عطر البنفسج الرتبــــــة
رقم العضوية : 51 الجنــس : المواليد : 29/10/1973 التسجيل : 05/02/2013 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 69 نقـــــــــاط التقيم : 101 السٌّمعَــــــــــــــة : 0 علم بلدك : 15000
| موضوع: المقداد بن الأسود الجمعة مارس 15, 2013 11:03 pm | |
| المقداد بن الأسود
أ- من عظماء الإسلام: للمقداد رضوان الله تعالى عليه صفات خاصة، ولشخصيته أبعاد هامة في تبليغ الرسالة والدعوة إلى الله تعالى وقد اخترنا في هذا الدرس التحدث عن سيرته الجهادية خصوصاً وأنه قد عرف بأول فارس في الإسلام ولقب بحارس رسول الله صلى الله عليه وآله ومما جاء في وصفه: كان من الفضلاء النجباء، الكبار الخيار من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله سريع الإجابة إذا دعي إلى الجهاد حتى حينما تقدمت به سنّه وكان يقول في ذلك: "أبت علينا سورة البحوث "انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً"". وكان إلى جانب ذلك رفيع الخلق، عالي الهمة، طويل الأناة، طيب القلب، صبوراً على الشدائد، يحسن إلى ألدّ أعدائه طمعاً في استخلاصه نحو الخير، صلب الإرادة، ثابت اليقين، لا يزعزعه شيء ويكفي في ذلك ما ورد في الأثر: "ما بقي أحد إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الأسود فإن قلبه كان مثل زبر الحديد وهو من الذين مضوا على منهاج نبيهم ولم يغيروا ولم يبدّلوا". ومما قاله فيه السيد بحر العلوم: "عظيم القدر، شريف المنزلة هاجر الهجرتين، وشهد بدراً وما بعدها من المشاهد تجمعت فيه رضوان الله تعالى عليه أنواع الفضائل وأخذ بمجامع المناقب من السبق والهجرة والعلم والنجدة والثبات والاستقامة والشرف والنجابة". ب- المقداد في السنة الأولى للهجرة: في السنة الأولى للهجرة كان المقداد لا يزال هو وبعض المستضعفين في مكة وليس من السهل أن يغادرها إلى المدينة للالتحاق برسول الله صلى الله عليه وآله لظروف وقتية كانت تحتم عليه البقاء، لذلك كان يترقب فرصةً سانحة يمكنه معها الفرار من مكة إلى يثرب واللقاء بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله والالتحاق بركبه حتى كانت سرية حمزة بن عبد المطلب وكان معها الخلاص، فخرج المقداد من مكة مع المشركين يوهمهم أنه يريد القتال معهم ولما بلغ إلى سرية الحمزة انحاز إليه ورجع معه إلى المدينة ونزل ضيفاً على رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن وحده بل كانوا جماعة. وتوالت قوافل المسلمين الجدد بالوفود إلى المدينة وعلى النبي صلى الله عليه وآله وأهل المدينة أن يهيئوا لهم ما يحتاجون من متطلبات الحياة الضرورية على الأقل. فكان إذا هاجر بعض المسلمين وزّعهم رسول الله صلى الله عليه وآله اثنين اثنين أو ثلاثة ثلاثة أو... حسب العدد على إخوانهم الذين استقرت بهم الدار في المدينة وأصبحوا قادرين على النهوض بأنفسهم وعوائلهم.
وكان المقداد رضوان الله تعالى عليه من أولئك الوافدين في عدد لا يستهان به حيث يحدثنا هو بذلك ويقول: لما نزلنا المدينة، عشرنا رسول الله صلى الله عليه وآله عشرة عشرة في كل بيت! قال: "فكنت في العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله".
ج- المقداد في أول حرب خاضها المسلمون (بدر الكبرى): من أبرز مظاهر هذه الحرب فقدان التوازن العسكري والمادي بين الفريقين، فقد كان عدد المسلمين ثلاثمائة أو يزيدون قليلاً بينما كان عدد المشركين يتراوح بين التسعمائة والألف، وقاد المشركون معهم مائة فرس وسبعمائة من الإبل، بينما قاد المسلمون معهم فرساً واحدة يقال لها "سبحة" كانت للمقداد وسبعين رأساً من الإبل حتى إن النبي صلى الله عليه وآله كان هو وعلي وزيد بن حارثة يتعاقبون بعيراً واحداً. لكن إرادة الله كانت فوق الظنون والاحتمالات واستباق النتائج ومنَّ الله تعالى على المسلمين بالنصر المؤزّر في نهاية الأمر. ولمّا كان الوضع في غاية الدقة والحرج قبل أن تحسم المعركة نظراً لفقدان التوازن كما ذكرنا، كان يتطلب مزيداً من الثبات والإصرار وبث الروح الجهادية بين الصفوف والتسليم المطلق لما يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله. هنا برز دور المقداد رضوان الله تعالى عليه بحركة تعبوية فقام يصدح بصوت هدّار يلهب الدماء في العروق وقال: "يا رسول الله امضِ لأمر الله فنحن معك والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: "فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون" ولكن اذهب وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون، والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه". وينقل أحدهم هذا المشهد مع ما تضمن من سرور وجه النبي صلى الله عليه وآله قائلاً: "لقد شهدت مع المقداد مشهداً لئن أكون صاحبه أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ثم ذكر كلمة المقداد ثم قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يشرق وجهه بذلك وسرّه وأعجبه. بعد ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "سيروا على بركة الله فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم". د- المقداد في أُحد والغابة وخيبر: وكان المقداد حاضراً في غزوة أحد وقد جعله النبي صلى الله عليه وآله على الخيل بعد إعطاء لواء المهاجرين لأمير المؤمنين عليه السلام ولواء الأوس إلى أسيد بن خضير ولواء الخزرج إلى الحباب بن المنذر. ومما قاله رضوان الله تعالى عليه في غزوة الغابة: "فخرجت وأنا أسأل الله الشهادة حتى أدرك أخريات العدو".
لكن الله تعالى شاء أن ينصره نصراً مبيناً. ومدحه حسان بن ثابت في قصيدته التي صوّر فيها غزوة الغابة قائلاً:
لولا الذي لاقت ومسّ نسورها بجنوب ساية أمسى في التقوادِ للقينكم يحملن كل مدججٍ حامي الحقيقة ماجد الأجدادِ ولسر أولاد اللقيطة أننا سلم غداة فوارس المقدادِ ولم يغب المقداد رضوان الله تعالى عليه عن ساحة خيبر في تلك المشاهد البطولية لأمير المؤمنين عليه السلام الذي غطّت شجاعته وخصوصاً في هذه الوقعة على شجاعة غيره، فإنه وإن كان المقداد حاضراً وقسم له رسول الله صلى الله عليه وآله من أموال خيبر ونتاجها الزراعي لكن ظلّ قلع الباب بيدي أمير المؤمنين عليه السلام يتردد صداه من أرض المعركة إلى يوم القيامة.
فسلام الله وملائكته على شجاعة أمير المؤمنين عليه السلام وبأسه ورضوانه الدائم على بطولة المقداد الخالدة خلود المعجزات.
| |
|
وفاء الموسوي الرتبــــــة
رقم العضوية : 6 الجنــس : التسجيل : 18/12/2012 عدد المساهمات : 2483 نقـــــــــاط التقيم : 4743 السٌّمعَــــــــــــــة : 2 علم بلدك : ادارة منتدى
| موضوع: رد: المقداد بن الأسود الجمعة مارس 15, 2013 11:29 pm | |
| | |
|
زينبية الطف الرتبــــــة
رقم العضوية : 6 الجنــس : التسجيل : 19/12/2012 عدد المساهمات : 562 نقـــــــــاط التقيم : 700 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : مراقب عام ومشرفة منتدى القسم الاسلامي
| موضوع: رد: المقداد بن الأسود السبت مارس 16, 2013 4:26 am | |
| كعادتك مواضيعك مميزة وجميله فشكراً لك من القلب وشكرالموضوعك الاكثر من رائع دمت بكل خير
| |
|