ناشطون سعوديون: جلد إمراة بتهمة الدعوة للتشيع وثيقة على الإضطهاد الرسمي
عبر ناشطون سعوديون عن امتعاضهم للحكم الذي أصدرته محكمة بالقطيف شرق المملكة بجلد سيدة في الثلاثين من عمرها بذريعة الدعوة للتشيع.
السعودية (فارس)
وذكرت مواقع حقوقية سعودية أن القاضي بالمحكمة الجزائية في القطيف داود محمد آل داود قضى بجلد إمراة تبلغ من العمر 30 عاماً، ثمان جلدات بتهمة "الدعوة للتشيع" في رسالة بعثتها خطأ لرقم مجهول عبر برنامج المحادثة الفورية "واتس آب".
وقال رجل الدين الشيخ عباس السعيد ان "الحكم بجلد امرأة بتهمة الدعوة للتشيع وثيقة رسمية للاضطهاد السياسي للشيعة وهو تكفير سياسي بغطاء ديني".
من جهة أخرى، قال الحقوقي احمد العلوي أن "هذا الحكم ضد إحدى السيدات يؤكد وجوب إسقاط نظام البدو و الغباء و العنجهية"، واصفاً النظام في السعودية بـ "النظام الأموي".
وأضاف العلوي في صفحته عبر تويتر "لو كانت الدعوة للمسيحية أو اليهودية لكان لما كان من تبرير.. أما الدعوة للتشيع فكارثة".
وغرد الناشط مخلف الشمري حول الموضوع وكتب ساخراً "سأبدأ بسحب جوالات العائلة خوفاً من أن تأتيهم رسالة جوال ويتشيعيوا".
ورأت الكاتبة السعودية إيمان ناس، أن "هذا الحكم مثير لدهشة العالم الذي يعيش الانفتاح والتواصل والفكر والحرية"، مضيفة أن هذا الحكم يكشف عن "مدى هشاشة الفكر الذي يعتمد على تحصين مجتمعه من خلال إقصاء الآخر ومحاربته وتدميره".
وأشارت ناس إلى أن ظلم النظام الفاضح سبب تأخر عجلة التنمية في القطيف ومنعت من أن تظهر على خارطة السياحة.
الى ذلك، قال الصحفي بجريدة اليوم جعفر الصفار ان "العقاب على القصد والنية غير جائز، وأن إرسال رسالة دينية لا تبرر التعزير ولو كانت على مذهب مخالف"، مضيفاً "لو كانت السيدة نصرانية او يهودية لما جاز العقوبة عليها فكيف وهي مواطنة مسلمة تحمل عز وطنها".
ووصف الصفار اعتبار السلطات السعودية لملايين المواطنين من الطائفة الشيعية بالضالين يشكل "معضلة كبيرة"، منتقدا في الوقت نفسه صمت السلطات على البرامج الطائفية التي تبثها بعض وسائل الإعلام من بينها "قناة وصال وصفا".
وتساءل الصحفي جعفر الصفار قائلاً "لو أقام شيعي على مواطن سني دعوى في المحكمة، (محاولة تسنن) هل سينظرها القضاء، أم سيعرض عنها؟".
فيما قال الناشط حسين اللباد في تويتر "لي زملاء في العمل يرسلون لي المقاطع الطائفية والدعوة إلى الوهابية عمداً لا بالخطأ... فلو أرسلها لك ياحضرة القاضي هل تجلدهم؟.
من جانبه كتب المدون محمد الشنقيطي ان "خوف الأقليات من الأكثرية أمر مفهوم، أما خوف الأكثرية من الأقليات فهو دليل ضعف ومؤشر على وجود ذات فقدت الثقة في ذاتها".