السوآل : نحن أتباع أهل البيت ، فكيف تدعي الشيعة ذلك ؟
الجواب : فعلاًً هذا السوآل من أهم وأقوى الأسئلة في هذا الموضوع وسوف أحاول بقدر الإمكان أن أسهل الجواب ، فأقول إذا كنتم تدعون إنكم أتباع أهل البيت فبماذا تتبعوهم ؟ المفروض أن تتبعوهم بأخذ عقيدتكم وفقهكم عنهم ولازم تواجد كم غفير من الأخبار الواردة عن أهل البيت في مصادركم الروائية والمتتبع لذلك يجد أن مصادركم تخلوا من روايات أهل البيت إلاّ اليسر القليل وأكثره بعيد عن العقيدة والفقه ، بل صرح بعضهم بعدم الرواية عن أهل البيت (ع) من مثل الإمام الصادق (ع) الذي ينسب إليه المذهب :
- قال إبن المديني سئل يحيى بن سعيد القطان ( وهو من أئمة الحديث عندكم ) ، عن جعفر الصادق فقال : في نفسي منه شئ ومجالد أحب إلي : منه ، فمن هو مجالد الذي هو أفضل من الإمام الصادق ؟
- قال البخاري : كان يحيى بن سعيد يضعفه وكان إبن مهدي لا يروي عنه.
- وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئاًًً.
- وقال عنه إبن معين : واهي الحديث لا يحتج بحديثه.
- وعن الدار قطني : مجالد لا يعتبر به وغيرها من الكلمات ( ومع ذلك فهو أفضل من الإمام الصادق ).
- وقال سعيد بن أبي مريم : قيل لإبن بكر بن عياش مالك لم تسمع من جعفر وقد أدركته ؟ ، قال : سألته عما يحدث به من الأحاديث أشئ سمعته ؟ ، قال : لا ولكنها رواية رويناها عن آبائنا ، نعم العذر أن الإمام لا يروي إلاّ عن آبائه فهل آبائه غير عدول أو ثقه أم هى عقيدتكم في أهل البيت (ع).
- وقال إبن سعد ( صاحب طبقات إبن سعد ) : كان جعفر كثير الحديث ولا يحتج به ويستضعف سئل مرة هل سمعت هذه الأحاديث عن أبيك ؟ ، فقال : نعم ، وسئل مرة آخرى فقال : إنما وجدتها في كتبه ، وقد علق إبن حجر على هذه المقالة فقال : يحتمل أن يكون السوآلان وقعاً ، عن أحاديث مختلفة فذكر فيما سمعه أنه سمعه وفيما لم يسمعه أنه وجده وهذا يدل على تثبته ، تهذيب التهذيب لإبن حجر - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 89 ).
- ومن هنا نجد البخاري لم يرو عن الإمام جعفر الصادق (ع).
- فيقول إبن تيميه في منهاج السنة - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 143 ) : وقد إستراب البخاري في بعض أحاديثه ، يقصد الإمام الصادق (ع) لما بلغه ، عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخرج له.
- لعل قائل يقول : إنهم لم ينقلوا ، عن أهل البيت في الرواية ولكنهم أخذوا عنهم في الفقه يجيب إبن تيميه ، عن هذا السؤال فيقول في منهاجه ، الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 142 و 143 ) ليس في الأئمة الأربعة ولا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إلى علي في فقهه ، فأقول شكراًً لك يا شيخ الإسلام على هذه الشهادة.