت ، فعرفه وفتح الباب وعرفها الناس كلمة عبيد الله فانكفأوا وانكفوا ، وبات مسلم والناس حوله .

فلما أصبح دخل شريك الكوفة فنزل على هاني بن عروة فزاره مسلم وعاده ، فقال لمسلم : أرأيت لو عادني عبيد الله أكنت قاتله ؟ قال : نعم ، فبقي عند هاني ، وأصبح عبيد الله فبعث عينا له من مواليه يتوصل إلى مسلم ، وعاد شريك بن الأعور فلم يحب مسلم قتله حتى ظهر من تلويحات شريك لعبيد الله ، فنهض ومات شريك وأخبره عينه أن مسلما عند هاني فبعث على هاني وحبسه ، فجمع مسلم أصحابه وعقد لعبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي على ربع كندة وربيعة ، وقال له سر أمامي في الخيل . وعقد لمسلم بن عوسجة على ربع مذحج وأسد وقال : انزل في الرجال ، وعقد لأبي ثمامة الصائدي على ربع تميم وهمدان ، وعقد للعباس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة ، ثم أقبل نحو القصر فأحاطوا به حتى أمر عبيد الله بسد الأبواب ، فأشرف من القصر أشراف الكوفة يخذلون الناس بالترغيب والترهيب ، فما أمسى المساء إلا وقد انفض الجمع من حول مسلم ، وخرج شبث بن ربعي ، والقعقاع بن شور الذهلي ، وحجار بن أبجر العجلي ، وشمر بن ذي الجوشن الكلابي يخذلون الناس ، وخرج كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي في عدد للقبض على من رآه يريد مسلما ، فقبض على جماعة فحبسهم عبيد الله . ثم إن مسلما خرج من المسجد منفردا لا يدري أين يتوجه ، فمر بدار امرأة يقال لها ( طوعة ) كانت تحت الأشعث بن قيس (7) ثم تزوجها أسيد الحضرمي فولدت منه بلالا ومات أسيد عنه (Cool ، فاستسقاها فسقته وشرب فوقف ، فقالت له : ما وقوفك ؟ فاستضافها فأضافته وعرفته فأخفته ببيت لها ، فاسترابها بلال ابنها بكثرة الدخول والخروج لذلك البيت فاستخبرها فما كادت تخبره حتى استحلفته وأخبرته ، فخرج صبحا للقصر ، فرأى ابن زياد وعنده أشراف الناس وهو يتفحص عن مسلم فأسر لمحمد بن الأشعث بخبره ، فقال ابن زياد : وما قال لك ؟ فأخبره ، فنخسه بالقضيب في جنبه ثم قال : قم فاتني به الساعة .

فخرج ومعه عمرو بن عبيد الله بن العباس السلمي في جماعة من قيس حتى أتوا الدار ، فسمع مسلم حوافر الخيل فخرج وبيده سيفه ، فقاتل القوم قتلا شديدا ، وكان أيدا ، ربما أخذ الرجل ورمى به على السطح ، فجعلوا يوقدون أطناب القصب ويرمونها عليه ويرضخونه بالحجارة من السطوح ، وهو لا يزال يضرب فيهم بسيفه ويقول في خلال ذلك متحمسا :

أقسمت لا أقتل إلا حرا * وإن رأيت الموت شيئا نكرا

كل امرء يوما ملاق شرا * أو يخلط البارد سخنا مرا

رد شعاع النفس فاستقرا * أخاف أن أكذب أو أغرا

ثم اختلف هو وبكير بن حمران الأحمري بضربتين فضرب بكير فم مسلم فقطع شفته العليا ، وأسرع السيف في السفلى ، ونصلت لها ثنيتان ، فضربه مسلم ضربة منكرة في رأسه وثنى بأخرى على حبل عاتقه كادت تأتي على جوفه فاستنقذه أصحابه . وعاد مسلم ينشد شعره ، فقال له محمد بن الأشعث : لك الأمان يا فتى ، لا تقتل نفسك ، إنك لا تكذب ولا تخدع ولا تغر ، إن القوم بنو عمك وليسوا بقاتليك ولا ضاربيك ، فلما رأى مسلم أنه قد أثخن بالحجارة وأضرت به أطنان القصب المحرق وأنه قد انبهر أسند ظهره إلى جنب تلك الدار فكرر عليه محمد الأمان ودنا منه ، فقال : آمن أنا ؟ قال : نعم .

وصاح القوم : أنت آمن . سوى عمر وبن عبيد الله بن العباس السلمي فإنه قال : لا ناقة لي في هذا ولا جمل وتنحى ، فقال مسلم : أما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم .

ثم أتي ببغلة فحمل عليها وطافوا حوله فانتزعوا سيفه من عنقه ، فكأنه آيس من نفسه فدمعت عيناه ، وقال : هذا أول الغدر ، فقال محمد : أرجو أن لا يكون عليك بأس ، فقال : ما هو إلا الرجاء ، أين أمانكم ؟ ! إنا لله وإنا إليه راجعون وبكى ، فقال عمرو السلمي : إن من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك ، فقال : إني والله ما لنفسي أبكي ولا لها من القتل أرثي ، وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا ، ولكن أبكي لأهلي المقبلين إلي ، أبكي لحسين وآل حسين ، ثم قال لمحمد بن الأشعث : يا عبد الله إني أراك ستعجز عن أماني ، فهل عندك خير ؟ أتستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني يبلغ حسينا ، فإني لأراه قد خرج إليكم اليوم مقبلا أو هو خارج غدا وأهل بيته معه ، وإن ما ترى من جزعي لذلك ، فيقول : إن مسلما بعثني إليك وهو في أيدي القوم أسير لا يرى أن يمسي حتى يقتل وهو يقول : إرجع بأهل بيتك ولا يغرك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل ، إن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني ، وليس لمكذوب رأي ، فقال محمد : والله لأفعلن ولأعلمن ابن زياد إني قد آمنتك . قال جعفر بن حذيفة الطائي : فبعث محمد أياس بن العتل الطائي من بني مالك ابن عمرو بن ثمامة وزوده وجهزه ومتع عياله ، وأرسله للحسين فاستقبله بزبالة (9) لأربع ليال بقين من الشهر ، وكان عبيد الله بن زياد بعث رئيس الشرطة الحصين بن تميم التميمي في نحو من ألفي فارس فأطافوا بالطف ونظموا المسالح ومنعوا الداخل والخارج ، فهم على خط واحد فلم تحصل له فرصة إلا ذلك الزمن . قال أبو مخنف : ثم أقبل محمد بن الأشعث بمسلم إلى باب القصر فاستأذن فأذن له ، فأخبر عبيد الله بخبر مسلم وضرب بكير إياه ، فقال : بعدا له ، فأخبره بأمانه ، فقال : ما أرسلناك لتؤمنه إنما أرسلناك لتأتي به .

فسكت .

وانتهى مسلم إلى باب القصر وهو عطشان ، وعلى باب القصر أناس ينتظرون الإذن منهم : عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، وعمرو بن حريث ، ومسلم بن عمرو الباهلي ، وكثير بن شهاب ، فاستسقى مسلم وقد رأى قلة موضوعة على الباب ، فقال مسلم الباهلي : أتراها ما أبردها ! لا والله لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم في نار جهنم ! فقال له : ويحك من أنت ؟ قال : أنا ابن من عرف الحق إذ أنكرته ونصح لإمامه إذ عششته ، وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفته ، أنا مسلم بن عمرو الباهلي ، فقال : لأمك الثكل ! ما أجفاك وما أفظك ، وأقسى قلبك وأغلظك ! أنت يا بن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني ، ثم تساند وجلس إلى الحائط ، فبعث عمرو بن حريث مولاه سليمان فجاءه بقلة ، وبعث عمارة غلامه قيسا فجاءه بقلة عليها منديل فصب له ماء بقدح ، فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فمه ، حتى إذا كانت الثالثة سقطت ثنيتاه في القدح ، فقال : الحمد لله لو كان من الرزق المقسوم لي لشربته .

ثم أدخل مسلم فلم يسلم بالإمرة على عبيد الله ، فاعترضه الحرسي بذلك ، فقال عبيد الله : دعه فإنه مقتول ، فقال له مسلم : أكذلك ؟ قال : نعم ، قال : فدعني أوص إلى بعض قومي . فنظر إلى جلساء عبيد الله فإذا عمر بن سعد فيهم ، فقال : يا عمر ، إن بيني وبينك قرابة ، ولي إليك حاجة ، وقد يجب عليك نجح حاجتي ، وهو سر . فأبى أن يمكنه من ذكرها ، فقال له عبيد الله : لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك ، فقام معه وجلس بحيث ينظر إليه ابن زياد ، فقال : إن علي بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمأة درهم ، فاقضها عني ببيع لأمتي واستوهب جثتي من ابن زياد فوارها ، وابعث إلى الحسين ( عليه السلام ) من يرده ، فإني كتبت إليه أعلمه أن الناس معه ، ولا أراه إلا مقبلا .

فقال عمر لابن زياد : أتدري ما قال لي ؟ أنه قال كذا وكذا ، فقال ابن زياد : ما خانك الأمين ولكن ائتمنت الخائن ، أما ماله فهو لك فاصنع به ما شئت ، وأما جثته فلن نبالي إذا قتلناه ما يصنع بها ، أو قال : فلن نشفعك فيها فإنه ليس بأهل منا لذلك قد جاهدنا وجهد على هلاكنا ، وأما حسين فإن لم يردنا لم نرده وإن أرادنا فلن نكف عنه ، ثم قال : إيه يا بن عقيل أتيت الناس وأمرهم جميع وكلمتهم واحدة ، لتشتتهم وتحمل بعضهم على بعض ؟ قال : كلا ، ما أتيت لذلك ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم ، وسفك دماءهم ، وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر ، فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعوا إلى حكم الكتاب . قال : وما أنت وذاك يا فاسق ، أولم نكن نعمل بذاك فيهم إذ أنت بالمدينة تشرب الخمر ؟ قال : أنا أشرب الخمر ؟ ! والله إن الله يعلم أنك غير صادق ، وإنك قلت بغير علم ، وأني لست كما ذكت ، وإن أحق بشرب الخمر مني من يلغ في دماء المسلمين ولغا ، فيقتل النفس التي حرم الله قتلها ، ويقتل النفس بغير النفس ، ويسفك الدم الحرام ، ويقتل على الغضب والعداوة وسوء الظن ، وهو يلهو ويلعب كأن لم يصنع شيئا . فقال ابن زياد : يا فاسق إن نفسك تمنيك ما حال الله دونه ولم يرك أهله ، قال : فمن أهله يا بن زياد ؟ قال : أمير المؤمنين يزيد .

قال : الحمد لله رضينا بالله حكما بيننا وبينكم . قال : كأنك تظن أن لكم في الأمر شيئا ؟ قال : ما هو الطن ولكنه اليقين ، قال : قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام ! قال : أما إنك أحق من أحدث في الإسلام حدثا لم يكن منه ، أما إنك لا تدع سوء القتلة ، وقبح المثلة ، وخبث السريرة ، ولؤم الغلبة لأحد أحق بها منك ، فأخذ ابن زياد يشتمه ويشتم عليا وحسينا وعقيلا ، وأخذ مسلم بالسكوت والإعراض عنه ، فقال ابن زياد ، اصعدوا به فوق القصر ، وادعوا بكير بن حمران الأحمري الذي ضربه مسلم ، فصعدوا به ، وأحضر بكير فأمره أن يضرب عنقه ويتبع برأسه جسده من أعلى القصر ، فصاح مسلم بمحمد بن الأشعث : قم بسيفك دوني فقد أخفرت ذمتك ، أما والله لولا أمانك ما استسلمت . فأعرض محمد ، وجعل مسلم يسبح الله ويقدسه ويكبره ويستغفره ، ويصلي على أنبياء الله وملائكته ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا وأذلونا ، فأشرف به من على القصر ، فضربت عنقه واتبع جسده رأسه ، ونزل بكير فقال له ابن زياد : وما كان يقول ؟ قال : إنه كان يسبح ويستغفر ، فلما أدنيته قلت :

الحمد لله الذي أقادني منك .

وضربته ضربة لم تغن شيئا ، فقال لي : أما ترى في خدش تخدشنيه وفا من دمك أيها العبد ؟ فقال ابن زياد : أوفخرا عند الموت ؟ ثم قال : إيه . قال : وضربته الثانية فقتلته ، ثم أمر ابن زياد فقتل هاني وجملة من المحبوسين ، وجرت جثتا مسلم وهاني بحبلين في الأسواق (10) .

وقتل مسلم في اليوم الثامن من ذي الحجة يوم خروج الحسين ( عليه السلام ) من مكة .

قال أبو مخنف : وحدث عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديين قالا : لما قضينا حجنا لم يكن لنا همة إلا اللحاق بالحسين في الطريق لننظر ما يكون من أمره وشأنه ، فأقبلنا ترقل بنا ناقتانا مسرعين حتى لحقناه بزرود (11) ، فلما دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأى الحسين ، قالا : فوقف الحسين كأنه يريده ، ثم تركه ومضى ، فقال أحدنا لصاحبه : إمض بنا إليه لنسأله عن خبر الكوفة ، فانتهينا إليه وسلمنا وانتسبنا ، فإذا هو بكير بن المثعبة الأسدي فاستخبرناه عن الكوفة فقال : ما خرجت حتى رأيت مسلما وهانيا قتيلين يجران بأرجلهما في السوق . ففارقناه ولحقنا بالحسين ، فسلمنا عليه وسايرناه ، حتى نزل الثعلبية ممسيا فدخلنا عليه وقلنا له : يرحمك الله إن عندنا خبرا إن شئت حدثناك به علانية وإن شئت سرا .

فنظر إلى أصحابه وقال : ما دون هؤلاء سر . فقلنا : أرأيت الراكب الذي استقبلك عشاء أمس ؟ قال : نعم ، وقد أردت مسألته .

فقلنا قد استبرأنا لك خبره ، وكفيناك مسألته وهو امرؤ من أسد منا ذو رأى وصدق وفضل وعقل ، وإنه حدثنا بكيت وكيت . فاسترجع وقال : رحمة الله عليهما وكررها مرارا .

فقلنا ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك إلا انصرفت فإنه ليس لك بالكوفة ناصر ، بل نتخوف أن يكونوا عليك فاعترضته بنو عقيل بأننا لا نترك ثأرنا ، فالتفت إلينا الحسين وقال : " لا خير في العيش بعد هؤلاء " ، فعلمنا أنه عزم على المسير ، فقلنا له : خار الله لك . فدعا لنا ، فقال له أصحابه : إنك والله ما أنت مثل مسلم ، ولو قدمت الكوفة كان الناس إليك أسرع (12) .

قال أهل السير : ولما ورد الحسين زبالة (13) أخرج كتاب لأصحابه فقرأه عليهم وفيه : أما بعد فقد أتانا خبر فظيع إنه قتل مسلم وهاني وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا ، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام ، فتفرق الناس عنه يمينا وشمالا إلا صفوته (14) .

وروى بعض المؤرخين : أن الحسين لما قام من مجلسه بالثعلبية (15) توجه نحو النساء وانعطف على ابنة لمسلم صغيرة ، فجعل يمسح على رأسها فكأنها أحست ، فقالت ما فعل أبي ، فقال يا بنية أنا أبوك ، ودمعت عينه ، فبكت البنت وبكت النساء لذلك .

قال أهل السير : ثم إن ابن زياد بعث برأسي مسلم وهاني إلى يزيد مع هاني بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي (16) ، واستوهبت الناس الجثث فدفنوها عند القصر حيث تزار اليوم ، وقبراهما كل على حدة . وإني لأستحسن كثيرا قول السيد الباقر بن السيد محمد الهندي فيه :

سقتك دما يا بن عم الحسين * مدامع شيعتك السافحه ولا برحت هاطلات الدموع * تحييك غادية رائحه

لأنك لم ترو من شربة * ثناياك فيها غدت طائحه

رموك من القصر إذ أوثقوك * فهل سلمت فيك من جارحه

تجر بأسواقهم في الحبال * ألست أميرهم البارحه

أتقضي ولم تبكك الباكيات * أما لك في المصر من نائحه

لئن تقض نحبا فكم في زرود * عليك العشية من صائحه



ولي في ذلك :

نزفت دموعي ثم أسلمني الجوى * لقارعة ما كان فيها بمسلم

أجيل وجوه الفكر كيف تخاذلت * بنو مضر الحمراء عن نصر مسلم

أما كان في الأرباع شخص بمؤمن * وما كان في الأحياء حي بمسلم





( ضبط الغريب ) مما وقع في هذه الترجمة :

( علية ) : بضم العين وفتح اللام و تشديد الياء المثناة تحت .

( يتساقط ) : أي يقيم المكان بعد المكان من المرض .

( القعقاع ) : بالقاف المفتوحة والعين والمهملة الساكنة والقاف والعين بينهما ألف ، ابن شور بالشين المضمومة والراء المهملة ، له شرف وسمعة ويضرب به المثل في المجالسة ، فيقال جليس القعقاع بن شور ، لأنه دخل مجلس معاوية و قد ضاق فقام رجل وأعطاه مكانه فجلس فيه ثم أمر له معاوية بشئ ، فقال : أين من قام عن مجلسه لي ؟ فقال : ها أنا ذا ، فقال : خذ ما نلته بمكانك مكافأة لقيامك .

( أطنان ) : جمع طن وهو : الحزمة من القصب .

( رد شعاع النفس ) : الشعاع المتفرق من الشئ تفرقا دقيقا يقال : مارت نفسه شعاعا أي تفرقت من الخوف .

قال الشاعر : أقول لها وقد طارت شعاعا * من الأبطال ويحك لا تراعي

فالمعنى في الرجز أن النفس استقرت بعد ما تفرقت ، ويمضى في جملة من الكتب شعاع الشمس وهو غلط وتصحيف ، صحفه من لم يفهم شعاع النفس فرأى أن الشعاع بالشمس أليق .

( القلة ) : بالضم إناء للماء كالكوز الصغير .

( إيه ) : بكسر الهمزة والهاء تنون ولا تنون فإن نونت الهاء كانت كلمة استنطاق وإن سكنت الهاء كانت كلمة استكفاف ، فمعنى الأولى تكلم ومعنى الثانية اسكت .

( لؤم الغلبة ) : إذا غلب اللئيم تبجح وظهر عليه التجبر ، وإذا غلب الكريم استحيى وصغرت له همته ما فعل ، فلؤم الغلبة التبجح والاستعلاء وكرمها التصاغر والاستحياء .

( مسلم ) : الأول اسم فاعل من أسلمه إلى الشئ بمعنى أعطاه إياه وخذله ، والثاني العلم المترجم ، والثالث اسم فاعل من أسلم خلاف كفر .

( الأرباع ) : أرباع الكوفة وهي المدينة وكندة ومذحج وتميم ، وتدخل ربيعة مع كندة ، وأسد مع مذحج ، وهمدان مع تيمم ، وتنضم غيرهم إليهم في الجميع ، يقال : أرباع الكوفة وأخماس البصرة ، وقد تقدم ذلك .

(1) في مقاتل الطالبيين ، ص 86 : حلية . وفي تاريخ خليفة ، 145 : حلبة . راجع الطبقات الكبرى : 4 / 29 .
(2) في المصدر : ثماني عشرة سنة .
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2 / 251 .
(4) تاريخ الطبري : 3 / 278 . راجع الإرشاد : 2 / 39 .
(5) الخبت : ماء لقبيلة كلب . راجع معجم البلدان : 2 / 343 .
(6) في الإرشاد 2 / 40 : أن لا يكون حملك .
( 7) قال ابن حجر : الأشعث بن قيس بن معد يكرب الكندي ، أبو محمد الصحابي نزل الكوفة ، مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين وهو ابن ثلاث وستين . راجع تقريب التهذيب : 1 / 80 ، الرقم 608 .
(Cool هكذا في الأصل ، والصحيح : عنها .
(9) زبالة : منزل بطريق مكة من الكوفة . معجم البلدان : 3 / 129 .
(10) تاريخ الطبري : 3 / 291 .
(11) زرود : موضع على طريق حاج الكوفة بين الثعلبية والخزيمية . معجم البلدان : 3 / 139 .
(12) تاريخ الطبري : 3 / 302 ، راجع الإرشاد : 2 / 73 .
(13) زبالة : منزل بطريق مكة من الكوفة . معجم البلدان : 3 / 129 .
(14) الإرشاد : 2 / 75 .
(15) الثعلبية : موضع بطريق مكة .
(16) راجع الإرشاد : 2 / 65 .


موسوعة شبكة أنصار الحسين عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو سجاد
الرتبــــــة
الرتبــــــة
أبو سجاد


رقم العضوية : 9
الجنــس : ذكر
المواليد : 15/05/1973
التسجيل : 19/12/2012
العمـــــــــــــــــر : 51
البـــــــــــــــــرج : الثور
الأبـراج الصينية : الثور
عدد المساهمات : 10278
نقـــــــــاط التقيم : 14107
السٌّمعَــــــــــــــة : 6
علم بلدك : العراق
100%
الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام
مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) 1%20(35)
العمل/الترفيه مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) Jb12915568671

مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) 1338424567981
مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) T20659-8





مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام )   مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام ) Emptyالأحد مايو 05, 2013 3:17 pm

بارك الله بجهودك أخي بشار الربيعي
ودمت بحفظ الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام )
» عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( رضوان الله عليهم )
» عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام )
» جعفر بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام )
» محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب ( عليهم السلام )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل البيت عليهم السلام _ البوابة للعلم والمعرفة :: |~ ِإنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ |~ ِ ( اقسام العترة الطاهرة ) :: منتدى الائمة الاطهار عليهم السلام-
انتقل الى: