أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: النبي محمد صلى الله عليه وآله بنعته وصفته عند أهل الكتاب الأربعاء أبريل 17, 2013 2:14 pm | |
| 1 - محمد بن علي بن بابويه ، باسناده عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب ، عن أبي طالب ، قال : خرجت إلى الشام تاجرا سنة ثمان من مولده النبي ، وكان في أشد ما يكون من الحر ، فلما أجمعت على السير ، قال لي رجال من قومي : ما تريد أن تفعل بمحمد وعلى من تخلفه ؟ فقلت : لا أريد أن أخلفه على أحد من الناس ، أريد أن يكون معي ، فقيل لي : غلام صغير في حر مثل هذا تخرجه معك ؟ فقلت : والله لا يفارقني حيث ما توجهت أبدا فإني لاوطئ له الرحل ، فذهبت فحشوت له حشية كساء وكتانا . وكنا ركبانا كثيرا ، فكان والله البعير الذي عليه محمد أمامي لا يفارقني فكان يسبق الركب كلهم ، فكان إذا اشتد الحر جاءت سحابة بيضاء مثل قطعة ثلج فتسلم عليه ، فتقف على رأسه ولا تفارقه ، وكانت ربما أمطرت علينا السحابة بأنواع الفواكه وهي تسير معنا ، وضاق الماء بنا في طريقنا حتى كنا لا نصيب قربة إلا بدينارين ، وكنا حيث ما نزلنا تمتلئ الحياض ، ويكثر الماء ، وتخضر الأرض . فكنا في كل خصب وطيب من الخير ، وكان معنا قوم قد وقفت جمالهم فمشى إليها رسول الله فمسح يده عليها فسارت ، فلما قربنا من بصرى الشام ، إذا نحن بصومعة قد أقبلت تمشي كما تمشي الدابة السريعة حتى قربت منا ووقفت ، وإذا فيها راهب ، وكانت السحابة لا تفارق رسول الله ساعة واحدة ، وكان الراهب لا يكلم الناس ولا يدري ما الركب وما فيه من التجارة . فلما نظر إلى النبي عرفه ، فسمعته يقول له : إن كان أحد فأنت أنت ، قال : فنزلنا تحت شجرة عظيمة قريبة من الراهب ، قليلة الأغصان ليس لها حمل ، وكانت الركبان تنزل تحتها ، فلما نزلها رسول الله اهتزت الشجرة وألقت أغصانها على رسول الله وحملت من ثلاثة أنواع من الفاكهة : فاكهتان للصيف ، وفاكهة للشتاء ، فتعجب جميع من معنا من ذلك ، فلما رأى بحيرا الراهب ذلك ذهب ، فاتخذ لرسول الله طعاما بقدر ما يكفيه .
ثم جاء وقال : من يتولى أمر هذا الغلام ؟ فقلت : أنا ، فقال : أي شئ تكون منه ؟ فقلت : أنا عمه ، فقال : يا هذا إن له أعماما ، أي الأعمام أنت ؟ فقلت أنا أخو أبيه من أم واحدة ، فقال : إنه هو ، وإلا فلست بحيراء .
ثم قال لي : يا هذا أتأذن لي أن أقرب هذا الطعام منه ليأكله ؟ فقلت : قربه إليه ، والتفت إلى النبي صلى الله عليه وآله فقلت : يا بني رجل أحب أن يكرمك فكل ، فقال : هو لي دون أصحابي ؟ فقال بحيرا : نعم هو لك خاصة ، فقال النبي : فإني لا آكل دون هؤلاء ، فقال بحيرا : إنه لم يكن عندي أكثر من هذا ، فقال : أفتأذن يا بحيرا أن يأكلوا معي ؟ فقال : بلى فقال : كلوا بسم الله ، فأكل وأكلنا معه ، فوالله لقد كنا مائة وسبعين رجلا وأكل كل واحد منا حتى شبع وتجشئ ، قال : وبحيرا قائم على رأس رسول الله يذب عنه ويتعجب من كثرة الرجال وقلة الطعام ، وفي كل ساعة يقبل رأسه ويافوخه ، ويقول : هو هو ورب المسيح ، والناس لا يفقهون ، فقال له رجل من الركبان : إن لك لشأنا وقد كنا نمر بك قبل اليوم فلا تفعل بنا هذا البر ؟ فقال بحيرا : والله إن لي لشأنا وشأنا وإني لأرى ما لا ترون ، وأعلم ما لا تعلمون ، وإن تحت هذه الشجرة لغلاما لو أنتم تعلمون منه ما أعلم لحملتموه على أعناقكم حتى تردوه إلى وطنه والله ما أكرمتكم إلا له . ولقد رأيت له وقد أقبل نورا أمامه ما بين السماء والأرض ، ولقد رأيت رجالا في أيديهم مراوح الياقوت والزبرجد يروحونه ، وآخرون ينثرون عليه أنواع الفواكه ، ثم هذه السحابة لا تفارقه ، ثم صومعتي مشت إليه كما تمشي الدابة على رجلها .
ثم هذه الشجرة لم تزل يابسة قليلة الأغصان ولقد كثرت أغصانها واهتزت وحملت ثلاثة أنواع من الفواكه : فاكهتان للصيف ، وفاكهة للشتاء .
ثم هذه الحياض قد غارت وذهب ماؤها أيام تمرج بني إسرائيل بعد الحواريين حين وردوا عليهم ، فوجدنا في كتاب شمعون الصفا : أنه دعا عليهم فغارت وذهب ماؤها . ثم قال : متى ما رأيتم قد ظهر في هذه الحياض الماء فاعلموا أنه لأجل نبي يخرج في أرض تهامة مهاجرا إلى المدينة ، اسمه في قومه محمد الأمين وفي السماء أحمد ، وهو من عترة إسماعيل بن إبراهيم لصلبه ، فوالله إنه لهو .
ثم قال بحيرا : يا غلام أسألك عن ثلاث خصال بحق اللات والعزى إلا أخبرتنيها فغضب رسول الله عند ذكر اللات والعزى ، وقال : لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا كبغضهما ، وإنما هما صنمان من حجارة لقومي . فقال بحيراء : هذه والله واحدة ، ثم قال : فبالله إلا ما أخبرتني ، فقال : سل عما بدا لك ، فإنك قد سألتني بإلهي وإلهك الذي ليس كمثله شئ . فقال : أسألك عن نومك وهيأتك وأمورك ويقظتك ، فأخبره عن نومه وهيأته وأموره ويقظته وجميع شأنه ، فوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته التي عنده ، فانكب عليه بحيرا فقبل رجليه وقال : يا بني ما أطيبك وأطيب ريحك ؟ ! يا أكثر النبيين أتباعا ، يا من بهاء نور الدنيا من نوره ، يا من بذكره تعمر المساجد ، كأني بك قد قدت الأجناد والخيل الجياد ، وقد تبعك العرب والعجم طوعا وكرها ، وكأني باللات والعزى وقد كسرتهما ، وقد صار البيت العتيق لا يملكه أحد غيرك ، تضع مفاتيحه حيث تريد ، كم من بطل من قريش والعرب تصرعه ! معك مفاتيح الجنان والنيران ، معك الذبح الأكبر وهلاك الأصنام ، أنت الذي لا تقوم الساعة حتى تدخل الملوك كلها في دينك صاغرة قمئة ، فلم يزل يقبل يديه مرة ورجليه مرة ويقول : لان أدركت زمانك لأضربن بين يديك بالسيف ضرب الزند بالزند ، أنت سيد ولد آدم ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، والله لقد ضحكت الأرض يوم ولدت ، فهي ضاحكة إلى يوم القيمة فرحا بك ، والله لقد بكت البيع والأصنام والشياطين ، فهي باكية إلى يوم القيمة ، أنت دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ، أنت المقدس المطهر من أنجاس الجاهلية .
ثم التفت إلى أبي طالب فقال : ما يكون هذا الغلام منك فإني أراك لا تفارقه ؟ فقال أبو طالب : هو ابني ، فقال : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون والده الذي ولده حيا ولا أمه ، فقال : إنه ابن أخي ، وقد مات أبوه وأمه حاملة به ، وماتت أمه وهو ابن ست سنين فقال : صدقت هكذا هو ، ولكن أرى لك أن ترده إلى بلده عن هذا الوجه ، فإنه ما بقي على ظهر الأرض يهودي ولا نصراني ولا صاحب كتاب إلا وقد علم بولادة هذا الغلام ولئن رأوه وعرفوا منه ما قد عرفت أنا منه ليبغنه شرا وأكثر ذلك هؤلاء اليهود .
فقال أبو طالب : ولم ذلك ؟ قال : لأنه كاين لابن أخيك هذا النبوة والرسالة ، ويأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى ، فقال أبو طالب : كلا إن شاء الله لم يكن الله ليضيعه . ثم خرجنا به إلى الشام ، فلما قربنا من الشام رأيت والله قصور الشامات كلها قد اهتزت ، وعلا منها نور أعظم من نور الشمس ، فلما توسطنا الشام ، ما قدرنا أن نجوز سوق الشام من كثرة ما ازدحم الناس وينظرون إلى وجه رسول الله ، وذهب الخبر في جميع الشامات ، حتى ما بقي فيها حبر ولا راهب إلا اجتمع عليه .
فجاء حبر عظيم ، كان اسمه نسطور ، فجلس حذاه ينظر إليه ولا يكلمه بشئ حتى فعل ذلك ثلاثة أيام متوالية ، فلما كانت الليلة الثالثة لم يصبر حتى قام إليه فدار خلفه كأنه يلتمس منه شيئا ، فقلت له : يا راهب كأنك تريد منه شيئا ؟ فقال أجل إني أريد منه شيئا ، ما اسمه ؟ قلت : محمد بن عبد الله ، فتغير والله لونه ، ثم قال : فترى أن تأمره أن يكشف لي عن ظهره لأنظر إليه ؟ فكشف عن ظهره ، فلما رأى الخاتم انكب عليه يقبله ويبكي .
ثم قال : يا هذا أسرع برد هذا الغلام إلى موضعه الذي ولد فيه ، فإنك لو تدري كم عدو له في أرضنا لم تكن بالذي تقدمه معك ، فلم يزل يتعاهده في كل يوم ويحمل إليه الطعام ، فلما خرجنا منها أتاه بقميص من عنده ، فقال له : ترى أن تلبس هذا القميص لتذكرني به ؟ فلم يقبله ورأيته كارها لذلك ، فأخذت أنا القميص مخافة أن يغتم وقلت : أنا ألبسه ، وعجلت به حتى رددته إلى مكة ، فوالله ما بقي بمكة يومئذ امرأة ، ولا كهل ولا شاب ، ولا صغير ، ولا كبير إلا استقبلوه شوقا إليه ما خلا أبا جهل لعنه الله فإنه كان فاتكا ماجنا قد ثمل من السكر .
2 - وفي حديث آخر : لما فارقه بحيرا بكى بكاء شديدا ، وأخذ يقول : يا ابن آمنة كأني بك وقد رمتك العرب بوترها ، وقد قطعك الأقارب ، ولو علموا لكنت عندهم بمنزلة الأولاد .
ثم التفت إلي وقال : أما أنت يا عم فارع فيه قرابتك الموصولة ، احفظ فيه وصية أبيك ، فإن قريشا ستهجرك فيه فلا تبال فإني أعلم أنك لا تؤمن به ظاهرا ، وستؤمن به باطنا ، ولكن سيؤمن به ولد تلده ، وسينصره نصرا عزيزا ، اسمه في السماوات البطل الهاصر ، والشجاع الأنزع ، منه الفرخان المستشهدان وهو سيد العرب والعجم ، ورئيسها وذو قرنيها ، وهو في الكتب أعرف من أصحاب عيسى .
فقال أبو طالب : فقد رأيت والله الذي وصفه بحيرا وأكثر .
3 - وعنه باسناده عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، يرفعه قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أبو طالب أن يخرج إلى الشام في عير قريش ، فجاء رسول الله وتشبث بالزمام وقال يا عم على من تخلفني ؟ لا على أم ولا على أب ، وقد كانت أمه توفيت ، فرق له أبو طالب ورحمه وأخرجه معه ، وكانوا إذا ساروا تسير على رأس رسول الله غمامة تظله من الشمس ، فمروا في طريقهم برجل يقال له : بحيرا ، فلما رأى الغمامة تسير معهم نزل من صومعته ، واتخذ لقريش طعاما ، وبعث إليهم يسألهم أن يأتوه ، وقد كانوا نزلوا تحت شجرة ، فبعث إليهم يدعوهم إلى طعامه ، فقالوا له : يا بحيرا والله ما كنا نعهد هذا منك ، قال : قد أحببت أن تأتوني ، فأتوه وخلفوا رسول الله في الرحل ، فنظر بحيرا إلى الغمامة قائمة ، فقال لهم : هل بقي منكم أحد لم يأتني ؟ فقالوا : ما بقي منا إلا غلام حدث خلفناه في الرحل ، فقال : لا ينبغي أن يتأخر عن طعامي أحد منكم ، فبعثوا إلى رسول الله ، فلما أقبل أقبلت الغمامة ، فلما نظر إليها بحيرا قال : من هذا الغلام ؟ قالوا : ابن هذا ، وأشاروا إلى أبي طالب ، فقال له : بحيرا هذا ابنك ؟ فقال أبو طالب : هذا ابن أخي ، قال ما فعل أبوه ؟ قال : توفي وهو حمل ، فقال بحيرا لأبي طالب : رد هذا الغلام إلى بلاده ، فإنه إن علمت اليهود ما أعلم منه قتلوه ، فإن لهذا شأنا من الشأن ، هذا نبي هذه الأمة ، هذا نبي السيف .
4 - محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري في " قرب الإسناد " عن أبيه ، عن الحسن بن ظريف عن معمر عن الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر قال : كنت عند أبي عبد الله ذات يوم وأنا طفل خماسي ، إذ دخل عليه نفر من اليهود ، فقالوا : أنت ابن محمد نبي هذه الأمة ، والحجة على أهل الأرض ؟ قال لهم : نعم . قال : إنا نجد في التوراة أن الله تبارك وتعالى آتى إبراهيم وولده الكتاب والحكمة والنبوة ، وجعل لهم الملك والإمامة ، وهكذا وجدنا ورثة الأنبياء لا تتعداهم النبوة والخلافة ، فما بالكم قد تعداكم ذلك وثبت في غيركم ، ونلقاكم مستضعفين لا ترقب فيكم ذمة نبيكم ؟ فدمعت عينا أبي عبد الله ثم قال : نعم لم تزل أنبياء الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق ، والظلمة غالبة ، وقليل من عبادي الشكور . قالوا : فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم ، وأوتوا العلم تلقينا ، وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم ، فهل أوتيتم ذلك ؟ فقال أبو عبد الله : ادنه يا موسى فدنوت فمسح يده على صدري ثم قال : اللهم أيده بنصرك بحق محمد وآله . ثم قال : سلوه عما بدا لكم ، قالوا : كيف نسأل طفلا لا يفقه ، قلت : سلوني تفقها ودعوا العنت ، قالوا : أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران ، قلت : العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر .
قالوا : صدقت فما أعطي نبيكم من الآيات التي نفت الشك عمن أرسل إليه : قلت : آيات كثيرة أعدها إنشاء الله فاسمعوا وعوا وافقهوا .
وذكر آيات كثيرة في الحديث مذكورة ، إلى أن قال موسى بن جعفر في الآيات : ومن ذلك أنه توجه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش ، فلما كان بحيال بحيرا الراهب نزلوا بفناء ديره ، وكان عالما بالكتب ، وقد كان قرأ في التوراة مرور النبي صلى الله عليه وآله به ، وعرف أوان ذلك ، فأمر فدعى إلى طعامه ، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها ، فقال : هل بقي في رجالكم أحد ؟ فقالوا : غلام يتيم ، فقام بحيرا فاطلع ، فإذا هو برسول الله نائم ، وقد أظلته سحابة ، فقال للقوم : ادعوا هذا اليتيم ، ففعلوا وبحيرا مشرف عليه ، وهو يسير والسحابة قد أظلته ، فأخبر القوم بشأنه وأنه سيبعث فيهم رسولا وما يكون من حاله وأمره ، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويبجلونه فلما قدموا أخبروا قريشا بذلك ، وكان معهم عبد خديجة بنت خويلد ، فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد أبتهم ، فزوجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء .
5 - وفي تفسير الإمام العسكري الحسن بن علي ، عن أبيه في حديث طويل ، قال : أما الغمامة فإن رسول الله كان يسافر إلى الشام مضاربا لخديجة بنت خويلد ، وكان من مكة إلى بيت المقدس مسيرة شهر ، وكانوا في حمارة القيظ يصيبهم حر تلك البوادي ، وربما عصفت عليهم فيها الرياح ، وسفت عليهم الرمال والتراب ، وكان الله تعالى في تلك الأحوال يبعث لرسول الله غمامة تظله فوق رأسه ، تقف لوقوفه وتزول لزواله ، إن تقدم تقدمت ، وإن تأخر تأخرت ، وإن تيامن تيامنت ، وإن تياسر تياسرت . فكانت تكف عنه حر الشمس من فوقه ، وكانت تلك الرياح المثيرة لتلك الرمال والتراب تسفيها في وجوه قريش ووجوه رواحلها ، حتى إذا دنت من محمد هدأت وسكنت ، ولم تحمل شيئا من رمل ولا تراب ، وهبت عليه ريح باردة لينة ، حتى كانت قوافل قريش يقول قائلها : جوار محمد أفضل من جوار خيمة ، فكانوا يلوذون به ، ويتقربون إليه ، فكان الروح يصيبهم بقربه ، وإن كانت الغمامة مقصورة عليه .
وكان إذا اختلط بتلك القوافل غرباء فإذا الغمامة تسير في موضع بعيد منهم ، قالوا : إلى من قرنت هذه الغمامة فقد شرف وكرم ، فتخاطبهم أهل القافلة انظروا إلى الغمامة تجدوا عليها اسم صاحبها ، واسم صاحبه وصفيه وشقيقه ، فينظرون فيجدون مكتوبا عليها : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بعلي سيد الوصيين ، وشرفته بأصحابه الموالين ، ولعلي وأوليائهما والمعادين لأعدائهما ، فيقرأ ذلك ويفهمه من يحسن أن يقرأ ويكتب ، ومن لا يحسن ذلك .
6 - الطبرسي في " الاحتجاج " في حديث طويل عن الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه عن آبائه ، عن الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب قال له اليهودي : إن موسى قد ظلل بالغمام ، قال له علي : لقد كان كذلك ، وقد فعل لموسى في التيه ، وأعطي محمد أفضل من هذا ، إن الغمامة تظله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره وأسفاره فهذا أفضل مما أعطي موسى عليه السلام .
7 - محمد بن علي بن بابويه ، باسناده ، عن يعلي النسابة ، قال : خرج خالد بن أسيد بن أبي العيص وطليق بن سفيان بن أمية ، تجارا إلى الشام سنة خرج رسول الله فيها ، فكانا معه وكانا يحكيان : أنهما رأيا في مسيره وركوبه مما يصنع الوحش والطير ، فلما توسطنا سوق بصرى ، إذا نحن بقوم من الرهبان قد جاؤوا متغيري الألوان ، كأن على وجوههم الزعفران ، ترى منهم الرعدة ، فقالوا : نحب أن تأتوا كبيرنا فإنه ههنا قريب في الكنيسة العظمى ، فقلنا : مالنا ولكم ؟ فقالوا : ليس يضركم من هذا شئ ، ولعلنا نكرمكم ، وظنوا أن واحدا منا محمد ، فذهبنا معهم حتى دخلنا معهم الكنيسة العظيمة البنيان ، فإذا كبيرهم قد توسطهم وحوله تلامذته ، وقد نشر كتابا في يديه ، فأخذ ينظر إلينا مرة وفي الكتاب مرة ، فقال لأصحابه : ما صنعتم شيئا ، لم تأتوني بالذي أريد ، وهو الآن هيهنا . ثم قال لنا : من أنتم ؟ فقلنا : رهط من قريش ، فقال : من أي قريش ؟ فقلنا : من بني عبد شمس ، فقال لنا : معكم غيركم ؟ فقلنا : بلى معنا شاب من بني هاشم نسميه يتيم بني عبد المطلب ، فوالله لقد نخر نخرة كاد أن يغشى عليه ، ثم وثب فقال : أوه أوه هلكت النصرانية والمسيح ، ثم قام واتكى على صليب من صلبانه وهو مفكر ، وحوله ثمانون رجلا من البطارقة والتلامذة ، فقال لنا : فيخف عليكم أن ترونيه ؟ فقلنا له : نعم ، فجاء معنا فإذا نحن بمحمد قائم في سوق بصرى ، والله لكأنا لم نر وجهه إلا يومئذ ، كأن هلالا يتلألأ من وجهه ، قد ربح الكثير واشترى الكثير ، فأردنا أن نقول للقسيس هو هذا فإذا هو سبقنا فقال : هو هو ، قد عرفته والمسيح ، فدنا منه وقبل رأسه ، وقال له : أنت المقدس .
ثم أخذ يسأله عن أشياء من علاماته ، فأخذ النبي يخبره ، فسمعناه يقول : لان أدركت زمانك لأعطين السيف حقه ، ثم قال لنا : أتعلمون ما معه ؟ معه الحياة والموت ، من تعلق به حي طويلا ، ومن زاغ عنه مات موتا لا يحيى بعده أبدا . هو الذي معه الذبح الأعظم به ثم قبل وجهه ورجع راجعا .
8 - وعنه باسناده ، عن بكر بن عبد الله الأشجعي ، عن آبائه ، قالوا : خرج سنة خرج رسول الله إلى الشام ، عبد مناة بن كنانة ، ونوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن نفاثة بن عدي تجارا إلى الشام ، فلقيهما أبو المويهب الراهب ، فقال لهما : من أنتما ؟ قالا : نحن تجار من أهل الحرم من قريش ، فقال لهما : من أي قريش ؟ فأخبراه ، فقال لهما : هل قدم معكما من قريش غيركما ؟ قالا : نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد ، فقال أبو المويهب : إياه والله أردت ، فقالا : والله ما في قريش أخمل ذكرا منه ، إنما يسمونه يتيم قريش ، وهو أجير لامرأة منا يقال لها خديجة فما حاجتك إليه ؟ فأخذ يحرك رأسه ويقول : هو هو فقال لهما - : تدلاني عليه ؟ فقالا : تركناه في سوق بصرى بينما هو في الكلام ! إذ طلع عليهم رسول الله فقال : هو هو ، فخلي به ساعة يناجيه .
ويكلمه ، ثم أخذ يقبل بين عينيه ، وأخرج شيئا من كمه لا ندري ما هو ؟ ورسول الله يأبى أن يقبله ، فلما فارقه ، قال لنا : تسمعان مني ؟ هذا والله نبي آخر الزمان ، والله سيخرج إلى قريب فيدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، فإذا رأيتم ذلك فاتبعوه . ثم قال : وهل ولد لعمه أبي طالب ولد يقال له علي فقلنا : لا ، قال : إما أن يكون قد ولد ، أو سيولد في سنته ، هو أول من يؤمن به ، نعرفه ، وإنا لنجد صفته عندنا بالوصية ، كما نجد صفة محمد : بالنبوة ، وإنه سيد العرب وربانيها وذو قرنيها ، يعطي السيف حقا ، اسمه في الملاء الاعلى علي ، وهو أعلى الخلايق يوم القيمة بعد الأنبياء ذكرا ، وتسميه الملائكة البطل الأزهر المفلج ، لا يتوجه إلى وجه إلا أفلج وظفر ، والله هو أعرف بين أصحابه في السماوات من الشمس الطالعة .
9 - وعنه باسناده ، عن محمد بن أبي عمير ، وأحمد بن أبي نصر جميعا ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما دعا رسول الله بكعب بن أسد ليضرب عنقه فأخرج ، وذلك في غزوة بني قريظة ، نظر إليه رسول الله فقال له : يا كعب أما نفعك وصية بن الحواش ، الحبر الذي أقبل من الشام ، فقال : تركت الخمر والخمير وجئت إلى البؤس والتمور ، لنبي يبعث ، هذا أوان خروجه ، يكون مخرجه بمكة ، وهذه دار هجرته ، وهو الضحوك القتال ، يجتزي بالكسرة والتميرات ، ويركب الحمار العاري ، في عينيه حمرة ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، يضع السيف على عاتقه ، لا يبالي بمن لاقى ، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر ؟ قال كعب : قد كان ذلك يا محمد ، لولا أن اليهود تعيرني أني خشيت عند القتل لآمنت بك وصدقتك ، ولكني على دين اليهودية ، عليه أحيا وعليه أموت ، فقال رسول الله : قدموه واضربوا عنقه ، فقدم وضربت عنقه .
قلت : قد ذكرت قصة كعب بن أسد بزيادة عند ذكر قصة الخندق وقصة بني قريظة في كتاب معاجز النبي صلى الله عليه وآله .
10 - وعنه باسناده ، عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني ، قال : كان زيد بن عمرو بن نفيل أجمع على الخروج من مكة ، يضرب في الأرض ويطلب الحنفية دين إبراهيم ، وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض إلى الخروج وأراده آذنت به الخطاب بن نفيل .
فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الأول دين إبراهيم ويسأل عنه ، فلم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل والجزيرة كلها ، ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا من أهل البلقاء فتبعه ، كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون ، فسأله عن الحنفية دين إبراهيم ، فقال له الراهب : إنك تسأل عن دين ما أنت بواجد له الآن ، من يحملك عليه اليوم ، لقد درس علمه ، وذهب من كان يعرفه ولكنه قد أظلك خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية ، فعليك ببلادك فإنه مبعوث الآن ، هذا زمانه ، ولقد كان شام اليهودية والنصرانية فلم يرض شيئا منهما ، فخرج سريعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة ، حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه . فقال ورقة بن نوفل ، وقد كان اتبع مثل أثر زيد ، ولم يفعل في ذلك مثل ما فعل ، فبكاه ورقة وقال فيه شعرا : رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما * تجنبت تنورا من النار حاميا بدينك ربا ليس ربا كمثله * وتركك أوثان الطواغي كماهيا وقد تدرك الانسان رحمة ربه * وإن كان تحت الأرض ستين واديا .
11 - وروي أن عمر بن الخطاب ، وسعيد بن زيد قالا : يا رسول الله أنستغفر لزيد ؟ قال : نعم ، فاستغفروا له ، فإنه يبعث أمة واحدة .
12 - وروي عن نفيل بن هشام ، عن أبيه ، عن جده سعيد بن زيد ، سأل رسول الله عن أبيه زيد بن عمرو فقال : يا رسول الله إن أبي زيد بن عمرو كان كما رأيت وكما بلغك ، فلو أدركك كان آمن بك ، فاستغفر له ؟ قال : نعم فاستغفر له ، وقال : إنه يجئ يوم القيمة أمة واحدة ، وكان فيما ذكروا أنه يطلب الدين فمات وهو في طلبه . | |
|
عهد الوفاء الرتبــــــة
رقم العضوية : 44 الجنــس : المواليد : 25/06/1977 التسجيل : 21/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 47 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 8799 نقـــــــــاط التقيم : 11721 السٌّمعَــــــــــــــة : 3 علم بلدك : مشرفة الاجتماعيات والكتاب الشيعي
| موضوع: رد: النبي محمد صلى الله عليه وآله بنعته وصفته عند أهل الكتاب الخميس أبريل 18, 2013 8:49 pm | |
| الله يجزاك كل خير على مجهودك... ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك... ننتظر جديدك | |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: النبي محمد صلى الله عليه وآله بنعته وصفته عند أهل الكتاب الخميس أبريل 18, 2013 8:52 pm | |
| شكرا" لتنويرك صفحتي أختي العزيزة وجزاك الله خير الجزاء | |
|
طريقي زينبي الرتبــــــة
رقم العضوية : 33 الجنــس : المواليد : 20/08/1994 التسجيل : 11/01/2013 العمـــــــــــــــــر : 30 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 3643 نقـــــــــاط التقيم : 4443 السٌّمعَــــــــــــــة : 5 علم بلدك : الموقع : https://albeet.alafdal.net/ المنتدى ومراقب عام
| موضوع: رد: النبي محمد صلى الله عليه وآله بنعته وصفته عند أهل الكتاب الثلاثاء أبريل 23, 2013 6:16 pm | |
| اللهم صل على محمد وال محمد جزاك الله خيرا | |
|
أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: رد: النبي محمد صلى الله عليه وآله بنعته وصفته عند أهل الكتاب الثلاثاء أبريل 23, 2013 9:14 pm | |
| شكرا" لتنويرك صفحتي أختي العزيزة وجزاك الله خير الجزاء | |
|