ان الله تعالى اخبر
ابراهيم
(عليه السلام)انه ابو المسلمين وهو أول الموحدين وأول من دعا الى التوحيد الحقيقي
وهو الذي زرع البذرة الاولى للاسلام فلما علم
ابراهيم
(عليه السلام)بذلك سأل ربه عن هذا الدين والى ماذا تؤول نهايته فاخبره الله انه
سيكون من سلالته وذريته نبي هو خاتم الأنبياء سيظهر الله على يديه الاسلام وتكون
أمته مسلمة ومن هذا النبي يكون الأئمة الاطهار الموحدون ويكون آخرهم والذي هو من
ذرية
ابراهيم
ـالمهدي الموعود الذي سينشر على يديه الدين وينشر الاسلام في كل ربوع المعمورة
وستملأالارض بقيامه عدلا وقسطاكما ملئت ظلما وجورا لذلك بادر ابراهيم (عليه
السلام)بالسؤال (ربي أرني كيف تحيي الموتى) لأنه لم يكتف بمجرد الاخبارفانه أراد
ان يسرى كيف يكون هذا الامر وهو أحياء الموتى وجمعهم للامام المهدي (عليه
السلام)فجاء الرد من المولى سبحانه وتعالى الى
ابراهيم
(عليه السلام)أو لم تؤمن ياابراهيم ؟الم تصدق بما أخبرتك به ؟فأجاب
ابراهيم
(عليه السلام) بلى –أي انني يارب مصدق بكل ما جاء من عندك ولكن ليطمئن قلبي –ولكن
هذه الرسالة لأن هذا الامر مهم جدا وأنت علام الغيوب فاردت ان اطمئن على أمرولدي
المهدي وما يكون من شأنه وشأن هذا الدين الذي هو خاتم الانبياءوأردت ان ارى ثمرة
هذه البذرة التي بذرتها وهي التوحيد فأجاب الله تعالى ((قال فخذ أربعة من الطير
فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتيك سعيا )) أي يابراهيم اذا
أردت ان ترى كيف أحيي لولدك الهدي أصحابه بعد ان كانوا أمواتا وأجمعهم اليه((فخذ
أربعة من الطير ))وهذه اشارة من الله الى الطيور بالملكوت وهم بحر المعارف الموحد
لله المتصل به وقد تاكد لنا ذلك في قوله تعالى ((واضمم يدك الى جناحك تخرج بيضاءمن
غير سوءآية اخرى)) كذلك أصحاب المهدي (عليه السلام )فان لديهم أجنحة يرتفعون بها
الى الملكوت ولذا أمر الله نبيه
ابراهيم
(عليه السلام بأن يأخذ أربعة من الطير اما لماذا أربعة من الطير فان اصحاب
الامام المهدي كما هو معروف من الروايات (313) وأولهم الاربعة المهديون الرئيسيون
الذين يقومون بجمع العدد الباقي من الاصحاب لذا فان الاصحاب يدورون مدار الاربعة
الاتاد ((ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا)) اشارة من المولى تبارك وتعالى الى ان
اصحاب المهدي (عليه السلام من عدة بلدان متفرقة ((ثم ادعهن يأتيك سعيا ))فقد
جاء في الروايات ان
ابراهيم (عليه
السلام) دعا باسم الله الاكبر وان الوارد في روايات أهل البيت (صلوات الله وسلامه
عليهم) ان المهدي عليه السلام)عندما يقوم يسند ظهره على جدار الكعبة وينادي
بالعبرانية باسم الله الاكبر فيجتمع اليه اصحابه قزعا كقزع الخريف فعن المفضل بن
عمر عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال: (اذا أذن الامام دعا باسم الله العبراني
الاكبر فأتيحت له اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر قزعا كقزع الخريف وهم اصحاب
الالوية ومنهم من يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم ابيه وحسبه ونسبه قلت
:جعلت فداك .أيهم أعظم ايمانا؟