أبو سجاد الرتبــــــة
رقم العضوية : 9 الجنــس : المواليد : 15/05/1973 التسجيل : 19/12/2012 العمـــــــــــــــــر : 51 البـــــــــــــــــرج : الأبـراج الصينية : عدد المساهمات : 10278 نقـــــــــاط التقيم : 14107 السٌّمعَــــــــــــــة : 6 علم بلدك : الموقع : منتديات اهل البيت عليهم السلام مشرف منتدى الامام علي عليه السلام
| موضوع: مرور الأمام الباقر عليه السلام على مدينة ( مدين ) الجمعة مارس 08, 2013 8:46 pm | |
| مروره على مدينة مدين ، وما قال لهم بعد إغلاقهم الباب
فلما شارفنا مدينة مدين قدم أبي غلمانه ليرتادوا لنا منزلا ويشروا لدوابنا علفا ، ولنا طعاما ، فلما قرب غلماننا من باب المدينة أغلقوا الباب في وجوهنا وشتمونا وذكروا علي بن أبي طالب فقالوا : لا نزول لكم عندنا ولا شراء ولا بيع يا كفار يا مشركين يا مرتدين يا كذابين يا شر الخلائق أجمعين فوقف غلماننا على الباب حتى انتهينا إليهم فكلمهم أبي ولين لهم القول وقال لهم اتقوا الله ولا تغلظوا فلسنا كما بلغكم ولا نحن كما تقولون فاسمعونا ، فقال لهم : فهبنا كما تقولون افتحوا لنا الباب وشارونا وبايعونا كما تشارون وتبايعون اليهود والنصارى والمجوس ، فقالوا : أنتم شر من اليهود والنصارى والمجوس لان هؤلاء يؤدون الجزية وأنتم ما تؤدون ، فقال لهم أبي : فافتحوا لنا الباب وأنزلونا وخذوا منا الجزية كما تأخذون منهم ، فقالوا : لا نفتح ولا كرامة لكم حتى تموتوا على ظهور دوابكم جياعا نياعا أو تموت دوابكم تحتكم ، فوعظهم أبي فازدادوا عتوا ونشوزا قال : فثنى أبي رجله عن سرجه ثم قال لي : مكانك يا جعفر لا تبرح ، ثم صعد الجبل المطل على مدينة مدين وأهل مدين ينظرون إليه ما يصنع ، فلما صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة وجسده ، ثم وضع إصبعيه في أذنيه ثم نادى بأعلا صوته " وإلى مدين أخاهم شعيبا " إلى قوله " بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين " نحن والله بقية الله في أرضه ، فأمر الله ريحا سوداء مظلمة فهبت واحتملت صوت أبي فطرحته في أسماع الرجال والصبيان والنساء ، فما بقي أحد من الرجال والنساء والصبيان إلا صعد السطوح ، وأبي مشرف عليهم ، وصعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السن ، فنظر إلى أبي على الجبل ، فنادى بأعلا صوته : اتقوا الله يا أهل مدين فإنه قد وقف الموقف الذي وقف فيه شعيب حين دعا على قومه ، فإن أنتم لم تفتحوا له الباب ولم تنزلوه جاءكم من الله العذاب فإني أخاف عليكم وقد أعذر من أنذر ، ففزعوا وفتحوا الباب وأنزلونا ، وكتب بجميع ذلك إلى هشام فارتحلنا في اليوم الثاني ، فكتب هشام إلى عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيقتله رحمة الله عليه وصلواته ، وكتب إلى عامل مدينة الرسول أن يحتال في سم أبي في طعام أو شراب ، فمضى هشام ولم يتهيأ له في أبي من ذلك شئ . ايضاح : وجدت الخبر في أصل كتاب الدلائل كما ذكر . وقال الجوهري السماطان : من النخل والناس : الجانبان . وقال في القاموس : البرجاس : بالضم غرض في الهواء على رأس رمح ونحوه مولد .
وفي الصحاح النوع بالضم اتباع للجوع والنائع اتباع للجائع ، يقال رجل جائع نائع ، وإذا دعوا عليه قالوا جوعا نوعا ، وقوم جياع نياع ، وزعم بعضهم [ أن ] النوع العطش والنائع العطشان .
- تفسير علي بن إبراهيم : أبي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمر بن عبد الله الثقفي ، قال : أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي زين العابدين من المدينة إلى الشام وكان ينزله معه ، فكان يقعد مع الناس في مجالسهم ، فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك ، فقال : ما لهؤلاء القوم ألهم عيد اليوم ؟ قالوا : لا يا ابن رسول الله ، ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم ، قال أبو جعفر : ولا علم ؟ فقالوا : من أعلم الناس قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى قال : فهلم أن نذهب إليه ؟ فقالوا : ذاك إليك يا ابن رسول الله ، قال : فقنع أبو جعفر رأسه بثوبه ، ومضى هو وأصحابه فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل .
قال : فقعد أبو جعفر وسط النصارى هو وأصحابه فأخرج النصارى بساطا ثم وضع الوسائد ثم دخلوا فأخرجوه وربطوا عينه فقلب عينيه كأنهما عينا أفعى ثم قصد أبا جعفر فقال له : امنا أنت أم من الأمة المرحومة ؟ فقال أبو جعفر من الأمة المرحومة ، قال : أفمن علمائهم أنت أم من جهالهم ؟ قال : لست من جهالهم ، قال النصراني : أسألك أو تسألني ؟ قال أبو جعفر تسألني فقال : يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول سلني إن هذا لعالم بالمسائل ، ثم قال : يا عبد الله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار أي ساعة هي ؟ قال أبو جعفر : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، قال النصراني : إذا لم تكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أي الساعات هي ؟ فقال أبو جعفر : من ساعات الجنة ، وفيها تفيق مرضانا . فقال النصراني : أصبت فأسألك أو تسألني ؟ قال أبو جعفر : سلني قال : يا معشر النصارى إن هذا لمليئ بالمسائل أخبرني عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون ولا يتغوطون أعطني مثله في الدنيا ؟ فقال أبو جعفر : هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط ، قال النصراني : أصبت ألم تقل ما أنا من علمائهم ؟ قال أبو جعفر : إنما قلت لك : ما أنا من جهالهم .
قال النصراني فأسألك أو تسألني ؟ [ قال أبو جعفر تسألني ] قال : يا معشر النصارى والله لأسألنه مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل فقال : سل ، قال : أخبرني عن رجل دنا من امرأة فحملت بابنين جميعا حملتهما ، في ساعة واحدة ، وماتا في ساعة واحدة ، ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد ، فعاش أحدهما خمسين ومائة سنة وعاش الآخر خمسين سنة من هما ؟ فقال أبو جعفر : هما عزير وعزرة كان حمل أمهما على ما وصفت ، ووضعتهما على ما وصفت ، وعاش عزرة وعزير فعاش عزرة مع عزير ثلاثين سنة ، ثم أمات الله عزيرا مائة سنة ، وبقي عزرة يحيى ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة قال النصراني : يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط أعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام ردوني فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر .
بيان : قوله : فربطوا عينيه ، لعلهم ربطوا حاجبيه فوق عينيه كما في الخرائج " فرأينا شيخا سقط حاجباه على عينيه من الكبر " وقد مر فيما رواه السيد " شد حاجبيه " ويحتمل أن يكون المراد ربط أشفار عينيه فوقهما لتنفتحا أو ربط ثوب شفيف على عينيه بحيث لا يمنع رؤيته من تحته لئلا يضره نور الشمس لاعتياده بالظلمة في الكهف .
قوله : لمليئ : أي جدير بأن يسأل عنه ، ثم اعلم أن قوله ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ليس من ساعات الليل والنهار ، لا ينافي ما نقله العلامة وغيره من إجماع الشيعة على كونها من ساعات النهار ، إذ يمكن حمله على أن المراد أنها ساعة لا تشبه سائر ساعات الليل والنهار ، بل هي شبيهة بساعات الجنة ، وإنما جعلها الله في الدنيا ليعرفوا بها طيب هواء الجنة ولطافتها و اعتدالها ، على أنه يحتمل أن يكون أجاب السائل على ما يوافق عرفه و اعتقاده ومصطلحه .
أقول : قد مر في باب احتجاجه من الخرايج أن الديراني أسلم مع أصحابه على يديه .
- قصص الأنبياء : بالاسناد عن الصدوق ، عن أحمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن علي بن عبد العزيز ، عن يحيى بن بشير عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله قال : بعث هشام بن عبد الملك إلى أبي فأشخصه إلى الشام ، فلما دخل عليه قال له : يا أبا جعفر إنما بعثت إليك لأسألك عن مسألة لم يصلح أن يسألك عنها غيري ، ولا ينبغي أن يعرف هذه المسألة إلا رجل واحد ، فقال له أبي : يسألني أمير المؤمنين عما أحب فإن علمت أجبته ، وإن لم أعلم قلت لا أدري ، وكان الصدق أولى بي ، فقال هشام : أخبرني عن الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب بما استدل الغائب عن المصر الذي قتل فيه علي ؟ وما كانت العلامة فيه للناس ؟ وأخبرني هل كانت لغيره في قتله عبرة .
فقال له أبي : إنه لما كانت الليلة التي قتل فيها علي لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلا وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر .
وكذلك كانت الليلة التي فقد فيها هارون أخو موسى .
وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون .
وكذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسى بن مريم .
وكذلك الليلة التي قتل فيها الحسين .
فتربد وجه هشام وامتقع لونه ، وهم أن يبطش بأبي ، فقال له أبي : يا أمير المؤمنين الواجب على الناس الطاعة لإمامهم والصدق له بالنصيحة ، وإن الذي دعاني إلى ما أجبت به أمير المؤمنين فيما سألني عنه معرفتي بما يجب له من الطاعة فليحسن ظن أمير المؤمنين ، فقال له هشام : أعطني عهد الله وميثاقه ألا ترفع هذا الحديث إلى أحد ما حييت ، فأعطاه أبي من ذلك ما أرضاه ، ثم قال هشام : انصرف إلى أهلك إذا شئت ، فخرج أبي متوجها من الشام نحو الحجاز ، وأبرد هشام بريدا وكتب معه إلى جميع عماله ما بين دمشق إلى يثرب يأمرهم أن لا يأذنوا لأبي في شئ من مدينتهم ولا يبايعوه في أسواقهم ، ولا يأذنوا له في مخالطة أهل الشام حتى ينفذ إلى الحجاز ، فلما انتهى إلى مدينة مدين ومعه حشمه ، وأتاه بعضهم فأخبره أن زادهم قد نفد ، وأنهم قد منعوا من السوق ، وأن باب المدينة أغلق ، فقال أبي : فعلوها أئتوني بوضوء فاتي بماء فتوضأ ثم توكأ على غلام له ثم صعد الجبل حتى إذا صار في ثنية استقبل القبلة فصلى ركعتين ، ثم قام و أشرف على المدينة ثم نادى بأعلا صوته وقال : " وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أريكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط * ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين * بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين " ثم وضع يده على صدره ثم نادى بأعلى صوته : أنا والله بقية الله ، أنا والله بقية الله قال وكان في أهل مدين شيخ كبير قد بلغ السن وأدبته التجارب وقد قرأ الكتب وعرفه أهل مدين بالصلاح فلما سمع الندا قال لأهله : أخرجوني فحمل ووضع وسط المدينة ، فاجتمع الناس إليه فقال لهم : ما هذا الذي سمعته من فوق الجبل ؟ قالوا : هذا رجل يطلب السوق فمنعه السلطان من ذلك وحال بينه وبين منافعه ، فقال لهم الشيخ : تطيعونني ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : قوم صالح إنما ولي عقر الناقة منهم رجل واحد وعذبوا جميعا على الرضا بفعله ، وهذا رجل قد قام مقام شعيب ونادى مثل نداء شعيب فارفضوا السلطان وأطيعوني واخرجوا إليه بالسوق فاقضوا حاجته ، وإلا لم آمن والله عليكم الهلكة ، قال : ففتحوا الباب وأخرجوا السوق إلى أبي فاشتروا حاجتهم ودخلوا مدينتهم ، وكتب عامل هشام إليه بما فعلوه وبخبر الشيخ ، فكتب هشام إلى عامله بمدين بحمل الشيخ إليه فمات في الطريق رضي الله عنه .
ايضاح : قال الجوهري تربد وجه فلان أي تغير من الغضب ، وقال يقال : امتقع لونه إذا تغير من حزن أو فزع .
أقول : قد مر الخبر بوجه آخر في باب معجزاته .
مناقب ابن شهرآشوب : أبو بكر بن دريد الأزدي ، باسناد له ، وعن الحسن بن علي الناصر بن الحسن بن علي بن عمر بن علي ، وعن الحسين بن علي بن جعفر بن موسى بن جعفر عن آبائهم كلهم عن الصادق قال : لما أشخص أبي محمد بن علي إلى دمشق سمع الناس يقولون : هذا ابن أبي تراب ، قال : فأسند ظهره إلى جدار القبلة ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال : اجتنبوا أهل الشقاق ، وذرية النفاق وحشو النار ، وحصب جهنم ، عن البدر الزاهر ، والبحر الزاخر ، والشهاب الثاقب وشهاب المؤمنين ، والصراط المستقيم ، من قبل أن تطمس وجوه فترد على أدبارها أو يلعنوا كما لعن أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا .
ثم قال بعد كلام : أبصنو رسول الله تستهزؤون ؟ أم بيعسوب الدين تلمزون ؟ وأي سبيل بعده تسلكون ؟ وأي حزن بعده تدفعون ؟ هيهات هيهات برز والله بالسبق وفاز بالخصل ، واستوى على الغاية ، وأحرز الخطار ، فانحسرت عنه الابصار ، و خضعت دونه الرقاب ، وفرع الذروة العليا ، فكذب من رام من نفسه السعي وأعياه الطلب ، فأنى لهم التناوش من مكان بعيد ، وقال : أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم أو سدوا مكان الذي سدوا أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا فأنى يسد ثلمة أخي رسول الله إذ شفعوا ، وشقيقه إذ نسبوا ، ونديده إذ فشلوا ، وذي قرني كنزها إذ فتحوا ، ومصلي القبلتين إذ تحرفوا ، والمشهود له بالايمان إذ كفروا ، والمدعى لنبذ عهد المشركين إذ نكلوا ، والخليفة على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا ، والمستودع لأسرار ساعة الوداع ، إلى آخر كلامه .
توضيح : أهل الشقاق أي يا أهل الشقاق عن البدر الزهر أي عن سوء القول فيه ، وذخر البحر أي مد وكثر ماؤه وارتفعت أمواجه ، والثاقب : المضئ ، و الصنو : بالكسر المثل وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد ، واللمز : العيب و الوقوع في الناس ، برز والله بالسبق : أي ظهر وخرج من بينهم بأن سبقهم في جميع الفضائل .
قوله : بالخصل أي بالغلبة على من راهنه في إحراز سبق الكمال .
قال الفيروزآبادي الخصل إصابة القرطاس وتخاصلوا تراهنوا على النضال وأحرز خصله وأصاب خصله غلب ، وخصلهم خصلا وخصالا بالكسر فضلهم انتهى .
والغاية : العلامة التي تنصب في آخر الميدان فمن انتهى إليه قبل غيره فقد سبقه ، والخطار بالكسر جمع خطر بالتحريك : وهو السبق الذي يتراهن عليه فانحسرت أي كلت عن إدراكه الابصار لبعده في السبق عنهم ، وفرع : أي صعد وارتفع أعلى الدرجة العليا من الكمال .
فكذب : بالتشديد أي صار ظهور كماله سببا لظهور كذب من طلب السعي لتحصيل الفضل ، وأعياه الطلب ومع ذلك ادعى مرتبته ، ويحتمل التخفيف أيضا و يمكن عطف قوله وأعياه على قوله كذب ، وعلى قوله رام ، والتناوش : التناول أي كيف يتيسر تناول درجته وفضله وهم في مكان بعيد منها ، أقلوا عليهم أي على أهل البيت .
قوله : وسدوا مكان الذي سدوا ، لعل المراد سدوا الفرج والثلم التي سدها أهل البيت من البدع والأهواء في الدين أو كونوا مثل الذين سدوا ثلم الباطل ، كما يقال سد مسده ، مؤيده قوله : فأنى يسد ، ويحتمل أن يكون من قولهم سد يسد أي صار سديدا قوله فأنى يسد أي كيف يمكن سد ثلمة حصلت بفقده بغيره .
والحال أنه كان أخا رسول الله إذ صار كل منهم شفعا بنظيره كسلمان مع أبي ذر ، وأبي بكر مع عمر ، والشقيق الأخ كأنه شق نسبه من نسبه ، وكل ما انشق نصفين كل منهما شقيق ، أي عده الرسول شقيق نفسه عندما لحق كل ذي نسب بنسبه ، ونديده أي مثله في الثبات والقوة إذ قتلوا وصرفوا وجوههم عن الحرب ، أو فشلوا من الفشل : الضعف والجبن .
قوله : وذي قرني كنزها إشارة إلى قول النبي له لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها ، ويحتمل إرجاع الضمير إلى الجنة وإلى الأمة وقد مر تفسيرها في كتاب تاريخه .
وقوله : إذ فتحوا أي قال ذلك حين أصابهم فتح أو أنه ملكه وفوض إليه عند كل الفتوح اختيار طرفي كنزها وغنائمها لكونها على يده وعلى تقدير إرجاع الضمير إلى الجنة يحتمل أن يكون المراد فتح بابها ، ويحتمل أن يكون إذ قبحوا على المجهول من التقبيح أي مدحه حين ذمهم ، والادعاء لنبذ عهد المشركين يمكن حمله على زمان النبي وبعده ، فعلى الأول المراد أنه لما أراد النبي طرح عهد المشركين والمحاربة معهم كان هو المدعى والمقدم عليه وقد نكل غيره عن ذلك فيكون إشارة إلى تبليغ سورة براءة وقراءتها في الموسم و نقض عهود المشركين وايذانهم بالحرب وغير ذلك مما شاكله ، وعلى الثاني إشارة إلى العهود التي كان عهدها النبي على المشركين فنبذ خلفاء الجور تلك العهود وراءهم فادعى إثباتها وإبقاءها والأول أظهر ، قوله : ليلة الحصار أي محاصرة ، المشركين النبي في بيته . | |
|