( أحمد حسين يعقوب (محامي) رحمه الله )
العودة لصفحة البداية
العودة لفهرس المستبصرين
البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد في الاردن ، مدينة جرش عام 1939 م ، في أسرة شافعية المذهب حصل على الثانوية العامة من مصر ، وأكمل دراسة الحقوق في جامعة دمشق وسجل للدراسات العالية ، دبلوم القانون العام في الجامعة اللبنانية ، محامي وخطيب جمعة ورئيس بلدية.
الإنتقال : الى المذهب الشيعي الإمامي.
- من البديهي أننا في هذا العصر فتحنا أعيننا على كشكول من المذاهب والحركات الإسلامية والتي تدعى كلها : إنها على المحجة البيضاء ، وأن غيرها ضال مضّل ، فهذه الحركة ( ولا نعتبرها مذهباًً بذاتها ) ، خرجت على المسلمين في عصر إنحطاطهم فزادت طينهم بلة ، حيث رمت جميع الفرق الإسلامية بالمروق من الدين والخروج على التوحيد ، مع الإسلوب الفظّ والمعاملة البدوية مع ضيوف الرحمن ، وفي نفس الوقت لاقت هذه الحركة معارضة شديدة من طرف بقية فرق المسلمين ـ وهي أعرق منها ـ فكتبت الكتب في رد ضلالاتها ومنها :
- كتاب الإنتصار للأولياء الأبرار للشيخ طاهر سنبل الحنفي.
- كتاب تهذيب المقّلدين بمن أدعى تجديد الدين للشيخ المحقق محمد بن عبد الرحمن الحنبلي.
- خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام للسيد أحمد بن زيني دحلان مفتي مكة الشهير.
- رد على محمد بن عبد الوهاب للشيخ إسماعيل التميمي المالكي التونسي.
- الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبدالوهاب شقيق.
- وكتب أخرى عديدة كتبها أبرز علماء الفرق الإسلامية في الطعن بهذه الحركة المشبوهة.
وقد قال رسول الله (ص) : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالك إلاّّ واحدة.
وعلى هذا الحديث فإن الإنقسام لم يكن لنا فيه دخل ولا عمل ، بل وجدنا الأمة مشتتة مقسمة : كل حزب بما لديهم فرحون.
ولأن الله تعالى ذم التقليد الأعمى وتقليد عقائد الأباء والأجداد ، فقد قال : في كتابه ذاماً لهذه العقلية : إنا وجدنا آبائنا على أمة وأنا على آثارهم مهتدون.
لكن الأستاذ يعقوب عمل بقوله تعالى : الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه ، نعم هذا هو منطق العقل والقرآن الكريم ، ولم يكن تشيع الأستاذ نابعاً من الهوى ولا عن خوف أو طمع بل مال مع الدليل القوي الذي لايصمد أمامه دليل ( نحن أبناء الدليل حيث ما مال نميل ) ، فخواء العقيدة الأشعرية وتنازع المذاهب الأربعة في المسائل الفقهية لايدع مجال لمنصف أن يركن ويطمئن إلى أحداها ، خاصة وأن الأدلة التي توجب إتباع مذهب الشيعة ـ مذهب أهل البيت (ع) ـ لاتدع لباحث المجال للتردد ، ومازاد في طمأنينة من تشيعوا بها ، وهو وجودها حازمة واضحة كحضور الشمس في أمهات كتب ومصادر السّنة كالبخاري ومسلم ومسند أحمد وغيرها ، وإذن فلماذا التردد ولماذا الحيرة ؟! هنا والحجة ملقاة على الجميع ، نعم إنّ التعصب وإتباع الأكابر يعمي ويصمي : وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا ....
تشيّع على بصيرة : لم يكتف الأستاذ بتقوله بقوله إلى المذهب الشيعي الإثني عشري فحسب ، بل إنه أنار الطريق لغيره من المظلّلين ليقول : كلمته ويتم الحجة وتستبيل سبيل المؤمنين ، فقد أغنى المكتبة الإسلامية بكتب عدّة ـ ولا زال ـ يغني ، نسأل الله التوفيق ونجاح الدارين.
وضع الإصبع على الدّاء : كالتيجاني وغيره من المستبصرين ، وضع الأستاذ يعقوب يده على الجراح ، أو الخطوط الحمراء والخطوط الضبابية التي كانت عقبة كأداء تقف إمام أي باحث منصف لتسد عليه الطريق ، من هذه الخطوط الحمراء مسألة الصحابة التي أخذت حجماً أكبر من حجمها وصارت حاجزا دون وصول الملايين من المسلمين والبشر للوصول إلى الإسلام المحمدي الأصيل وفهم منظومته كاملة.
يتساءل الأستاذ يعقوب في كتابه الذي خصصه لتحليل مسألة الصحابة وهو كتاب ( نظرية عدالة الصحابة ) ، قائلاًً : لماذا حدثت الإنهيارات ، لماذا توالت؟ حتى حولت النظام السياسي إلى هيكل عظمي وأخرجته ، عن معناه وصورته ، ثم أتت عليه ورفعته من واقع الحياة بعد أن أبطلت مفعول المنظومة الحقوقية الإلهية وحرمت الجنس البشري من التداوي بعلاج الإسلام ومن الإنتفاع بمنظومته؟.
أين يكمن بسبب ذلك كله ؟ : من المحال عقلاً أن يكون سبب هذه البلايا والمحن من المنظومة الحقوقية ذاتها لأنها من صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه ! إذن فمن المؤكد أن السبب في كل ذلك يكمن في الذين قادوا التاريخ السياسي الإسلامي ووضعوه ، أو في الأمة التي أشتركت معهم في صناعة هذا التاريخ وإخراجه أو بالأثنين معاً! ، عن كتابه المذكور ص 4 ـ 5.
نعم لقد جرت علينا جماعة الصحابة بما فعلوه بعد الرسول ـ إلاّّ الصالحون منهم ـ الويلات وتركوا الأمة تتخبط في ليل الفتن الدامية ـ ومازالت ـ إلى أن يفرج عنها الله ، نعم إن الصحابة هم الذين جعلوا الإسلام ممزقاً وإلاّّ فبأي عقل أم بأي شرع تخرج عائشة أم المؤمنين مجهزة للجيوش لتحارب علياًً؟!.
وبأي سابقة يسطو معاوية الطليق الذي أسلم يوم فتح مكة على زعامة المسلمين فيجعلها ملكاًً عضوضاًً بعد أن كانت خلافة ؟! وبأي حق يحكم يزيد الفاسقالفاجر شارب الخمور : ( إنظر تاريخ الطبري ج 5 ص 279، عن الحسن البصري ) ، الأمة الإسلامية العريضة وهو وغيره من حكام بني أمية وبني العباس والعثمانيون لا يستفيقون من السكر ليلاًً ونهاراًًً ؟!.
بعد تعريفه .... الصحابي لغةً وأصطلاحاً ورأي أهل السنة وعلماءهم في ذلك يصل الأستاذ يعقوب الى أمثلة منهم ، فهذا الزبير يقتل في معركة الجمل ضد علي بن أبي طالب وكذلك طلحة بن عبيد الله وعمار بن ياسر يقتله جيش معاوية وعمار هو الذي قال : فيه رسول الله (ص) : عمار تقتله الفئة الباغية ، وهذا معاوية يأمر عمّاله بسب أبي تراب ، علي بن أبي طالب (ع) ؟!.
يقول الأستاذ في كتابه : وإبتغاء لمرضاة معاوية ، كان عماله يسبّون علياًً (ع) : لأنظر تاريخ الطبري ج 5 ص 167 ، الكامل في التاريخ لإبن الأثير ج 3 ص 413 ، المستدرك للحاكم النيسابوري ج 1 ص 385 وغيرها كثير.
وعلى هذا كيف يكون جميع الصحابة عدولاًً؟! وعلى هذا يتبين كذب الحديث الموضوع على رسول الله (ص) : الله الله في أصحابي ، لاتتخذوهم غرضا بعدي .... ، إنظر مسند أحمد ج 5 / 54 ، فلماذا كان معاوية يسب علياًًً ، وإستمر بنو أمية على لعنه (ع) طيلة سبعين سنة!.
يقول الأستاذ يعقوب في ذلك : لو كانت الصحابة كلهم عدول لما حدثت الفتنة ، ولو كان الصحابة كلهم عدولاًً لما تفرقت الأمة ، ولو كان الصحابة عدولاًً لما قتل الصحابي صحابياًً مثله ، لأن العادل لايقتل النفس التي حرم الله ألاّ بالحق ، ولو كان الصحابة كلهم عدولاًًً لما وسد الأمر لغير أهله ولما أصبحت الخلافة ملكاًً وغنيمة يأخذها الغالب ، عن كتابه ـ نظرية عدالة الصحابة ـ ص 69.
بعد هذا التحليل المنطقي للأحداث والشخصيات التي عاصرت الفتنة يأتي المحامي يعقوب إلى مسألة المرجعية الشرعية في الإسلام ، أي من الذي جعله الله خليفة وحاكماً للمسلمين بعد رسول الله؟ وما هي نظرية الإسلام في الحكم ، هل هي الشورى ، كما يدعي أم التعيين أم النص ، يقول هو في ذلك تحت عنوان : الدليل الشرعي على تعيين الله للمرجعية الفردية ص 190 مايلي :
- آية الولاية وهي ، الآية 55 من سورة المائدة : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ، وقد نزلت هذه الآية في علي (ع) حين تصدق بخاتمه وهو راكع في صلاته ، عن كتابه ص 190.
- يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وبالفعل فقد نصب النبي (ص) أمير المؤمنين علياًً مرجعاً وخليفةً من بعده في جمع غفير ضم مائة الف مسلم في غدير خم ، وذلك يوم الخميس وقد نزل عليه جبريل بعد مضي خمس ساعات من النهار .... ، وقد نزلت هذه الآية يوم الغدير ، إنظر مثلاًً ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ج 2 ص 86 ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 187 ، أسباب النزول للواحدي النيسابوري ص 115 ، الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ج 2 ص 298 ، تفسير الفخر الرازي ج 12 ص 50.
ثم يعرض الأستاذ يعقوب مسالة الإنقلاب على هذه المرجعية الشرعية ونلخصها فيما يلي : نزع الخلافة والإمامة ، عن بني هاشم وتفريقها على بطون قريش ، فقد قال عمر لإبن عباس كرهوا ( قريش ) أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فتجحفوا على قومكم ، فأختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت .... ، إنظر الكامل في التاريخ لإبن الأثير ج 3 ص 24.
وعلى هذه الخطة طلعت نظريات عجيبة وغريبة لا غصل لها ولا فصل مثل نظرية الشورى المزعومة ، وقد أخبرنا : التاريخ ما وقع في سقيفة بني ساعدة من نزاع وسب وشتم فإنتخب أبوبكر خليفة دون إجماع ولا شورى المسلمين.
وعين أبوبكر عمر ولم يستثر أحداًًً وكذلك فعل عمر حيث عين ستة فأين الشورى ، بعد الشورى جاءت نظرية أخرى وهي نظرية الغلبة حيث الملك والخلافة لمن يغلب فحكم بنو أمية وبنوالعباس وكل الخلفاء في تاريخ المسلمين بالقوة والقهر ، وهذا إبن عمر يقول بنفسه مزكياً لخلافة يزيد وعبد الملك وغيرهما ، نحن مع من غلب ، إنظر طبقات بن سعد ، ترجمة عبد الله بن عمر.
- وللأستاذ أحمد حسين يعقوب كتب رائعة أخرى ، يحلل فيها بدقة فترة ما بعد وفاة رسول الله (ص) ليخرج بنتائج مهولة ، وهي مافعله الصحابة بهذه الأمة حيث مزقوها تخريقا وجعلوها طرائق قددا ، كل حزب بما لديهم فرحون.
حتى صارت الفرقة الشيعية ـ الواعية لهذه الحقائق والفاهمة لها كل الفهم ، فرقة ضالة وما ذاك إلاّّ لرفضها للسلاطين وحكام الجور وهذا التحريف التاريخي الكبير الذي حدث لمنظومة الإسلام ككل يقول المؤلف خاتماً كتابه.
وبالمقابل فإن السلطة القابضة بأيديها على زمام كل شيء في المجتمع ، صارت حرية الشيعة بطرح وجهة نظرها ، وإتهمت الشيعة بأنها خارجة على الجماعة ، وشاقة لعصا الطاعة ، وأحياناً أتهمتها بالمروق والرفض والزندقة والكفر .... الخ ، وكانت وجهة نظر السلطة بالشيعة متاحة للجميع ، وتنقلها وسائل أعلام السلطة بحرية ويروّج لها العلماء المتعاونون مع السلطة ، فصورت الشيعة بأبشع الصور وعمقت الهوة بين الشيعة والأمة ، وماتت أجيال وجاءت أجيال ، فتصورت الأجيال اللاّحقة أنّ التهم التي الصقتها السلطة بالشيعة صحيحة ، فأخذت تردّد نفس التهم وتعزف على ذات الوتر بحكم التقليد ، والشيعة محتسبة ، صابرة ومثابرة ، وواثقة أن اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق ليس ببعيد ، نعم لم يعد هذا العصر ـ عصر الإنفتاع على الموروث وعلى الأخر ـ يسمح بهذه الأكاذيب والزيف التاريخي ، فأقبلت جماعات وأفراد حرة ، واعية بالإسراع نحو مذهب الشيعة ، مذهب أهل البيت الذين قال : فيهم رسول الله (ص) ، والحمد لله على هدايته وتوفيقه.
وأجرت معه مجلة المنبر حواراً جاء فيه : لم تكن المناظرة عقائدية ، أو شخصية علمائية ، أو تباحثا شخصيا ، أو كتاباًً شيعياً .... ذلك الذي دفع المحامي الأردني الشهير أحمد حسين يعقوب إلى التشيع وإعتناق عقيدة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، بل كانت الومضة الأولى التي قادته الى هذا المعين العذب كتاباًً أفجعه ، لكاتب سني هو خالد محمد خالد ، الأديب المعروف.
- أبناء الرسول في كربلاء : إن إسم هذا الكتاب الذي وقعت عيناً أحمد حسين يعقوب عليه ، فقرأه بشغف ، ليكتشف كيف أن الظالمين وثبوا لتبديل شريعة الله تعالى ، ومحو ذكر محمد وعلي صلوات الله عليهما ، بما إرتكبوه من جرائم يندي لهما جبين الإنسانية ، وإرهاب لم تعرف له مثيلاً البشرية ، وبما رسخوه في أذهان العامة من مضامين ثقافية جعلت الحلال حراماًًً والحرام حلالاًً ، وبدلت المعروف بالمنكر ، وآل البيت بالصحابة!.
- إنه الحسين .... سيد الأحرار والشهداء ، صلوات الله وسلامه عليه ، هو من فتح ذراعيه لأحمد حسين يعقوب الذي ظل يبكي الماً ويئن لوعة ، لما جرى على أبي عبد الله ، فكان حرحه النازف ودمعه الهادر طريقاًً سلك به الى بر الأمان ، حيث صاحب الزمان ، صلوات الله وسلامه عليه.
- يتحدث المحامي الذي عاهد ربه أن يترافع طوال حياته عن قضية أهل البيت عليهم السلام العادلة ، عن قصته ، وكيف تبين له أن شيعة آل محمد (ص) هم الفئة الناجية ، وكيف ووجه من المجتمع والناس ، الذين اتهموه بالكفر والإرتداد والرفض والمروق عن الملة والدين!
- إنها كلمات يسردها أحمد حسين يعقوب ، صاحب كتاب : ( المواجهة ) ، الذي حوكم بسببه ، في خطاب خاص أرسله الى ( المنبر ) ها هو نصه : أنتمي لعشيرة بني طه أبو عتمه إحدى بطون عشيرة العنوم ، ولدت في كفرخل الواقعة شمال جرش عام 1939 ، متزوج من إمرأة واحدة ولي عشرة أولاد ذكور ، وأربع بنات ، حصلت على الثانوية العامة من مصر ، وأكملت دراسة الحقوق في جامعة دمشق ، وسجلت للدراسات العالية / دبلوم القانون العام في الجامعة اللبنانية وسجلت لدراسة الماجستير في جامعة الحكمة ، كنت موظفاً ومعلماً وخطيب جمعة ورئيس بلدية ، وأنا أعمل في مهمة المحاماة منذ 17 عاماًً.