رضاع النبي في بني سعد

اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
هذه توطئة بسيطة جدا لبحوث محققة في مسألة رضاع النبي في بني سعد والمهاترات التاريخية والاخبار المتناقضة زمانيا ومكانيا و اسقاط الحوادث بالمنطق لتشابكها مع العقيدة الحقة في امهات الانبياء عليهم السلام ولن اتعرض في هذه المقدمة التمهيدية لبحوث مدعمة بالمصادر والتحليل للاخبار والاسانيد و زمكنة روايات سني الرضاع في تلك البقعة التى عرفناها بديار بني سعد، ولنحاول ان نجيب عن بعض الاسئلة بلغة بسيطة:
1- ورد في خبر الرضاع : كان من عادة العرب ارسال ابنائهم الى البادية .. الخ ! ألا هل من يرفدني بأسم غير النبي (ص) أرسل الى البادية.
2- من الاعذار لارسال الرضع الى البادية ليقوم لسانهم على الفصاحة لان مكة خليط غير متجانس من اللهجات لاختلاف الاقوام اليها ! ولكن اين نشأ باقي فصحاء وبلغاء العرب؟ اين نشأ بنو هاشم؟ اين نشأ علي عليه السلام وباقي الطالبيين وهل كان بنو سعد لسانهم فصيح ؟ كيف وقد ورد ان الكشكشة كانت في لسان بني سعد.
3- هل النبي صلى الله عليه واله العالم باللغات واللهجات بحاجة الى منشأ يقوم لسانه.
4- ان مرضعات الانبياء لابد ان يكن موحدات مؤمنات والا حرم على الانبياء الارتضاع وقد حرم عز وجل المراضع على موسى عليه السلام ورده الى امه ولهذا قال بعض من قال ان حليمة كانت موحدة، ولا يخفى ما للرضاع من تأثير على نشأت الطفل وفي أثر الرضاع أخبارا وآثارا ملموسة الى فترات ليست بالبعيدة تأتي في محلها.
5- في نفس الزمان الذي يجب ان يكون به النبي صلى الله عليه واله في بني سعد هناك أخبار وآثار أقوى تدل على وجوده في مكة وفي فترات متعاقبة من نشأته الصبيانية الظاهرية وقد كان يحبو الى بساط عبد المطلب واستسقى به جده وانشأت في ذلك أشعارا.
6- كان عبد المطلب شديد الحرص على ولده المصطفى وان أعين اليهود كانت تتربص لقتله وان أباه عبد الله كما يستنبط من الاثار قد قتل بيثرب؛؛ أفيتركه عبد المطلب في مضارب البادية يرعى بالاغنام وحيدا، حتى و ان قلنا ان الله حافظ لانبياء لكن هذا تعريض للتلف ومنافاة للحرص، والا لما أوصى عبد المطلب أبا طالب بالعناية المشددة والرقابة المكثفة للنبي عندما كفله، ولما تداوى احد من الانبياء والاوصياء والعارفين لعلمهم بالمسيرة التى ستؤول اليهم.
7- ان فصاحة رجالات بنو هاشم لتبلغ الاسماع بلا شفاه ودواين شعرهم بين يدي الطالب لا بل ونساءهم كذلك فهذه أشعار بنات قصي وعبد المطلب في قصص السير والتاريخ ولبلاغة علي أبين من تثبت فأين نشأ علي عليه السلام أليس في البيت الذي نشأ به النبي صلى الله عليه واله.
8- ان بعض الامويين وحكامهم كيزيد الفاسق لعنه الله والحجاج ممن ينسب لهم الشعر و الفصاحة والبلاغة لم ينقلوا لنا انهم نشأوا في البادية، فيزيد مثلا نشأ بين النصارى من أخوالة بني كلب فهل بنو كلب أفصح من بني هاشم لكي لا يرسلوا يزيدهم للبادية.
9- انما المقصود من هذه القصص ابعاد بني هاشم عن سوح البلاغة والادب وهو مخطط شمولي لكل الفضائل والمزايا كما حاولوا ويأسوا ان يضعوهم بمنزلة الوثنيين في مكة وجعلوهم من أهل الفواحش والسكر وآكلون ما يذبح على النصب ونسبوه قبحهم الله الى النبي صلى الله عليه واله وان زيد بن نفيل عم عمر كان خيرا منه لانه أبى تلك الاكلة، ولقد كان من عادة الامويين آنذاك كسب القصاصيين والمحدثين واعطائهم الصلاحيات الاعلامية المطلقة للتحدث واغراقهم بصرر العطايا وافضل الهدايا من مال المسلمين نهبا اليهم وافترشوا لهم موائد السلاطين رغبة بالكذب، وان الحوارات الباطنة بينهم وان لم يصل الينا الا القليل منها، الا إن إستقراء العطايا بالمديح الباطل وطلب ذلك بحرص من الشعراء لهو نفس الحرص من القصاصين بافتعال المناقب الباطلة للامويين والعباسيين والمثالب الزائفة لال البيت عليهم السلام.
10- لماذا لم ترضع واحدة من نساء بني هاشم النبي صلى الله عليه واله اذا صح ما قيل ان امه عليها السلام قد جف لبنها أفلا أرضعته فاطمة بنت أسد سلام الله عليها لانها آنذاك كانت مرضعا لولدها طالب وهو ترب النبي صلى الله عليه واله وكيف لعاطفة الام الجياشة ان تصبر على فراق يتيمها سنين.
ومن هذه وتلك الاكاذيب سنحاول بعون الله تعالى ان نزيح بعض سادل الستار عن هذه الحكاية وما ترتب عليها من تصورات وتصديقات لنخرج بناتج ننتصر به لبني هاشم وال البيت النبوي الشريف بعون الله وبركة دعاء المؤمنين الذي أسألكم إياه والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله بك أخي الكريم
وجزيت خير الجزاء

جزاك الله كل جزاء على الموضوع المميز