مولد السراج المنير..
كانتِ الشمسُ تغربُ عن عيني وأنا واقفةٌ أراقبُ مغيبَها من خلالِ النافذةِ
وكانتْ صديقتي آمنةُ إلى جنبي تراقبني مندهشةً فقالتْ لي:
- ماالأمرُ يا صدّيقةُ هل تريدينَ من الشمسِ اليومَ أنْ لا تغيبْ؟؟
فقلتُ لها:
- لاولكنْ أبهرَني شعاعُها وخطفَ عيني جمالُها حتى تمنيتُ أنْ لا تغيبَ ويحلَّ الظلامُ بعدها
.آمنة:
حسناً أنا زرتك اليومَ لأجلِ دعوتكِ إلى مناسبةٍ نقيمُها غداً في بيتنا كي
نشعلَ الشموعَ ونوقدَ السراجَ الكبيرَ الذي يحتفظُ به والدي للمناسباتِ ثم
نأكلَ الحلوى ونقيمَ محفلاً نقرأُ فيه القرآنَ جميعاً.
صدّيقة: حقاً وماالمناسبة؟
آمنة: ألمْ تعلمي أننا في شهرِ ربيعٍ الأولِ وفي السابعِ عشرَ منهُ ذكرى مولدُ سيدِ الكائناتِ نبينا محمدٍ صلى الله عليهِ وآله؟
صدّيقة: نعم نعم عرفتُ، لقد أدخلتِ السرورَ على قلبي، وهل دعوتي بقيةَ صديقاتنا؟
آمنة: نعم وأنتِ تعلمينَ أنهنَّ قارئاتٌ للقرآنِ ومتفوقاتٌ في الدراسةِ.
((فالتفتَتْ صدّيقةُإلى يمينها وتناولتْ من الرفِّ مصحفاً وبدأتْ تقلبُ في صفحاتِهِ وقالت)):
صدّيقة: لقد ذكرتِ أنَّ في بيتِكُم سراجاً كبيراً تشعلونَهُ في المناسباتِ، أليسَ كذلك؟
آمنة: نعم ياصدّيقةُ وسوفَ ترينَهُ غداً في بيتنا إن شاءَ اللهُ، ما هو قصدكِ بهذا السؤال؟
صدّيقة: تذكرتُ كلمةَ السراجِ في القرآنِ الكريمِ وقد سمعتُ أبي يوماً يقولُ أنَّ نبينا محمداً(صلى الله عليهِ وآله)
هو السراجُ المنيرُ، انظري هنا في سورةِ الأحزابِ الآية/45-46((يأيها النبيُّ إنّا أرسلناكَ شاهداً ومبشراً ونذيراً ودَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاًمُّنِيراً))
وهنا في سورةِ نوحٍ الآية/16((..وجعلَ القمرَفيهنَّ نوراً وجعلَ الشمسَ سراجاً))
فنورُ نبينا شعَّ على البشريةِ بضياءِهِ وأخرجَ الناسَ منَ الظلماتِ إلى النورِ كما تشعُّ الشمسُ على الكونِ وتُجلي الظلامَ عنه.
آمنة:أحسنتِ يا عزيزتي، تغيبُ الشمسُ ويطلعُ القمرُ ولا تخلو الدنيا منهما..
الآنَ اسمحي لي أنْ أذهبَ فوالدتي بانتظاري وداعاً يا صدّيقةُ لا تَنسَيْ موعدَنا غداً.