والحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق اجمعين باعث الانبياء والمرسلين ،
ثم الصلاة على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى مُحمّد ،
وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ،
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم الى يوم الدين ،
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
مِمَّا يؤسف له إننا نشهد في الفترة الأخيرة تسلط بعض الألسن المشبوهة على وسائل الأعلام المرئي والمسموع والمقروء حتى بحيث يتكلمون وبكل وقاحة عن أعراض الأنبياء فيفسقون مَن يشاؤون ويعصمون مَن يشاؤون !! كل ذلك محض افتراء لا يستندوا به الى دليل ، ومما يؤسف له كثيرا أن الطائفة المحقة أُتهُمت بقذف نساء الأنبياء عليهم السلام ، وهذا من المنكرات لديهم يفسقون قائله بلا شك ، ولكن للأسف وبسبب تصرفات بعض المتعصبين أتهمت الطائفة بذلك زورا وهنا نحب ان نعرف هل أن زنا زوجات الأنبياء حقيقة واقعة أو هو مجرد إفتراء ، يريدون من ورآئه أذية النبي صلى الله عليه وآله بالخصوص ، والتغطية على عهر نساء ملوكهم وفسق زوجاتهم وفاحشة جواريهم حتي يقولوا أن نساء الانبياء فعلنَّ ذلك ، فيهون فعل نسائهم ؟!!
ولهذا سأنقل لكم أقوال بعض علماء الشيعة في تنزيه زوجات الأنبياء عليهم السلام عن الزنا والفاحشة
--------------------------------------------------------------
فأقول: أقوال علماء الطائفة المحقة أعلى الله كلمتهم :
قال السيد المرتضى علم الهدى : ( ولأن الأنبياء عليهم السلام يجب أن ينزهـوا عن مثل هذه الحال (1) ، لأنها تعر وتشين وتغض من القدر ، وقد جنب الله تعالى أنبياءه عليهم السلام ما هو دون ذلك ، تعظيماً لهم وتوفيراً ، ونفياً لكل ما ينفر عن القبول منهم ... ) (2).
قال الشيخ الطوسي : ( وما زنت امرأة نبي قط لما في ذلك من التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به ، فمن نسب أحداً من زوجات النبي إلى الزنا فقد أخطأ خطئاً عظيماً ...) (3) .
قال الشيخ الطبرسي : ( أنه لم يكن ابنه على الحقيقة(4) ، وإنما ولد على فراشه ، فقال عليه السلام إنه ابني على ظاهر الأمر ، فأعلمه الله تعالى أن الأمر بخلاف الظاهر ، ونبهه على خيانة امرأته - عن الحسن ومجاهد .
وهذا الوجه بعيد (5) ، من حيث أن فيه منافاة للقرآن ، لأنه تعالى قال : { ونادى نوح ابنه } ولأن الأنبياء يجب أن ينزهون عن مثل هذه الحال (6) ، لأنها تعير وتشين ، وقد نزه الله أنبياء عما دون ذلك ، توقيراً لهم وتعظيماً عما ينفر من القبول منهم . ) (7) .
قال العلامة محمد صالح المازندراني : ( فامرأة نوح قالت لقومه أنه مجنون وامرأة لوط دلت قومه على ضيفانه ، وليس المراد بالخيانة البغي والزنا إذ ما زنت امرأة نبي قط ... ) (
.
قال عبدالرحيم الرباني الشيرازي : ( هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة أذيال أزواج النبي صلى الله عليه وآله ... ) (9) .
قال الشيخ محمد جواد مغنية : ( فإن المسلمين يعتقدون أنه ما زنت امرأة نبي قط ) (10) .
قال العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي : ( أنه على ما فيه من نسبة العار والشين(11) إلى ساحة الأنبياء عليهم السلام ، والذوق المكتسب من كلامه تعالى يدفع ذلك عن ساحتهم وينزه جانبهم عن أمثال هذه الأباطيل ... ) (12) (13) .
قال العلامة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي : ( وعلى أية حال فإن هاتين المرأتين خانتا نبيين عظيمين من أنبياء الله . والخيانة هنا لا تعني الانحراف عن جادة العفة والنجابة ، لأنهما زوجتا نبيين ولا يمكن أن تخون زوجة نبي بهذا المعنى للخيانة ، فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " ما بغت امرأة نبي قط " ) (14) .
قال الشيخ علي آل محسن : ( ولا ريب فإنه لا يراد بالخيانة هنا ارتكاب الفاحشة ، فإن نساء الأنبياء منزهات عن ذلك ، حتى من كانت منهن من أصحاب النار ) (15) .
قلت : سبحان الله هل يوجد ضلال بعد هذا الضلال ؟!
هل يوجد أكذب من هؤلاء القوم ؟!
هل يوجد تشويه أكثر من هذا التشويه ؟!
هل يوجد افتراء أكثر من هذا الافتراء ؟!
كل شيء في هذه الدنيا ينتهي إلا الكذب على الشيعة لا ينتهي !
فهذه اقوال علمائنا بنفي هذا الامر وامتناع وقوعه فكيف نُتهم بذلك وهذه الاقوال بمراحة متعددة من الزمن حسب حياة العلماء
وهذا لا يعني ان الذين لم اذكرهم ، واقوالهم: أنهم يقولون بهذا الامر بل أجمعت كلمة علماء الطائفة على نفي هذا الامر إلا من شذَّ منهم
ومن أراد رأي علمائنا المتأخرين ومراجعنا الأعلام فليطالع المواقع الخاصة بهم فقد عجت بالجواب عن هذه الفرية
وأقول لكل أفاك أثيم :
واحذر من المظلوم سهماً صائباً
واعلم بأن دعاءه لا يحجبُ
قال تعالى : ﴿ بَلْ نَقْـذِفُ بِالْحَـقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُـهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾ الأنبياء - 8 .
وقبل الختام أحب ذكر قول لاحد علماء السنة المعروفين حول هذه الفرية على الشيعة من انهم يقذفون نساء الأنبياء بالزنا وبالتحديد عائشة وحفصة مستندين الى نصوص وكل هذا كلام باطل لا يصدر منا ولا عن علمائنا وقد تقدم كلامهم وأقول:
* شهادة الآلوسي السني بان المسالة محض افتراء ، ولا اثر لها لا في كتبنا ولا لها اصل ولا اثر عندنا!!!!!!
فلا ريب من يروّج لهذه الفرية ممن لا نصيب له من التقوى ، ولا التحقيق العلمي ، انما كما قال تعالى في كتابه " قالوا ربنا انا اتبعنا ساداتنا و كبرائنا فأظلونا السبيل "!
نص كلام الآلوسي :
تفسير الآلوسي - ج 18 - ص 122
ونسب للشيعة قذف عائشة رضي الله تعالى عنها بما برأها الله تعالى منه وهم ينكرون ذلك أشد الإنكار وليس في كتبهم المعول عليها عندهم عين منه ولا أثر أصلا ، وكذلك ينكرون ما نسب إليهم من القول بوقوع ذلك منها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وليس له أيضا في كتبهم عين ولا أثر .
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
------------------
(1) يقصد اتهام زوجاتهم بالزنا والقول بأن أبناءهم أنباء زنا والعياذ بالله .
(2) أمالي المرتضى - ج1 ص475 .
(3) التبيان في تفسير القرآن - ج10 ص52 .
(4) يعني ابن نوح .
(5) يقصد من قال أن ابن نوح كان ابن زنا فكلامه بعيد جداً وغير صحيح .
(6) سبحان الله ما أكذبكم يا تلامذة ابن تيمية .
(7) تفسير مجمع البيان - ج5 ص316 / 317 .
(
شرح أصول الكافي - كتاب الإيمان والكفر - باب الضلال - ج10 ص107 .
(9) هامش بحار الأنوار - ج22 ص240 .
(10) التفسير الكاشف - ج7 ص368 .
(11) يقصد الطعن في عرض زوجة نوح والقول أن ابنه كان ابن زنا والعياذ بالله .
(12) الميزان في تفسير القرآن - ج10 ص225 .
(13) انظر بعينك يا أيها المنصف السيد الطباطبائي يقول بأن هذا الكلام من الأباطيل ويأتون المتمسلفة خذلهم الله ويقولون بأن الشيعة يطعنون في عرض الأنبياء !!!
(14) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - ج18 ص294 .
(15) لله وللحقيقة للشيخ علي آل محسن - ج2 ص480 .