خلية تجسس في السعودية من نوع أفلام الكرتون
لم يقبل المجتمع السعودي تصريح الناطق الاعلامي لوزارة الداخلية السعودية الذي صرح باعتقال خلية تجسس مكونة من ١٦ سعودي لصالح دولة اجنبية كما صرح الناطق الاعلامي.
ويبدو ان الداخلية السعودية وقعت في مأزق بعد تسرعها باعتقال مجموعة من رموز البلاد العلمية والاكاديمية المرموقة على اثر معلومات استخباراتية تلقتها بحسب ما اعلنه الناطق الاعلامي.
وخلال ساعات قليلة من تصريح الناطق الاعلامي ومن خلال ردود افعال الشارع السعودي باغلب مكوناته واطيافه الرافض لهذه الاعتقالات والذي لم يقبل اساسا فكرة هذه العملية بسبب مكانة المعتقلين وحضورهم القوي في ساحة المجتمع وفعاليتهم في انشطة الدولة والمؤسسات التي ينتمون اليها.
بدا واضحا ان الجهة التي تقف خلف تسريب المعلومات الاستخباراتية التي اعتمدت عليها الداخلية السعودية لها مصلحة في زعزعة النسيج الوطني الاجتماعي السعودي واشغاله بهذا الحدث لتمرير امر خفي ربما يهدد تماسك كل الوطن او ربما للاستعداد لنشر قضية اخرى اكبر قد تربك الشارع السعودي وحكومته في نفس الوقت وهو في امس الحاجة الى الوحدة والتكاتف.
واللافت للنظر في هذه القضية ان الداخلية السعودية ابتلعت هذا الطعم بسهولة وبدا هذا الامر واضح للمراقبين ليس فقط من خلال تسرع وزارة الداخلية في الاعتقال وكيفيته بل ايضا في التعجل باصدار بيان باتهام المعتقلين بالعمالة والتاكيد على احالتهم للجهات العدلية قبل ان ينتهي التحقيق معهم ومعرفة ان كان لهم بالفعل انشطة مشبوهة أو ان المعلومات التي اعتمدت عليها الوزارة غير صحيحة ومفبركة، بينما في نفس الوقت سارع المواطنين العاديين لرفض هذه الفكرة تماما وعدم تقبلها جملة وتفصيلا وذلك بعد نشر اسماء المعتقلين الذين تبين ان من ابرزهم اكاديمي مرموق مشهور بالنزاهة والحس الوطني والنشاط العلمي الاكاديمي في خدمة الوطن بشهادة الالاف من الطلاب الذين درسوا و تخرجوا على يديه في مختلف مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراة.
بينما اتضح ان المعتقل الاخر هو طبيب استشاري شهرته اكثر من مستوى اي شكوك ولا تزال تتنافس على استقطاب خدمته والاستفاده منه العديد من المستشفيات الخاصة وتحاول اغراءه بمختلف الميزات بينما يتمسك به المستشفى الحكومي التخصصي الابرز على مستوى المملكة. والشخصية الثالثة من المعتقلين هي شخصية مصرفية بارزة استطاع خلال خدمته وفعاليته من تحقيق انجازات كبيرة للمصرف الذي يعمل لاجله وقيادة القطاع الذي تخصص فيه الى نجاحات متكررة وفعالة رفعت مستوى هذا المصرف الى الصفوف الاولى في تصنيف المصارف السعودية.
فعندما ادرك المجتمع السعودي بسرعة هذي الحقيقة عن ابرز المعتقلين فهم بحسابات بسيطه واساسية انه لا يمكن لشخص ان يبرز ويحقق نجاحات متواصلة ويكون رمزا مرموقا ومثال يشار اليه ويستمر في نشاطه ونجاحاته بينما هو في نفس الوقت مشغول بامور اخرى كبيرة الحجم وعالية الخطورة والحساسية كالتهم التي لفقت لهذه الشريحة من المجتمع.
هذا التحليل البسيط والمنطقي اقنع الصغير والكبير والمثقف والبسيط من نسيج المجتمع السعودي واصبح محصنا ضد اي اعترافات قد تبث وتكون قد انتزعت بطريقة ما من المعتقلين مماشكل ضغطا في مواقع التواصل الاجتماعي على الداخليه السعودية بكثرة رفض الاتهام ونقد طريقة التعامل مع هذا الحدث ومطالبة الداخلية باطلاق سراحهم بدون الحاجة الى تحقيقات فالامر بمنتهى البساطة والبديهية غير منطقي. واصبح التساؤل المطروح الان بالساحة متى تصحح الداخلية السعودية تسرعها واعتمادها على معلومات غير موثقة وتعيد للمجتمع هذي النخبة المميزة من ابناءه الاكفاء البررة وتحفظ بهذا المجتمع من التأرم والتمزق ودخوله في دورة جديدة من صراع الانتماءات .
علي الحاجي ـ الوطن الجزائري