عند تنظيف مساحة صغيرة من الخشب بين مدينتي فليت و فارنبورو في هامبشاير في إنجلترا تم إيجاد بقايا مختبر بريطاني في شكل مبنى غامض مهجور من الصلب والزجاج ويبدو أنه مهجور منذ زمن طويل لم يدخل إليه أحد وهذا هو سبب قدرتنا على الحصول على مثل هذه الصور الآن حيث أن الموقع أصبح الآن جاذبًا للمستكشفين والمغامرين ولكن في وقت عمله كان هذا المكان أحد المواقع المحاطة بسرية كبيرة جدًا ولا يعلم عنه أي أحد أي معلومة كانت وقد قام المصور
Don Kiddick بنشر هذه الصور عبر موقعه على الإننترنت لكي يراها الناس
على الرغم من الهدوء الغارق فيه المكان في هذه الأيام إلا أنه ظل يعمل حوالي نصف قرن من الزمان لم يكن فيها بهذا الهدوء فقد كان أحد المواقع التي تستخدم لإختبارات تربينات الغاز الطبيعي التي يتم تصنيعها في
Pyestock كما يتم فيه إختبار كل كل أنواع محركات البخار والغار كما ان كل المحركات التي تحتاجها البحرية الملكية كان يتم إختبارها في هذا المكان
حتى ان المحركات السوفيتية التي كان يتم الحصول عليها خلسة كان يتم إختبارها في هذا المختبر وكان يُعد هذا المختبر أحد أسرار الامن القومي البريطاني
ويعتبر هذا الموقع مثالي لبناء مثل هذه المواقع السرية للغاية حيث أنه مكان هادئ بعيد عن الضجيج وتحيطه الأشجار بكثافة من كل جانب بحيث تغطي حركة الأشجار وأصواتها على الأصوات التي تخرج من المختبر
تم بناء هذا المكان في
عام 1949 مع بداية الحرب الباردة لتدعيم السرية وجنون العظمة الذي كانت تعاني منه الدول العظمى في هذه الأيام وقد بدأ العمل في هذا المختبر من خلال بعض الغرف البخار الصغيرة ولكن في
عام 1961 تم توسيع نطاق عمله وتزويده بخلايا كبيرة كافية لاختبار الطائرات الأسرع من الصوت وظل يعمل حتى تم إغلاقه
عام 2000 بشكل نهائي
تم بناء هذا المختبر على 4 مباني رئيسية وكانت الخلية رقم 4 تحتوي على أكبر غرفة إختبارات والتي تم إنشائها عام 1965 بتكلفة بلغت 10.4 مليون دولار وكانت الوحيدة والفريدة من نوعها في العالم وقد تم إستخدامها في إختبار المحركات الكونكورد ومحركات الطائرات الأسرع من الصوت واختبار شروط الطيران على إرتفاع 61000 قدم من سطح الأرض
وكان هناك مبنى قريب من موقع الإختبارات يسمى
Air House الذي كان على إتصال مع الخلية 4 والتي كان يمدها بالطاقة الضرورية لكل عمليات إختبارات القتال
وبعد فترة لم يستطيع
Air House تقديم كل الطاقة اللازمة للخلية رقم 4 لذلك تم بناء المولد التاسع لها من أجل مزيد من تسهيلات البحث عام 1965
وقد كان بقوة 6000 حصان والذي كان يمد كل من الخليتين 3 و4 بما تحتاج من الطاقة
تم بناء الخلية 3 عام 1961 وتم توصيلها ب Air House وكانت تستخدم في إختبار المحركات الكبيرة قبل بناء الخلية 4 لأن هذه الإختبارات كان ينتج عنها الكثير من الضوضاء
وتم بناء آخر خلية في المبنى غرب الخلية 3 وكانت أقل الخلايا في المساحة ولكنها كانت تحتوي على عدد أكبر من الغرف وكانت تستخدم في إختبار الظروف الجوية المختلفة على إرتفاع 30000 قدم حيث أنها تحتوي على أجهزة تساعد في خلق جو يشبه طبقات الجو العليا وكانت تعطي العلماء القدرة على إختبار تأثير الجليد على المحركات والطائرات الهيليكوبتر
في نهاية القرن العشرين وُجدت أجهزة أكثر تطورًا وأقل في التكلفة وأسهل في الإستخدام فبدأ المختبر يفقد أهميته تدريجيًا حتى صدر قرار بإغلاقه بعد أن تم نقل كل الملفات والمستندات الخاصة بالتجارب التي كانت تقام داخله إلى أماكن أكثر تطورًا وهناك بعض الأوقات لتحويل المكان إلى متحف للإستفادة من وجوده