لقد أوصى الإمام الكاظم أصحابه بالاقتصاد في حياتهم المعيشية ونهاهم عن التبذير والإسراف، لأن بهما زوال النعمة.
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): (من اقتصد وقنع بقيت عليه النعمة، ومن بذّر وأسرف زالت عنه النعمة).
وقال (عليه السلام): (ما عال امرؤ اقتصد).
وكما هو معلوم لدى الجميع أن جوهر الدين الإسلامي المحافظة على مصالح الناس كافة وهو دين العدالة والاعتدال، لذلك كان من معالم الاقتصاد الإسلامي منع التبذير لأنه إضاعة للأموال وفساد للأخلاق، وإثارة للحقد والميوعة والتحلل. قال الإمام علي (عليه السلام): (ما جُمع مال إلا من شحّ أو حرام) فالمال في الإسلام هو مال الله والإنسان على هذه الأرض في حياته المؤقتة طالت أم قصرت هو ناقل هذا المال يتصرف فيه لفترة معينة ثم ينتقل منه إلى غيره كما نقل إليه هو السلف. وهكذا هي الحياة مستمرة من السلف إلى الخلف. فعلينا أن لا نبخل على أنفسنا فنكون قد جمعنا
لغيرنا وأن لا نسرف وبنذر ما تعبنا في تحصيله أو ما ورثناه من أهلنا فخير الأمور أوسطها. وهذا يعود بلا ريب إلى حسن التدبير ودقة التقدير. فلا نقبض بأيدينا ولا نبسطها كل البسط.
حتى الكرم، وهي صفة محببة عند الناس وعند الله إذا ما زاد عن حدّه يصبح تهوساً وتهوراً وتضيع الفائدة المرجوّة منه.
لكن هذا المال الحلال يحصله الإنسان بالعمل الجاد لذلك حذر الإمام (عليه السلام) من الكسل