تفسير : ( ثم توليتم من بعد ذلك)
الإمام العسكري
:
قال الله عزوجل : ( ثم توليتم ) يعني تولى أسلافكم ( من
بعد ذلك ) عن القيام به ، والوفاء بما عوهدوا عليه ( فلولا
فضل الله عليكم ورحمته ) يعني على أسلافكم ، لولا فضل الله
عليهم بإمهاله إياهم للتوبة ، وإنظارهم لمحو الخطيئة
بالإنابة ( لكنتم من الخاسرين ) المغبونين قد خسرتم
الآخرة والدنيا ، لأن الآخرة [ قد ] فسدت عليكم بكفركم ،
والدنيا كان لا يحصل لكم نعيمها لاخترامنا [ لاخترامها ]
لكم ، وتبقى عليكم حسرات نفوسكم ، وأمانيكم التي قد
اقتطعتم دونها
ولكنا أمهلناكم للتوبة وأنظرناكم للإنابة ، أي فعلنا ذلك بأسلافكم فتاب من تاب
منهم فسعد وخرج من صلبه من قدر أن يخرج منه الذرية الطيبة
التي تطيب في الدنيا [ بالله تعالى ] معيشتها وتشرف في
الآخرة بطاعة الله مرتبتها
وقال الحسين بن علي
: أما إنهم [ أي اليهود ] لو كانوا دعوا الله
بمحمد وآله الطيبين بصدق من نياتهم ، وصحة اعتقادهم من
قلوبهم أن يعصمهم ، حتى لا يعاندوه بعد مشاهدة تلك
المعجزات الباهرات ، لفعل ذلك بجوده وكرمه ، ولكنهم قصروا
فآثروا الهوى بنا ، ومضوا مع الهوى في طلب لذاتهم .