عطر البنفسج الرتبــــــة
رقم العضوية : 51 الجنــس : المواليد : 29/10/1973 التسجيل : 05/02/2013 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 69 نقـــــــــاط التقيم : 101 السٌّمعَــــــــــــــة : 0 علم بلدك : 15000
| موضوع: أبو ذر الغفاري وشجاعة الموقف السبت مارس 16, 2013 12:41 am | |
| أبو ذر الغفاري وشجاعة الموقف
أ- من عظماء الإسلام:
حينما ندرس شخصية تاريخية كأبي ذر، تطالعنا مواقف ومشاهد في غاية السمو والرفعة الأخلاقية، فنجد أنفسنا أمام مدرسة مثالية غنية بالعطاء الفكري والعطاء الروحي، ومليئة بالعظات والعبر، ونلمس ذلك في السلوك العملي مع النفس والمحيط تجسيداً كاملاً للمبدأ الذي دعا إليه وكافح من أجله، وقضى حياته في خير خاتمة وهو يحمل الرسالة الخالدة بموقف شجاع وصرخة حق لا تزال مدوّية إلى أن تقوم الساعة وهو أول من نادى بإتباع أمير المؤمنين علي عليه السلام والولاية له بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بكل ثبات مع باقي الأصحاب المخلصين ممن سمّوا بالأركان الأربعة.
وهو الممدوح مدحاً عظيماً على لسان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم حيث قال عنه: "ما أظلّت الخضراء، وأقلّت الغبراء من ذي لهجة أَصدق من أبي ذر، ومن سرّه أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم، فلينظر إلى أبي ذر".
وقد بايع أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن لا تأخذه في الله لومة لائم وعلى أن يقول الحق ولو كان مراً فالتزم ببيعته وكان جريئاً في جنب الله آخر عمره كما كان في أول أمره، عارفاً بحق أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وداعياً إلى الركوب في سفينته سفينة النجاة التي من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى.
ب- أبو ذر يواجه معاوية:
إن صاحب الكلمة الجريئة التي لا تعرف المداهنة ولا الرياء والوجل لا يمكنه السكوت على المنكر ولا إمضاؤه بل يطلق نداءه صريحاً في مسمع الحاكم الظالم وذلك من أفضل الجهاد فها هو أبو ذر رضوان الله تعالى عليه يخاطب معاوية مجيباً إيّاه: "ما أنا بعدو للّه ولا لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، بل أنت وأبوك عدوّان لله ولرسوله، أظهرتما الإسلام وأبطنتما الكفر ولقد لعنك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعا عليك مرّات أن لا تشبع".
فقال معاوية: ما أنا ذلك الرجل.
فقال أبو ذر: "بل أنت ذلك الرجل! أخبرني بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعته يقول وقد مررت به: (اللهم العنه ولا تشبعه إلا بالتراب)".
وتخيّل جلاوزة معاوية والجلاّدون في عسكره الغاشم أن أبا ذر كان غاضباً لنفسه لأجل حاجة مالية فساوموه رجاء أن يكف ويسكت فما وجدوا إلا الإصرار على قول الحق مهما كلّفه الأمر وبعث إليه معاوية بثلاثمائة دينار، فقال: "إن كانت في عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا، قبلتها، وإن كانت صلة فلا حاجة لي فيها".
وقال له أحدهم ذات مرة: "لك عندي يا أبا ذر ألف درهم وخادم وخمسمائة شاة".
قال أبو ذر: "أعط خادمك وألفك، وشويهاتك من هو أحوج إلى ذلك مني! فإني إنما أسأل حقي في كتاب الله...".
بهذه الصراحة يرسم لنا بعض مواقفه لا ليثأر ويغضب لنفسه بل للحق الذي طالب بتثبيته وبذلك جعل من نفسه رمزاً يدفع بالمقهورين والمظلومين إلى المطالبة بحقوقهم وعرض ظلاماتهم فكان في تصرفاته تلك رائداً من رواد الحق يجازف بنفسه من أجل الآخرين، وهكذا دأب الإنسان الرسالي فيما يميزه عن الإنسان العادي.
ج- أبو ذر ينشر التشيّع:
كافح رضوان الله تعالى عليه وجاهد جهاداً عظيماً في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا وإحقاق الحق وإبطال الباطل، فثبت على المبدأ الذي عاهَد عليه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ودافع على أكثر من جبهة وفي عدة مواطن ودعا المسلمين بكل جرأة وصراحة حتى آخر لحظة من عمره، فكان في مكة والمدينة كما الشام وحتى منفاه الأخير في الربذة غير آبه بأحد في سبيل تأدية الأمانة وإيضاح أن الخليفة الشرعي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والولي الحقيقي هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وليس معاوية.
1- في مكة المكرمة:
يقول أحد الرواة سمعت أبا ذر يقول وهو أخذ بباب الكعبة: "أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق".
ومما حدّث به على شفير زمزم والناس قد اجتمعوا حوله قال رضوان الله تعالى عليه: "سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهاتين وإلا فصمّتا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا يقول: علي قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره، مخذول من خذله".
2- في المدينة المنورة:
جاء في تاريخ اليعقوبي: بلغ عثمان أن أبا ذر يقعد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويجتمع إليه الناس، ... وأنه وقف بباب المسجد فقال: "... ومحمد وارث علم ادم وما فضّل به النبيون وعلي بن أبي طالب وصي محمد ووارث علمه، أيتها الأمة المتحيّرة أما لو قدّمتم من قدّم الله وأخّرتم من أخّر الله وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم...".
د- أبو ذر في المنفى:
إن خلاصة ما تقدم أن موقف أبي ذر من مبدأ التشيع كان موقفاً مثالياً يجسّد لنا كل معاني الثبات والصمود، واليقظة في الضمير الإنساني، فما كان لتلين عريكته ولا لتميل له قناة، فقد كان صلباً قوياً، متفانياً في سبيل ذلك.
ولم ينجح الغرماء الحاكمون في إسكاته فعمدوا إلى نفيه فحمل من الشام إلى المدينة على مركب وعر ثم بعد ذلك إلى الربذة حتى توفي غريباً هناك. فرضوان الله تعالى عليه حيث كتب على رمال الصحراء ملحمته الخالدة التي ستبقى تشرق في كل صباح مع الشمس ولكنها لا تغيب.
| |
|
وفاء الموسوي الرتبــــــة
رقم العضوية : 6 الجنــس : التسجيل : 18/12/2012 عدد المساهمات : 2483 نقـــــــــاط التقيم : 4743 السٌّمعَــــــــــــــة : 2 علم بلدك : ادارة منتدى
| موضوع: رد: أبو ذر الغفاري وشجاعة الموقف السبت مارس 16, 2013 12:59 am | |
| ابو ذر الغفاري شخصية رائعة بارك الله فيك اختي جزيت خيراً
| |
|
زينبية الطف الرتبــــــة
رقم العضوية : 6 الجنــس : التسجيل : 19/12/2012 عدد المساهمات : 562 نقـــــــــاط التقيم : 700 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : مراقب عام ومشرفة منتدى القسم الاسلامي
| موضوع: رد: أبو ذر الغفاري وشجاعة الموقف السبت مارس 16, 2013 4:22 am | |
| كعادتك مواضيعك مميزة وجميله فشكراً لك من القلب وشكرالموضوعك الاكثر من رائع دمت بكل خير
| |
|