الشك من ناحيه اللغويه

الشك هو هذا الصوت المزعج في الجزء
الخلفي من عقلك الذى يظل يقول لك كل الأسباب التي تجعلك تشعر انك لا يمكن أن تنجح.
نستطيع أن نطلق عليها الخجل، والقلق، أو عدم الثقة بالنفس، ولكن أيا كان اسمها، فهى
يمكن أن تضر حياتك.

مفهوم الشك:
الشك من الناحية اللغوية:

يعني
الارتياب حول صدق وأمانة الآخرين,والشك من الظواهر الشائعة بين الناس, وان كان
الكثير لا يفصحون عنها.

الشك
فلسفياً:

عرف
"الجرجانى" الشك فى معجمه الفلسفى "التعريفات" بقوله: هو التردد بين النقيضين بلا
ترجيح لأحدهما على الأخر عند الشاك..
وقيل إن الشك هو ما إستوى طرفاه، وهو
الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب إلى أحدهما..
وهذا التعريف العربى القديم للشك
يؤدى المعنى الصحيح والشائع للشك عامة..
والذى يستخدمه الفلاسفة قديماً وحديثاً
فى الشرق والغرب..

تعريف
الشك في الدين الاسلامي:

قال تعالى : وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ
رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ " هود. وقوله
تعالى في سبأ: " وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ
بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ"

الشك:
هو التداخل الداعي إلى الغموض وعدم استبانة الأمور، والتردد. أما الريب فهو شك مع
تهمة مصحوبة بقلق النفس واضطرابها، والشك المريب هو التردد الموقع في القلق
والاضطراب.

الفرق بين الشك والريبة:

الشك :
هو تردد الذهن بين أمرين على حد سواء ، و أما الريب فهو شك مع تهمة ، و دل عليه
قوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه) و قوله تعالى (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على
عبدنا) فإن المشركين - مع شكهم في القرآن - كانوا يتهمون النبي بأنه هو الذي افتراه
و أعانه عليه قوم آخرون.

أنواع الشك:

هناك نوعان من الشك، الشك السوى
والشك غير السوى وهو الشك المرضى:

1-
الشك السوي:

الغيرة السوية هى الغيرة المحمودة
مثل غيرة الزوج على زوجته من الأغراب والزوجة على زوجها وهو حق مشروع وواجب وهى
طبيعة متأصلة فى النفس البشرية.

و
هناك مواصفات للشك السوى،
ويعتبر الشك وظيفة ذهنية وظاهرة صحية ودلالة على التمتع بالصحة النفسية إذا مورس
بغير إفراط وعكسه هو التصديق.

كل شخص يحتاج إلى درجة بسيطة من الشك لحمايته
من الوقوع فى بعض الأخطاء والتأكد والتيقن من الأمور أى أنه لحظة مؤقتة ننتقل بعدها
للحقيقة.

وعن سمات
الشك السوى:

•
اعتماد الشك على واقع موضوعى ويجب أن يجد الشكاك فى الموقف ما يجعله يشك.
• عدم
المبالغة فى الشك .

• أن يكون الشك نوعا من التفكير المنطقى والموضوعى
وخاليا من الحالات الانفعالية. أما إذا اصطبغ الشك بالوجدان والانفعال فإنه يكون
إسقاطا لما يعتمل فى النفس من اعوجاج وانحرافات نفسية.

• يجب أن ينتهى
بانتهاء الموقف الداعى للشك وموظفا بإزاء الموقف.
• أن يكون الشك مخصصا وليس
معمما، أى مبنى على موقف أو شخص أو فكرة
واحدة.

الشك
المرضي الغير سوي:

الشك المرضي...وفيه يعاني الفرد من أوهام اضطهادية يعتقد من خلالها أن الآخرين
يريدون إيذاءه وان هناك مكائد ومؤامرات تحاك ضده ,وهذا الشك لا ينمو مع المرء منذ
صغره ولا يشمل جميع الناس وجميع جوانب الحياة بل يركز على فكرة معينة تصل إلى درجه
الاعتقاد الجازم, وهذه الفكرة أو الاعتقاد يسيطر على المريض إلى درجة إنها تصبح
شغله الشاغل ويصبح همه دعمها بالأدلة وجمع البراهين .

الشك
المرضي له مضاعفات خطيرة مثل:

-
الطلاق والتفكك الأسري.
- مشاكل مع الجهات الرسمية وإزعاج السلطات الأمنية
والقضائية.
- مشاكل في العمل تؤدي لفقد الوظيفة بسبب الاستقالة أو الفصل نتيجة
سلوكه المضطرب.
- العنف الجسدي وربما ارتكاب جريمة القتل أو
الانتحار.

الجانب الإيجابي للشك :

من ناحية أخرى، هناك الجانب
الإيجابي للشك. يمكن للشك ان يقودك إلى آفاق جديدة عندما أشك في صحة مزاعم الآخرين،
وخصوصا عندما تكون تلك المزاعم تستند الى معلومات قديمه و وجهات نظر بالية. عندما
شك كولومبوس فى الإعتقاد التقليدي أن الأرض مسطحه و حاول أن يتأكد من هذه المعلومه
حقق إكتشافات عظيمه. شك آينشتاين فى ان تفسيرات الفيزياء التي يقدمها معاصريه غير
كافيه لتفسير طبيعة الفيزياء . هذه الشكوك دفعته الى تصور الأشياء على مستوى أعمق
بكثير و الخروج عن الحدود التى و ضعها سابقيه فى
الماضى.

اسأل
نفسك الآن : الى اين يقودك الشك ؟ ماذا ستفعل به؟ وكيف تسمح له أن يؤثر عليك؟

أهم الأشياء التي
يمكنك القيام بها مع الشك هو أن تعترف به و بوجوده داخلك ، ومن ثم تضعه في مكانه
الطبيعى مع مخاوفك وكوابيسك القديمة. يمكن للشكوك ان تكون إيجابيه و توفر لك خدمات
جليلة ، أو شكوك يمكن أن تقعدك عن الوصول الى المنطقه التى تطلق امكانات غير محدودة
لطاقاتك الكامنه. ما الذي تنوي القيام به انت مع الشكوك الخاصة
بك؟

كيف
تتغلب على الشك ؟

هناك عدة طرق للتغلب على الشك. كل شخص مختلف عن الآخر، لذلك عليك تجربه الآتى و
إختيار الأفضل لك . ثم استمر في استخدامها لتساعدك على بناء الثقة وإبعاد الأفكار
السلبية.

1.
التعرف على ما يسبب الشك في
حياتك : سجل فى قائمة العبارات التى تقولها لنفسك تثير هذه الشكوك، مثل "لا أستطيع
أن أفعل هذا" أو " أنا لست موهوبا بما فيه الكفاية" " هؤلاء الأشخاص لا يحبوا وجودى
معهم" " لا أحد يريد مساعتى فى العمل ".

2. التحدث مع أصدقائك وعائلتك : اطلب منهم
دعمك في التغلب على الشكوك الخاصة بك. تأكد أنهم سيعطوك الدعم الإيجابي و التشجيع
الذى تحتاجه للاستمرار في المحاولة.

3. قل شيئا ايجابيا لنفسك, في كل مرة تجد
نفسك تفكر فى رسالة سلبية: بدلا من التفكير "لا أستطيع أن أفعل هذا،" قل لنفسك
"أستطيع أن أفعل ذلك"، أو "أنا أتعلم كيفية القيام بذلك."

4.
ممارسة الرياضة وممارسة التنفس العميق عندما تشعر بضغط : أي وقت تشعر بالقلق، توقف
لحظة لتذكير نفسك على الاسترخاء وأخذ نفس عميق طويل.عند الزفير قل لنفسك شيئا
إيجابيا. قريبا سيكون هذا ردك الطبيعي على المواقف العصيبة.

5.
تطوع لمساعدة الآخرين : عند مساعدة شخص آخر، تشعر أنك أفضل تجاه نفسك.مساعده
الآخرين تشعرك بقوتك و قدرتك على الأداء.

6. محاولة شيء واحد جديد كل يوم : إذا كنت
خائفا من التحدث أمام الجمهور، أبدأ بالقول مرحبا لشخص جديد كل يوم. عندما لم يعد
ذلك يزعجك ان تبدا بالتحيه ، انتقل إلى الحديث مع شخص غريب تماما. استخدام خطوات
الطفل للوصول الى الهدف، اى تقدم خطوه خطوه لتتغلب على الشك الذي يمنعك أن تفعل
ذلك.

7.
راجع بعض الكتب المساعدة الذاتية : إقرأ فى مكتبتك المحلية كتب عن التغلب على القلق
وبناء الثقة بالنفس. وسوف توفر كل من هذه التمارين التى تمكنك من المحاولة و تساعدك
في التغلب على الشكوك التى تدور داخلك

ايها المتألقه
( عهد الوفاء)

ربي لايحرمنا من هذا القلم الذهبي

دمتي ودام قلمكي

شكرا مرورك العطر

سلمت يداك أختي العزيزة
ودمت بحفظ الله

» أحكام الشك في الصلاة