روى الشيخ الصدوق بإسناده عن أبى ذر رحمهما الله أنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو يقول: "خلقت أنا وعلي بن أبى طالب من نور واحد،
نسبح الله يمنة العرش قبل أن يخلق آدم بالفي عام، فلما أن خلق الله آدم جعل
ذلك النور في صلبه، ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه، ولقد هم بالخطيئة ونحن
في صلبه ولقد ركب نوح في السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف إبراهيم في النار
ونحن في صلبه، فلم يزل ينقلنا الله عز وجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة
حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب فقسمنا بنصفين، فجعلني في صلب عبد الله وجعل
عليا في صلب أبى طالب، وجعل فيَّ النبوة والبركة وجعل في علي الفصاحة
والفروسية، وشقَّ لنا اسمين من أسمائه فذو العرش محمود وأنا
محمد والله الأعلى وهذا علي". [علل الشرائع1: 134]
وروى رحمه الله بإسناد آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: "خلقت
أنا وعلي من نور واحد". [عيون اخبار الرضا عليه السلام1: 63، الخصال ص31].
وروى الخزاز القمي رحمه الله بإسناده عن أنس بن مالك أنه قال: "كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند
النبي صلى الله عليه وآله، ودخل الحسن والحسين عليهما
السلام فقبلهما رسول الله صلى الله عليه وآله، وقام أبو ذر فانكب عليهما وقبل
أيديهما، ثم رجع فقعد معنا، فقلنا له سراً: رأيتَ رجلاً شيخاً من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله يقوم إلى صبييَّن من بني هاشم فينكب عليهما
ويقبل أيديهما؟
فقال: نعم، لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله صلى الله عليه وآله لفعلتم بهما أكثر مما فعلت!!
قلنا: وماذا سمعت يا أبا ذر؟
قال: سمعته يقول لعلي ولهما
عليهم السلام: يا علي والله لو أن رجلا صلى وصام حتي يصير كالشنِّ البالي إذاً ما نفع صلاته وصومه إلا بحبكم.
يا علي من توسل إلى الله بحبكم فحق على الله أن لا يردَّه.
يا علي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى.
قال: ثم قام أبو ذر وخرج، وتقدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلنا: يا رسول الله أخبرنا أبو ذر عنك بِكَيت وكيت.
قال: صدق أبو ذر، صدق والله، ما أظلَّت الخضراء ولا أقلَّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.
قال: ثم قال عليه السلام: خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور
واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا إلى صلب آدم، ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات.
فقلت: يا رسول الله فأين كنـتم وعلى أيِّ مثال كنـتم؟
قال: كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح الله تعالى ونمجده.
ثم قال عليه السلام: لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودَّعني
جبرئيل عليه السلام، فقلت: حبيبي جبرئيل أفي هذا المقام تفارقني.
فقال: يا
محمد إني لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي.
ثم زج بي في النور ما شاء الله، فأوحى الله إلي: يا
محمد اني اطَّلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا، ثم اطَّلعت ثانيا
فاخترت منها عليا فجعلته وصيَّك ووارث علمك والإمام بعدك، وأخرج من
أصلابكما الذرية الطاهرة والأئمة المعصومين خزَّان علمي، فلولاكم ما خلقت
الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار.
يا
محمد أتحب أن تراهم؟
قلت: نعم يا رب.
فنوديت: يا
محمد ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن
محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن
محمد والحسن ابن علي والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري.
فقلت: يا رب من هؤلاء ومن هذا؟
قال: يا
محمد هم الأئمة بعدك المطهرون من صلبك، وهو الحجة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ويشفي صدور قوم مؤمنين.
قلنا: بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رسول الله لقد قلت عجبا.
فقال عليه السلام: وأعجب من هذا أن قوما يسمعون مني هذا ثم يرجعون على
أعقابهم بعد إذ هداهم الله، ويؤذوني فيهم، لا أنالهم الله شفاعتي. [ كفاية
الأثر ص70 ـ 73]
وروى رحمه الله بإسناده عن واثلة ابن الأسقع أنه كان يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: "لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى
ناداني ربي جل جلاله فقال: يا محمد.
فقلت: لبيك سيدي.
قال: إني ما أرسلت نبيا فانقضت أيامه الا أقام بالأمر بعده وصيه، فاجعل علي
بن أبي طالب الإمام والوصي من بعدك، فإني خلقتكما من نور واحد، وخلقت
الأئمة الراشدين من أنواركما، أتحب أن تراهم يا محمد؟
قلت: نعم يا رب.
قال: ارفع رأسك. فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار الأئمة بعدي اثنا عشر نورا.
قلت: يا رب أنوار من هي؟ قال: أنوار الأئمة بعدك أمناء معصومون".
وروى النعماني رحمه الله بإسناده عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن الله عزوجل أوحى إليَّ ليلة أسري
بي: يا محمد: من خلَّفت في الأرض في أمتك ـ وهو أعلم بذلك ـ؟
قلت: يا رب أخي.
قال: يا محمد، علي بن أبي طالب؟
قلت: نعم يا رب.
قال: يا محمد، إني اطَّلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فلا أذكر حتى
تذكر معي، فأنا المحمود، وأنت محمد، ثم إني اطَّلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى
فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيك فأنت سيد الأنبياء، وعلى سيد
الأوصياء ثم شققت له اسما من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي؟
يا
محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتهم
على الملائكة، فمن قبلها كان من المقربين، ومن جحدها كان من الكافرين.
يا
محمد لو أنَّ عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع، ثم لقيني جاحدا لولايتهم أدخلته ناري. ثم قال: يا
محمد أتحب أن تراهم؟
فقلت: نعم. فقال: تقدم أمامك، فتقدمت أمامى فإذا علي بن أبى طالب، والحسن،
والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر،
وعلي بن موسى، و
محمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة القائم كأنه الكوكب الدري في وسطهم.
فقلت: يا رب من هؤلاء؟
قال: هؤلاء الأئمة، وهذا القائم، محلِّلُ حلالي ومحرِّمُ حرامي، وينتقم من أعدائي.
يا
محمد أحببه فإني أحبه، وأحب من يحبه ". [الغيبة ص93]
وروى
محمد بن أحمد القمي بإسناده عن أمير المؤمنين عليه
السلام أنه قال: "أتيت
النبي صلى الله عليه وآله وهو في بعض حجراته، فاستأذنت عليه فأذن لي.
فلما دخلت قال: يا علي: أما علمت أن بيتي بيتك؟ فمالك تستأذن علي؟
قال: فقلت: يا رسول الله أحبيت أن أفعل ذلك.
قال: يا علي: أحببت ما أحبَّ الله، وأخذت بآداب الله.
يا علي: أما علمت أنك أخي، وأن خالقي ورزاقي أبى أن يكون لي أخ دونك؟
يا علي: أنت وصيي من بعدي، وأنت المظلوم المضطهد بعدي.
يا علي: الثابت عليك كالمقيم معي، ومفارقك مفارقي.
يا علي: كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، لان الله تعالى خلقني وإياك من نور واحد". [مائة منقبة ص60]
وروى ابن أبي جمهور الأحسائي قال: وقال صلى الله عليه وآله: "أنا وعلي من
نور واحد، وأنا وأياه شيء واحد، وإنه منيِّ وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي،
يريبني ما أرابه، ويريبه ما أرابني". [عوالي اللئالي4: 124