((وَيَقُولُونَ
لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ
لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ))(1) (*)
ابن بابويه : قال حدثنا علي بن احمد (بن محمد) الدقاق رضي الله عنه قال :
حدثنا محمد بن ابي عبدالله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه
الحسين بن يزيد عن علي بن ابي حمزة عن يحيى بن القاسم قال :
سالت
الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل ((الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى
للمتقين الذين يؤمنون بالغيب)) فقال : المتقون شيعة علي عليه السلام والغيب
(فـ) هو الحجة القائم (الغائب) و شاهد ذلك قول الله عزوجل : ((ويقولون
لولا انزل عليه اية من ربه قل انما الغيب لله فانتظروا اني معكم من
المنتظرين))
المهدىّ فى القرآن:
جلّ ما ورد بشأن المهدىّ عجل الله فرجه الشريف فى القرآن الكريم، هى من دلالة باطن الآية الذى هو تأويلها دون تنزيلها.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما في القرآن آية إلاّ و لها ظهر و بطن)
سُئل الإمام ابوجعفر محمد بن على الباقر عليه السلام عن ذلك، فقال: (ظهرُها تنزيلها و بطنها تأويلها).
والبطن و التأويل، عبارة عن المفهوم العام المنتزع عن الآية، بعد إلغاء
الخصوصيّات المكتنفة، لتصبح الآية صالحة للإنطباق على موارد مشابهة لمورد
النزول، على مرّ الأيّام. الأمر الذى ضمن للقرآن بقاءه و شموله مع الخلود.
نعم ان للقرآن دلالة بحسب ظاهره، مما يرتبط و شأن نزول الآية. و دلالة
اخرى عامة صالحة للانطباق على الموارد المشابهة حسبما يأتى من زمان. و بذلك
أصبح القرآن حيّاً مع الأبد، و كان شفاء للناس و دواءً لأدوائهم فى مختلف
الازمان و العصور.