وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أي فرقة
هي الفائزة بالنعيم الأبدي في رضوان الجنان ؟ لعمر الدهر، لو أن الإنسان
بات الدهر طاويا "، يفترش الغبراء، ويلتحف الزرقاء ونجى لما كان مغبونا "
به.ولنبحث الآن عن: أيقول
لنا حديثا " [هو] من أهم الأحاديث الواردة في الترغيب والترهيب، وفيه من
الغموض ما لا يستطيع أعظم مفكر أن يكتشف غوامضه إلا أن يكون معصوما "،
ويتركه على الصدفة بدون أن يعلق عليه، فيوقع أمته مضطربة الأحوال، تتخبط
خبط العشواء في الليلة الظلماء ؟ !حاشاه
من أن يغمض أمرا ذا بال، فيه لأمته النجاة أو الهلاك فأقول: إن الفرقة
الناجية هي التي تمسكت بولاء الله وولاء الرسول والأئمة الأطهار الذين
طهرهم الله من الرجس، وتبرأت ممن عاداهم عملا " بالحديث الثابت المتفق عليه
من كلا الطائفتين (الشيعة والسنة) وهو قوله صلى الله عليه وآله
من كنت مولاه، فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد
من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) وأما
قول من قال: إن النبي صلى الله عليه وآله لما سئل عن الفرقة الناجية أيتها
هي ؟ فقال: (ما أنا وأصحابي عليه) فغير مسلم فيه إذ أن الصحابة ليسوا كلهم
ممن يتمسك بهم، لأنه فيهم ممن ظهر منهم أفعال غير مرضية، مثل: مروان بن
الحكم الطريد ابن الطريد، الملعون ابن الملعون، كما روي عن عائشة، عن رسول
اللهمروان
فضض من لعنة الله ورسوله) - قال ابن الأثير في النهاية: 3 / 454: ومنه
حديث عائشة: قالت لمروان: إن النبي صلى الله عليه وآله لعن أباك، وأنت فضض
من لعنة الله. أي قطعة وطائفة منها.، ومعاوية الطليق ابن الطليق، وعمرو بن
العاص المشهور في المكر والخداع، وكالمجرم المغيرة بن شعبة، وكثير غيرهم.وقد قال الله سبحانه في سورة براءة: (ومن الأعراب منافقون من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم). سورة التوبة: 101.أما
أنا فلي رأي في قوله تعالى: (لا تعلمهم) وهو أن النبي صلى الله عليه وآله
يعلمهم تماما "، ولكن جاءت الآية للتهويل بهم لتمردهم في حرفة النفاق، كما
تقول فيمن كثر إيذاؤه، وعظم ضرره وبلاؤه في الفساد والإفساد، فتمرد بفنه
تقول إذا أردت أن تعلم عنه أن هذا رجل كذا وكذا، وأنت تريد [أن] تعرفه لمن
يعلم حاله تقول له: أنت لا تدري ما فعل فلان من كذا وكذا من الأفعال مع علمه بحاله ! ؟وهذا أمر شائع معروف حتى بين العوام، ويعرفه من له معرفة في علم البلاغة.وإن
صح قوله صلى الله عليه وآله: (ما أنا وأصحابي عليه) ولا أراه بصحيح،
فالمراد به أهل البيت عليهم السلام الذين جعلهم الله ورسوله قدوة لأولي
الألباب، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالتمسك بهم، ونهى عن ترك
التمسك بهم، كما أوردنا عليك الكثير من الروايات الواردة بهذا الشأن في
كتابنا هذا، فراجع وتأمل، ولا تحملك العصبية.وهنا أقدم لك دليلا " غير هذا، وهو قد ورد في كتب الحديث، وكتب المواعظ وغيرهما:(من قال لا أله إلا الله دخل الجنة) (1 سورة التوبة: 101.) قلت:
وهذا الحديث
مشهور، ومروي بألفاظ مختلفة، أشهرها ما هو مروي في صحيفة الإمام الرضا عليه
السلام: إذ قال عليه السلام بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال:ويقول الله عز وجل: (لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي).قال الراوي: فلما مرت الراحلة نادانا - أي الإمام الرضا عليه السلام -:(بشرطها وشروطها وأنا من شروطها).أقول:
فإذا نظرنا إلى الآيات المباركة التي يتوعد فيها سبحانه وتعالى بالنار،
وإلى التي يعد فيها بالأمن من العذاب، والفوز بالنعيم لمن أسلم وآمن وعمل
صالحا "، ثم نظرنا إلى الأحاديث الشريفة المبينة لما وجب وما حرم على
الإنسان، وإلى أحاديث دعائم الإسلام، والتي منها ولاية الأئمة الاثني عشر
عليهم السلام فالتشيع قد[size=21] اسسه الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله[/size]